سنية الحسيني : بينت وتقليص الصراع: الحل ليس على الاجندة الإسرائيلية
#الحوار_المتمدن
#سنية_الحسيني عندما تولى نفتالي بينيت رئاسة الحكومة الاسرائيلية استخدم مفهوما جديدا عرف بـ«تقليص الصراع» من ضمن المفردات السياسية التي استخدمها. لا يخرج مضمون ذلك المفهوم عن استراتيجية إدارة الصراع التي تتبناها حكومات دولة الاحتلال المختلفة في تعاملها مع الأراضي الفلسطينية وسكانها، إذ إن استراتيجية حل الصراع لم تكن يوماً على الأجندة الإسرائيلية، سواء كان ذلك في إطار أجندة اليمين أم اليسار الصهيوني، وسواء كان ذلك بعد احتلال العام 1967 أو بعد توقيع اتفاق أوسلو العام 1993. وتعكس نتائج استطلاع للرأي، أجري مؤخراً، الواقع الذي بات قائماً اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اذ اعتقد 75 في المئة من الفلسطينيين بانخفاض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ودعم 85 في المئة من الاسرائليين ذلك التوجه باستبعادهم الوصول إلى حل مع الفلسطينيين، وأكد حوالي 62 في المئة من الفلسطينيين أن حل الدولتين لم يعد ممكنًا. يعتبر مصطلح "تقليص الصراع" ظاهرياً مصطلح جديد في القاموس السياسي الإسرائيلي، ابتكره ميخا غودمان أستاذ التاريخ الإسرائيلي، الذي يقدم المشورة السياسية لرئيس الوزراء الجديد. وطرح غودمان مصطلح "تقليص الصراع" لأول مرة عام 2017، في كتابه تحت عنوان "مصيدة 67". الا أن مفهوم تقليص الصراع لغودمان لا يختلف كثيراً عما طرحه موشيه ديان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق حول "الاحتلال الخفي"، والذي قصد به الإبقاء على الاحتلال وسيطرته الفعلية على الأرض والسكان الفلسطينيين، لكن دون اشعارهم بذلك. ويعني غودمان بتقليص الصراع منح الفلسطينيين الانطباع بسيادة رمزية على أرضهم واخفاء سيطرة الاحتلال عليها، بهدف تقليل احتكاك السكان الفلسطينيين به. ولا يتطلب تنفيذ مقاربة غودمان تفكيك الاحتلال فعلياً أو إخلاء ثلثي أراضي الضفة الغربية والمعروفة بمناطق "ج" أو حتى تقديم حلول سياسية للفلسطينيين، إذ يكفي تقديم تسهيلات حياتية وإقتصادية للفلسطينيين، فيمكن لإسرائيل على سبيل المثال الاعتراف بدولة فلسطينية لكن دون الاقرار بحدودها. وتختلف مقاربة غودمان لتقليص الصراع عن مفهوم "السلام الاقتصادي" الذي يتبناه بنيامين نتنياهو، في أنه يعتمد على تقديم تسهيلات إقتصادية للفلسطينيين، في ظل منحهم مظاهر سيادة شكلية. ولا تخرج مقاربة غودمان لتقليص الصراع عن الإطار الذي تبنته إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين عموماً، في الأراضي التي إحالتها عام 1967، وطوال عهد احتلالها الذي تجاوز النصف القرن، والذي تجنبت خلالها إسرائيل بشكل كامل تقديم مبادرات تقوم على أساس حل الصراع مع الفلسطينيين وفق مبدأ حق تقرير المصير وتقديم حلول حقيقية في إطار قضية القدس واللاجئين والمياه والموارد الطبيعية. واعتمدت الحكومات الإسرائيلية المختلفة طرح مقاربات تقوم على أساس إدارة الصراع تمثلت في مبادرة مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي للحكم الذاتي في سياق إتفاقية كامب ديفيد عام 1978، أو كان ذلك ضمن الفكرة التي طرحها ديان للاحتلال الخفي، أو جاء ذلك في إطار الحكم الذاتي المرحلي الذي جاء في إطار إتفاقية أوسلو عام 1993، أو في إطار مفهوم تقليص الصراع لغودمان والذي يتبناه بينيت اليوم. إن الرؤية الصهيونية التي تحكم سياسة الاحتلال وتوجهاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لا تقوم على إساس اقتسام الأرض مع الفلسطينيين بل على إساس السيطرة عليها، وتسير حياة سكانها الفلسطينيين دون تكلفة كبيرة. إن ذلك يفسر سبب عدم تبني إسرائيل، على مدار أكثر من خمسين عاماً، إستراتيجية تقوم على أساس حل الصراع مع الفلسطينيين، سواء قبل توقيع إتفاق أوسلو عام 199 ......
