الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد المحسن : دموع غزيرة بحجم المطر..تنسكب على خد نحاسي هرم
#الحوار_المتمدن
#محمد_المحسن أنا متعَب كزيتونة أحرقها الصقيع..كزهرة لوز تناستها الفصول..كيتيم يسير حافيا على ثلج الدوروب..متعَب..والزمان ابتلاني..مجوسية قصتي..معبد النار فيها..وقلبي على عجل للرحيل..أيا ناقتي..وعد الله عليَّ..لن تثقَلي بالرحيل.."أسافر أحيانا عبر الغيوم الماطرة..وأرحل إلى مدن لا رفيق لي فيها ولا صديق..وأحطّ رحالي بتلك البقاع القصيّة كطير غريب حطّ على غير سربه..أحتاج أبي الآن كي ألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالأســى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلوا بظلي في زمن القحط والجدب..لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي..وحروفَ إسمي..آه أمّي..كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟!أمّي التي خاضت تجربة الحياة بمهارة..مازالت ظلالها ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..مازالت هنا رابضة على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..وما زالت أسمع تراتيلها وصلواتها كلّما مرّت الرّيح بحذوي..مازلت أرى طيفها في الأيّام الشتائية الماطرة حين السحب تترجّل على الأرض ضبابا..أستجدي عطفها أحيانا..فتتسربل بالغيم وتتوارى خلف الهضاب..أبكي قليلا ثم أقتات من مهجة الليل..وأنام..أما أنت يا-غسان-يا مهجة الروح:اقتادتك-الموت-يا غسان- من يد روحك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض. ولكن..الأبناء البررة يولدون مصادفة في الزّمن الخطإ،ويرحلون كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضون في الليل كشهاب على عتبات البحر..إبني ومهجة روحي:منذ رحيلك وأنا أحاول مجاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما انبجس-عطرك-من منعطفات الثنايا..ماذا تعني كلمات أو مفردات:منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟لا شيء..سوى الفراغ الذي كنت تملأه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..الآن بعد رحيلك-القَدَري-أعيد النظر في مفاهيم كثيرة،ربما كانت بالأمس قناعات راسخة،الآن تبدو لي الحياة بكل مباهجها كأنّها مهزلة وجودية مفرغة من أي معنى سوى الألم والدموع..غسان:الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي.الزمان المفعم بإشراقات القصيد،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة وضربة الأقدار..تطاوين الجاثمة على تخوم الجرح ترثيك.فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان.نائم هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..سيسألني العابرون :إلى أين؟في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى الجنوب.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-مقبرة تطاوين المدينة-تضيئ القبور بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول-شارع طارق بن زياد-الذي أحببته،حيث يرثيك أبنا ......
#دموع
#غزيرة
#بحجم
#المطر..تنسكب
#نحاسي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714939
محمد المحسن : دمع سخي..منسَكب على خد نحاسي
#الحوار_المتمدن
