الحوار المتمدن
3.06K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ملهم جديد : ندامة الأرمني
#الحوار_المتمدن
#ملهم_جديد سيتذكر آغوب سركسيان اليوم الذي انتظره لمدة ستين عاما ، كواحد من أسوء الأيام التي مرت في حياته . و لسوف يتذكر أيضا ، و بأسى مضاعف ، ما صرفه من نقود على آلاف الشموع التي حرص ، و منذ كان في العشرين من عمره ، على إيقادها كل يوم في الكنيسة الأرذوذكسية الأرمنية في حلب التي ولد و تربى فيها ، و مئات الساعات التي قضاها راكعا أمام صورة المسيح طالبا منه أن لا يقبض روحه قبل أن يشهده . و مع بلوغه سن الخامسة و السبعين ، بدأ يفقد الأمل بأن يبقى حيّا ليحتفل بذلك اليوم ، لكنه ، و في ظهيرة يوم 12 أيلول من عام 1991 ، و بينما كان مستلقيا في غرفة النوم لأخذ قيلولته المعتادة ، دخلت عليه زوجته أولغا و هي تنفض عن يديها ما علق عليهما من حشوة الرز و اللحمة التي كانت تعدها لطبخة ورق العنب من أجل يوم الغد ، و أخذت بتحريكه بقوة ، فاستيقظ مرعوبا ، و هو الذي اعتاد ، في الخمسين سنة التي قضاها معها ، أن لا توقظه إلا لتسمعه خبرا عن مصيبة وقعت أو عن مصيبة على وشك الوقوع ، صلَّب آغوب ، و قبل أن يفبرك عينيه ، و يمد يده لتناول نظارته ، بدأت بالصراخ " استقلت أرمينيا يا آغوب " " استقلت أرمينيا يا آغوب " ، و مع أن حديثهما دار باللغة الأرمنية ، إلا أن خادمتهما الأمية أم أحمد حدست بأن في الأمر شيئا مفرحا ، فبدأت بزغرودة قوية ، لم تلبث أن أتبعتها بزغرودة أقوى ، فاجتمع أهل البناية ، و أغلبهم من الأرمن ، ليباركوا لآغوب ، و ماهي إلا نصف ساعة حتى اجتمع أهل الحارة أمام بيته ، فوجد من واجبه أن يخرج إلى الشرفة و يلقي خطابا بهذه المناسبة التي قضى عمره بانتظارها ، فألقى خطابا مرتبكا بالأرمنية التي يتقنها و العربية المكسرة ، و لأن في الحماس مقتلة الحكمة ، فقد أقسم أن لا يمضي شهر حتى يغادر إلى أرمينيا ليقضي فيها ما بقي عمره ، و التزاما بوعده المعلن هذا ، سارع آغوب و باع على عجل محل قطع تبديل المحركات الذي ورثه عن أبيه ، و كاد أن يبيع المنزل ، لولا حكمة زوجته التي نظرت إلى عجوزها ذي الشاربين الكثين ، و قالت " طوّل بالك يا آغوب ، روح جرّب ، و شوف شو بيصير معك بأرمينيا ، و بعدين منفكّر نبيع البيت " ، و لم يكن ليقتنع لولا تضامن أولاده مع أمهم ، و نصائح أصدقائه بالتريث .في أرمينيا ، التي وصلت طائرته إلى مطار عاصمتها " يريفان" مع حلول الغسق ، هرول آغوب نحو باب الطائرة مخالفا تعليمات المضيفة التي صرخت به أن يبقى في مكانه فلم يستجب لها ، و ما أن فتح باب الطائرة حتى هرول نازلا الدرج من غير أن يشعر بألم الركبتين المزمن الذي رافقه منذ دخوله سن الكهولة ، و عندما أصبح على الأرض التي طالما حلم بوطئها ، خَر ّساجدا ليقبلها ، فلم يلحظ ، بسبب حماسه أيضا ، بأن طعمها كان مثل طعم أية أرض أخرى .قضى اليومين الأولين عند أقارب كان قد حرص على التواصل معهم طيلة سنين وجوده في سوريا ، و ما أن مضى شهر، حتى اشتاق لسماع آذان الفجر الذي تعود على الإسيقاظ على صوته في حارة الأرمن حيث كان صوت المؤذن يتهادى رخيما و هو يتسلل من الحي الإسلامي المجاور ، و تذكر أصدقاءه الذين كانوا يمازحونه " جيب كم تعويذة من عند أبونا قبل ما تصير مسلم " ! فكان يرد ضاحكا " لو اقتصر الإسلام على الآدان كنت أسلمت من زمان " . و لم يمض شهران ، حتى اكتشف بأن أرمينيا ليس لها حدود بحرية ، أزعجه الأمر في البداية ، و استغرب كيف أنه لم ينتبه إلى ذلك ! ، ثم حدّث نفسه " كيف راح تجي البضاعة ! النقل البري بطوّل و بِكَلِفْ أكتر من النقل البحري ! " لكنه أبعد هذا الخاطر المحبط ، و ركن إلى فكرة أنه لا يوجد حب من دون ثمن ! . و كي يبقى في أرمينيا ، كان عليه ......
#ندامة
#الأرمني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680161