#بينت
#وتقليص
#الصراع:
#الحل
#الاجندة
#الإسرائيلية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727316
#الحوار_المتمدن
#سنية_الحسيني عندما تولى نفتالي بينيت رئاسة الحكومة الاسرائيلية استخدم مفهوما جديدا عرف بـ«تقليص الصراع» من ضمن المفردات السياسية التي استخدمها. لا يخرج مضمون ذلك المفهوم عن استراتيجية إدارة الصراع التي تتبناها حكومات دولة الاحتلال المختلفة في تعاملها مع الأراضي الفلسطينية وسكانها، إذ إن استراتيجية حل الصراع لم تكن يوماً على الأجندة الإسرائيلية، سواء كان ذلك في إطار أجندة اليمين أم اليسار الصهيوني، وسواء كان ذلك بعد احتلال العام 1967 أو بعد توقيع اتفاق أوسلو العام 1993. وتعكس نتائج استطلاع للرأي، أجري مؤخراً، الواقع الذي بات قائماً اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اذ اعتقد 75 في المئة من الفلسطينيين بانخفاض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ودعم 85 في المئة من الاسرائليين ذلك التوجه باستبعادهم الوصول إلى حل مع الفلسطينيين، وأكد حوالي 62 في المئة من الفلسطينيين أن حل الدولتين لم يعد ممكنًا. يعتبر مصطلح "تقليص الصراع" ظاهرياً مصطلح جديد في القاموس السياسي الإسرائيلي، ابتكره ميخا غودمان أستاذ التاريخ الإسرائيلي، الذي يقدم المشورة السياسية لرئيس الوزراء الجديد. وطرح غودمان مصطلح "تقليص الصراع" لأول مرة عام 2017، في كتابه تحت عنوان "مصيدة 67". الا أن مفهوم تقليص الصراع لغودمان لا يختلف كثيراً عما طرحه موشيه ديان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق حول "الاحتلال الخفي"، والذي قصد به الإبقاء على الاحتلال وسيطرته الفعلية على الأرض والسكان الفلسطينيين، لكن دون اشعارهم بذلك. ويعني غودمان بتقليص الصراع منح الفلسطينيين الانطباع بسيادة رمزية على أرضهم واخفاء سيطرة الاحتلال عليها، بهدف تقليل احتكاك السكان الفلسطينيين به. ولا يتطلب تنفيذ مقاربة غودمان تفكيك الاحتلال فعلياً أو إخلاء ثلثي أراضي الضفة الغربية والمعروفة بمناطق "ج" أو حتى تقديم حلول سياسية للفلسطينيين، إذ يكفي تقديم تسهيلات حياتية وإقتصادية للفلسطينيين، فيمكن لإسرائيل على سبيل المثال الاعتراف بدولة فلسطينية لكن دون الاقرار بحدودها. وتختلف مقاربة غودمان لتقليص الصراع عن مفهوم "السلام الاقتصادي" الذي يتبناه بنيامين نتنياهو، في أنه يعتمد على تقديم تسهيلات إقتصادية للفلسطينيين، في ظل منحهم مظاهر سيادة شكلية. ولا تخرج مقاربة غودمان لتقليص الصراع عن الإطار الذي تبنته إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين عموماً، في الأراضي التي إحالتها عام 1967، وطوال عهد احتلالها الذي تجاوز النصف القرن، والذي تجنبت خلالها إسرائيل بشكل كامل تقديم مبادرات تقوم على أساس حل الصراع مع الفلسطينيين وفق مبدأ حق تقرير المصير وتقديم حلول حقيقية في إطار قضية القدس واللاجئين والمياه والموارد الطبيعية. واعتمدت الحكومات الإسرائيلية المختلفة طرح مقاربات تقوم على أساس إدارة الصراع تمثلت في مبادرة مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي للحكم الذاتي في سياق إتفاقية كامب ديفيد عام 1978، أو كان ذلك ضمن الفكرة التي طرحها ديان للاحتلال الخفي، أو جاء ذلك في إطار الحكم الذاتي المرحلي الذي جاء في إطار إتفاقية أوسلو عام 1993، أو في إطار مفهوم تقليص الصراع لغودمان والذي يتبناه بينيت اليوم. إن الرؤية الصهيونية التي تحكم سياسة الاحتلال وتوجهاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لا تقوم على إساس اقتسام الأرض مع الفلسطينيين بل على إساس السيطرة عليها، وتسير حياة سكانها الفلسطينيين دون تكلفة كبيرة. إن ذلك يفسر سبب عدم تبني إسرائيل، على مدار أكثر من خمسين عاماً، إستراتيجية تقوم على أساس حل الصراع مع الفلسطينيين، سواء قبل توقيع إتفاق أوسلو عام 199 ......
#بينت
#وتقليص
#الصراع:
#الحل
#الاجندة
#الإسرائيلية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727316
الحوار المتمدن
سنية الحسيني - بينت وتقليص الصراع: الحل ليس على الاجندة الإسرائيلية