الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
القاسمي بدرالدين : الغش في امتحانات الباكالوريا : من سلوك فردي إلى سلوك مؤسساتي
#الحوار_المتمدن
#القاسمي_بدرالدين خلال العقود القليلة الاخيرة، أصبحنا نشاهد اختلالا في المعايير الاجتماعية والنسق القيمي، لدرجة ان بعض السلوكات المشينة والممارسات المرفوضة صارت تفرض نفسها كسلوك اجتماعي مقبول، وأظن ان الغش واحد من بينها، حيث أن هاته الجرثومة صارت تنخر الجسم المجتمعي بكل أبعاده وبمختلف قطاعاته. ان الغش كظاهرة مدرسية تفيد عملية تزييف لنتائج التقويم، كما انها محاولة غير سوية للحصول على إجابات عن أسئلة الاختبار بطرق ووسائل ممنوعة وغير مشروعة بموجب القانون. وهو أيضا سلوك يعبر عن اضطراب نفسي، نظرا لكون الغش لم يعد مصدر للحرج والخجل أو تأنيب الضمير إنما دافع للانتشاء والبطولية.هذا وعرفت نسب النجاح بمختلف الاسلاك الاشهادية، خصوصا الباكالوريا أرقاما قياسية خلال السنوات الاخيرة، اذ اقتربت في بعض المواسم من حوالي ثمانين في المئة في حين لم تكن تبلغ خلال بداية الألفية الاربعون في المئة. الكثير من الآراء -خصوصا الرسمية منها- ترجح الامر إلى المجهودات الجبارة التي بذلها الوزارة في سبيل الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين، وتجويد العرض المدرسي وكذا عصرنة القطا ع ...لكن، واقع الأمر يسير عكس ذلك، فالغش سيد الموقف، وهو المؤشر المسؤول عن ارتفاع نسب النجاح خصوصا في ظل الثورة الرقمية وما تعرفه من تقدم وتطور وابتكار لوسائل دقيقة تسهل هاته العملية وتزيد من انتشارها بشكل واسع، حتى صار الغش وجها من أوجه الامتحان الذي لا يمكن لا تحاشيه ولا تغافله. وفي الوقت الذي كان الغش فيما مضى عملا مقرفا ومخزيا يند له الجبين، وكانت تتخذ في حق مرتكبيه أقصى العقوبات، نجد ان نظرة المجتمع للغش عرفت تغير مثيرا، بحيث تم تلطيف المفهوم وصار ينظر اليه كونه مكسب وحق مشروع، وهذا ليس وليد اللحظة انما هو نتاج سيرورة زمنية تداخلت فيها مجموعة من العوامل سواء الذاتية منها او الموضوعية، مما صعب معه توجيه اصبع الاتهام الى جهة معينة لضلوعها في تفشي الظاهرة. وكما سبق وأشرنا فإن أسباب هاته الظاهرة متعددة، منها ما هو متعلق بتعثر التلميذ وعدم تمكنه من الكفايات الاساسية، وضعف قدراته ومحدودية معرفته التي قد تساعده على التحصيل واكتساب مهارات جديدة، إذا يجد نفسه غير قادر على مسايرة إيقاع التعلمات الشيء الذي يولد لديه شعورا بالإحباط مما يدفعه إلى إهمال واجباته و يلجأ للغش للتخفيف من الضغط الذي يخلفه الفشل أو الخوف من الرسوب. كما ان صعوبة المنهاج المدرسي وتشعب دروسه وفقدان بعضها للمعنى وجمود بعضها أو ضعف ارتباطها بالواقع وغرقها في النظري بدل التطبيقي كلها أمور تقلل الدافعية للتعلم.الغش لم يعد يشمل فقط المتعثرين الذين يحلمون فقط بالنجاح والظفر بالشهادة، إنما المجتهدين أنفسهم ورغم قدرتهم الحصول على معدل مميز الا انهم يطمحون الوصول الى معدل اعلى لإرضاء غرورهم و للتمكن من ولوج الكليات والمعاهد العليا خصوصا الطب والهندسة أو ضمان الانتقاء في احدى المباريات، بمعنى أنهم يسعون الى آفاق تفوق إمكانياتهم وقدراتهم المعرفية. ولا يخفى أن معظم الإدارات التربوية تكون متواطئة من خلال تكليف أساتذة دون غيرهم بالحراسة حتى تمكن التلاميذ من الغش واستخدام كافة الوسائل في سبيل ذلك، كما نجدها تتستر على حالات الغش للحفاظ على سمعة المؤسسة وتترك انطباعا ايجابيا لدى الجهات العليا، اعتقادا منها ان مصداقية المؤسسة تقاس بانعدام حالات الغش وارتفاع نسب النجاح.الا اننا نجد ان الادارة نفسها تتعرض لضغوط من جهات اخرى، بحيث ان نسبة النجاح يجب ان تتجاوز عتبة معينة وإلا تعرضت لكثرة الاستفسارات وزيارات اللجن، فضلا عن محاربة الاكتظاظ، فكلما كانت ......
#الغش
#امتحانات
#الباكالوريا
#سلوك
#فردي
#سلوك
#مؤسساتي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762965