رائد الحواري : أثر المكان في ديوان -لحن في حنجرة الريح- للشاعر سميح محسن *
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري أثر المكان في ديوان "لحن في حنجرة الري*رائد الحواريح" للشاعر سميح محسن يضفي حضورُ المكانِ لمسةً من النعومة على الشاعر، ومن ثم على القصيدة، وهذا الأمر يكاد أن يُعمَّم على كافة الشعراء الفلسطينيين، فما أن يحضر المكان حتى نرى تَقَدُّمَ القصيدة نحو البياض، وتسمو باللغة الناعمة والهادئة رغم بؤس الحال، وقسوة والواقع. ولا يعني هذا طبعاً عدم وجود ألفاظ سوداء أو قاسية، فالحدث/الواقع يفرض ذاته على المكان، كدمشق، لكن، ورغم الخراب والموت تبقى حاضرة ببهائها وبياسمينها، وهذا البياض يبعد القارئ عن التوتر والانفعال ـ رغم قسوة الفكرة/ومرارة المضمون، فالشاعر المتقن لصنعة الشعر، يعرف كيف يخرج القصيدة، ويعرف كيف يحافظ على مشاعر واتزان المتلقي، فلا يرهقه بالمشاهد القاسية والمؤلمة، من خلال استخدامه للمخففات، عناصر الفرح، والتي تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد. وعندما يلجأ الشاعر إلى هذه العناصر يكون قد خفف عن نفسه، وعن قصيدته قبل أن يخفف بها على المتلقي، فهي من تجعله (متزناً/حيادياً)، فلا يجنح نحو الخطاب التلقيني النشاز، ويبقى محافظا على وتيرة القصيدة، وعلى ذهنية القارئ الذي يستمع بما قُدِّمَ له من شعر. بياض المرأة والمكان في قصيدة "مرايا أيلول" يتحدث الشاعر سميح محسن في مجموعته الشعرية (لحن في حنجرة الريح) عن المرأة، وهذا يجعل القصيدة بطبيعتها بيضاء، فحضور المرأة له أثر إيجابي على القصيدة، ويظهر هذا من خلال اللغة والفكرة، لكن الشاعر لا يتحدث عن المرأة خارج المكان، بل يؤكد على مكانها، فيحدد مكان المرأة التي يخاطبها: "هنا في فلسطين ... إلى المرأة الفلسطينية في عيدها"، وبهذا يكون الشاعر قد استخدم عنصرين من عناصر الفرح/التخفيف، الطبيعة والمرأة، وهذا ما سينعكس إيجابا على القصيدة، ويظهر في المعنى وفي الألفاظ:"على صدرِ آذارَ تنبتُ حنّونةٌ في مكانٍ قريبٍ من القلبِتحملُ ألوانَها في الطريقِ إلى شجرِ اللوزِ يُزهرُ مُنتَشياً بالبياضِ وملتحفاً بابتهاجِ الورودِ على صفحةِ العشبْ،يُشكّلُ للأرضِ صورتَها كي تكونَ فلسطينُ فلسطينْ،سيُّنْبِتُ هذا النهارُ الورودَ على جبهةِ الأرضِ يَصبُغُها بالرياحينْ " ... إذا ما توقفنا عن المعنى فهو يحمل فكرة الخير والجمال، وهذا ليس بحاجة إلى تحليل، لكن الألفاظ المستخدمة هي اللافتة للنظر، فهناك بياض مطلق، انسجام الألفاظ مع المعنى: "صدرِ، آذارَ، تنبتُ (مكررة)، حنّونةٌ، قريبٍ، القلبِ، تحملُ، ألوانَها، شجرِ، اللوزِ، يُزهرُ، مُنتَشياً، بالبياضِ، ملتحفاً، بابتهاجِ، الورودِ، صفحةِ، العشبْ، يُشكّلُ، للأرضِ (مكررة)، النهار، جبهة، بالرياحين"، فالألفاظ بمجملها بيضاء وناعمة وتخدم فكرة جمال المرأة والطبيعة، وهذا الأمر ما كان ليكون دون وجود رافعتين للفرح، المرأة والطبيعة، وهذا ما فسر وهيأ وجود عنصر الفرح الثالث، الكتابة "صفحة"، وكأن الفرح الذي ابتدأ بالمكان، فلسطين، أوجد/خلق فرحاً ثانياً "المرأة"، والتي اسهمت بدورها بوجود العنصر الثالث الكتابة/صفحة.واللافت في هذا المقطع وجود الألوان، فبدا الشاعر فناناً يرسم الطبيعة بألوانها الزاهية، فهناك مجموعة ألفاظ متعلقة بالفن الرسم: "آذار/بداية ظهور الربيع، حنونة/حمراء، الورود/ألوان متعددة، اللوز/الزهري، بالبياض، العشب/أخضر، الأرض/البني" كل هذا يضيف لمسة جمالية على القصيدة، ويمتع القارئ بهذه المشاهد الخلابة. وبما أن الشاعر بدأ القصيدة: "هنا في فلسطين" فكأنه يقول هذا هو جمال فلسطين، هذه هي فلسطين، فهو يقرب ويحبب القارئ بها ـ بطريقة غير م ......
