كفاح الزهاوي : وريث الجن
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي على أطراف قرية نَحْس التي تبدو كقرية الأطياف مغروسة في المستنقعات الآسنة تحت مظلة هائلة من الغيوم السوداء، كان هناك بيت قديم مهجور منذ زمن مضى. لم يتجرأ أحد العيش فيه او التقرب منه حتى كانت الاشاعات والاقاويل أعظم تأثيرا من الحدث نفسه، حيث اعتقدت الناس ان البَيْتَ مَسْكُونٌ تفوح منه روائح كريهة، وتصدر من جوفه أصوات كسر الصحون يتردد صداها في المطبخ وأنين يطن من الجدران. وفي جنح الليل يختلف الجن الى المنزل لتأدية طقوسهِ الماكرة بعد ان يطوف في النهار غير مرئي في القرية ويشيع الفرقة بين أهاليها. وفي القرية كانوا يتحدثون ايضاً أن الجن وجد رفيقة له وهي ايضا جنية تسكن معه ولهم أولاد يعيشون مع بعض في نفس المنزل. هذه المنطقة يقال كانت مأهولة بالناس ولكن خلا من سكانها وانتقلوا الى ما يسمى اليوم قرية نَحسْ، بعد ان علموا بان البيت مسكون ويجلب الشر. كان يعود ملكيته الى أحد رجال الأعمال والذي تقريبا صار البيت بالنسبة له في عداد النسيان. صارم شاب وسيم، نافذ البصيرة، نزيه وصادق، ملامحه حزينة. كان يتمتع بذهن حصيف. يوحي للمرء من أول وهلة بأن لديه نضج فكري وذو ملاحظة ذكية. هرب من الملجأ عندما كان عمره ١-;-٣-;- سنة آنذاك وعاش منذ ذلك اليوم مشرد يجول في الطرقات بحثا عن المأوى والخبز. في يوم مشمس عذب والسماء صافية وبينما صارم يمشي على ارصفة الميناء هائما على بحر من الاحزان، يجوب مرافئ السفن باحثاً عن عمل، وإذا به يقف قبالة رجل جالس على كرسي هزاز يحدق في الابعاد ويستريح الى الريح المنعشة، حاملا اليه عبق ماء البحر وينظر الى حركة المراكب ويمسك بيده غليون، وتغطي رأسه قبعة بيضاء. وفجأة لمح الرجل خلف دخان غليونه المتصاعد شابا منتصب الهيئة، نحيل الجسم، طويل القامة. بادره صارم بالتحية: - نهارك سعيد سيدي. اجابه بإيماءة من رأسه وبصوت خفيض جداً. - ونهارك ايضا سكت صارم قليلا بعد سماعه رد التحية بنوع من اللامبالاة. لاحظ الرجل ان صارم ظل جامدا في مكانه. قال له بتودد: - بماذا يمكنني مساعدتك؟ - انني ابحث عن عمل. - ما نوع العمل الذي تبحث عنه؟ - ماذا لديك من أعمال؟ ابتسم الرجل وقال بنوع من الذهول: - أليس أنت الذي يبحث عن العمل؟!. - نعم - طالما تقدمت بطلب للحصول على وظيفة، يفترض منك أن تعرف نوع المهنة التي أمارسها. - انك على حق يا سيدي. وهنا أفرغ الرجل غليونه من بقايا التبغ على الأرض، وبعدها ضرب مرتين على معصم يده اليسرى بالغليون ليتأكد كليا من نَفْض التبغ منه. أردف صارم قائلا: - الأعمال اليدوية، حمل الأشياء ونقلها الى المخزن. قاطعه الرجل: - لدينا رافعات لأداء هذه الوظيفة. كم عمرك وما هو تحصيلك الدراسي؟ - انا عمري تسعة عشر سنة ولدي شهادة الاعدادية. ولكن شاطر في الحسابات والتدقيق، اضافة الى كوني رسام. - ماذا تعني رسام. - ارسم لوحات زيتية. - جيد سوف اعطيك عمل على سبيل التجربة وسوف تتقاضى أجور يومية. - شكرا لك سيدي. ومتى اباشر بالعمل. - غدا تأتي في الساعة الثامنة صباحاً لملأ الاستمارة وتزويدنا بالمعلومات عنك. ثم أردف قائلا: - بالمناسبة أين تسكن. قال له وامارات الخجل ارتسمت على وجهه. - انا اسكن في معمل مهجور. ليس لدي سكن خاص بيّ. - لا بأس تأتي غدا ونتحدث أكثر بالتفاصيل. وفي يوم الثاني جاء صارم مبكراً ينتظر قدوم الرجل. انتابته مشاعر مختلطة ......
