أحمد جدعان الشايب : ابتسامتها سلسبيل
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب ( كاذب من يصلي إذا لم يجد ما يفعله غير الصلاة ) الدكتور مسعود بوبو ...................................................................................كان عدد من أهل البلدة في حالة من الرضى والسعادة، يوم وجد يونس عملا عند الحكومة، وقبلها كان يعيش بينهم في ضائقة مالية، يكدّ ليبدّل ليالي الفقر والحرمان والحاجة، بلحظات من الراحة والاطمئنان، كان يعمل عند بعضهم أعمالاً يعجز عنها عدد من الرجال معاً، فينتقل من أعمال البناء إلى جني المحاصيل، وحمل المؤونة على ظهره، إلى العزق والفلاحة، ونقل الحجارة والتراب من الحقول، يستخدمونه بأجر زهيد، وينظرون إليه نظرة إشفاق، رغم أنه يسعى باستمرارليكون مثلهم في محل تقدير واحترام، أو على الأقل في خانة المقبول.كان شيخ المسجد يحرجه أمام الناس، ففي كل مرة يشاهده أو يلتقي به، يرفع صوته ناصحا :(صلّ يا يونس.. لم ينقصك غير أن تصلي.. صلّ يا يونس صلّ).كان يونس مثل كثير من فتيان البلدة، يصلي يوما أو يومين، ثم يعود إلى إهماله من جديد.تمر علينا الأيام فتتداولنا، وتتقلّب بنا الظروف والأحوال، لتسكب فينا أحزانها ومآسيها، وكثيرا ما تنطوي ذواكرنا لتخبئ ما لا يتقبله المجتمع من أفعال، أو نقوم نحن بكبت مشاعرنا لتطفئ ما يتّقد في الوعي من ذكريات، ليجد المرء ولدنة الأبناء عبثا، وطيش المراهقة الحلو جهلاً وضياعا، ومعارضة اليافع تحدّيا وتمرّداً، وكرم الشباب تبذيرا، وصحبة الآخرين تهوّرا وانفلاتاً.لم يستمر وضع يونس في بلدته طويلاً، لقد صار موظفا، أمضى أكثر من نصف عمره رئيساً لمفرزة الجمارك، يبدو لمن يحدّثه، صارماً في كل ما يتعلق بالوطن وحدوده، يسرد طُرفاً وحوادث جرت في ليالي خدمته الطويلة، فيسيطر على حملة تهريب، أو يقمع مجموعة أخرى تتسلل عبر الأسلاك الشائكة، أو يسيطر على شاحنة محمّلة بالمواد الممنوعة والخطيرة على البلاد، يوحي لمن يسمعه يتحدث عن بطولاته الجمركية، كأنه حامي حمى البلاد، وبدونه لا يستقيم وضع حدود البلاد مع البلاد المجاورة، وحين يتم نقله من مفرزة إلى أخرى، تنتابه الخشية من الجهة الجديدة التي ينتقل إليها، بعد أن تعب في تعزيز العلاقة مع المهربين، في مفرزته التي يودّعها، فتمر عليه ليلة من السهد، وهو يفكر في طبيعة المفرزة الجديدة، وعناصرها، والأفراد المهربين على حدودها، وفي النهاية، ينتقل ليتعرف على كل هؤلاء في وقت قصير، ويتفق معهم على كل شيء.حين أنهى يونس خدمته وعاد إلى بلدته، ظهرت عليه علائم الثراء، بنى قصرا من حجر متنوع الألوان، اشترى كل ما طرحه الناس للبيع من أرض ومحلات، اشترى شاحنة صغيرة لنقل أرزاق المزارع إلى الأسواق، وزع أبناءه على المزارع والمحلات، وكانوا يتقاضون أجرا عن عملهم لديه لا يرضيهم.بعد أن استقرّ وضعه المالي كما يشاء، ظل يشعر بالمجتمع من حوله، يتعامل معه بحذر، وبعضهم القليل يشيد فيه، ويهتم به، لكنه فكر كثيرا في حالته، فو جد السر، وعليه أن يتخذ طريقة يغير بها من نظرة المجتمع له، وخاصة إمام الجامع، هو لا يحتاج تعاطف الناس معه في أي شيء، ولا يريد إشفاقهم، لكنه يرغب أن يعيش بينهم كعنصر مهم يختلف عن يونس قبل عودته إلى البلدة، تلك مرحلة مضت، أما الآن فهو يرى نفسه متميزا عن كثير من رجال القرية، فلماذا لا ينظرون إليه نظرة مختلفة؟. وعليهم أن يحسبوا له حسابا أيضا.راح يقلّب الأمور في ذهنه حتى اهتدى إلى حل مناسب ونهائي، حضّر نفسه للذهاب إلى أرض الحجاز، الأرض المقدسة، في موسم الحج، وحين عاد مع العائدين، صار اسمه الحاج يونس، فأطلق لحيته، وغلّف صلعته بطاقية بيضاء مطرزة بحرير أبيض وأخضر، وعلّق على ......
