علي باقر خيرالله : نصوص في ساعات البهرة 1
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله (حديث وسادتين)كانا ذاتينِ متفردتينيمارسانِ ما يشتهيانِ دونَ عُريٍاو دونَ الحاجةِ للخلعِ و النزعِكانَ الالتصاقُ لديهما وسيلةً وليس غايةيحبذانِ حديثَ الوسائدِ عن حديثِ اللحمِ فكم ليلة مارسا فيها جميعَ الرذائلِ المحمودة وهما ينامانِ متباعدينِ في السرير حتى الصباح كأن لهما طريقةٌ لم يسمع بِها السيوطي و لهما خبرٌ قد يستغربهُ التيفاشي كان حديثُ الاعترافات والمُسامرات و الضحكات و الغنج تغنيهما عن الفِ رهزة لا يحتاجانِ سوى لسانٍ ينطقُ و عقلٍ تذهِبهُ سكرة الاشتهاء ***(نبتة ليلية)تَأكُلُ الرُطوبةُ السقفَ الضعيفَ يا مولايَّوأماكنَ أُخرى في البيتِ وفي جسديتَتَعَفَنُ جَميعُ الزوايا وجميعُ الاماكنَ التي لا يَصِلُها الضوءفَزدني من نوركَ مولايَّ , يا مَن خُلِقتَ من جَهنمكُن فانوساً نارياً في هذا البيتِ المتهالكِوازرع فيهِ دفئاً تنبُتُ لكَ فيهِ قحبةٌ تَسقيها كُلَ مساء .***(خالقة تنوي الاعتزال)سيدي مُديرَ التبرير سيدي سيدُ التنظيرِ و التكفير بينما تَنتَظِرُ حوالاتِ بطاقةِ الماستركاردانتظرُ انا الآلامَ والدماءوالاشلاءالاشلاءُ التي رَفَضَت ان تَكونَ انساناً تَنتَظرُ الترفيعَوأنتظِرُ التلقيحَ تفتحُ عينيكَ اتساعاً و انتباهاً لأميرِ المؤمنينَ سيديافتحُ انا ساقيَّ وأتشربُ جَميعَ القاذوراتِ بلا تلميحاقولُها لَكمَلِلتُ مِن كَوني خالِقَة ! .***(عاملة تأجير الجثث)هُنالِكَ من يَدفَعُ قوتَ يَومهِ لساعةِ صحبةٍ مع جُثَةٍ ماتت منذُ ثلاثِ سنوات هكذا تَقولُ قوادةٌ في الباب الشرقي تعملُ في تأجيرِ الجُثَثِ بالساعات .***(البابُ الذي يأتي منهُ الريح)تَمرُ أمامهُ وتَضرِط مُعلِنَةً لهُ أتساعَ بابِها الخلفي مُعلِنَةً لهُ أتساعَهُ وقابليتهُ على التَرحيبِ بزائرٍ حتى لَو كانَ غليظاً أو بالأحرى يُحَبذُ لو كانَ غليظاً فَفي هكذا مُناسَباتيكونُ الزائِرُ الخَفيفُ تعبيراً لعدمِ الاكتراثِ لاتساع البئرِ . ***(تقبلُ الحقيقةِ , وعِشقُها)-ارغبُ ان يكونَ نِكاحها و ضجيجَ شهوتنا فعلاً دائماً , قالت لهُ وسطَ حديثٍ روتيني عابر .-هل يمكنُ هذا ! كيف ؟-اريدُ ان يكونَ حديثُنا الاحمرُ حديثاً لا يستلزمُ طقوساً معينة , لا يستلزمُ فراشاً , او ميعاداً , أريدُ أن أستشعرَ حقيقتي وسطَ احاديثنا اليوميةِ دون مواربة , أأنا خاضِعةٌ لك؟ فليكن هذا حقيقة ظاهرة في كل حين , أأرى نفسي تُذَلُ لجبروتكَ راضيةً ؟ أأراها عيني تنكَسرُ عندَك حينَ تُعريني ؟ حسناً أَفعلُ فهذهِ انا , فانا اريدُ أن ابقى كما انا من انبلاج الشمسِ الى افولها , اريدُ أن تتجلى نفسي أمامي وأمامكَ تُذيعُ بيان انتصارك مرةً بعد مرةٍ بعد مرة , انا السباقةُ تاريخياً واسأل مكتبة الكونجرس, في تحويلِ الهزائمِ الى ملذاتٍ لستُ اتقبلها فقط , بل أشتهيها .اريدُ تحويلَ صفعتكَ على وجهي , حينَ اثورُ عليك بسبب الاحوال الجوية , الى فعلٍ مخزٍ يشعِرُني بالخزي واذوبَ بهِ وانا ابللُ سروالاً قطنياً اهديتني اياهُ , شهوةً او بولاً من الخوفِ , لا فرقَ عندي , ما يهمني أن يكونَ الفعلُ بحدِ ذاتهِ فعلاً يهدمُ داخلي كلُ مرةٍ حجراً من احجارِ التغطرس , و يكونَ ضربةً فأسٍ في جذعِ شموخي , و هبوطَ حجرٍ على كبريائي الزجاجي .-لكِ ذلك . ......
