علي عبد الجبار شمري : وقفات على بعض ما أورده الباحث الهولندي -كيس فيرستيغ- حول تطور الكتابة واللهجات في اللغة العربية
#الحوار_المتمدن
#علي_عبد_الجبار_شمري يغدو جلـيَّـاً لمن يقرأ كتاب المستشرق الهولندي "كيس فرستيغ"، ويمعن النظر بالشواهد التاريخية التي ساقها في فصول كتابه "اللغة العربية تاريخها مستويتها وتأثيرها"، بأنَّ عنوانَ الكتابِ هو بحق مختصرٌ لما تعجُ وتضجُ به دفتيه، فهو تارةً يتناول اللغة العربية وطبقاتها ومستوياتها في كل عصرٍ ببعدٍ جيوتاريخي، وتارةً أٌخرى يسلط الضوء على تأثيرها وتأثُرها بلغاتٍ سبقتها ولغاتٍ أٌخرى عاصرتها ولحقتها. لا جرم أن لغة الحديث سبقت التدوين الكتابي بفترات زمنية طويلة جداً، فمعظم الآثار الكتابية لا تعدو في قدمها عن 3500 ق.م، وهي بالتأكيد كانت نتاجاً للغة محكية ومتداولة أراد اصحابها تدوين ما اعتبروه مُهماً وغرضاً يستوجب التدوين، لهذا السبب ولأسباب أُخرى كثيرة؛ اقتضت الحاجة البشرية ابتكار انظمة للكتابة والتدوين، واللغة بشقيها اللفظ والكتابة هي بطبيعة الحال مثلُ باقي العلوم ولدت بمبادئ بسيطة ومن ثم تطورت بحسب مقتضيات التطور وما يتعلق به من أشراط. فالخط العربي مثلاً مَرَّ بمراحل تطور وتغيير كثير حتى وصل إلينا بشكله الحالي، فمن الباحثين من يُرجع أُصوله إلى الخط الآرامي ومنهم من يرفض تلك الفكرة ويفضل ارجاعه الى الخط النبطي، رغم إن الأثنين فيهما من بعضهما البعض و "يرفض معظم الباحثين في وقتنا الحالي نظرية الأصل السرياني للخط العربي، ويبدو أن من الأكثر واقعية أن نقول الخط العربي تطور من أصل نبطي على السطر، فالخط الآرامي الذي استقى منه الخط النبطي أساساً ليست هناك وصلات بين الحروف، ولكن في الكتابة النبطية هناك معظم السمات التي تُميز الخط العربي" (كيس فرستيغ، 1997، ص.51). وبغض النظر عن ما إن كان خطاً آرامياً أم خطاً نبطياً ففي الحقيقة إن هذا الخط يفتقر إلى القدرة على التعبير عن جميع الأصوات الموجودة، وخاصةً الحروف اللينة التي ظلت تشكل عائقاً كتابياً في تلك الفترات " لقد كان هناك مشكلتان في الالفباء العربية البدائية، فلم يكن هناك نقط على الحروف للتمييز بين بعض الفونيمات، فكان الكثير من الحروف يعبر عن صوتين و احياناً اكثر" ( كيس فرستيغ، 1997، ص.76)إنَّ ظهور الإسلام ونزول القرآن كان له انعكاسات كبيرة على اللغة العربية، فالقرآن نزلَ مرتلاً على النبي محمد (ص)، فكان يحفظهُ ويمليه على الكَـتبَّة ليدونوه، وفي الحقيقة لم يكن الكَـتبَّة يتبعون نفس قواعد الخط عند الكتابة، مما حدا بعثمان أن يجمع القرآن على خطٍ واحدٍ وقراءةٍ واحدةٍ، وهذا ما يشير اليه الكاتب في بداية الفصل الخامس من كتابه. وكان دخول غير العرب في الإسلام، قد ساهم في عملية تقعيد اللغة العربية و تأصيلها، وذلك لأسباب عدة، منها ما يتعلق بالدين، ومنها ما كان متعلقاً برفض أي تغيير يطرأ على اللغة، رابطاً اياها بالمعجمية البدوية " فقد تصوروا أن تدفق الكلمات من لغات اخرى سيفسد اللغة العربية التي اختارها الله لينزل بها على عباده آخر الوحي" ( كيس فرستيغ، 1997، ص. 82)يعرج الكاتب ايضاً على دور الفراهيدي في ابتكار الحركات للأصوات اللينة، وما ترك من أثر على الكتابة العربية وتحسينها وتطورها. هذا التطور الذي استمر بالنمو رغم وجود تيار معارض متمسك بالنموذج التقليدي القديم رافضاً التماهي مع ما فرضه الواقع الجديد من تحديات تستوجب ايجاد الحلول والمقاربة، ومثالاً على ذلك كان ظهور الشعراء المُولدين الذي تجاوزوا بعض الأشكال الصرفية والنحوية وطوروا في هذا المجال، مقابل بعض الذي تمسكوا بالنموذج القديم " زادت الهوة بين النوعين بمرور الوقت، حتى اصبح الشعر الرسمي اكثر اغراقا في التعقيد لدرجة تعذر الفهم دون شرح"(كيس فرستيغ، 1997، ص. 90)< ......