#ابتسامتها
#سلسبيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734553
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب ( كاذب من يصلي إذا لم يجد ما يفعله غير الصلاة ) الدكتور مسعود بوبو ...................................................................................كان عدد من أهل البلدة في حالة من الرضى والسعادة، يوم وجد يونس عملا عند الحكومة، وقبلها كان يعيش بينهم في ضائقة مالية، يكدّ ليبدّل ليالي الفقر والحرمان والحاجة، بلحظات من الراحة والاطمئنان، كان يعمل عند بعضهم أعمالاً يعجز عنها عدد من الرجال معاً، فينتقل من أعمال البناء إلى جني المحاصيل، وحمل المؤونة على ظهره، إلى العزق والفلاحة، ونقل الحجارة والتراب من الحقول، يستخدمونه بأجر زهيد، وينظرون إليه نظرة إشفاق، رغم أنه يسعى باستمرارليكون مثلهم في محل تقدير واحترام، أو على الأقل في خانة المقبول.كان شيخ المسجد يحرجه أمام الناس، ففي كل مرة يشاهده أو يلتقي به، يرفع صوته ناصحا :(صلّ يا يونس.. لم ينقصك غير أن تصلي.. صلّ يا يونس صلّ).كان يونس مثل كثير من فتيان البلدة، يصلي يوما أو يومين، ثم يعود إلى إهماله من جديد.تمر علينا الأيام فتتداولنا، وتتقلّب بنا الظروف والأحوال، لتسكب فينا أحزانها ومآسيها، وكثيرا ما تنطوي ذواكرنا لتخبئ ما لا يتقبله المجتمع من أفعال، أو نقوم نحن بكبت مشاعرنا لتطفئ ما يتّقد في الوعي من ذكريات، ليجد المرء ولدنة الأبناء عبثا، وطيش المراهقة الحلو جهلاً وضياعا، ومعارضة اليافع تحدّيا وتمرّداً، وكرم الشباب تبذيرا، وصحبة الآخرين تهوّرا وانفلاتاً.لم يستمر وضع يونس في بلدته طويلاً، لقد صار موظفا، أمضى أكثر من نصف عمره رئيساً لمفرزة الجمارك، يبدو لمن يحدّثه، صارماً في كل ما يتعلق بالوطن وحدوده، يسرد طُرفاً وحوادث جرت في ليالي خدمته الطويلة، فيسيطر على حملة تهريب، أو يقمع مجموعة أخرى تتسلل عبر الأسلاك الشائكة، أو يسيطر على شاحنة محمّلة بالمواد الممنوعة والخطيرة على البلاد، يوحي لمن يسمعه يتحدث عن بطولاته الجمركية، كأنه حامي حمى البلاد، وبدونه لا يستقيم وضع حدود البلاد مع البلاد المجاورة، وحين يتم نقله من مفرزة إلى أخرى، تنتابه الخشية من الجهة الجديدة التي ينتقل إليها، بعد أن تعب في تعزيز العلاقة مع المهربين، في مفرزته التي يودّعها، فتمر عليه ليلة من السهد، وهو يفكر في طبيعة المفرزة الجديدة، وعناصرها، والأفراد المهربين على حدودها، وفي النهاية، ينتقل ليتعرف على كل هؤلاء في وقت قصير، ويتفق معهم على كل شيء.حين أنهى يونس خدمته وعاد إلى بلدته، ظهرت عليه علائم الثراء، بنى قصرا من حجر متنوع الألوان، اشترى كل ما طرحه الناس للبيع من أرض ومحلات، اشترى شاحنة صغيرة لنقل أرزاق المزارع إلى الأسواق، وزع أبناءه على المزارع والمحلات، وكانوا يتقاضون أجرا عن عملهم لديه لا يرضيهم.بعد أن استقرّ وضعه المالي كما يشاء، ظل يشعر بالمجتمع من حوله، يتعامل معه بحذر، وبعضهم القليل يشيد فيه، ويهتم به، لكنه فكر كثيرا في حالته، فو جد السر، وعليه أن يتخذ طريقة يغير بها من نظرة المجتمع له، وخاصة إمام الجامع، هو لا يحتاج تعاطف الناس معه في أي شيء، ولا يريد إشفاقهم، لكنه يرغب أن يعيش بينهم كعنصر مهم يختلف عن يونس قبل عودته إلى البلدة، تلك مرحلة مضت، أما الآن فهو يرى نفسه متميزا عن كثير من رجال القرية، فلماذا لا ينظرون إليه نظرة مختلفة؟. وعليهم أن يحسبوا له حسابا أيضا.راح يقلّب الأمور في ذهنه حتى اهتدى إلى حل مناسب ونهائي، حضّر نفسه للذهاب إلى أرض الحجاز، الأرض المقدسة، في موسم الحج، وحين عاد مع العائدين، صار اسمه الحاج يونس، فأطلق لحيته، وغلّف صلعته بطاقية بيضاء مطرزة بحرير أبيض وأخضر، وعلّق على ......
#ابتسامتها
#سلسبيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734553
الحوار المتمدن
أحمد جدعان الشايب - ابتسامتها سلسبيل