وديع بكيطة : جمالية ورَمزية زَوايا النَظر رقشٌ ب» ذاكرة الأسامي « للقاص محمد الفشتالي
#الحوار_المتمدن
#وديع_بكيطة تُعتبر ذاكرة القص على مر التَاريخ مَصدر تَرميز وإيحاء، يَعتمد أسلوبه على الصَّفاقة، قوة النسج وتكثيفه، وهو فن يرتبط قديما وحديثا بالحِكمة، لا يَسْبِرُه إلا نَبْرٌ خَبِرَ الحياة وتمَقَلها، فنٌ يَصعبُ إيجادهُ، نصوصه من النُدرة، وكُتابها أغلبهم بعيدون عن أضواء البَواري؛ وتُعدُ تجربة القاص محمد الفشتالي من التجارب التي اختصت بالقصة دون سواها، وأعطت فيها الكثير، وهو مُلَمِقُ قطار المدينة، وذاكرة الأسامي، وهي حقلُ هذه المقاربة. تحتوي المجموعة القصصية على العناوين الآتية: مترجم أعمى، تلفريك المدينة، ذاكرة الأسامي، الرجل الأفقي، الرفع والنصب والخفض، البطاقة، مدينة النحاس، مأتم سيار، المايسترو، لاحلم، مقامة طارئة، رواية رأس الغول، الرقم العرقوبي. وهي بوابات أدغال السرد، الذي سنتبيّن من خلال مقاربته حدود العين وتراميها وأبعادها، وأهم الأطر المرجعية التي يستند إليها القاص عند الكتابة.شِعْرِية زَوايا النَظرتُشكلُ العَيْنُ مَصدرَ خِبرَةٍ بالعالم، فالإنسان كائن بصري، يَعِي ويَصُوغُ عَوالمهُ من خلالها، وهي أرهف إحساسا بعالم الأشياء، وتَتسق مع أعظم النصوص المؤثرة في التاريخ ، وهي الخالقة للاستعارة والجَميل؛ ويَتمحورُ نصُ ذاكرة الأسامي حول هذه البؤرة، العين، بِبُعدها الحِسي والمُدرك: »اليد كالعين حركتها لا تهدأ؛ ترى أشياء العالم الخَشنة والناعمة، لما أقول ترى؛ أعني أن الاكتشاف يَكون أدق من البصر، لأن العين ليست دقيقة... « .تُؤطر هذه العبارات، ما يَزخمُ به النص من كيفيةِ وهيآت النظَر، التي تُمثل اكتشافاً وتَبَصُر يتجاوز حس البصر، ينتقل القاص فيها من حالة الحسي الملموس إلى حالة التَجريد والمُدرك منطقيا، يتصورُ الأشياء ويُراعي الكَائِن والمُمْكِن في ظل شِعرية لُغوية تُوازي حالات السارد؛ السُخرية، التهكم، السُخط...الخ.تَعْرِفُ العَيْنُ فعل إثراء، تَصيغُ المعنى بحَكَمِيَة، وتَنقلُ وتتمقل المُدرك، تتَوزع داخل صفَّاقة القص وتَزيدهُ إخصاباً، وتُوحي هيآتها بالقصد، ويكشف اختلاف المُفردة من مقطع لآخر، اختلافا في الدلالة والتصور، ويتأنَّى المعنى استناد لوضعتها، فهي النانو المُحرك للنسيج، تُغير لون حالاته، وتَهزُ أرباضَهُ، وتَترك للمُتلقي البَيَاض المُطوِح . »أتَلفت، تَلفتَ، ألتفِت، يَلتفِت؛ لراء، سترى، أرى، رأى، رأيته، فرأى، أراها، نراها، أراني، يرني، رأيت، ير، رأيتني، ترى، يُرى، يرى؛ النظر، ناظري؛ أُقَلب؛ بصري، الأبصار؛ يرمقني، نرمقهم؛ فحصها؛ أطل، يطل؛ استرقت؛ مرمى نَّظرك؛ ترنوا، رجمته؛ الناهبة، انسابت، تتملى، خلسة، قلق، فتح، تلتم، تذرف، يضع، حل، جحظت استدرت، تلتقط، النشيج(أنظر ما ورد لدى الثعالبي من دلالات )«.يتكوثُ العنوان ـ ذاكرة الأسامي ـ مع هذه الرؤى المُتجددة والمتنوعة للنَظر عبر النص، ويَتَوافق الكثُ الذهني مع تَعددُ الأسامي، فالذاكرة حُمولة وشُجون من الأسماء والأهواء والفضاءات، والاسم نَفسُهُ هُوية وكِناية عندَ تغييره عن تناسُخ وتَجدُد وخلْق؛ إنه سرد عن الهويات المتعددة بمِنظار الكشف، الذي يتبع أدق التفاصيل عن شخوصه، ويُبَئِرُ اللحظات لتصير كثاً دلاليا ورمزياً؛ جداول صور، وجنائن استعارة، وحدائق إشارات، يُفصح من خلالها عن خبرته ورؤيته للعالم؛ يَرقُصُ النص، تَهتز خَلاخيله وسَط دائرة الفُرجة، ويَصِيرُ بدل المُضْحِك هُو الضاحِكُ، تَقريره إيحاء، وإيحاءهُ تَقرير عن فضاعات الوجود والحياة الفَسولة، تؤطره نظرة متصوف بعينِ القُطبِ.وترد هذه الأفعال بمعنى التأمَّل والتروَّى أي الإدراك العقلي، وبمعنى النَظر الحسي، وتؤشر الصيغ المتعددة للفعل ......
