عباس علي العلي : خريف وربيع... الله والإنسان
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي قبل سنين قرأت كتابا قديما لا أتذكر حتى عنوانه في بيت أحد الأصدقاء في دمشق، كانت عبارة منقوشة على ظهر الكتاب من أربع كلمات هي (خريف وربيع... الله والإنسان)، شدتني بقوة وسألت مضيفي عن معناها فقال، هذا ملخص ما في الكتاب، وبدأنا حوارا سريعا حول هذا الملخص وحول ما مكتوب في الكتاب يؤكد صاحبي أن الإنسان عندما يضع الله في دائرة الربيع المثمر فلا بد أن تكون نتيجته أن يحيا الخريف، فالربيع مثلا وهو ما يربط الإنسان بالأرض بالسماء تحتم عليه أن يبذل جهدا أضافيا لضمان موسم أنتاج كبير، فهو إضافة للجهد يمثل مرحلة تحول من الموت والتقيد ومحاولة البشر لتجاوز قساوته الذي يمثله الشتاء، لينتقل إلى مرحلة الصيف التي تعني الحرية والحركة والنور وخفة المؤونة أضافة إلى أنه موسم منتج متنوع، هذه المعادلة لم أفهمها في حينها إلا بعد أن تكشف الواقع عنها. فالإنسان الذي يجعل من الله فصلا متحولا لا يمكنه أن يكون إنسان ثابت وغير متحول يخضع لإرادة لا يمكن له التحكم بها سوى التحايل عليها ليعبر من مرحلة لمرحلة، الإنسان الذي يجعل من الله ربيعا لا بد أن يعمل كفلاح في الحقل ويعطي المجهود الأكبر لمتطلبات الربيع، فيبدا مثلا بتقليم الأشجار حرث التربة فتح السواقي والأنهر، وأن يتوقع موسم مطر في نهاية فصل بارد قد تشح فيه المياه نتيجة تجمدها فتبدأ بالربيع لتذوب، هذا الجهد المبذول لا يبذله عادة في فصول أخرى فهوى يخشى الفوت كما يخشى المفاجأة من أنه ستعصف به عاصفة أو يحاصره الفيضان أو ربما يمضي الربيع سريعا تاركا له الحسرة والندم أنه لم يتمتع به كما هو المطلوب. المقصود هنا بالربيع أن الإنسان حين يضع الله في منزلة تتطلب منه أن يبذل الجهد للخدمة والتضحية والعمل الشاق، سينتهي به المطاف متعبا مرهقا غير قادر على وقف حركة التغيير القادمة لأنه وقف في موقف ضدي من حيث لا يدري فيتحول الربيع إلى صيف ويتحول هو إلى شتاء، فينتعش الله بموجب هذه المعادلة فيما ينكمش ويقترب من الموت إن لم يمت في الشتاء لينتظر فترة التحول القادمة ليعيش هو ربيعا تاركا الخريف القاسي لله، ولأكن أكثر وضوحا عندما تجعل من حياتك التي وهبك الله أن تعمل فيها لوجودك وتكشف بشريتك وتتعامل مع كون يحتاج منك لكل تدبير لتعيش بأفضل الطرق، وأنت تحول هذه النعمة إلى نقمة فتشتغل بأمور لم يطلبها الله منك، ولا تتوافق مع فرض إرادته إن كانت مدونة أو منقولة لك، فتتحول بها إلى إنسان منغلق على العبودية وتنسى عبادتك وحريتك الفطرية التي وهبها لك بالمجان، مما يقودك الحال إلى أن تبرر أي شيء غير عقلاني على أنه خدمة لله وتلبية لنداء العبودية له. هذا التناقض بين ما يرى الإنسان نفسه وبين ما هو متوجب عقلي ومنطقي سبب من جملة أسباب جعلت الإنسان محشورا داخل إشكالية فهم الله، فالله قوي لا يحتاج لمساعدة بل هو مصدر كل قوة في الكون ومصدر قوة الكون بأجمعه، ثانيا الله لا تحد قدرته قدره ولا يحد إمكانيته مانع فلماذا تريد أنت أيها الإنسان لتبين لنفسك مقدرة الله، والله الذي خلقك من لا شيء ويرجعك كما كنت لا شيء لا يحفل بك إلا إذا كنت شيئا إيجابيا في الوجود لأن الله لا يصنع شيء غير مفيد ولا إيجابي، الله الذي ملك كل ما في الوجود ليس متوقفا على عطية منك أو رشوة تقدمها من مالك الخاص ليفرح، لكنه جعلك تشعر بالإنسان الاخر وتضع نفسك مكانه لتتبادل معرفة الحاجة، فتتفضل على أخيك بالمساعدة والمساندة ومد يد الخير، حتى عندما تجد نفسك أنت في لحظة حرج مماثلة ستجد من يمد لك اليد وبنفس الفعل، هذه الصورة الأخيرة حكمة وما تفترضه أنك تقرض الله المحتاج عبودية للفائدة، فلا ربحت رضا الله وخسرت م ......
#خريف
#وربيع...