#المكان
#ديوان
#-لحن
#حنجرة
#الريح-
#للشاعر
#سميح
#محسن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682653
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري أثر المكان في ديوان "لحن في حنجرة الري*رائد الحواريح" للشاعر سميح محسن يضفي حضورُ المكانِ لمسةً من النعومة على الشاعر، ومن ثم على القصيدة، وهذا الأمر يكاد أن يُعمَّم على كافة الشعراء الفلسطينيين، فما أن يحضر المكان حتى نرى تَقَدُّمَ القصيدة نحو البياض، وتسمو باللغة الناعمة والهادئة رغم بؤس الحال، وقسوة والواقع. ولا يعني هذا طبعاً عدم وجود ألفاظ سوداء أو قاسية، فالحدث/الواقع يفرض ذاته على المكان، كدمشق، لكن، ورغم الخراب والموت تبقى حاضرة ببهائها وبياسمينها، وهذا البياض يبعد القارئ عن التوتر والانفعال ـ رغم قسوة الفكرة/ومرارة المضمون، فالشاعر المتقن لصنعة الشعر، يعرف كيف يخرج القصيدة، ويعرف كيف يحافظ على مشاعر واتزان المتلقي، فلا يرهقه بالمشاهد القاسية والمؤلمة، من خلال استخدامه للمخففات، عناصر الفرح، والتي تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد. وعندما يلجأ الشاعر إلى هذه العناصر يكون قد خفف عن نفسه، وعن قصيدته قبل أن يخفف بها على المتلقي، فهي من تجعله (متزناً/حيادياً)، فلا يجنح نحو الخطاب التلقيني النشاز، ويبقى محافظا على وتيرة القصيدة، وعلى ذهنية القارئ الذي يستمع بما قُدِّمَ له من شعر. بياض المرأة والمكان في قصيدة "مرايا أيلول" يتحدث الشاعر سميح محسن في مجموعته الشعرية (لحن في حنجرة الريح) عن المرأة، وهذا يجعل القصيدة بطبيعتها بيضاء، فحضور المرأة له أثر إيجابي على القصيدة، ويظهر هذا من خلال اللغة والفكرة، لكن الشاعر لا يتحدث عن المرأة خارج المكان، بل يؤكد على مكانها، فيحدد مكان المرأة التي يخاطبها: "هنا في فلسطين ... إلى المرأة الفلسطينية في عيدها"، وبهذا يكون الشاعر قد استخدم عنصرين من عناصر الفرح/التخفيف، الطبيعة والمرأة، وهذا ما سينعكس إيجابا على القصيدة، ويظهر في المعنى وفي الألفاظ:"على صدرِ آذارَ تنبتُ حنّونةٌ في مكانٍ قريبٍ من القلبِتحملُ ألوانَها في الطريقِ إلى شجرِ اللوزِ يُزهرُ مُنتَشياً بالبياضِ وملتحفاً بابتهاجِ الورودِ على صفحةِ العشبْ،يُشكّلُ للأرضِ صورتَها كي تكونَ فلسطينُ فلسطينْ،سيُّنْبِتُ هذا النهارُ الورودَ على جبهةِ الأرضِ يَصبُغُها بالرياحينْ " ... إذا ما توقفنا عن المعنى فهو يحمل فكرة الخير والجمال، وهذا ليس بحاجة إلى تحليل، لكن الألفاظ المستخدمة هي اللافتة للنظر، فهناك