#محمد_المحسن "إذا أردتَ ألا تخشى الموت،فإنّ عليك ألاّ تكفّ عن التفكير فيه" (snénèque)الإهداء: إلى أبتي ذاك الذي تجاوز الثمانين بجمس عجاف،والتهم الحياةَ قبل أن يلتهمه الموت ذات مساء دامع..بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء..المطر يغسل الفضاء، وحبّاته تسقط على الأرض فتتناثر أشبه بخيالات تولد وتندثر، وعلى المدى تنطرح الأضواء فوق المستشفى الأكثر بياضا من العدم، تذكّر أنّ ثمّة بشرا يعيشون أيضا..لقد اكتشف الطبيب الصّارم-المرضَ الخبيث-الذي توغّل في رئة أبي وبدأ ينخرها بشراهة فجّة، مما جعله يحدّد موته برتابة إدارية مرعبة!..هذا الإكتشاف المفجع أجبرني على العودة به إلى البيت حيث سيكون الوداعأنا الآن،مثقل الذهن من رؤياه، مكدود المشاعر، إلا أنّ تألّمه لم يكن يثير من الألم بي، أكثر مما يثير سخريتي من الحياة، فإنتهاء الإنسان إلى مثل هذا المصير لا سيما بعد أكثر من نصف قرن قضاه يعطي الحياةَ حيويّته ونضارة صباه، هو ضرب من العبثيّة التي لم أستسغ كنهها بما فيه الكفاية..لقد غدا أبي في عداد الميت، وانخرط في عدّ أيّامه بصبر الأنبياء..هكذا بعد أكثر من نصف قرن أعطى فيه الحياة أضعاف ما أخذه، يحيله المرض إلى كتلة من عذاب..فجر يوم الإربعاء.. على الساعة الخامسة ألما :إنّه ليس معقولا أن يموت أبي،كما أنّه ليس معقولا أيضا أن يعيشَ على تخوم الألم،ومع ذلك فلا شموخه فوق زخّات العذاب عجّل برحيله، ولا أنا قبلت بأن يموت، رفضان في تناقض محتدم،إلا أنّهما محتدمان بصورة قدرية..وذلك هو جوهر أحزاني..قبيل إنبلاج الصّبح بقليل سرحت فيما يبدو أكثر مما ينبغي فأغفيت"..رغبت في البكاء، بكيت دون دموع..تراءى لي والدي بوجهه المهيب، ورجولته الفيّاضة، خيّل إليَّ أنّه عاتب عليَّ"أنت نسيتني-قال لي-ومن حقّك أن تنساني..فمَن غاب عن العين ينساه القلب..!"صرخت بملء العقل والقلب والدّم:" لا يا أبتي لن أنساك..لن يطويك الزّمن..لن يباعد بيننا..الزّمن لن يطوي أمثالك ممن خبروا شعاب الجبال، وقفْر البراري..ستعود كما كنت جوّاب آفاق يصبر على المكاره..ليس من السّهل أن تتوارى خلف التخوم،ولا أن تضيع ولا أن تموت..ولا أن.." استفقت على أبي يئنّ بصمت حزين..لقحته فوق ذراعيَّ ومشيت به، فشعرت كأنني أحمل كيسا من العظام..أدخلته"دورة المياه" وأمسكت بيديه حتى إنتهى،ثم حملته من جديد..كان حزنا صعب المراس يلتحف بأضلاعي..صباح يوم الخميس..على الساعة السادسة حزنا:دخلت الغرفة فرأيت أبي مسجى،وقد تميّع مرضا،وتحلّقت حوله أخواتي،انقبض قلبي بسرعة وأسرعت إلى جانبه، كانت شفتاه تتحركان وعيناه مغمضتين بعنت وألم، وهيكله هامدا ساكن النبض..اقتربت منّي أمّي وهمست في أذني بصوت مكتوم:" لا تحزن يا ابني..الحزن ماء غريب لا يغسل ما يجب غسله إلا في لحظات هاربة".." لا يا أمّي..إنني حزين..الحزن حالة من الهمود كالقهوة التي تفور وتفور، ثم تتراجع وتستقر في قاع الركوة.أنا قهوة فارت وهمدت..جسد يتلوّى في فيض الألم..أنا كتلة من ألم..ترى يا أمي، هل سيطوي الموت جناحيه الأسودين على أبي..؟ إلتفت صوبه ثانية، فرأيته يعضّ شفته السفلى بعنف وقد تيبّست يده تحت جنبه الأيمن..وتهادت الأوجاع على صفحة وجهه غائمة كأطياف مراكب الصّيد عند الغسق..عند المساء:حين الظلمة تبرك على الإمتداد على حيّ نابت في مكان ما من الجنوب..تتحرّك كائنات بشرية وسط الفراغ، وتتململ بعض الأصوات التي تحملها الأحزان وتطوّح بها بين أركان البيت..في تلك اللحظات المنفلتة من عقال الزمن..يتوجّع السكون ويصاب الصّمت النبيل بجراح يفقد على إثرها اللّيل سرّه.. ......
#سخي..منسَكب
#نحاسي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716046