#نصوص
#ساعات
#البهرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763752
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله (حديث وسادتين)كانا ذاتينِ متفردتينيمارسانِ ما يشتهيانِ دونَ عُريٍاو دونَ الحاجةِ للخلعِ و النزعِكانَ الالتصاقُ لديهما وسيلةً وليس غايةيحبذانِ حديثَ الوسائدِ عن حديثِ اللحمِ فكم ليلة مارسا فيها جميعَ الرذائلِ المحمودة وهما ينامانِ متباعدينِ في السرير حتى الصباح كأن لهما طريقةٌ لم يسمع بِها السيوطي و لهما خبرٌ قد يستغربهُ التيفاشي كان حديثُ الاعترافات والمُسامرات و الضحكات و الغنج تغنيهما عن الفِ رهزة لا يحتاجانِ سوى لسانٍ ينطقُ و عقلٍ تذهِبهُ سكرة الاشتهاء ***(نبتة ليلية)تَأكُلُ الرُطوبةُ السقفَ الضعيفَ يا مولايَّوأماكنَ أُخرى في البيتِ وفي جسديتَتَعَفَنُ جَميعُ الزوايا وجميعُ الاماكنَ التي لا يَصِلُها الضوءفَزدني من نوركَ مولايَّ , يا مَن خُلِقتَ من جَهنمكُن فانوساً نارياً في هذا البيتِ المتهالكِوازرع فيهِ دفئاً تنبُتُ لكَ فيهِ قحبةٌ تَسقيها كُلَ مساء .***(خالقة تنوي الاعتزال)سيدي مُديرَ التبرير سيدي سيدُ التنظيرِ و التكفير بينما تَنتَظِرُ حوالاتِ بطاقةِ الماستركاردانتظرُ انا الآلامَ والدماءوالاشلاءالاشلاءُ التي رَفَضَت ان تَكونَ انساناً تَنتَظرُ الترفيعَوأنتظِرُ التلقيحَ تفتحُ عينيكَ اتساعاً و انتباهاً لأميرِ المؤمنينَ سيديافتحُ انا ساقيَّ وأتشربُ جَميعَ القاذوراتِ بلا تلميحاقولُها لَكمَلِلتُ مِن كَوني خالِقَة ! .***(عاملة تأجير الجثث)هُنالِكَ من يَدفَعُ قوتَ يَومهِ لساعةِ صحبةٍ مع جُثَةٍ ماتت منذُ ثلاثِ سنوات هكذا تَقولُ قوادةٌ في الباب الشرقي تعملُ في تأجيرِ الجُثَثِ بالساعات .***(البابُ الذي يأتي منهُ الريح)تَمرُ أمامهُ وتَضرِط مُعلِنَةً لهُ أتساعَ بابِها الخلفي مُعلِنَةً لهُ أتساعَهُ وقابليتهُ على التَرحيبِ بزائرٍ حتى لَو كانَ غليظاً أو بالأحرى يُحَبذُ لو كانَ غليظاً فَفي هكذا مُناسَباتيكونُ الزائِرُ الخَفيفُ تعبيراً لعدمِ الاكتراثِ لاتساع البئرِ . ***(تقبلُ الحقيقةِ , وعِشقُها)-ارغبُ ان يكونَ نِكاحها و ضجيجَ شهوتنا فعلاً دائماً , قالت لهُ وسطَ حديثٍ روتيني عابر .-هل يمكنُ هذا ! كيف ؟-اريدُ ان يكونَ حديثُنا الاحمرُ حديثاً لا يستلزمُ طقوساً معينة , لا يستلزمُ فراشاً , او ميعاداً , أريدُ أن أستشعرَ حقيقتي وسطَ احاديثنا اليوميةِ دون مواربة , أأنا خاضِعةٌ لك؟ فليكن هذا حقيقة ظاهرة في كل حين , أأرى نفسي تُذَلُ لجبروتكَ راضيةً ؟ أأراها عيني تنكَسرُ عندَك حينَ تُعريني ؟ حسناً أَفعلُ فهذهِ انا , فانا اريدُ أن ابقى كما انا من انبلاج الشمسِ الى افولها , اريدُ أن تتجلى نفسي أمامي وأمامكَ تُذيعُ بيان انتصارك مرةً بعد مرةٍ بعد مرة , انا السباقةُ تاريخياً واسأل مكتبة الكونجرس, في تحويلِ الهزائمِ الى ملذاتٍ لستُ اتقبلها فقط , بل أشتهيها .اريدُ تحويلَ صفعتكَ على وجهي , حينَ اثورُ عليك بسبب الاحوال الجوية , الى فعلٍ مخزٍ يشعِرُني بالخزي واذوبَ بهِ وانا ابللُ سروالاً قطنياً اهديتني اياهُ , شهوةً او بولاً من الخوفِ , لا فرقَ عندي , ما يهمني أن يكونَ الفعلُ بحدِ ذاتهِ فعلاً يهدمُ داخلي كلُ مرةٍ حجراً من احجارِ التغطرس , و يكونَ ضربةً فأسٍ في جذعِ شموخي , و هبوطَ حجرٍ على كبريائي الزجاجي .-لكِ ذلك . ......
#نصوص
#ساعات
#البهرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763752
الحوار المتمدن
علي باقر خيرالله - نصوص في ساعات البهرة (1)
علي باقر خيرالله : شهية الضعف
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله جمعتني الصدفة الزمكانية مع احد الفلاسفة الذين هم ليسوا بفلاسفة , حاتم , رجلٌ قد تجاوزَ بقائهُ حياً في العراق ما يزيد عن الخمسين سنة , كنتُ قد سألتهُ وانا مستطرقٌ في أحدى درابين شارع الرشيد عن سرداب لبيع الكتب القديمة .اجابني وكأنهُ قد رسمَ خرائط سوق السراي و ما حوله , ثم اردف بتساؤله ؛ انت مو من بغداد ؟ اجبته بسؤالٍ حاولت تخفيف وقعَ وقاحته برسم ابتسامة اجبارية على شفتيَّ؛ شنو اهل بغداد يندلونها شبر شبر ؟ امسك كتفي واخذ بالضحك بمودةٍ لم أألفها منذ زمن .اومئ لمن كان معه بحركة وداعٍ بيدهِ , ثم استدار مع اتجاهي مرافقاً ايايَّ نحو الاتجاهِ الذي دلني عليهِ بنفسهِ , اول شيء قالهُ لي بانهُ ليس من بغداد ايضاً , ربما شعرَ بان سؤاله لي سابقاً قد كان فيهِ نوعٌ من الاهانة قد تعرضَ لها سابقاً وربما في يومٍ ما قد ازعجتهُ كلمة "محافظات" بعنصريتها المتخفية تحت البعد المكاني.رجوته والححت بأن يأخذ راحته فلا حاجة لي بمرافقتهِ فانا متعود على هذه الشوارع , ولكنهُ اصر , ادعى بانهُ ليس لهُ عمل مهم ايضاً وانما يتواجد هنا لتغيير الاجواء النفسية لديه في ايام الخميس او الجمعة , بعد ذلك ؛ ترافقنا انا وحاتم ليومٍ طويل بين سراديب الكتب المستعملة و البسطات و محلات الانتيكات القديمة , لقد كانَ انساناً استثنائياً بكل معاني الاستثناء , لقد كان فيلسوفاً حتى في انتقاء كلماتهِ مع الباعة , سألتهُ ما علاقتك ببغداد ؟ اجابني بانه عمل فيها عشر سنواتٍ كبائعٍ للأقراص الليزرية في ساحة الطيران ثم دنى مني مائلاً برقبته نحوي ؛ "اقراص سكسية" , بنبرةٍ تعبر عن "السكس" , هذهِ المرة انفجرتُ انا في الضحك حتى كاد ان يخرج الشاي من انفي حينما دعاني لشرب الشاي في مقهى حسن عجمي .