الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد رياض اسماعيل : مدينة كركوك كما وعيتها من خواطري الشخصية
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل في نهاية خمسينات القرن المنصرم، كانت مدينة كركوك، مركز لواء (محافظة) كركوك، تتألف من مناطق عديدة، كل منطقة كانت تتألف من عدد مما تسمى بالمحلة او (العكد) كما يسمى عند البغداديين، كل محلة تجمع مجموعة من سكان كركوك، تدين بشعائر قبلية توحدها وروابط تآخى فيما بينها، وتتنافس مع المحلات الأخرى وصولا الى الشجار، حيث اذكر بان محلتنا (خاصة)، على الجانب الغربي من نهيرة الخاصة(الصوب الصغير)، كانت تدخل بمشاجرات (معارك) مع محلة (جاي محلاسي) في الجانب الشرقي من النهيرة (الصوب الكبير)، تستمر لعدة ساعات، وكان شباب وصبية المحلتين يتقابلون في احدى ضفتي النهيرة، ويُخرِج كل محلة قائدها، فيتصارعان بالأيادي، وحين يصرع احد القائدين الاخر، يتشابك الشباب بالأيادي و( الة البوكس حديد)، والسكاكين لعدد من الدقائق وينسحبون بسرعة قبل ان يبدأ الصبية المتموضعين خلف كل طرف برمي الطرف الاخر بالحجارة، وينسحب الشباب من كل طرف الى جانبهم، لتبدأ برمي الحجر الذي كنا نجمعها بأعداد ونضعها بداخل (عب) ملابسنا الداخلية (الفانيلا) ونشد الاحزمة اسفلها لمنع وقوعها على الارض قبل المعركة، وكان سلاح الرمي، هو المصائد اليدوية بشكل منجنيق مصغر، تسمى (قوش وران بالتركي او داره لاستيك بالكوردي) أي المصيدة، وكانت تصنع من جذع وفروع الأشجار بضلعين على شكل حرف(Y ) باللغة الإنكليزية، يربط على الضلعين العلويين شريط من المطاط، غالبا ما كانت تقص من لب إطارات العجلات (الجوب) بأشكالها، ويخيط على طرفها الحر المعقوف قطعة جلد تستقر بها الحجارة ، فعند سحب الشريط باليد ثم اطلاقها لتخرج الحجارة بسرعة نحو الخصم، كما كنا نستخدم (الصبان) أي الرمي بالحبل، عند اتساع المسافة بين الطرفين المتشاجرين. والصبان عبارة عن حبل سائب من الطرفين وتنسج على طرفها المعكوف في الوسط بخيط غزل على شكل كف صغير، يستقر فيها الحجر، ويمسك الرامي الطرفين السائبين، ويدورها في الفضاء عدة مرات لتكتسب زخما قويا ثم يطلق يده عن أحد الطرفين السائبين لتنطلق الحجارة بقوة الى الامام حيث معسكر الطرف الخصم. وكانت غالبا تسبب جروح وكدمات بليغة عند المتشاجرين، وتسبب احياناً تشوهات في الوجه وكسر الاسنان وعمى العين عند اصابتها تلك الأجزاء من الرأس. كانت أمهات العوائل تستنجد بالوجهاء في كل محلة لإيقاف الشجار بين شباب وصبية المحلتين. ثم تتهيأ العوائل التي كانت تتأفف وتتألم للحال، لتضميد جروح أبنائها او نقل الإصابات البالغة للمستشفى الملكي (الجمهوري فيما بعد). كانت لكل محلة فريق كرة القدم، يتبارى مع فرق المحلات الأخرى، يتحمس افراد المحلة الى فريقهم بشكل تعصبي، وكانت المباريات تنتهي أحيانا بشجار عنيف أيضا بين المحلتين. كان شباب كل محلة متعصبة لحماية افراد محلتهم وتدافع ظالما كان او مظلوما عن افراد المحلة ان وقعت عليهم تحرش او دخلوا شجارا مع افراد من محلة اخرى، كما كانوا يحمون فتيات محلتهم إن مسهن معاكسة بكلام غزل من شباب محلة أخرى، ويدخلون الشجار لمجرد إطالة النظر من قبل أي شخص لبيت في المحلة بها فتيات. كانت حدود المحلة هي حدود الاسرة الواحدة. كان الشباب تدافع عن سكان محلتهم، إن تعرضوا للأذى من طرف محلة أخرى، وتتجمع على الفور وتتهيأ للإغارة عليهم. ويندفع الشباب بحماسة خلف قائدهم الذي كان غالباً ينادي للانتقام بعبارات خشنة، وسط كل أنواع الشتائم الغليظة كتعبئة نفسية، وتنويم اجتماعي يهيئ للغوغاء.. كان للقوي حظوة عند جماعته وريادة. قد يتعجب البعض من مشهد الناس الذي ذكرته أعلاه، (أولئك البعض اللذين جاءوا بعد جيل الخمسينيات من القرن المنصرم)، ويعتبرونه قصة خيالية ......
#مدينة
#كركوك
#وعيتها
#خواطري
#الشخصية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729554