الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد هالي : قراءة لنص قصصي-الحاف- للقاصة الزهراء وزيك
#الحوار_المتمدن
#محمد_هالي النص:الحافةألقى بجسده النحيف إلى الأرض، وقد كسته أسمال رثة حتى كاد يتلاشى تحتها، اتكأ إلى جدران المتجر خلفه ، كادت ملامح وجهه تختفي خلف شعيرات لحية كثة ، وشعره الأشعث قد كساه البياض يخالط سواده فاستحال كثلة من رماد . وضع صندوقا من الكرطون وهو يصيح بين الفينة والأخرى بأسماء سجائر رخيصة :- سجاير .....سجايرطفق يطرق بيده الصندوق طرقات خفيفة إيذانا بحلول بائع السجائر بالشارع الرئيسي على مقربة من محطة القطار وسط المدينة ، وعيناه تتابعان خطوات الأقدام أمامه .فجأة وقعت عيناه الغائرتان في عينيها البريئتين النابضتين بالحياة ، توقف فجأة عن الطرق، فلمعت عيناه كما لم تلمعا من قبل ، انفرجت أسارير وجهه ونثرت تلك الشعيرات بعيدا لتكشف عن ابتسامة مجهدة وكأنها كانت عالقة بحافة بئر عميقة ، تحرك قليلا وهو يعتدل في جلسته ثم وقف أمامها منتصبا ، ومد يده نحو جيب ذاك المعطف الضخم الذي يكسو جميع جسمه ، ليخرجها أخيرا ممدّدة نحو الصغيرة بعلبة بسكويت مغلفة ومحكمة الإغلاق ، أومأ إليها برأسه مشيرا أن تأخذها ، وألح في ذلك إلى أن تحركت بخطواتها الصغيرة نحوه ومدت يدها الصغيرة نحوه فأمسكتها من طرفها .احتلت الابتسامة كامل وجهه ، فتدفقت نضارة تغزو أساريره، تبدّت أسنانه التي كستها صفرة داكنة ، وهو يتأمل حركتها الخفيفة استولى على كامل كيانه رائحة عطر طفولي ، لتحلق به على بساط الذكريات وتنتفض في ذهنه صورة ابنته الصغيرة ، في نفس حجمها وحركتها ونظرتها وبنفس العبق الطفولي الذي لا يكاد يبرح جوارحه ، تذكر قفزاتها حوله ، ولا تزال رنات ضحكاتها في مسمعيه ، ضم أصابع يديه على بعض وكأن يدها لا تزال في يده .اتّقدت الذكريات في مخيلته إلى أن داهمت مخيلته ذكرى هزّت كيانه وقلبت حياته ، حين استيقظ ليتفاجأ باختفاء زوجته وابنته ذات الأربع سنوات .ليعيش الحيرة والضياع تنهشه أقاويل الناس وهو في رحلة البحث عنهما . رماه اليأس في أحضان الوحدة والكحول والضياع ، فقد وظيفته وأهله ونفسه ، ودّع وعيه الذي يغادره لأيام ويحضره ليوم أو ثلاثة ، يقتات من بيع السجائر بالتقسيط إلى أن يستسلم للضياع مرة أخرى .غرق في ذكرياته السحيقة ، وهي واقفة أمامه تتأمله في وداعة ، وقد علت وجهه نظرة شاردة مريبة ، إلى أن كسر خيطَ هذا التواصل صوتُ أمها صارخة :- هدى ، ماذا تفعلين ؟!فكانت صرختها في وجه الصغيرة كسكين حاد غرزت في قلب الرجل .تسمرت الطفلة في مكانها، توارت بسمتها خلف شفتيها الرقيقتين ، وحل الهلع محلها ، وهي تنظر إلى أمها المتحفّزة نحوها مؤنبة مزمجرة ، وانتزعت علبة البسكويت من يدها لتلقي بها في وجه الرجل وقد جذبت ابنتها إليها تجرها بعيدا ، وقدماها الصغيرتان تتعثران وسط حذائها الوردي الصغير ، مخلفا وقعا ينهش صدره.عاد إلى عالمه وتكوّر داخل معطفه الكبير ، وتاهت نظراته في الفراغ وألقى بجسده على الأرض يغالب دمعة حارقة و يدفع الصندوق بقدمه بعيدا ، تناثرت السجائر تملأ جوانب الرصيف .القراءة:في المجتمعات الغير المسؤولة على مواطنيها، حيث الفقر، و الأمية، و الجهل، مجتمعات ينخرها التخلف من كافة النواحي، و نتيجة لهذا الانحطاط تجد الكثير من الصور المؤلمة، تتبدى في كل الدروب و الاحياء و الشوارع، إذ كل واحد يسبح في همومه، و مشاكله، ويبحث عن قوت عيشه في اعمال هشة و مهترئة ، و هذا يصدق على نص "الحافة" للقاصة الزهراء وزيك الذي يحاكي صورا من الواقع فتكون شخصية بائع السجائر نموذجا لها، و الذي تجسدت شخصيته من خلال مجتمع موبوء بالعقد النفسية المستعصية عن الحل، هو بالفعل يجسد كلمة الحافة بامتياز، فاله ......
#قراءة
#قصصي-الحاف-
#للقاصة
#الزهراء
#وزيك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746302