ولان الحديث اتجهَ نحو "السكس" فقد احسنتُ استغلالَ الفرصةِ ايما استغلال , فالذي مثلُ حاتم , هم اناسٌ يعلمونكَ أصول الاشياءِ التي لا تحتاج الى أصول , وكما توقعت , كانَ مثلي ايضاً , يحملُ تصوراتٍ وفلسفاتٍ متناقضة حول علاقتهِ بالفعل الجنسي , فقد كانت صاحبتهُ في محلة الكفاح , ارملةُ عريفٍ قضى دفاعاً عن وطنٍ تمزق فيما بعد , تاركاً لحاتم زوجةً تؤنس سنوات الحصار المريرة , بالزنا , كانت لبوةً بالفطرة , هكذا كان يقول حاتم , سألتهُ ولما لبوةٌ بالتحديد ؟ ؛ لقد كانت شرسة , حادة الطباع , تمتلكُ لسانَ عجوزٍ و رغم هذهِ الطباع الا انها كانتَ تتكورُ عندَ الأسد وكان يشيرُ الى نفسهِ ضاحكاً, تفرك اقدام –أسدها- بالماءِ والملح حينما يذهبُ اليها شبقاً عصرَ بعض الايام ولكنها تراهُ رغم شبقهِ تعباً من الوقوف او الجلوسِ الطويل و قد بحَ صوتهُ وهو ينادي على بضاعته , اسمها سامية , كانَ يتحدثُ عنها وكأنه يتحدث عن نبي , وهي ربما كذلك , فمن يحملُ في كينونته جميع التناقضات من الحدةِ و الطاعة , و الصراخِ والغنج , من الصعبِ ان يكونَ او ان يحيى حياةً عادية .سألتهُ هل تستحيي لو تحدثت عن لقاءاتكم الحميمية اكثر؟ - حاتم حينما يستحي , يكون حينها ليس حاتم .كانَ كثيراً ما يجيب عن نفسهِ بصيغة الطرفِ الثالث , وقد كان هذا يعجبني , فانا مغرمٌ بالأساليب الادبية في التعبير .كانَت نحيفة رسحاء ولكن لها تقاسيم جسدٍ أُكوى بها عشقاً , هكذا استطردَ في كلامهِ , الا ان قاطعتهُ ؛ رسحاء؟ بنبرة الجاهل , الا ان اوضحَ لي بانهُ يقصد بانها لا تمتلك اردافاً ممتلئة مستعيراً هذا اللفظ من احدى مجالس الخليفة المتوكل , اعتذرتُ عن مقاطعتهِ ورجوتهُ ان يُكمِل .كانَت لقاءاتنا شبهَ يوميةٍ , فلم تَكُن تملكُ من الاقارب الكثيرين من جانبِ اهلِ الزوجِ او الاعمام والاخوال , فأ ......
#شهية
#الضعف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764023
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله جمعتني الصدفة الزمكانية مع احد الفلاسفة الذين هم ليسوا بفلاسفة , حاتم , رجلٌ قد تجاوزَ بقائهُ حياً في العراق ما يزيد عن الخمسين سنة , كنتُ قد سألتهُ وانا مستطرقٌ في أحدى درابين شارع الرشيد عن سرداب لبيع الكتب القديمة .اجابني وكأنهُ قد رسمَ خرائط سوق السراي و ما حوله , ثم اردف بتساؤله ؛ انت مو من بغداد ؟ اجبته بسؤالٍ حاولت تخفيف وقعَ وقاحته برسم ابتسامة اجبارية على شفتيَّ؛ شنو اهل بغداد يندلونها شبر شبر ؟ امسك كتفي واخذ بالضحك بمودةٍ لم أألفها منذ زمن .اومئ لمن كان معه بحركة وداعٍ بيدهِ , ثم استدار مع اتجاهي مرافقاً ايايَّ نحو الاتجاهِ الذي دلني عليهِ بنفسهِ , اول شيء قالهُ لي بانهُ ليس من بغداد ايضاً , ربما شعرَ بان سؤاله لي سابقاً قد كان فيهِ نوعٌ من الاهانة قد تعرضَ لها سابقاً وربما في يومٍ ما قد ازعجتهُ كلمة "محافظات" بعنصريتها المتخفية تحت البعد المكاني.رجوته والححت بأن يأخذ راحته فلا حاجة لي بمرافقتهِ فانا متعود على هذه الشوارع , ولكنهُ اصر , ادعى بانهُ ليس لهُ عمل مهم ايضاً وانما يتواجد هنا لتغيير الاجواء النفسية لديه في ايام الخميس او الجمعة , بعد ذلك ؛ ترافقنا انا وحاتم ليومٍ طويل بين سراديب الكتب المستعملة و البسطات و محلات الانتيكات القديمة , لقد كانَ انساناً استثنائياً بكل معاني الاستثناء , لقد كان فيلسوفاً حتى في انتقاء كلماتهِ مع الباعة , سألتهُ ما علاقتك ببغداد ؟ اجابني بانه عمل فيها عشر سنواتٍ كبائعٍ للأقراص الليزرية في ساحة الطيران ثم دنى مني مائلاً برقبته نحوي ؛ "اقراص سكسية" , بنبرةٍ تعبر عن "السكس" , هذهِ المرة انفجرتُ انا في الضحك حتى كاد ان يخرج الشاي من انفي حينما دعاني لشرب الشاي في مقهى حسن عجمي .ولان الحديث اتجهَ نحو "السكس" فقد احسنتُ استغلالَ الفرصةِ ايما استغلال , فالذي مثلُ حاتم , هم اناسٌ يعلمونكَ أصول الاشياءِ التي لا تحتاج الى أصول , وكما توقعت , كانَ مثلي ايضاً , يحملُ تصوراتٍ وفلسفاتٍ متناقضة حول علاقتهِ بالفعل الجنسي , فقد كانت صاحبتهُ في محلة الكفاح , ارملةُ عريفٍ قضى دفاعاً عن وطنٍ تمزق فيما بعد , تاركاً لحاتم زوجةً تؤنس سنوات الحصار المريرة , بالزنا , كانت لبوةً بالفطرة , هكذا كان يقول حاتم , سألتهُ ولما لبوةٌ بالتحديد ؟ ؛ لقد كانت شرسة , حادة الطباع , تمتلكُ لسانَ عجوزٍ و رغم هذهِ الطباع الا انها كانتَ تتكورُ عندَ الأسد وكان يشيرُ الى نفسهِ ضاحكاً, تفرك اقدام –أسدها- بالماءِ والملح حينما يذهبُ اليها شبقاً عصرَ بعض الايام ولكنها تراهُ رغم شبقهِ تعباً من الوقوف او الجلوسِ الطويل و قد بحَ صوتهُ وهو ينادي على بضاعته , اسمها سامية , كانَ يتحدثُ عنها وكأنه يتحدث عن نبي , وهي ربما كذلك , فمن يحملُ في كينونته جميع التناقضات من الحدةِ و الطاعة , و الصراخِ والغنج , من الصعبِ ان يكونَ او ان يحيى حياةً عادية .سألتهُ هل تستحيي لو تحدثت عن لقاءاتكم الحميمية اكثر؟ - حاتم حينما يستحي , يكون حينها ليس حاتم .كانَ كثيراً ما يجيب عن نفسهِ بصيغة الطرفِ الثالث , وقد كان هذا يعجبني , فانا مغرمٌ بالأساليب الادبية في التعبير .كانَت نحيفة رسحاء ولكن لها تقاسيم جسدٍ أُكوى بها عشقاً , هكذا استطردَ في كلامهِ , الا ان قاطعتهُ ؛ رسحاء؟ بنبرة الجاهل , الا ان اوضحَ لي بانهُ يقصد بانها لا تمتلك اردافاً ممتلئة مستعيراً هذا اللفظ من احدى مجالس الخليفة المتوكل , اعتذرتُ عن مقاطعتهِ ورجوتهُ ان يُكمِل .كانَت لقاءاتنا شبهَ يوميةٍ , فلم تَكُن تملكُ من الاقارب الكثيرين من جانبِ اهلِ الزوجِ او الاعمام والاخوال , فأ ......
