فوز حمزة : رسالة من بين ثياب شتائية
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة بلهفة فتحتْ النافذة ..بدأت تنصت لصوت المطر فهي تعرف إنه يعشقه حد الجنون .. تذكرت الليلة التي راقصها فيها بينما المطر الجسور انساب عبر الثياب ليتخلل جسديهما ويصل إلى أعماق روحيهما ..ترك قبلة على شفتيها الورديتين بعد إزاحته خصلات شعرها التي غطت وجهها وبلغة لا يفهمها سوى القلب أخبرها كم يعشقها ..كيف إن روحها الروح التي يعيش ويتنفس بها ..أحاطت رقبته بذراعيها الطويلتين البيضاويتين لتخبره كم هو مجنون ..التفتت نحو الساعة الجدارية التي شاركتها القلق عليه ..لم يزل على موعد وصوله عشر ساعات ..غيابه يمنح الزمن عذرًا للتباطىء فتجد نفسها بين مطرقة الشوق وسنديان الحنين ..لا تجد ملاذًا سوى سطح الدار ليكون أمينًا على دموعها وهي تترجى الله في عودته لها سالمًا .. فهي من دونه مثل كوكب وحيد في مجرة ..وهي تقطع الممر باتجاه غرفة مكتبه ..سمعت صوتًا يهمس باسمها ..كل شيء في الغرفة ينتظره مثلها .. أوراقه التي أوصاها ألا تعبث بها ..أقلامه المرتبة بشكل يثير الانتباه ..تلك اللوحة الجدارية لامرأة ترتدي قبعة سوداء وعقدًا من اللؤلؤ ..مكتبته الكبيرة ..المجلات والصحف التي نشرت له قصصه والتي رصها بطريقة لطالما أثارت إعجابها ..صورتها التي وضعها قريبة من منفضة السجائر ..حين سألته ذات مرة عن السبب ..أجابها :أنتما الاثنان قد أدمنتكما حد نخاع العشق .. لكن أنتِ سيدة لحظاتي الوحيدة من العمر ..تركت كرسيه يحتضنها كما كان يفعل حين يستفزه عطرها ..أغمضت عينيها لتستنشق رائحةَ جسده الذي ما زال عالقًا في زوايا المكان ..رنين الهاتف وصوته الذي جاءها من بلاد بعيدة .. يسألها: هل أنتِ بخير .. أنهى تلك الغفوة القصيرة ..لن أكون أبدًا بخير حين تبتعد عني ..عقدت الدهشة لسانه ..في تلك اللحظة شعر إنه أمام مشاعر لم يختبرها من قبل ..امرأة أعادت ترتيب كل شيء في حياته ..بل اخترقتها كما تخترق الشمس ظلمة الليل فأنارت ما كان معتمًا فيه ..يكفيها إنه اختارها من بين العشرات ..وإنه فضلها على دينه .. فكانت له دين .. وإنه قطع كل علاقاته وأوقف كلمغامراته .. وقد دثر ذكرياته ..فغدت كتابه وغدا عاصمتها ومدنها وقراها ودستورها .. أما هي وقفت الدموع بينها وبين الكلمات التي لم تجدها ضروريةفي تلك اللحظة .. خرجت تتفقد طيوره الكثيرة التي امتلئت بها الأقفاص ..ابتسمت حين تذكرت إنها كتمت غيرتها من ذلك الطائر غريب الألوان الذي استحوذ على جُلَّ اهتمامه ..لكنه يفهم ما بها .. أنهى تلك المعركة لصالحها بعناق وقبلة لتغدو بعدها الكلمات كأوراق الخريف المتساقطة .. وهي تربت بحنان على ظهر كلبه ..شعرت به يشاركها إحساس الفقد والغربة ..أسندت جسدها النحيل لجذع الشجرة التي يأوي إليها حين يلم به شيء من الحزن .. فتكتفي بالنظر إليه من بعيد ..فالوحدة كانت من طقوس الحزن لديه متيقنة من عودته إليها مذعورًا..فيغفو تحت ظلال نهديها كما يغفو طفل في حضن أمه ..انتصف الليل ومعه انتصف كل شيء بعودته ..حين يحضر يغدو الزمن ما قبل و ما بعد ..هذه المرة لم تكن حاضرة في استقباله .. كل شيء صامت هذا المساء ..الأبواب .. الممرات .. أثاث البيت وجدرانه تريد التهامه ..ألقى بجسده على كرسيها المفضل محدقًا في السقف الرمادي الذي فتح له أبواباللا نهاية .. دخان سيجارته الأزرق الذي ملأ الغرفة أخذه بعيدًا .. للأماسي الوردية التي جمعتهما سوية ..وهو يرى وجهها القمري المتشرب ......
