بلال سمير الصدّر : مدام ادواردة:مقدمة عن جورج باتاي
#الحوار_المتمدن
#بلال_سمير_الصدّر مدام ادورادة هو كتاب أو حكاية قصيرة جدا للفيلسوف الفرنسي جورج باتاي،وعلى صغر حجم هذه الرواية وقصرها،إلا انها تبدو من ناحية أخرى عبارة عن اختصار مكثف لكل فلسفة جورج باتاي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى،وان كان محور القصة من ناحية نظرية سطحية،هو حلم عن الشهوة كحلم الاحتلام تماما،مع اضفاء الكثير،بل الكثير جدا من الصيغ المعرفية والدلالية ذات العلاقة الكبرى بجورج باتاي.إذا ربطنا هذه القصة (بحلم الشهوة)،فليس من الغريب اذا ان ننعت القصة بالسوريالية،فالعالم الذي تدور فيه القصة هو عالم ضيق مشبع بسوريالية مكثفة أكثر تكثيفا من افلام ديفيد لينش،ومن الناحية الفلسفية هي اكثر عمقا من السوريالية نفسها،فالنموذج الطبيعي لهذه القصة هو العالم السوريالي،بينما القصة –حسب فهمنا لفلسفة باتاي المضطربة-هي عن الايروسية المرتبطة بالانتهاك والتجلي الالهي كما يراه جورج باتاي،اي الانتهاك المرتبط تماما بالمقدس.فلا انتهاك بلا مقدس علما ان فكرة الانتهاك بحد ذاتها عند باتاي تتعرض للتحلل والتفكك حسب الواقع التاريخي التي كانت تدور فيه،وحسب افكرة المسيطرة في تلك الحقبة من الزمن.العالم في مدام دورادة،هو عالم منبعث من العالم الداخلي للشاب غير مذكور الاسم،وهو الذي يحكي القصة بلغته ومن خلال عينيه،والشعور الذي يحيط به من كل ناحية هو الشعور الايروسي التام،بحيث يمر في تجربة نفسية خارق نطاق سيطرة الوعي الذي يرى كل ما يحدث،بحيث ان كل اعضاء جسده نائمة معطلة عن اي فعل مضاد أمام القوة الانتشائية للشهور الجنسية.حالته الجنسية(الانهماك المسيطر تماما على الجسد) يقوده الى مجموعة من الفتيات يختار منهم مدام دورادة التي تنظر بقوة الى الامام نحو الموت.الموت يعني أنها الأكثر شهوانية من جميعهن،انها التي ستدفع نفسها الى اللذة القصوى،الى الحالة الاندماجية بين الانسان والحيوان...انها بعيدة عن الاشمئزاز الذي توحي به الرغبة.يتحرك الشاب لكي يغمسها بقبلة شهوانية ذات حد اقصى من الانحطاط،كلا هما في ظل ادراك مكثف للحالة الايروسية...كلاهما فقط،يعاني من الانتشاء والشعور يدرك العالم من خلال هذا الانتشاء...انه الاسراف أو الحالة القصوى من ادراك الوجود....لايصل الانسان الى هذا الادراك المكثف إلا من خلال تجاوز الكينونة الاعنيادية (الروتينية) التكرارية في هذا العالم...كما يرى باتايانها الحالة من الوجود التي يكون فيها الادراك في وجود مختلف،او من الممكن في عالم آخر من الادراك الجواني للعالم...هي حالة الرعشة الجنسية التي تدرك لوحدها تماما في حال حصولها،ومن المستحيل ادراك غيرها...هي حالة النشوى الفصوى أو التجلي كمن يدرك عالم ليس بهذا العالم.يقول جورج باتاي(مدخل لقراءة مدام دورادة) من كتاب الايروسية:فالكينونة(كينونة الانتشاء) متاحة لنا في تجاوز لايمكن تحمله للكينونة(الكينونة الاعتيادية)،حيث لايقل وزن هذا التجاوز عن وزن الموت ،وطالما ان هذه الكينونة تتاح لنا في الموت بنفس القدر الذي تسحب فيه منا،فانه علينا ان نبحث عنها في الاحساس بالموت،اي ان هذه اللحظات العصبية التي يتهيأ لنا فيها اننا نموت،ذلك ان الكينونة لاتكون فيها إلا على وجه الاسراف...أي عندما يتقاطع الخوف الأقصى مع الفرح الأقصى....انتهى الاقتباس والعبارة بين قوسين هي من قبل الناقد....لكن لنتوقف قليلا عند هذه الفلسفة المضطربةدعوان نبدا من اللحظة التي يتقاطع فيها الخوف الأقصى مع الفرح الأقصى...هذه اللجظة هي اللحظة الايروسية،فإن كانت اللحظة الأيروسية هي لحظة الفرح الاقصى وهذا مفهوم من الجميع،إلا أنها وفي نفس الوقت لحظة الخ ......