#شهية
#الضعف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764023
الحوار المتمدن
علي باقر خيرالله - شهية الضعف
علي باقر خيرالله : ضاحية و المتوكل
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله وَقَعَت في يدي قبل عامٍ تقريباً احدى الصُحُف التي تُصدرها الجالية العراقية في دولة اوربية , كانت تحتوي مواضيعاً جميلة , اغلبها في الفلسفة والأدب والسينما , وفيها بابٌ قد أنقرضَ منذُ زمن , باب هواة المراسلة , وهو بابٌ أنقرض مع ظهور الاتصالات , حيث كان القراء يشاركون في هذه الصفحة ويكتبون نبذة قصيرة عنهم مع ذكر عنوان صندوق البريد ليراسلهم من يهوى ذلك من جميع انحاء العالم , ويتبادل الطرفان الطوابع البريدية او صور من مناطقهم وما الى ذلك . قرأتُ الصفحة بهدوء بدافع الفضول وليس الاهتمام , كي أعرفَ شخوص المشاركين في الصفحة , ماذا يعملون , وأعمارهم , وعناوينهم , كان الجميعُ اشخاصً عاديين واهتماماتهم عادية فهم مهتمين بتبادل الطوابع والعملات الورقية بدافع الهواية , الا واحداً في الزاوية السفلية اليسرى , كانَ أسمهُ مُتوكل من مواليد 1955 ويسكنُ في براغ عاصمة جمهورية التشيك , خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعةِ بغداد , مُهتم بالتراث, و ينوي تبادل الحكايات والذكريات الغريبة مع من يراسله .كنتُ كَمَن وجدَ ضالته , فهو رجلٌ بالتأكيد عاشَ في بغداد السبعينات , بغداد التي أعشقها ,عاصمةُ الغناءِ والأدبِ, انا الذي ولدتُ في زمن بغداد التي يحاصِرُها العالم ويحسبُ عليها طعامها و دوائها , و هو للمصادفةِ يعيشُ مع عشقي المكاني الثاني , براغ ؛ صاحبة المنازلِ المغطاةِ بالقرميدِ الأحمر , مدينةُ البردِ و جمالُ المباني الحضارية .كنتُ في شارع المتنبي حينها ,وفوراً اشتريتُ ظرفاً أنيقاً , و ورقاً غيرَ مُخطط يميلُ للاصفرار , وملأت صفحتين تقريباً أعرفُ فيهما عن نفسي وأعبرُ عن لهفتي لسماع حكايات تتعلق بذكريات السبعينات في بغداد وذكريات الجامعة من وجهة نظر أنسان رأى الدنيا في الضفة الاخرى من العالم , أرفقتُ رسالتي ببعض الصور لبعض الاماكن الاثرية التي صورتها بهاتفي المحمول , طبعتها عند صاحب المكتبة التي اشتريت منه الظرفَ والورق . توجهتُ الى مكتبِ بريد الاقصى المقابل للإعدادية المركزية للبنين , ألصق عليه الموظف المُستغرب من شخصٍ بعمري ان يرسلُ رسالةً في هكذا وسيلةٍ يرى وظيفته فيها لا داعي لها في عصر الوظائفِ عن بُعد . ولأن أغلبَ الموجودينَ في البريدِ العراقي , يتشاركون رؤيتهم لوظائفهم مع هذا الموظف المختص , فقد استغرق وصول رسالتي خمسة عشرَ يوماً الى الشخص المقصود حسبما فهمتُ من ردهِ على رسالتي , لقد كانت رسالةً مليئةً بالحبِ والدهشة , حباً بما أخترتُ ارسالهُ من الصور , ودهشةً لأن يجد شخصٌ مثلي جدوى في مراسلة شخصٍ مثله , فهو يكبرني بأربعين عاماً تقريباً , صارحتهُ بان ما يثير اهتمامي هو ولهي بفترة السبعينات التي عاشها شاباً وطالباً في أرقى الجامعاتِ في المنطقةِ حينها , و اني اتشارك معهُ حبي للتراث بكافة اشكالهِ الادبية و الملموسة ايضاً , وصديقي العجوز ايضاً , وجدَ في اوراقي الاولى له ما أثار اهتمامهُ في معاودةِ المراسلةِ مرةً بعدَ مرة . ولأن شخصاً مثلي يتشوقُ دائماً لأحاديث من عاشوا في زمنٍ تمنى لو انهُ عاشه , وجدتُ شركةً خاصةً توصلُ رسالتي في غضون اسبوع على ابعدِ تقدير , ورغمَ ان التكلفةَ مضاعفة , الا انني كنتُ كمن يكافئ نفسهُ في نهاية كل اسبوعٍ مليء بالتعب لساعات طويله باستلامِ رسالةٍ من متوكل . ومن الامور الكثيرة التي لاحظتها بينَ سطورهِ هو ولعه بالفروسية و الاشعار التي تتغنى بالسيفِ والدم , سألته في احدى "مكاتيبي" اليه عن سرِ هذا الولع , واجابني بـ"مكتوبٍ" ادعي انني احفظه عن ظهرِ قلب .في عام 1978 تحديداً , كنتُ طالباً في السنة الثالثة , كلية الآدا ......