#جمالية
#ورَمزية
#زَوايا
#النَظر
#رقشٌ
#ذاكرة
#الأسامي
#للقاص
#محمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704182
#الحوار_المتمدن
#وديع_بكيطة تُعتبر ذاكرة القص على مر التَاريخ مَصدر تَرميز وإيحاء، يَعتمد أسلوبه على الصَّفاقة، قوة النسج وتكثيفه، وهو فن يرتبط قديما وحديثا بالحِكمة، لا يَسْبِرُه إلا نَبْرٌ خَبِرَ الحياة وتمَقَلها، فنٌ يَصعبُ إيجادهُ، نصوصه من النُدرة، وكُتابها أغلبهم بعيدون عن أضواء البَواري؛ وتُعدُ تجربة القاص محمد الفشتالي من التجارب التي اختصت بالقصة دون سواها، وأعطت فيها الكثير، وهو مُلَمِقُ قطار المدينة، وذاكرة الأسامي، وهي حقلُ هذه المقاربة. تحتوي المجموعة القصصية على العناوين الآتية: مترجم أعمى، تلفريك المدينة، ذاكرة الأسامي، الرجل الأفقي، الرفع والنصب والخفض، البطاقة، مدينة النحاس، مأتم سيار، المايسترو، لاحلم، مقامة طارئة، رواية رأس الغول، الرقم العرقوبي. وهي بوابات أدغال السرد، الذي سنتبيّن من خلال مقاربته حدود العين وتراميها وأبعادها، وأهم الأطر المرجعية التي يستند إليها القاص عند الكتابة.شِعْرِية زَوايا النَظرتُشكلُ العَيْنُ مَصدرَ خِبرَةٍ بالعالم، فالإنسان كائن بصري، يَعِي ويَصُوغُ عَوالمهُ من خلالها، وهي أرهف إحساسا بعالم الأشياء، وتَتسق مع أعظم النصوص المؤثرة في التاريخ ، وهي الخالقة للاستعارة والجَميل؛ ويَتمحورُ نصُ ذاكرة الأسامي حول هذه البؤرة، العين، بِبُعدها الحِسي والمُدرك: »اليد كالعين حركتها لا تهدأ؛ ترى أشياء العالم الخَشنة والناعمة، لما أقول ترى؛ أعني أن الاكتشاف يَكون أدق من البصر، لأن العين ليست دقيقة... « .تُؤطر هذه العبارات، ما يَزخمُ به النص من كيفيةِ وهيآت النظَر، التي تُمثل اكتشافاً وتَبَصُر يتجاوز حس البصر، ينتقل القاص فيها من حالة الحسي الملموس إلى حالة التَجريد والمُدرك منطقيا، يتصورُ الأشياء ويُراعي الكَائِن والمُمْكِن في ظل شِعرية لُغوية تُوازي حالات السارد؛ السُخرية، التهكم، السُخط...الخ.تَعْرِفُ العَيْنُ فعل إثراء، تَصيغُ المعنى بحَكَمِيَة، وتَنقلُ وتتمقل المُدرك، تتَوزع داخل صفَّاقة القص وتَزيدهُ إخصاباً، وتُوحي هيآتها بالقصد، ويكشف اختلاف المُفردة من مقطع لآخر، اختلافا في الدلالة والتصور، ويتأنَّى المعنى استناد لوضعتها، فهي النانو المُحرك للنسيج، تُغير لون حالاته، وتَهزُ أرباضَهُ، وتَترك للمُتلقي البَيَاض المُطوِح . »أتَلفت، تَلفتَ، ألتفِت، يَلتفِت؛ لراء، سترى، أرى، رأى، رأيته، فرأى، أراها، نراها، أراني، يرني، رأيت، ير، رأيتني، ترى، يُرى، يرى؛ النظر، ناظري؛ أُقَلب؛ بصري، الأبصار؛ يرمقني، نرمقهم؛ فحصها؛ أطل، يطل؛ استرقت؛ مرمى نَّظرك؛ ترنوا، رجمته؛ الناهبة، انسابت، تتملى، خلسة، قلق، فتح، تلتم، تذرف، يضع، حل، جحظت استدرت، تلتقط، النشيج(أنظر ما ورد لدى الثعالبي من دلالات )«.يتكوثُ العنوان ـ ذاكرة الأسامي ـ مع هذه الرؤى المُتجددة والمتنوعة للنَظر عبر النص، ويَتَوافق الكثُ الذهني مع تَعددُ الأسامي، فالذاكرة حُمولة وشُجون من الأسماء والأهواء والفضاءات، والاسم نَفسُهُ هُوية وكِناية عندَ تغييره عن تناسُخ وتَجدُد وخلْق؛ إنه سرد عن الهويات المتعددة بمِنظار الكشف، الذي يتبع أدق التفاصيل عن شخوصه، ويُبَئِرُ اللحظات لتصير كثاً دلاليا ورمزياً؛ جداول صور، وجنائن استعارة، وحدائق إشارات، يُفصح من خلالها عن خبرته ورؤيته للعالم؛ يَرقُصُ النص، تَهتز خَلاخيله وسَط دائرة الفُرجة، ويَصِيرُ بدل المُضْحِك هُو الضاحِكُ، تَقريره إيحاء، وإيحاءهُ تَقرير عن فضاعات الوجود والحياة الفَسولة، تؤطره نظرة متصوف بعينِ القُطبِ.وترد هذه الأفعال بمعنى التأمَّل والتروَّى أي الإدراك العقلي، وبمعنى النَظر الحسي، وتؤشر الصيغ المتعددة للفعل ......
#جمالية
#ورَمزية
#زَوايا
#النَظر
#رقشٌ
#ذاكرة
#الأسامي
#للقاص
#محمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704182
الحوار المتمدن
وديع بكيطة - جمالية ورَمزية زَوايا النَظر رقشٌ ب» ذاكرة الأسامي « للقاص محمد الفشتالي