#وقفات
#أورده
#الباحث
#الهولندي
#-كيس
#فيرستيغ-
#تطور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732692
#الحوار_المتمدن
#علي_عبد_الجبار_شمري يغدو جلـيَّـاً لمن يقرأ كتاب المستشرق الهولندي "كيس فرستيغ"، ويمعن النظر بالشواهد التاريخية التي ساقها في فصول كتابه "اللغة العربية تاريخها مستويتها وتأثيرها"، بأنَّ عنوانَ الكتابِ هو بحق مختصرٌ لما تعجُ وتضجُ به دفتيه، فهو تارةً يتناول اللغة العربية وطبقاتها ومستوياتها في كل عصرٍ ببعدٍ جيوتاريخي، وتارةً أٌخرى يسلط الضوء على تأثيرها وتأثُرها بلغاتٍ سبقتها ولغاتٍ أٌخرى عاصرتها ولحقتها. لا جرم أن لغة الحديث سبقت التدوين الكتابي بفترات زمنية طويلة جداً، فمعظم الآثار الكتابية لا تعدو في قدمها عن 3500 ق.م، وهي بالتأكيد كانت نتاجاً للغة محكية ومتداولة أراد اصحابها تدوين ما اعتبروه مُهماً وغرضاً يستوجب التدوين، لهذا السبب ولأسباب أُخرى كثيرة؛ اقتضت الحاجة البشرية ابتكار انظمة للكتابة والتدوين، واللغة بشقيها اللفظ والكتابة هي بطبيعة الحال مثلُ باقي العلوم ولدت بمبادئ بسيطة ومن ثم تطورت بحسب مقتضيات التطور وما يتعلق به من أشراط. فالخط العربي مثلاً مَرَّ بمراحل تطور وتغيير كثير حتى وصل إلينا بشكله الحالي، فمن الباحثين من يُرجع أُصوله إلى الخط الآرامي ومنهم من يرفض تلك الفكرة ويفضل ارجاعه الى الخط النبطي، رغم إن الأثنين فيهما من بعضهما البعض و "يرفض معظم الباحثين في وقتنا الحالي نظرية الأصل السرياني للخط العربي، ويبدو أن من الأكثر واقعية أن نقول الخط العربي تطور من أصل نبطي على السطر، فالخط الآرامي الذي استقى منه الخط النبطي أساساً ليست هناك وصلات بين الحروف، ولكن في الكتابة النبطية هناك معظم السمات التي تُميز الخط العربي" (كيس فرستيغ، 1997، ص.51). وبغض النظر عن ما إن كان خطاً آرامياً أم خطاً نبطياً ففي الحقيقة إن هذا الخط يفتقر إلى القدرة على التعبير عن جميع الأصوات الموجودة، وخاصةً الحروف اللينة التي ظلت تشكل عائقاً كتابياً في تلك الفترات " لقد كان هناك مشكلتان في الالفباء العربية البدائية، فلم يكن هناك نقط على الحروف للتمييز بين بعض الفونيمات، فكان الكثير من الحروف يعبر عن صوتين و احياناً اكثر" ( كيس فرستيغ، 1997، ص.76)إنَّ ظهور الإسلام ونزول القرآن كان له انعكاسات كبيرة على اللغة العربية، فالقرآن نزلَ مرتلاً على النبي محمد (ص)، فكان يحفظهُ ويمليه على الكَـتبَّة ليدونوه، وفي الحقيقة لم يكن الكَـتبَّة يتبعون نفس قواعد الخط عند الكتابة، مما حدا بعثمان أن يجمع القرآن على خطٍ واحدٍ وقراءةٍ واحدةٍ، وهذا ما يشير اليه الكاتب في بداية الفصل الخامس من كتابه. وكان دخول غير العرب في الإسلام، قد ساهم في عملية تقعيد اللغة العربية و تأصيلها، وذلك لأسباب عدة، منها ما يتعلق بالدين، ومنها ما كان متعلقاً برفض أي تغيير يطرأ على اللغة، رابطاً اياها بالمعجمية البدوية " فقد تصوروا أن تدفق الكلمات من لغات اخرى سيفسد اللغة العربية التي اختارها الله لينزل بها على عباده آخر الوحي" ( كيس فرستيغ، 1997، ص. 82)يعرج الكاتب ايضاً على دور الفراهيدي في ابتكار الحركات للأصوات اللينة، وما ترك من أثر على الكتابة العربية وتحسينها وتطورها. هذا التطور الذي استمر بالنمو رغم وجود تيار معارض متمسك بالنموذج التقليدي القديم رافضاً التماهي مع ما فرضه الواقع الجديد من تحديات تستوجب ايجاد الحلول والمقاربة، ومثالاً على ذلك كان ظهور الشعراء المُولدين الذي تجاوزوا بعض الأشكال الصرفية والنحوية وطوروا في هذا المجال، مقابل بعض الذي تمسكوا بالنموذج القديم " زادت الهوة بين النوعين بمرور الوقت، حتى اصبح الشعر الرسمي اكثر اغراقا في التعقيد لدرجة تعذر الفهم دون شرح"(كيس فرستيغ، 1997، ص. 90)< ......
#وقفات
#أورده
#الباحث
#الهولندي
#-كيس
#فيرستيغ-
#تطور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732692
الحوار المتمدن
علي عبد الجبار شمري - وقفات على بعض ما أورده الباحث الهولندي -كيس فيرستيغ- حول تطور الكتابة واللهجات في اللغة العربية