#ضاحية
#المتوكل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764551
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله وَقَعَت في يدي قبل عامٍ تقريباً احدى الصُحُف التي تُصدرها الجالية العراقية في دولة اوربية , كانت تحتوي مواضيعاً جميلة , اغلبها في الفلسفة والأدب والسينما , وفيها بابٌ قد أنقرضَ منذُ زمن , باب هواة المراسلة , وهو بابٌ أنقرض مع ظهور الاتصالات , حيث كان القراء يشاركون في هذه الصفحة ويكتبون نبذة قصيرة عنهم مع ذكر عنوان صندوق البريد ليراسلهم من يهوى ذلك من جميع انحاء العالم , ويتبادل الطرفان الطوابع البريدية او صور من مناطقهم وما الى ذلك . قرأتُ الصفحة بهدوء بدافع الفضول وليس الاهتمام , كي أعرفَ شخوص المشاركين في الصفحة , ماذا يعملون , وأعمارهم , وعناوينهم , كان الجميعُ اشخاصً عاديين واهتماماتهم عادية فهم مهتمين بتبادل الطوابع والعملات الورقية بدافع الهواية , الا واحداً في الزاوية السفلية اليسرى , كانَ أسمهُ مُتوكل من مواليد 1955 ويسكنُ في براغ عاصمة جمهورية التشيك , خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعةِ بغداد , مُهتم بالتراث, و ينوي تبادل الحكايات والذكريات الغريبة مع من يراسله .كنتُ كَمَن وجدَ ضالته , فهو رجلٌ بالتأكيد عاشَ في بغداد السبعينات , بغداد التي أعشقها ,عاصمةُ الغناءِ والأدبِ, انا الذي ولدتُ في زمن بغداد التي يحاصِرُها العالم ويحسبُ عليها طعامها و دوائها , و هو للمصادفةِ يعيشُ مع عشقي المكاني الثاني , براغ ؛ صاحبة المنازلِ المغطاةِ بالقرميدِ الأحمر , مدينةُ البردِ و جمالُ المباني الحضارية .كنتُ في شارع المتنبي حينها ,وفوراً اشتريتُ ظرفاً أنيقاً , و ورقاً غيرَ مُخطط يميلُ للاصفرار , وملأت صفحتين تقريباً أعرفُ فيهما عن نفسي وأعبرُ عن لهفتي لسماع حكايات تتعلق بذكريات السبعينات في بغداد وذكريات الجامعة من وجهة نظر أنسان رأى الدنيا في الضفة الاخرى من العالم , أرفقتُ رسالتي ببعض الصور لبعض الاماكن الاثرية التي صورتها بهاتفي المحمول , طبعتها عند صاحب المكتبة التي اشتريت منه الظرفَ والورق . توجهتُ الى مكتبِ بريد الاقصى المقابل للإعدادية المركزية للبنين , ألصق عليه الموظف المُستغرب من شخصٍ بعمري ان يرسلُ رسالةً في هكذا وسيلةٍ يرى وظيفته فيها لا داعي لها في عصر الوظائفِ عن بُعد . ولأن أغلبَ الموجودينَ في البريدِ العراقي , يتشاركون رؤيتهم لوظائفهم مع هذا الموظف المختص , فقد استغرق وصول رسالتي خمسة عشرَ يوماً الى الشخص المقصود حسبما فهمتُ من ردهِ على رسالتي , لقد كانت رسالةً مليئةً بالحبِ والدهشة , حباً بما أخترتُ ارسالهُ من الصور , ودهشةً لأن يجد شخصٌ مثلي جدوى في مراسلة شخصٍ مثله , فهو يكبرني بأربعين عاماً تقريباً , صارحتهُ بان ما يثير اهتمامي هو ولهي بفترة السبعينات التي عاشها شاباً وطالباً في أرقى الجامعاتِ في المنطقةِ حينها , و اني اتشارك معهُ حبي للتراث بكافة اشكالهِ الادبية و الملموسة ايضاً , وصديقي العجوز ايضاً , وجدَ في اوراقي الاولى له ما أثار اهتمامهُ في معاودةِ المراسلةِ مرةً بعدَ مرة . ولأن شخصاً مثلي يتشوقُ دائماً لأحاديث من عاشوا في زمنٍ تمنى لو انهُ عاشه , وجدتُ شركةً خاصةً توصلُ رسالتي في غضون اسبوع على ابعدِ تقدير , ورغمَ ان التكلفةَ مضاعفة , الا انني كنتُ كمن يكافئ نفسهُ في نهاية كل اسبوعٍ مليء بالتعب لساعات طويله باستلامِ رسالةٍ من متوكل . ومن الامور الكثيرة التي لاحظتها بينَ سطورهِ هو ولعه بالفروسية و الاشعار التي تتغنى بالسيفِ والدم , سألته في احدى "مكاتيبي" اليه عن سرِ هذا الولع , واجابني بـ"مكتوبٍ" ادعي انني احفظه عن ظهرِ قلب .في عام 1978 تحديداً , كنتُ طالباً في السنة الثالثة , كلية الآدا ......