#وريث
#الجن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738149
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي على أطراف قرية نَحْس التي تبدو كقرية الأطياف مغروسة في المستنقعات الآسنة تحت مظلة هائلة من الغيوم السوداء، كان هناك بيت قديم مهجور منذ زمن مضى. لم يتجرأ أحد العيش فيه او التقرب منه حتى كانت الاشاعات والاقاويل أعظم تأثيرا من الحدث نفسه، حيث اعتقدت الناس ان البَيْتَ مَسْكُونٌ تفوح منه روائح كريهة، وتصدر من جوفه أصوات كسر الصحون يتردد صداها في المطبخ وأنين يطن من الجدران. وفي جنح الليل يختلف الجن الى المنزل لتأدية طقوسهِ الماكرة بعد ان يطوف في النهار غير مرئي في القرية ويشيع الفرقة بين أهاليها. وفي القرية كانوا يتحدثون ايضاً أن الجن وجد رفيقة له وهي ايضا جنية تسكن معه ولهم أولاد يعيشون مع بعض في نفس المنزل. هذه المنطقة يقال كانت مأهولة بالناس ولكن خلا من سكانها وانتقلوا الى ما يسمى اليوم قرية نَحسْ، بعد ان علموا بان البيت مسكون ويجلب الشر. كان يعود ملكيته الى أحد رجال الأعمال والذي تقريبا صار البيت بالنسبة له في عداد النسيان. صارم شاب وسيم، نافذ البصيرة، نزيه وصادق، ملامحه حزينة. كان يتمتع بذهن حصيف. يوحي للمرء من أول وهلة بأن لديه نضج فكري وذو ملاحظة ذكية. هرب من الملجأ عندما كان عمره ١-;-٣-;- سنة آنذاك وعاش منذ ذلك اليوم مشرد يجول في الطرقات بحثا عن المأوى والخبز. في يوم مشمس عذب والسماء صافية وبينما صارم يمشي على ارصفة الميناء هائما على بحر من الاحزان، يجوب مرافئ السفن باحثاً عن عمل، وإذا به يقف قبالة رجل جالس على كرسي هزاز يحدق في الابعاد ويستريح الى الريح المنعشة، حاملا اليه عبق ماء البحر وينظر الى حركة المراكب ويمسك بيده غليون، وتغطي رأسه قبعة بيضاء. وفجأة لمح الرجل خلف دخان غليونه المتصاعد شابا منتصب الهيئة، نحيل الجسم، طويل القامة. بادره صارم بالتحية: - نهارك سعيد سيدي. اجابه بإيماءة من رأسه وبصوت خفيض جداً. - ونهارك ايضا سكت صارم قليلا بعد سماعه رد التحية بنوع من اللامبالاة. لاحظ الرجل ان صارم ظل جامدا في مكانه. قال له بتودد: - بماذا يمكنني مساعدتك؟ - انني ابحث عن عمل. - ما نوع العمل الذي تبحث عنه؟ - ماذا لديك من أعمال؟ ابتسم الرجل وقال بنوع من الذهول: - أليس أنت الذي يبحث عن العمل؟!. - نعم - طالما تقدمت بطلب للحصول على وظيفة، يفترض منك أن تعرف نوع المهنة التي أمارسها. - انك على حق يا سيدي. وهنا أفرغ الرجل غليونه من بقايا التبغ على الأرض، وبعدها ضرب مرتين على معصم يده اليسرى بالغليون ليتأكد كليا من نَفْض التبغ منه. أردف صارم قائلا: - الأعمال اليدوية، حمل الأشياء ونقلها الى المخزن. قاطعه الرجل: - لدينا رافعات لأداء هذه الوظيفة. كم عمرك وما هو تحصيلك الدراسي؟ - انا عمري تسعة عشر سنة ولدي شهادة الاعدادية. ولكن شاطر في الحسابات والتدقيق، اضافة الى كوني رسام. - ماذا تعني رسام. - ارسم لوحات زيتية. - جيد سوف اعطيك عمل على سبيل التجربة وسوف تتقاضى أجور يومية. - شكرا لك سيدي. ومتى اباشر بالعمل. - غدا تأتي في الساعة الثامنة صباحاً لملأ الاستمارة وتزويدنا بالمعلومات عنك. ثم أردف قائلا: - بالمناسبة أين تسكن. قال له وامارات الخجل ارتسمت على وجهه. - انا اسكن في معمل مهجور. ليس لدي سكن خاص بيّ. - لا بأس تأتي غدا ونتحدث أكثر بالتفاصيل. وفي يوم الثاني جاء صارم مبكراً ينتظر قدوم الرجل. انتابته مشاعر مختلطة ......
#وريث
#الجن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738149
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - وريث الجن