أحمد بوكرين : أوجه الاختلاف والتباين بين دور المثقف ودورالصحافي
#الحوار_المتمدن
#أحمد_بوكرين لقد ترك المثقف مكانه للإعلامي وحلت سلطة الصورة مكان سلطة العقل ،وشتان بينها ،إن الصورة تخاطب الوجدان والعاطفة وتتسم بالحركة ،بينما خطاب العقل هو خطاب التروي والنقد والتفكيك والتمحيص والتشكيك ،إن الصورة تباغتنا إن لم نقل تهاجمنا وتسيطر علينا وتغرينا أحيانا كثيرة إن خطاب المثقف هادئ ،يرصد وينقب ويبحث عن مواطن الداء ،إن يحاول كشف التناقضات والأوهام ويصوب سهام النقد نحو ما يحتاج النقد ،ويضع يده عن الجرح وحتى وإن لم يلامسه فإنه على الأقل يحس بذاك المجتمع المريض بين يديه ،إن المثقف شأنه شأن الطبيب الأول يشخص داء المريض والمثقف يشخص داء المجتمع .الطبيب قد يقترح الدواء لمريضه والمثقف يقترح الدواء لمجتمعه إن ما يميز المثقف عن الصحافي هو أن عمل هذا الأخير مناسباتي يرتكز على الحدث والواقعة ،بينما المثقف قد يصول ويجول في جسد وذاكرة المجتمع قد يغوص في أعماق تاريخ المجتمع الذي ينتمي إليه ،قد يتحدث عن النظام السياسي اليوم و يربطه بأحداث حدثت منذ مئات السنين ،إنه لا ينظر إلى الجزء إلا باعتباره جزء من الكل .الصحافي أضحى اليوم رهين بعالم المقاولة والاقتصاد ...فالصحافة حرفة والحرفة تخضع لقواعد وضوابط وسلطة المؤسسة .لذا الصحافي يقوم بما هو مطلوب منه أو في الأفضل ما يريده المتلقي وما تدره المادة المقدمة من أموال ،حقا إن المثقف هو الآخر قد يخضع للمؤسسة ويرتمي في أحضانها لكن هذا لا يمكننا أن نعتبره مثقفا هذا يمكن أن نجد أي تصنيف ،لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ندرجه ضمن خانة المثقفين ،فالمثقف الحقيقي هو ذاك الذي يحس بدوره كإنسان يتوجب عليه أن ينطق بصوت من لم يستطع أن ينطق ويجهر بصوته ويقف في وجه الظلم والكراهية والإقصاء والتهميش.... إن المثقف هو شجاعة المواقف والتزام بقضايا المجتمع الذي يعيش فيه ،إن الفيلسوف يمتاز بخطابه الكوني ،فعلى المثقف على الأقل أن يكون خطابه خطاب مجتمعي .لأن المثقف هو الذي ينبغي منه أن يحس بنبض المجتمع بآلامه ومعاناته ،المثقف هو الذي يرى في القضية قضية إنسان وليس كما هو بالنسبة للصحافي الذي يرى القضية وفي المشكلة مادة دسمة ليجعل منها بضاعة ذات مردود جيد ،فالصحافي مهمته أن يجعلك تقبل على الخبر-البضاعة- بشغف وتقول هل من مزيد ،! إن الصحافي والمقاولة الصحافية تتوسل بالصورة وما يرافقها من إغراءات مذيع وسيم أو مقدمة برامج حسناء ، ديكور ، ...،إن الصحافي يحرض المناطق الشبقية لدى المتلقي والاستمالة والاستثارة العاطفية والجنسية ،على العكس من ذلك المثقف يحرضنا على المسكوت عنه مجتمعيا وقد يحثك على التفكير ويستفز فكرك وخيالك حيال القضايا الهامة والجادة التي قد تعتبر هامشية والحال إنها موطن الداء ،المثقف سلاحه الكلمة الهادفة لأنه لا يقبل أن يصبح مبتذلا ،بينما الصحافي لا يهمه إن كان جادا أم لا،،لأنه ما يهمه هو العدد الذي سيتابعه ويترقب أن يشاهده ،وإذا كان المثقف يحارب التفاهة والبلاهة فقد تكون مصدر خصب للصحافي حتى يضمن من خلالها قدر ممكن من المتابعين إن لم أقل من المستهلكين ،إن الصحافي يتحالف مع السياسي والاقتصادي وكلاهما يمدانه بما يحتاجه لصناعة مستهلك شره وعامل مطيع وخدوم ومواطن تابع إن لم يكن يجيد التطبيل ... إن المثقف يدافع عن الفكرة يرعاها حتى يأتي موسم قطفها ،المثقف كائن صبور لا يهتم بالكم وإنما الكيف عكس الصحافي فهو كائن كمي إن جاز التوصيف ويخاف أن يخسر جمهوره. بخلاف المثقف الذي قد يواصل المسير حتى وإن كان وحيدا لأنه صوب نظره منذ البداية تجاه القضية وليس لجلب الأتباع والمتملقين ،المثقف يمقت هذه المسألة أكثر من ذلك تزعجه الجم ......