بياض مطلق، انسجام الألفاظ مع المعنى: "صدرِ، آذارَ، تنبتُ (مكررة)، حنّونةٌ، قريبٍ، القلبِ، تحملُ، ألوانَها، شجرِ، اللوزِ، يُزهرُ، مُنتَشياً، بالبياضِ، ملتحفاً، بابتهاجِ، الورودِ، صفحةِ، العشبْ، يُشكّلُ، للأرضِ (مكررة)، النهار، جبهة، بالرياحين"، فالألفاظ بمجملها بيضاء وناعمة وتخدم فكرة جمال المرأة والطبيعة، وهذا الأمر ما كان ليكون دون وجود رافعتين للفرح، المرأة والطبيعة، وهذا ما فسر وهيأ وجود عنصر الفرح الثالث، الكتابة "صفحة"، وكأن الفرح الذي ابتدأ بالمكان، فلسطين، أوجد/خلق فرحاً ثانياً "المرأة"، والتي اسهمت بدورها بوجود العنصر الثالث الكتابة/صفحة.واللافت في هذا المقطع وجود الألوان، فبدا الشاعر فناناً يرسم الطبيعة بألوانها الزاهية، فهناك مجموعة ألفاظ متعلقة بالفن الرسم: "آذار/بداية ظهور الربيع، حنونة/حمراء، الورود/ألوان متعددة، اللوز/الزهري، بالبياض، العشب/أخضر، الأرض/البني" كل هذا يضيف لمسة جمالية على القصيدة، ويمتع القارئ بهذه المشاهد الخلابة. وبما أن الشاعر بدأ القصيدة: "هنا في فلسطين" فكأنه يقول هذا هو جمال فلسطين، هذه هي فلسطين، فهو يقرب ويحبب القارئ بها ـ بطريقة غير م ......
#المكان
#ديوان
#-لحن
#حنجرة
#الريح-
#للشاعر
#سميح
#محسن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682653
الحوار المتمدن
رائد الحواري - أثر المكان في ديوان -لحن في حنجرة الريح- للشاعر سميح محسن *
حسام زهدي شاهين : حنجرة كمال أبو وعر أقوى من الاحتلال
#الحوار_المتمدن
#حسام_زهدي_شاهين سجن نفحة الصحراويغالبية الناس تبدأ مسيرة حياتهم مع الحياة، إلا مقاتلي الحرية، فمسيرة حياتهم تبدأ مع الموت، مع الحرب التي يتعلمون منها حب الحياة أكثر، ويكتشفون في معمعانها التفاصيل الصغيرة التي تطرز حواشيها بالأمل، وتجعل من قيمة أصغر الأشياء بحجم قيمة أكبرها، لذلك يزدادون شراسة في فوضى معاركهم من أجل إسترداد ما سرق منهم، ودفاعاً عما يمكن أن يسرق من شعبهم، بعد أن يكونوا قد اكتشفوا مذاق الوطن بطعم الندى من على براعم نرجسة تُصلي في بهاء الكرمل، ويفوح عبق عطرها مع نجمة الصباح على صدر القدس العتيقة، ليحاكي عناقيد عنب تحتويها أيادي جداتنا في كروم قباطيا.ببساطة هذا هو الكمال في حب الوطن، ومن رحمه جاء كمال أبو وعر، الفدائي الذي يقدس الوطن، ويرى فلسطين في كل الأشياء، يراها في زهرة برية تشق طريقها بصعوبة بين حجرين، كما يراها في برتقال يافا، وفي جبال الجليل، يراها في بحر غزة وفي أعراس الفلاحين وفرحهم بعد موسم وفير، ويراها في مدن تعج بالحياة، وفي ترانيم الميلاد، والأناشيد النبوية، أو عند غروب الشمس أو ساعة إشراقها في حقائب اللاجئين.