#ضاحية
#المتوكل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764551
الحوار المتمدن
علي باقر خيرالله - ضاحية و المتوكل
علي باقر خيرالله : في رثاء الفراسة
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله قيلَّ عن الفراسة انها الاستدلال بالأمور الظَّاهرة على الأمور الخفيَّة(1) , وبمعنى ابسط انها معرفة امور تخفى عن المرء من خلال الامور الظاهرة او الواضحة للعيان , ومثله ما حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب للمتنبي فحضر يوما مجلس الشريف المرتضى فجرى ذكر أبي الطيب فهضم المرتضى من جانبه – اي انه لم يرتح لذكره - فقال أبو العلاء لو لم يكن له من الشعر إلا قوله "لك يا منازل في القلوب منازل " لكفاه – اي انه لو اكتفى بهذا الشطر فقط , فقد كفاه هذا من الشاعرية العالية - فغضب المرتضى وأمر به فسحب وأخرج وبعد إخراجه قال المرتضى هل تدرون ما عنى بذكر البيت فقالوا لا والله فقال عنى به قول أبي الطيب في القصيدة – نفس القصيدة التي ذكر ابو العلاء منها الشطر الذي قاله - :( وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادة لي بأني كاملُ )(2) , وفي هذا الموقف تتجلى لنا الفراسة في اوضح معانيها , فموجه الاهانة استخدم اسلوب المواربة واراد من ذلك توجيه اهانة تتخفى خلف كلامٍ يتضح من ظاهرة انهُ عادي , اما من وُجهت اليه الاهانة فقد استعان بفراسته لكشف هذا النية المخفية في طيات الكلام , وعند قراءة الكثير من كتب المحكيات والمرويات يتبين لنا ان هذه المواقف كثيرة , وقد خصصت لها الكثير من كتب الادب القديمة والحديثة باباً كاملاً لذلك , فيحق لنا اذاَ ان نتساءل كيف ان هذه الصفة اخذت بالتناقص في شخصية انسان ما بعد الحداثة , حتى كادت تنعدم , وان اي شخصٍ يشترك معي في استخدام اساليب الاستعارة والتشبيه في كلامه مع الآخرين يتجلى له هذا الأمر بوضوح .اننا نحنُ اليوم , نستخدمُ الحروفَ والكلماتِ كأنها مادة قابلة للنفاذ , فيكتفي واحدنا باستخدامِ أقل قدرٍ ممكنٍ منها , فإنسان اليوم هو ليس سطحياً قدر كونه نابذاً للعمق , فيكفيك ان تقول ان فلانة "hot" كي تعبرَّ انها مثيرة للشهوة , لها خصرٌ نحيف , ومؤخرة بارزة , متناسياً ان اثارة الشهوة هو نمطٌ يختلفُ باختلافِ طبيعة المُثار , فلو تم استبدال كلمة "hot" بتوصيف ادق عن شخصية انسانة لها من الصفات الشخصية كذا وكذا , ولها من الصفات الجسدية كذا , لكانَ المتلقي قادراً على تكوين صورة شبه متكاملة لما وصفه المتحدث .وبما ان نظرتنا اصبحت نظرة احادية الجانب , المهمُ ما نراهُ نحن , وما نراهُ نحن هو المعيار , فلم يعد المتحدث بحاجة الى ايضاح ما يتحدث عنه بتفاصيلٍ ادق , بل اصبح لزاماً عند الكثيرين هو اختصار الاختصار .و حتى من يعول عليهم ممن يمتلكون ذوقاً ادبياً او مقدرة على القراءة , تراهم يتركونَّ قروناً من الابداع اللامتناهي متجهين نحوَ "واتباد" , فاغلبا يهمه ما يحدث , لا يهمهُ كيفَ يحدث .وبهذا حتى امثالُ و توصيفات الأمس , لم تعد ذاتَ معنى في وقتنا الحالي , فعاشق اليوم لم يعد ذلك الانسان الذي يتغنى بالقصائد الطويلة , والكلامِ المتوسع بالتوصيف , بل أصبح يكتفي بالاشتهاء تعبيراً عن الرغبة , وبالتعلقِ دليلاً على المحبة .وتبقى كلمةُ (لكن) , ملازمةً لمن يشك , وانا منهم .لكن هل ان انسان اليوم لم يعد بحاجةٍ الى الفراسة حقاً ؟ يحملُ الجواب من وجهة نظري , جانبين , الجانبُ الاولُ انهُ نعم , فالتعاملاتُ اليومية للإنسان الحديث لا تحتاج الى ذلك , فهو يطلبُ طعامه من تطبيقٍ على الهاتف ولا يحتاجُ الى التواصلِ مع نادلٍ في مطعم , و مشبعٌ جنسياً الى حدٍ كبير من دون ادنى تواصلٍ ايضاً , فهو يرى على الشاشةِ اجساداً تلبي جميعَ رغباتهِ , فكأنهُ يختارُ منها ما يناسبُ ذوقه , دون الحاجة لانتظار ردٍ او موافقة .اما على الجانبِ الآخر , فنحن , اي الجيل الذي فتح عيناهُ ......
#رثاء
#الفراسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764683
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله قيلَّ عن الفراسة انها الاستدلال بالأمور الظَّاهرة على الأمور الخفيَّة(1) , وبمعنى ابسط انها معرفة امور تخفى عن المرء من خلال الامور الظاهرة او الواضحة للعيان , ومثله ما حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب للمتنبي فحضر يوما مجلس الشريف المرتضى فجرى ذكر أبي الطيب فهضم المرتضى من جانبه – اي انه لم يرتح لذكره - فقال أبو العلاء لو لم يكن له من الشعر إلا قوله "لك يا منازل في القلوب منازل " لكفاه – اي انه لو اكتفى بهذا الشطر فقط , فقد كفاه هذا من الشاعرية العالية - فغضب المرتضى وأمر به فسحب وأخرج وبعد إخراجه قال المرتضى هل تدرون ما عنى بذكر البيت فقالوا لا والله فقال عنى به قول أبي الطيب في القصيدة – نفس القصيدة التي ذكر ابو العلاء منها الشطر الذي قاله - :( وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادة لي بأني كاملُ )(2) , وفي هذا الموقف تتجلى لنا الفراسة في اوضح معانيها , فموجه الاهانة استخدم اسلوب المواربة واراد من ذلك توجيه اهانة تتخفى خلف كلامٍ يتضح من ظاهرة انهُ عادي , اما من وُجهت اليه الاهانة فقد استعان بفراسته لكشف هذا النية المخفية في طيات الكلام , وعند قراءة الكثير من كتب المحكيات والمرويات يتبين لنا ان هذه المواقف كثيرة , وقد خصصت لها الكثير من كتب الادب القديمة والحديثة باباً كاملاً لذلك , فيحق لنا اذاَ ان نتساءل كيف ان هذه الصفة اخذت بالتناقص في شخصية انسان ما بعد الحداثة , حتى كادت تنعدم , وان اي شخصٍ يشترك معي في استخدام اساليب الاستعارة والتشبيه في كلامه مع الآخرين يتجلى له هذا الأمر بوضوح .