#مدام
#ادواردة:مقدمة
#جورج
#باتاي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736922
#الحوار_المتمدن
#بلال_سمير_الصدّر مدام ادورادة هو كتاب أو حكاية قصيرة جدا للفيلسوف الفرنسي جورج باتاي،وعلى صغر حجم هذه الرواية وقصرها،إلا انها تبدو من ناحية أخرى عبارة عن اختصار مكثف لكل فلسفة جورج باتاي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى،وان كان محور القصة من ناحية نظرية سطحية،هو حلم عن الشهوة كحلم الاحتلام تماما،مع اضفاء الكثير،بل الكثير جدا من الصيغ المعرفية والدلالية ذات العلاقة الكبرى بجورج باتاي.إذا ربطنا هذه القصة (بحلم الشهوة)،فليس من الغريب اذا ان ننعت القصة بالسوريالية،فالعالم الذي تدور فيه القصة هو عالم ضيق مشبع بسوريالية مكثفة أكثر تكثيفا من افلام ديفيد لينش،ومن الناحية الفلسفية هي اكثر عمقا من السوريالية نفسها،فالنموذج الطبيعي لهذه القصة هو العالم السوريالي،بينما القصة –حسب فهمنا لفلسفة باتاي المضطربة-هي عن الايروسية المرتبطة بالانتهاك والتجلي الالهي كما يراه جورج باتاي،اي الانتهاك المرتبط تماما بالمقدس.فلا انتهاك بلا مقدس علما ان فكرة الانتهاك بحد ذاتها عند باتاي تتعرض للتحلل والتفكك حسب الواقع التاريخي التي كانت تدور فيه،وحسب افكرة المسيطرة في تلك الحقبة من الزمن.العالم في مدام دورادة،هو عالم منبعث من العالم الداخلي للشاب غير مذكور الاسم،وهو الذي يحكي القصة بلغته ومن خلال عينيه،والشعور الذي يحيط به من كل ناحية هو الشعور الايروسي التام،بحيث يمر في تجربة نفسية خارق نطاق سيطرة الوعي الذي يرى كل ما يحدث،بحيث ان كل اعضاء جسده نائمة معطلة عن اي فعل مضاد أمام القوة الانتشائية للشهور الجنسية.حالته الجنسية(الانهماك المسيطر تماما على الجسد) يقوده الى مجموعة من الفتيات يختار منهم مدام دورادة التي تنظر بقوة الى الامام نحو الموت.الموت يعني أنها الأكثر شهوانية من جميعهن،انها التي ستدفع نفسها الى اللذة القصوى،الى الحالة الاندماجية بين الانسان والحيوان...انها بعيدة عن الاشمئزاز الذي توحي به الرغبة.يتحرك الشاب لكي يغمسها بقبلة شهوانية ذات حد اقصى من الانحطاط،كلا هما في ظل ادراك مكثف للحالة الايروسية...كلاهما فقط،يعاني من الانتشاء والشعور يدرك العالم من خلال هذا الانتشاء...انه الاسراف أو الحالة القصوى من ادراك الوجود....لايصل الانسان الى هذا الادراك المكثف إلا من خلال تجاوز الكينونة الاعنيادية (الروتينية) التكرارية في هذا العالم...كما يرى باتايانها الحالة من الوجود التي يكون فيها الادراك في وجود مختلف،او من الممكن في عالم آخر من الادراك الجواني للعالم...هي حالة الرعشة الجنسية التي تدرك لوحدها تماما في حال حصولها،ومن المستحيل ادراك غيرها...هي حالة النشوى الفصوى أو التجلي كمن يدرك عالم ليس بهذا العالم.يقول جورج باتاي(مدخل لقراءة مدام دورادة) من كتاب الايروسية:فالكينونة(كينونة الانتشاء) متاحة لنا في تجاوز لايمكن تحمله للكينونة(الكينونة الاعتيادية)،حيث لايقل وزن هذا التجاوز عن وزن الموت ،وطالما ان هذه الكينونة تتاح لنا في الموت بنفس القدر الذي تسحب فيه منا،فانه علينا ان نبحث عنها في الاحساس بالموت،اي ان هذه اللحظات العصبية التي يتهيأ لنا فيها اننا نموت،ذلك ان الكينونة لاتكون فيها إلا على وجه الاسراف...أي عندما يتقاطع الخوف الأقصى مع الفرح الأقصى....انتهى الاقتباس والعبارة بين قوسين هي من قبل الناقد....لكن لنتوقف قليلا عند هذه الفلسفة المضطربةدعوان نبدا من اللحظة التي يتقاطع فيها الخوف الأقصى مع الفرح الأقصى...هذه اللجظة هي اللحظة الايروسية،فإن كانت اللحظة الأيروسية هي لحظة الفرح الاقصى وهذا مفهوم من الجميع،إلا أنها وفي نفس الوقت لحظة الخ ......
#مدام
#ادواردة:مقدمة
#جورج
#باتاي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736922
الحوار المتمدن
بلال سمير الصدّر - مدام ادواردة:مقدمة عن جورج باتاي