كمال الأسير بحب الوطن من قبل أن يكبل الإحتل معصميه وقدميه بستة مؤبدات وخمسين عاماً، قطف من عمره أجمل السنوات ليصنع منها غيمة تكلل رأس الجرمق، وبعد أن أُسر الوطن بحبه لقن السلاسل أناشيد الحرية بينما تحمله البوسطة في جوفها متنقلة بين الشتاء والصيف، وكلما التقينا في محطة من محطات الزمن المتشظي بين اليأس والأمل، كان يبتسم ويقول لنا: يكبر الوطن فينا بحب أصغر الأشياء فيه، ونصغر كثيراً إذا ما اختزلناه بأكبر الأشياء فيه!!كمال مقاتل شجاع، لحظة أبلغوه بأنه مصاب بسرطان الحنجرة من النوع الخطير، عاد من المستشفى مبتسماً وكأن شيئاً لم يكن، استيقظ مبكراً كعادته، وفي ساحة سجن جلبوع حيث كنا نمارس الرياضة، اقتربت منه لأرفع من معنوياته وأعزز من صموده، فقلت له: أتمنى لك السلامة ودوام الصحة والعافية من كل قلبي. وكعادته نظر إلي بوجهه البشوش المحاط بهالة أمل، وقال لي: أجراس العودة تناديني يا صديقي، سأعود إلى رحم فلسطين الذي لن يستطيع أن يخرجني منه أحد إلا الله، وسأدفن عمري بالطريقة التي أشتهيها، فأنا يا صديقي لازلت أرى النهار في العتمة، بينما غيري يُصر على أن يرى العتمة في النهار، دافعوا عن وحدة الحركة الأسيرة، وانبذوا من بينكم كل الآفات التي تراكمت طوال السنوات الماضية جراء الصمت والإهمال!! وأتمنى أن تسارع إلى إنهاء رياضتك لأنني أرغب أن أقبل سيجارتي؟!وقفت مذهولاً تحت وطأة الصمت من قوة عزيمته، رغم أنني أعرفه جيداً، أدار ظهره ومشى عدة خطوات ثم توقف فجأت، إلتفت نحوي مجدداً وقال: أخي حسام على ما يبدو بأني سأفقد حنجرتي من كثرة الصراخ الذي لم يعد يسمعه أحد، لقد تراكم الغبار فوق الكلمات الصادقة على طاولات المسؤولين، وأوراقهم أصابها الصمم!!أدار ظهره مجدداً، وقهقه بصوت مرتفع، وقال: سأودع صوتي قبل أن يصبح حلماً، الموت نعمة لمن يعرف طريق الحرية والشهادة، سأترك لكم ذاكرتي فوق هضاب قباطيا، حاولوا أن تلتقطوها مع دموع الندى!!كمال كبقية الأسرى الذين استبدل معظمهم قلبه بفلسطين، وكفن أيامه بترابها، ونثر الفاتحة، وتراتيل الإنجيل زنبقاً على ضفاف طبريا، ونذر روحه جسراً لكي يعود المشردين إلى وطنهم عبر الحدود الطبيعية، كفى لعودهم عبر بوابة السماء!!خلال إضراب "العزة والكرامة" في العام 2017، وتحديداً في يومه الخامس والثلاثين التقيت وصديقاي منصور شريم ولؤي صوان بكمال ونحن مكبلين فوق أسرة الإحتضار في إحدى مشافي ال ......
