جهاد الرنتيسي : مهنا يؤرجح المكان في رواية العوسج
#الحوار_المتمدن
#جهاد_الرنتيسي لا يبتعد الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني عبداللطيف مهنا عن مناخات السخرية حين يجمع عوالم الصحراء والتعدد وعذابات الحريات المفقودة في سرده لاحداث روايته "العوسج" التي تنتمي لادب السجون. ملامح المكان الذي تدور فيه احداث الرواية معروفة للمتلقي العربي، الذي خبرها بشكل او بآخر في اعمال لعبدالرحمن منيف وغسان كنفاني وابراهيم عبدالمجيد وغيرهم من الروائيين العرب، لكن تعويمه يساعد على توسيع هامش التعميم امام القارئ، دون ان يفقده القدرة على تضييق الدائرة، ويبقيه في جميع الاحوال معرضا لان يكون واحدا من السجناء الذين تروى حكاياتهم. رغبة ضبط ايقاع ارجحة معالم المكان وناسه بين "المعلوم" و"المكشوف" واضحة في حرص الروائي على تقديم روايته بلغة مثقلة بتقاليد السرد وعدم تسمية المدن والشوارع والاحياء. ضاقت دائرة التمويه بعض الشئ مع السلوك اليومي المعبر عن تحولات ما بعد هبوط الثروة على الكثبان الرملية وتحديد اتجاهات شمال وجنوب الوطن العربي واتسعت مع التبعية للاجنبي والتعاون معه على قهر وتغييب الامة.يلامس تضييق الدائرة وتوسيعها شعور شخصيات الرواية بالتهميش والقهر والرعب من كل ما يحيط بها ويظهر بشكل او بآخر في المفارقات التي تكشف عن غرابة الظواهر والممارسات.ولا تخلو الرواية من محاولة لتوظيف الحس الانساني في ابراز التشوهات، حيث يبحث الروائي في كثير من الاحيان عن ما يضمره السجان من تعاطف مع السجين، لتتكشف حالة من الرفض للممارسة القمعية الواجب عليه القيام بها بحكم الوظيفة، وفي بعض الاحيان يظهر السجان شريكا للسجين في احساسه بالقهر والظلم .هناك ايضا قصص الحب الذي اخفقت ظروف السجون في اخماده، وتحول في بعض الاحيان الى ادوات للمقاومة وادامة الصمود، كما كشف في احيان اخرى عن قسوة انتظار مغادرة المكان الموازي الى عالم اخر لم يعد السجين موجودا فيه .توازي مشاعر الحرمان في السجون الحب المحرم خارجها حيث القيود الاجتماعية التي حولت المرأة الى سجين بين اربعة جدران يتحرش بالموجودين في الخارج من وراء النوافذ وتحظر عليه مخاطبتهم او الاقتراب منهم.بساطة شخصيات الرواية، تلقائيتها في التعبير، وتحفظاتها في البوح لا تخفي غناها الانساني الذي يظهر تلقائيا في التفاعل بين السجناء الذين ينتمون الى بيئات مختلفة ويلتقون في شعورهم بالظلم.تضيف رواية "العوسج" التي لم تخرج عن سياق "ادب السجون" في الوطن العربي جديدا من خلال التقاطاتها لعذابات الانسان وغربته عن عوالمه، حيث وظف الروائي تجربته الشعرية والفنية في التقاط مكامن الالم والتشوهات البصرية، وسعى من خلال لغة السرد الى علاقة مختلفة مع القارئ . ......
#مهنا
#يؤرجح
#المكان
#رواية
#العوسج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752180
#الحوار_المتمدن
#جهاد_الرنتيسي لا يبتعد الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني عبداللطيف مهنا عن مناخات السخرية حين يجمع عوالم الصحراء والتعدد وعذابات الحريات المفقودة في سرده لاحداث روايته "العوسج" التي تنتمي لادب السجون. ملامح المكان الذي تدور فيه احداث الرواية معروفة للمتلقي العربي، الذي خبرها بشكل او بآخر في اعمال لعبدالرحمن منيف وغسان كنفاني وابراهيم عبدالمجيد وغيرهم من الروائيين العرب، لكن تعويمه يساعد على توسيع هامش التعميم امام القارئ، دون ان يفقده القدرة على تضييق الدائرة، ويبقيه في جميع الاحوال معرضا لان يكون واحدا من السجناء الذين تروى حكاياتهم. رغبة ضبط ايقاع ارجحة معالم المكان وناسه بين "المعلوم" و"المكشوف" واضحة في حرص الروائي على تقديم روايته بلغة مثقلة بتقاليد السرد وعدم تسمية المدن والشوارع والاحياء. ضاقت دائرة التمويه بعض الشئ مع السلوك اليومي المعبر عن تحولات ما بعد هبوط الثروة على الكثبان الرملية وتحديد اتجاهات شمال وجنوب الوطن العربي واتسعت مع التبعية للاجنبي والتعاون معه على قهر وتغييب الامة.يلامس تضييق الدائرة وتوسيعها شعور شخصيات الرواية بالتهميش والقهر والرعب من كل ما يحيط بها ويظهر بشكل او بآخر في المفارقات التي تكشف عن غرابة الظواهر والممارسات.ولا تخلو الرواية من محاولة لتوظيف الحس الانساني في ابراز التشوهات، حيث يبحث الروائي في كثير من الاحيان عن ما يضمره السجان من تعاطف مع السجين، لتتكشف حالة من الرفض للممارسة القمعية الواجب عليه القيام بها بحكم الوظيفة، وفي بعض الاحيان يظهر السجان شريكا للسجين في احساسه بالقهر والظلم .هناك ايضا قصص الحب الذي اخفقت ظروف السجون في اخماده، وتحول في بعض الاحيان الى ادوات للمقاومة وادامة الصمود، كما كشف في احيان اخرى عن قسوة انتظار مغادرة المكان الموازي الى عالم اخر لم يعد السجين موجودا فيه .توازي مشاعر الحرمان في السجون الحب المحرم خارجها حيث القيود الاجتماعية التي حولت المرأة الى سجين بين اربعة جدران يتحرش بالموجودين في الخارج من وراء النوافذ وتحظر عليه مخاطبتهم او الاقتراب منهم.بساطة شخصيات الرواية، تلقائيتها في التعبير، وتحفظاتها في البوح لا تخفي غناها الانساني الذي يظهر تلقائيا في التفاعل بين السجناء الذين ينتمون الى بيئات مختلفة ويلتقون في شعورهم بالظلم.تضيف رواية "العوسج" التي لم تخرج عن سياق "ادب السجون" في الوطن العربي جديدا من خلال التقاطاتها لعذابات الانسان وغربته عن عوالمه، حيث وظف الروائي تجربته الشعرية والفنية في التقاط مكامن الالم والتشوهات البصرية، وسعى من خلال لغة السرد الى علاقة مختلفة مع القارئ . ......
#مهنا
#يؤرجح
#المكان
#رواية
#العوسج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752180
الحوار المتمدن
جهاد الرنتيسي - مهنا يؤرجح المكان في رواية العوسج