#أوجه
#الاختلاف
#والتباين
#المثقف
#ودورالصحافي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699663
#الحوار_المتمدن
#أحمد_بوكرين لقد ترك المثقف مكانه للإعلامي وحلت سلطة الصورة مكان سلطة العقل ،وشتان بينها ،إن الصورة تخاطب الوجدان والعاطفة وتتسم بالحركة ،بينما خطاب العقل هو خطاب التروي والنقد والتفكيك والتمحيص والتشكيك ،إن الصورة تباغتنا إن لم نقل تهاجمنا وتسيطر علينا وتغرينا أحيانا كثيرة إن خطاب المثقف هادئ ،يرصد وينقب ويبحث عن مواطن الداء ،إن يحاول كشف التناقضات والأوهام ويصوب سهام النقد نحو ما يحتاج النقد ،ويضع يده عن الجرح وحتى وإن لم يلامسه فإنه على الأقل يحس بذاك المجتمع المريض بين يديه ،إن المثقف شأنه شأن الطبيب الأول يشخص داء المريض والمثقف يشخص داء المجتمع .الطبيب قد يقترح الدواء لمريضه والمثقف يقترح الدواء لمجتمعه إن ما يميز المثقف عن الصحافي هو أن عمل هذا الأخير مناسباتي يرتكز على الحدث والواقعة ،بينما المثقف قد يصول ويجول في جسد وذاكرة المجتمع قد يغوص في أعماق تاريخ المجتمع الذي ينتمي إليه ،قد يتحدث عن النظام السياسي اليوم و يربطه بأحداث حدثت منذ مئات السنين ،إنه لا ينظر إلى الجزء إلا باعتباره جزء من الكل .الصحافي أضحى اليوم رهين بعالم المقاولة والاقتصاد ...فالصحافة حرفة والحرفة تخضع لقواعد وضوابط وسلطة المؤسسة .لذا الصحافي يقوم بما هو مطلوب منه أو في الأفضل ما يريده المتلقي وما تدره المادة المقدمة من أموال ،حقا إن المثقف هو الآخر قد يخضع للمؤسسة ويرتمي في أحضانها لكن هذا لا يمكننا أن نعتبره مثقفا هذا يمكن أن نجد أي تصنيف ،لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ندرجه ضمن خانة المثقفين ،فالمثقف الحقيقي هو ذاك الذي يحس بدوره كإنسان يتوجب عليه أن ينطق بصوت من لم يستطع أن ينطق ويجهر بصوته ويقف في وجه الظلم والكراهية والإقصاء والتهميش.... إن المثقف هو شجاعة المواقف والتزام بقضايا المجتمع الذي يعيش فيه ،إن الفيلسوف يمتاز بخطابه الكوني ،فعلى المثقف على الأقل أن يكون خطابه خطاب مجتمعي .لأن المثقف هو الذي ينبغي منه أن يحس بنبض المجتمع بآلامه ومعاناته ،المثقف هو الذي يرى في القضية قضية إنسان وليس كما هو بالنسبة للصحافي الذي يرى القضية وفي المشكلة مادة دسمة ليجعل منها بضاعة ذات مردود جيد ،فالصحافي مهمته أن يجعلك تقبل على الخبر-البضاعة- بشغف وتقول هل من مزيد ،! إن الصحافي والمقاولة الصحافية تتوسل بالصورة وما يرافقها من إغراءات مذيع وسيم أو مقدمة برامج حسناء ، ديكور ، ...،إن الصحافي يحرض المناطق الشبقية لدى المتلقي والاستمالة والاستثارة العاطفية والجنسية ،على العكس من ذلك المثقف يحرضنا على المسكوت عنه مجتمعيا وقد يحثك على التفكير ويستفز فكرك وخيالك حيال القضايا الهامة والجادة التي قد تعتبر هامشية والحال إنها موطن الداء ،المثقف سلاحه الكلمة الهادفة لأنه لا يقبل أن يصبح مبتذلا ،بينما الصحافي لا يهمه إن كان جادا أم لا،،لأنه ما يهمه هو العدد الذي سيتابعه ويترقب أن يشاهده ،وإذا كان المثقف يحارب التفاهة والبلاهة فقد تكون مصدر خصب للصحافي حتى يضمن من خلالها قدر ممكن من المتابعين إن لم أقل من المستهلكين ،إن الصحافي يتحالف مع السياسي والاقتصادي وكلاهما يمدانه بما يحتاجه لصناعة مستهلك شره وعامل مطيع وخدوم ومواطن تابع إن لم يكن يجيد التطبيل ... إن المثقف يدافع عن الفكرة يرعاها حتى يأتي موسم قطفها ،المثقف كائن صبور لا يهتم بالكم وإنما الكيف عكس الصحافي فهو كائن كمي إن جاز التوصيف ويخاف أن يخسر جمهوره. بخلاف المثقف الذي قد يواصل المسير حتى وإن كان وحيدا لأنه صوب نظره منذ البداية تجاه القضية وليس لجلب الأتباع والمتملقين ،المثقف يمقت هذه المسألة أكثر من ذلك تزعجه الجم ......
#أوجه
#الاختلاف
#والتباين
#المثقف
#ودورالصحافي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699663
الحوار المتمدن
أحمد بوكرين - أوجه الاختلاف والتباين بين دور المثقف ودورالصحافي