#حنجرة
#كمال
#أقوى
#الاحتلال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686665
#الحوار_المتمدن
#حسام_زهدي_شاهين سجن نفحة الصحراويغالبية الناس تبدأ مسيرة حياتهم مع الحياة، إلا مقاتلي الحرية، فمسيرة حياتهم تبدأ مع الموت، مع الحرب التي يتعلمون منها حب الحياة أكثر، ويكتشفون في معمعانها التفاصيل الصغيرة التي تطرز حواشيها بالأمل، وتجعل من قيمة أصغر الأشياء بحجم قيمة أكبرها، لذلك يزدادون شراسة في فوضى معاركهم من أجل إسترداد ما سرق منهم، ودفاعاً عما يمكن أن يسرق من شعبهم، بعد أن يكونوا قد اكتشفوا مذاق الوطن بطعم الندى من على براعم نرجسة تُصلي في بهاء الكرمل، ويفوح عبق عطرها مع نجمة الصباح على صدر القدس العتيقة، ليحاكي عناقيد عنب تحتويها أيادي جداتنا في كروم قباطيا.ببساطة هذا هو الكمال في حب الوطن، ومن رحمه جاء كمال أبو وعر، الفدائي الذي يقدس الوطن، ويرى فلسطين في كل الأشياء، يراها في زهرة برية تشق طريقها بصعوبة بين حجرين، كما يراها في برتقال يافا، وفي جبال الجليل، يراها في بحر غزة وفي أعراس الفلاحين وفرحهم بعد موسم وفير، ويراها في مدن تعج بالحياة، وفي ترانيم الميلاد، والأناشيد النبوية، أو عند غروب الشمس أو ساعة إشراقها في حقائب اللاجئين.كمال الأسير بحب الوطن من قبل أن يكبل الإحتل معصميه وقدميه بستة مؤبدات وخمسين عاماً، قطف من عمره أجمل السنوات ليصنع منها غيمة تكلل رأس الجرمق، وبعد أن أُسر الوطن بحبه لقن السلاسل أناشيد الحرية بينما تحمله البوسطة في جوفها متنقلة بين الشتاء والصيف، وكلما التقينا في محطة من محطات الزمن المتشظي بين اليأس والأمل، كان يبتسم ويقول لنا: يكبر الوطن فينا بحب أصغر الأشياء فيه، ونصغر كثيراً إذا ما اختزلناه بأكبر الأشياء فيه!!كمال مقاتل شجاع، لحظة أبلغوه بأنه مصاب بسرطان الحنجرة من النوع الخطير، عاد من المستشفى مبتسماً وكأن شيئاً لم يكن، استيقظ مبكراً كعادته، وفي ساحة سجن جلبوع حيث كنا نمارس الرياضة، اقتربت منه لأرفع من معنوياته وأعزز من صموده، فقلت له: أتمنى لك السلامة ودوام الصحة والعافية من كل قلبي. وكعادته نظر إلي بوجهه البشوش المحاط بهالة أمل، وقال لي: أجراس العودة تناديني يا صديقي، سأعود إلى رحم فلسطين الذي لن يستطيع أن يخرجني منه أحد إلا الله، وسأدفن عمري بالطريقة التي أشتهيها، فأنا يا صديقي لازلت أرى النهار في العتمة، بينما غيري يُصر على أن يرى العتمة في النهار، دافعوا عن وحدة الحركة الأسيرة، وانبذوا من بينكم كل الآفات التي تراكمت طوال السنوات الماضية جراء الصمت والإهمال!! وأتمنى أن تسارع إلى إنهاء رياضتك لأنني أرغب أن أقبل سيجارتي؟!وقفت مذهولاً تحت وطأة الصمت من قوة عزيمته، رغم أنني أعرفه جيداً، أدار ظهره ومشى عدة خطوات ثم توقف فجأت، إلتفت نحوي مجدداً وقال: أخي حسام على ما يبدو بأني سأفقد حنجرتي من كثرة الصراخ الذي لم يعد يسمعه أحد، لقد تراكم الغبار فوق الكلمات الصادقة على طاولات المسؤولين، وأوراقهم أصابها الصمم!!أدار ظهره مجدداً، وقهقه بصوت مرتفع، وقال: سأودع صوتي قبل أن يصبح حلماً، الموت نعمة لمن يعرف طريق الحرية والشهادة، سأترك لكم ذاكرتي فوق هضاب قباطيا، حاولوا أن تلتقطوها مع دموع الندى!!كمال كبقية الأسرى الذين استبدل معظمهم قلبه بفلسطين، وكفن أيامه بترابها، ونثر الفاتحة، وتراتيل الإنجيل زنبقاً على ضفاف طبريا، ونذر روحه جسراً لكي يعود المشردين إلى وطنهم عبر الحدود الطبيعية، كفى لعودهم عبر بوابة السماء!!خلال إضراب "العزة والكرامة" في العام 2017، وتحديداً في يومه الخامس والثلاثين التقيت وصديقاي منصور شريم ولؤي صوان بكمال ونحن مكبلين فوق أسرة الإحتضار في إحدى مشافي ال ......
#حنجرة
#كمال
#أقوى
#الاحتلال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686665
الحوار المتمدن
حسام زهدي شاهين - حنجرة كمال أبو وعر أقوى من الاحتلال