#الله
#والإنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734573
#الحوار_المتمدن
#عباس_علي_العلي قبل سنين قرأت كتابا قديما لا أتذكر حتى عنوانه في بيت أحد الأصدقاء في دمشق، كانت عبارة منقوشة على ظهر الكتاب من أربع كلمات هي (خريف وربيع... الله والإنسان)، شدتني بقوة وسألت مضيفي عن معناها فقال، هذا ملخص ما في الكتاب، وبدأنا حوارا سريعا حول هذا الملخص وحول ما مكتوب في الكتاب يؤكد صاحبي أن الإنسان عندما يضع الله في دائرة الربيع المثمر فلا بد أن تكون نتيجته أن يحيا الخريف، فالربيع مثلا وهو ما يربط الإنسان بالأرض بالسماء تحتم عليه أن يبذل جهدا أضافيا لضمان موسم أنتاج كبير، فهو إضافة للجهد يمثل مرحلة تحول من الموت والتقيد ومحاولة البشر لتجاوز قساوته الذي يمثله الشتاء، لينتقل إلى مرحلة الصيف التي تعني الحرية والحركة والنور وخفة المؤونة أضافة إلى أنه موسم منتج متنوع، هذه المعادلة لم أفهمها في حينها إلا بعد أن تكشف الواقع عنها. فالإنسان الذي يجعل من الله فصلا متحولا لا يمكنه أن يكون إنسان ثابت وغير متحول يخضع لإرادة لا يمكن له التحكم بها سوى التحايل عليها ليعبر من مرحلة لمرحلة، الإنسان الذي يجعل من الله ربيعا لا بد أن يعمل كفلاح في الحقل ويعطي المجهود الأكبر لمتطلبات الربيع، فيبدا مثلا بتقليم الأشجار حرث التربة فتح السواقي والأنهر، وأن يتوقع موسم مطر في نهاية فصل بارد قد تشح فيه المياه نتيجة تجمدها فتبدأ بالربيع لتذوب، هذا الجهد المبذول لا يبذله عادة في فصول أخرى فهوى يخشى الفوت كما يخشى المفاجأة من أنه ستعصف به عاصفة أو يحاصره الفيضان أو ربما يمضي الربيع سريعا تاركا له الحسرة والندم أنه لم يتمتع به كما هو المطلوب. المقصود هنا بالربيع أن الإنسان حين يضع الله في منزلة تتطلب منه أن يبذل الجهد للخدمة والتضحية والعمل الشاق، سينتهي به المطاف متعبا مرهقا غير قادر على وقف حركة التغيير القادمة لأنه وقف في موقف ضدي من حيث لا يدري فيتحول الربيع إلى صيف ويتحول هو إلى شتاء، فينتعش الله بموجب هذه المعادلة فيما ينكمش ويقترب من الموت إن لم يمت في الشتاء لينتظر فترة التحول القادمة ليعيش هو ربيعا تاركا الخريف القاسي لله، ولأكن أكثر وضوحا عندما تجعل من حياتك التي وهبك الله أن تعمل فيها لوجودك وتكشف بشريتك وتتعامل مع كون يحتاج منك لكل تدبير لتعيش بأفضل الطرق، وأنت تحول هذه النعمة إلى نقمة فتشتغل بأمور لم يطلبها الله منك، ولا تتوافق مع فرض إرادته إن كانت مدونة أو منقولة لك، فتتحول بها إلى إنسان منغلق على العبودية وتنسى عبادتك وحريتك الفطرية التي وهبها لك بالمجان، مما يقودك الحال إلى أن تبرر أي شيء غير عقلاني على أنه خدمة لله وتلبية لنداء العبودية له. هذا التناقض بين ما يرى الإنسان نفسه وبين ما هو متوجب عقلي ومنطقي سبب من جملة أسباب جعلت الإنسان محشورا داخل إشكالية فهم الله، فالله قوي لا يحتاج لمساعدة بل هو مصدر كل قوة في الكون ومصدر قوة الكون بأجمعه، ثانيا الله لا تحد قدرته قدره ولا يحد إمكانيته مانع فلماذا تريد أنت أيها الإنسان لتبين لنفسك مقدرة الله، والله الذي خلقك من لا شيء ويرجعك كما كنت لا شيء لا يحفل بك إلا إذا كنت شيئا إيجابيا في الوجود لأن الله لا يصنع شيء غير مفيد ولا إيجابي، الله الذي ملك كل ما في الوجود ليس متوقفا على عطية منك أو رشوة تقدمها من مالك الخاص ليفرح، لكنه جعلك تشعر بالإنسان الاخر وتضع نفسك مكانه لتتبادل معرفة الحاجة، فتتفضل على أخيك بالمساعدة والمساندة ومد يد الخير، حتى عندما تجد نفسك أنت في لحظة حرج مماثلة ستجد من يمد لك اليد وبنفس الفعل، هذه الصورة الأخيرة حكمة وما تفترضه أنك تقرض الله المحتاج عبودية للفائدة، فلا ربحت رضا الله وخسرت م ......
#خريف
#وربيع...
#الله
#والإنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734573
الحوار المتمدن
عباس علي العلي - خريف وربيع... الله والإنسان