اننا نحنُ اليوم , نستخدمُ الحروفَ والكلماتِ كأنها مادة قابلة للنفاذ , فيكتفي واحدنا باستخدامِ أقل قدرٍ ممكنٍ منها , فإنسان اليوم هو ليس سطحياً قدر كونه نابذاً للعمق , فيكفيك ان تقول ان فلانة "hot" كي تعبرَّ انها مثيرة للشهوة , لها خصرٌ نحيف , ومؤخرة بارزة , متناسياً ان اثارة الشهوة هو نمطٌ يختلفُ باختلافِ طبيعة المُثار , فلو تم استبدال كلمة "hot" بتوصيف ادق عن شخصية انسانة لها من الصفات الشخصية كذا وكذا , ولها من الصفات الجسدية كذا , لكانَ المتلقي قادراً على تكوين صورة شبه متكاملة لما وصفه المتحدث .وبما ان نظرتنا اصبحت نظرة احادية الجانب , المهمُ ما نراهُ نحن , وما نراهُ نحن هو المعيار , فلم يعد المتحدث بحاجة الى ايضاح ما يتحدث عنه بتفاصيلٍ ادق , بل اصبح لزاماً عند الكثيرين هو اختصار الاختصار .و حتى من يعول عليهم ممن يمتلكون ذوقاً ادبياً او مقدرة على القراءة , تراهم يتركونَّ قروناً من الابداع اللامتناهي متجهين نحوَ "واتباد" , فاغلبا يهمه ما يحدث , لا يهمهُ كيفَ يحدث .وبهذا حتى امثالُ و توصيفات الأمس , لم تعد ذاتَ معنى في وقتنا الحالي , فعاشق اليوم لم يعد ذلك الانسان الذي يتغنى بالقصائد الطويلة , والكلامِ المتوسع بالتوصيف , بل أصبح يكتفي بالاشتهاء تعبيراً عن الرغبة , وبالتعلقِ دليلاً على المحبة .وتبقى كلمةُ (لكن) , ملازمةً لمن يشك , وانا منهم .لكن هل ان انسان اليوم لم يعد بحاجةٍ الى الفراسة حقاً ؟ يحملُ الجواب من وجهة نظري , جانبين , الجانبُ الاولُ انهُ نعم , فالتعاملاتُ اليومية للإنسان الحديث لا تحتاج الى ذلك , فهو يطلبُ طعامه من تطبيقٍ على الهاتف ولا يحتاجُ الى التواصلِ مع نادلٍ في مطعم , و مشبعٌ جنسياً الى حدٍ كبير من دون ادنى تواصلٍ ايضاً , فهو يرى على الشاشةِ اجساداً تلبي جميعَ رغباتهِ , فكأنهُ يختارُ منها ما يناسبُ ذوقه , دون الحاجة لانتظار ردٍ او موافقة .اما على الجانبِ الآخر , فنحن , اي الجيل الذي فتح عيناهُ ......
#رثاء
#الفراسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764683
الحوار المتمدن
علي باقر خيرالله - في رثاء الفراسة
علي باقر خيرالله : في حاجة الأنيس
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله في حين أننا نتنعم بسهولة التواصل مع جميع المقربين منا , فنسمع صوتهم , ونكتب اليهم , متى شئنا وشاءوا, الا ان داء هذا العصر هو الاكتئاب , وفي حين انه "تقترن الزيادة في الاكتئاب بالزيادة في الشعور بالوحدة النفسية"(1) , فهذا الاقتران من غرائب عصرنا الحديث , ففي الوقت الذي أصبحَّ تواصلنا لا يكُلفنا جُهداً سوى لمسات خفيفة على قطعة من الزجاج, ازداد شعورنا بالوحدة , لماذا ؟ في الحقيقة لا املكُ جواباً علمياً , فانا لستُ جديراً بذلك , ولأن الشعراء هم خيرة من عبروا عن المشاعر التي تخالد صدر الانسان فيحق لي هنا استذكارُ ابياتٍ لابن الاحنف (2) : كَـفـى حَـزَنـاً أَنّـي أَرى مَـن أُحِبُّهُقَـريـبـاً وَلا أَشـكو إِلَيهِ فيَعَلَمُفَـإِن بُـحـتُ نـالَتني عُيونٌ كَثيرَةٌوَأَضـعُـفُ عَـن كِـتـمـانِهِ حينَ أَكتُمُ هنا يرى ابنُ الاحنفِ من يحب قريباً منهُ , ورغم أنهُ يعاني من شيءٍ ما , فهو لا يشكو له , وحينما يكتم ما يريد قوله فانه يزدادُ ضعفاً . وما اكثرُنا شبهاً بهِ , فاليوم كلُ من نريد الاستئناس بالحديث معهم قريبين , حتى لو كانَ هذا القربُ ليس قرباً مكانياً , ولكن وسائل الاتصال السريعة قد ألغت الحاجة للتواجدِ المكاني , لكننا في الغالبِ , مكبوتين , منعزلين , ضائعين بين احتياجاتنا المادية . والحديث والمؤانسة ليسا حاجة لبسطاء الناس او من لا يستطيع الترفيه عن نفسه كما يخيل للكثيرين منا , بل هو ربما من الاحتياجات القليلة التي يشتد النزوع اليها حتى حين تتوفر كل البدائل التي يستمتع الانسان بها , فنجد سليمان بن عبدالملك وهو من اقوى خلفاء بني امية يقول لبعض من اصحابه : " لقد ركبنا الفارة , وتبطنا الحسناء , ولبسنا اللين , واكلنا الطيب حتى أجمناه , وما انا اليوم الى شيء احوج مني الى جليس يضع عني مؤونة التحفظ ويحدثني بما لا يمجه السمع , ويطرب اليه القلب ." (3) فبعد ان ركِبَ أحسنَ الخيول وانشطها , و رافق الحسناوات من النساء , ولبسَ انعمَ الثياب , وأكل اطيب الطعام حتى مل طعمه , كانت حاجته الملحة لإنسان يشاركه الحديث بلا تحفظ , يسمعهُ من الكلام ما تطيب له الأذن , ويطرب له القلب . وقولٌ من شخصيةٍ بهذا السلطانِ والجاه والمال , وهو قد ملكَّ ما ملك من ترف العيش , يدعونا للانتباه لهذه الحاجة أكثر , و يلفتُ نظرنا الى افكارٍ مغلوطةٍ عن ما نضنهُ احتياجاتنا النفسية , وينذرنا بخطر اللهث وراء امورٍ صعبةٍ تجلب التعبَ والشقاء علينا ونضنها راحة في حين ان الامر لا يعدو كونه حاجة الى رفقة حسنة .ومن الناسِ من كانَ بحاجة الحديث و الأنيس حتى في أصعبِ ظروفه الصحية , فحينَ زارَ البعض الشاعر ابن الرومي وهو على فراشِ المرض انشدهم قائلاً : ولقد سَئِمْتُ مَآرِبي فكأنَّ أطيبَها خَبِيثُإلاَ الحديثَ؛ فإنهُ مِثْلُ اسْمِهِ أبداً حَدِيثُحيث يخبرهم بأن ربما كل نواياه , حتى الطيبة منها , كانت ورائها اشياءٌ فيها دوافع خبيثة كالأنانية مثلاً , ولكن استثناءه الوحيد من ذلك هو حاجته للحديث –الكلام- , ويستعملُ مقاربةً لفظية بانهُ دوماً كان الكلامُ كأسمة حديثاً – اي جديداً - , اي انهُ شيءٌ لا يمل ولا يشبعُ منه الانسان مهما كثر وتكرر.هكذا كانت حاجة الناسِ دوماً الى الرفقة والحديثِ الطيب , رغم اختلافِ منازلهم , شعراءَ و خلفاءَ , اصحاءَ و مرضى , فقد كانوا دوماً باختلافِ وضعهم وظروفهم يجدون حاجتهم لهذا الشيء هو الملتجئ الدائم الذين يستلذون به , وحتى من عُرِفَ عنهم القساوة او الفضاضة نجدهم لا يستغنون ولا يخفون هذهِ الحاجة , بل ربما انهم يقدمونها على اشياء ......