#رسالة
#ثياب
#شتائية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748222
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة بلهفة فتحتْ النافذة ..بدأت تنصت لصوت المطر فهي تعرف إنه يعشقه حد الجنون .. تذكرت الليلة التي راقصها فيها بينما المطر الجسور انساب عبر الثياب ليتخلل جسديهما ويصل إلى أعماق روحيهما ..ترك قبلة على شفتيها الورديتين بعد إزاحته خصلات شعرها التي غطت وجهها وبلغة لا يفهمها سوى القلب أخبرها كم يعشقها ..كيف إن روحها الروح التي يعيش ويتنفس بها ..أحاطت رقبته بذراعيها الطويلتين البيضاويتين لتخبره كم هو مجنون ..التفتت نحو الساعة الجدارية التي شاركتها القلق عليه ..لم يزل على موعد وصوله عشر ساعات ..غيابه يمنح الزمن عذرًا للتباطىء فتجد نفسها بين مطرقة الشوق وسنديان الحنين ..لا تجد ملاذًا سوى سطح الدار ليكون أمينًا على دموعها وهي تترجى الله في عودته لها سالمًا .. فهي من دونه مثل كوكب وحيد في مجرة ..وهي تقطع الممر باتجاه غرفة مكتبه ..سمعت صوتًا يهمس باسمها ..كل شيء في الغرفة ينتظره مثلها .. أوراقه التي أوصاها ألا تعبث بها ..أقلامه المرتبة بشكل يثير الانتباه ..تلك اللوحة الجدارية لامرأة ترتدي قبعة سوداء وعقدًا من اللؤلؤ ..مكتبته الكبيرة ..المجلات والصحف التي نشرت له قصصه والتي رصها بطريقة لطالما أثارت إعجابها ..صورتها التي وضعها قريبة من منفضة السجائر ..حين سألته ذات مرة عن السبب ..أجابها :أنتما الاثنان قد أدمنتكما حد نخاع العشق .. لكن أنتِ سيدة لحظاتي الوحيدة من العمر ..تركت كرسيه يحتضنها كما كان يفعل حين يستفزه عطرها ..أغمضت عينيها لتستنشق رائحةَ جسده الذي ما زال عالقًا في زوايا المكان ..رنين الهاتف وصوته الذي جاءها من بلاد بعيدة .. يسألها: هل أنتِ بخير .. أنهى تلك الغفوة القصيرة ..لن أكون أبدًا بخير حين تبتعد عني ..عقدت الدهشة لسانه ..في تلك اللحظة شعر إنه أمام مشاعر لم يختبرها من قبل ..امرأة أعادت ترتيب كل شيء في حياته ..بل اخترقتها كما تخترق الشمس ظلمة الليل فأنارت ما كان معتمًا فيه ..يكفيها إنه اختارها من بين العشرات ..وإنه فضلها على دينه .. فكانت له دين .. وإنه قطع كل علاقاته وأوقف كلمغامراته .. وقد دثر ذكرياته ..فغدت كتابه وغدا عاصمتها ومدنها وقراها ودستورها .. أما هي وقفت الدموع بينها وبين الكلمات التي لم تجدها ضروريةفي تلك اللحظة .. خرجت تتفقد طيوره الكثيرة التي امتلئت بها الأقفاص ..ابتسمت حين تذكرت إنها كتمت غيرتها من ذلك الطائر غريب الألوان الذي استحوذ على جُلَّ اهتمامه ..لكنه يفهم ما بها .. أنهى تلك المعركة لصالحها بعناق وقبلة لتغدو بعدها الكلمات كأوراق الخريف المتساقطة .. وهي تربت بحنان على ظهر كلبه ..شعرت به يشاركها إحساس الفقد والغربة ..أسندت جسدها النحيل لجذع الشجرة التي يأوي إليها حين يلم به شيء من الحزن .. فتكتفي بالنظر إليه من بعيد ..فالوحدة كانت من طقوس الحزن لديه متيقنة من عودته إليها مذعورًا..فيغفو تحت ظلال نهديها كما يغفو طفل في حضن أمه ..انتصف الليل ومعه انتصف كل شيء بعودته ..حين يحضر يغدو الزمن ما قبل و ما بعد ..هذه المرة لم تكن حاضرة في استقباله .. كل شيء صامت هذا المساء ..الأبواب .. الممرات .. أثاث البيت وجدرانه تريد التهامه ..ألقى بجسده على كرسيها المفضل محدقًا في السقف الرمادي الذي فتح له أبواباللا نهاية .. دخان سيجارته الأزرق الذي ملأ الغرفة أخذه بعيدًا .. للأماسي الوردية التي جمعتهما سوية ..وهو يرى وجهها القمري المتشرب ......
#رسالة
#ثياب
#شتائية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748222
الحوار المتمدن
فوز حمزة - رسالة من بين ثياب شتائية