#حاجة
#الأنيس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764861
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله في حين أننا نتنعم بسهولة التواصل مع جميع المقربين منا , فنسمع صوتهم , ونكتب اليهم , متى شئنا وشاءوا, الا ان داء هذا العصر هو الاكتئاب , وفي حين انه "تقترن الزيادة في الاكتئاب بالزيادة في الشعور بالوحدة النفسية"(1) , فهذا الاقتران من غرائب عصرنا الحديث , ففي الوقت الذي أصبحَّ تواصلنا لا يكُلفنا جُهداً سوى لمسات خفيفة على قطعة من الزجاج, ازداد شعورنا بالوحدة , لماذا ؟ في الحقيقة لا املكُ جواباً علمياً , فانا لستُ جديراً بذلك , ولأن الشعراء هم خيرة من عبروا عن المشاعر التي تخالد صدر الانسان فيحق لي هنا استذكارُ ابياتٍ لابن الاحنف (2) : كَـفـى حَـزَنـاً أَنّـي أَرى مَـن أُحِبُّهُقَـريـبـاً وَلا أَشـكو إِلَيهِ فيَعَلَمُفَـإِن بُـحـتُ نـالَتني عُيونٌ كَثيرَةٌوَأَضـعُـفُ عَـن كِـتـمـانِهِ حينَ أَكتُمُ هنا يرى ابنُ الاحنفِ من يحب قريباً منهُ , ورغم أنهُ يعاني من شيءٍ ما , فهو لا يشكو له , وحينما يكتم ما يريد قوله فانه يزدادُ ضعفاً . وما اكثرُنا شبهاً بهِ , فاليوم كلُ من نريد الاستئناس بالحديث معهم قريبين , حتى لو كانَ هذا القربُ ليس قرباً مكانياً , ولكن وسائل الاتصال السريعة قد ألغت الحاجة للتواجدِ المكاني , لكننا في الغالبِ , مكبوتين , منعزلين , ضائعين بين احتياجاتنا المادية . والحديث والمؤانسة ليسا حاجة لبسطاء الناس او من لا يستطيع الترفيه عن نفسه كما يخيل للكثيرين منا , بل هو ربما من الاحتياجات القليلة التي يشتد النزوع اليها حتى حين تتوفر كل البدائل التي يستمتع الانسان بها , فنجد سليمان بن عبدالملك وهو من اقوى خلفاء بني امية يقول لبعض من اصحابه : " لقد ركبنا الفارة , وتبطنا الحسناء , ولبسنا اللين , واكلنا الطيب حتى أجمناه , وما انا اليوم الى شيء احوج مني الى جليس يضع عني مؤونة التحفظ ويحدثني بما لا يمجه السمع , ويطرب اليه القلب ." (3) فبعد ان ركِبَ أحسنَ الخيول وانشطها , و رافق الحسناوات من النساء , ولبسَ انعمَ الثياب , وأكل اطيب الطعام حتى مل طعمه , كانت حاجته الملحة لإنسان يشاركه الحديث بلا تحفظ , يسمعهُ من الكلام ما تطيب له الأذن , ويطرب له القلب . وقولٌ من شخصيةٍ بهذا السلطانِ والجاه والمال , وهو قد ملكَّ ما ملك من ترف العيش , يدعونا للانتباه لهذه الحاجة أكثر , و يلفتُ نظرنا الى افكارٍ مغلوطةٍ عن ما نضنهُ احتياجاتنا النفسية , وينذرنا بخطر اللهث وراء امورٍ صعبةٍ تجلب التعبَ والشقاء علينا ونضنها راحة في حين ان الامر لا يعدو كونه حاجة الى رفقة حسنة .ومن الناسِ من كانَ بحاجة الحديث و الأنيس حتى في أصعبِ ظروفه الصحية , فحينَ زارَ البعض الشاعر ابن الرومي وهو على فراشِ المرض انشدهم قائلاً : ولقد سَئِمْتُ مَآرِبي فكأنَّ أطيبَها خَبِيثُإلاَ الحديثَ؛ فإنهُ مِثْلُ اسْمِهِ أبداً حَدِيثُحيث يخبرهم بأن ربما كل نواياه , حتى الطيبة منها , كانت ورائها اشياءٌ فيها دوافع خبيثة كالأنانية مثلاً , ولكن استثناءه الوحيد من ذلك هو حاجته للحديث –الكلام- , ويستعملُ مقاربةً لفظية بانهُ دوماً كان الكلامُ كأسمة حديثاً – اي جديداً - , اي انهُ شيءٌ لا يمل ولا يشبعُ منه الانسان مهما كثر وتكرر.هكذا كانت حاجة الناسِ دوماً الى الرفقة والحديثِ الطيب , رغم اختلافِ منازلهم , شعراءَ و خلفاءَ , اصحاءَ و مرضى , فقد كانوا دوماً باختلافِ وضعهم وظروفهم يجدون حاجتهم لهذا الشيء هو الملتجئ الدائم الذين يستلذون به , وحتى من عُرِفَ عنهم القساوة او الفضاضة نجدهم لا يستغنون ولا يخفون هذهِ الحاجة , بل ربما انهم يقدمونها على اشياء ......
#حاجة
#الأنيس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764861
الحوار المتمدن
علي باقر خيرالله - في حاجة الأنيس