عبد الله رحيل : من خلف نافذة صغيرة
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل عدت بأدراجي إلى مدينة، هجرتها منذ زمن بعيد، فاستوقفتني رياح الجنوب المتنسمة من أطراف نجد البعيدة، والموغلة في القدم، فاعتليت بناء حديثاً مُوشّى بألوان البنفسج الهادئ، وعلى لحظة شرود في غياهب عقلي، الذي اختزن طويلا شموس بلادي، نظرت من نافذة صغيرة نظيفة، قد لُوِّنت بألوان الشتاء المضمحل من غيمة داكنة، محنية، لتنثر قطرات مائها على المكان الخرب، ما رجعت بعقلي البعيد إلى زمن العصور الجاهلية، واقفا على أطلال بُويتات، هجرتها نفس البشر الغافية في مدقّات المجهول، والذكريات، والأثافي الثلاث متقابلة، كحمام نُزَّع في ساحاتها، تُحدِّث الرياح بكلمات حب صامت ندي. أرمق تلك البيوت الأربع، بنظراتي المتفحّصة كلّ يوم، تاركا وراءها، استفسارات عديدة، حول هجرانها، وخلو المكان بها، وحركة عواصف الدهر، التي أفرغتها من الحبّ، والكلام، والهجس، والهوى الروحي، المستمر المتلازم السرمدي، الطويل اللامتناهي، والسحيق بين شطآن أسوارها المتآكلة، فلا شكّ أن هناك أكفّاًّ حنونة ناعمة، قد خطّطت لبنائها، وزيّنتها بغراس شجر كثير، حيث أن رسمها لم يعفُ ، فرياح الشمال تطمسها، لتأتي رياح الجنوب فتكشفها، منثورة في ساحاتها قطع بالية، والتصقت البيوت الأربع ببعضها، غارقة في صمت رهيب كئيب رافضة موت السنين، ورافضة اندثارها وراء أزمنة الحداثة في المدينة الكبيرة الجميلة، فلعلّ من هجروها كانت لهم غايات، وقصص طويلة، وليالي سمر عاشوها بين أزقتها، وغرفها المظلمة الداكنة الساكنة الصامتة.يتراءى لي من خلف نافذتي في إحدى البيوت أثر نفس امرأة عجوز، قد هَرِمت، وهي تراعي، وتتعهد شجرة سرو صغيرة، تعهدتها رعاية وسقاية وحبًّا، حتى كَبُرت ونمت، وربما فارقتها عجوزها، فبقيت الشجرة وارفة الظلال، تحكي بصمتها قصص الديار، فأصبحت ملاذا لعصافير شقية، بنت أعشاشها الصغيرة حول وريقاتها، فكانت السكان لهذي الديار، تملؤها بهجة وفرحا صباحا، لتعود في العشي نائمة بين وريقاتها الشريدة، وعلى تموجات شقشقاتها، يطوف وجداني بمقطع حزين، غارقاً في تفسيرات عقلي البعيد.لقد هجر البيوت سكانها، على وقع قرع سيوف الهجرة، وعلى طبول حرب، تشابكت فيها أنامل الحاجة، والفاقة، والتغيرات، فمضى المتحاربون، يحيكون مستقبلهم بوشي فكر عديدة، وبألوان عدة، ما حدى بالديار أن تفرغ، وأهلها اعتلوا سطح مهب الريح، فلفظتهم بقايا أرواح ساكنة في بعيد البحار، وفي أرض المجهول، ولعل في آذان البعض منهم غرّد صائح الدهر الصدوح، فغُيِّبوا عن هذه الدار، فأُوصدت المصاريع حزنى، يلفها طول الانتظار، ووجع الغياب الطويل، فأّسرت بهذا الحب الرهيب، تقبع على نفسها حالمة ببعض حنان يد البشر، الذين بالأمس كانوا هنا، واليوم قد رحلوالكنني وإن أرى فيها الهجران، والخراب، والغياب، أرى الأيدي المتجعدة، التي شغلت نفسها في بنائها، وترتيب ساحاتها، فهناك قطع لآلات قديمة، قد أهلكها الصدأ، وهناك بعض من أشجار قديمة، قد غالبت الحنان، والجفاف، والرماد، وغالبت حر السنين، بينما بعض منها، قد مرت عليه بعض إنسانية البشر، فنثرت فيها بعض الحشائش، التي تقتات منها، إذ لم يزل الغازون، ومختلفو الرأي، وسياسات العالم المتحضر، ذي النظرة التكنولوجية والرأسمالية مختلفين، فلم يتركوا لأهلها ما يسد من جوعهم، إثر هذا البلاء الاقتصادي المتواتر عليهم.هذه البيوت متجاورات بصمت، وسكون، وهدوء، قد ألفتْ بعضها، وأحبت بعضها، وتقاسمت هموم بعضها، فلعلها قد شكّلت مجتمعا كاملا فاضلا، واقفة بشموخ أمام اختلافات الطبيعة، شتاءات متوالية، وصوائف مرت، وريح الشمال، مردفه ريح الجنوب، لكنهن صامدات، كحبيبة تنتظر، حبيبها يدق ع ......
#نافذة
#صغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748052
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل عدت بأدراجي إلى مدينة، هجرتها منذ زمن بعيد، فاستوقفتني رياح الجنوب المتنسمة من أطراف نجد البعيدة، والموغلة في القدم، فاعتليت بناء حديثاً مُوشّى بألوان البنفسج الهادئ، وعلى لحظة شرود في غياهب عقلي، الذي اختزن طويلا شموس بلادي، نظرت من نافذة صغيرة نظيفة، قد لُوِّنت بألوان الشتاء المضمحل من غيمة داكنة، محنية، لتنثر قطرات مائها على المكان الخرب، ما رجعت بعقلي البعيد إلى زمن العصور الجاهلية، واقفا على أطلال بُويتات، هجرتها نفس البشر الغافية في مدقّات المجهول، والذكريات، والأثافي الثلاث متقابلة، كحمام نُزَّع في ساحاتها، تُحدِّث الرياح بكلمات حب صامت ندي. أرمق تلك البيوت الأربع، بنظراتي المتفحّصة كلّ يوم، تاركا وراءها، استفسارات عديدة، حول هجرانها، وخلو المكان بها، وحركة عواصف الدهر، التي أفرغتها من الحبّ، والكلام، والهجس، والهوى الروحي، المستمر المتلازم السرمدي، الطويل اللامتناهي، والسحيق بين شطآن أسوارها المتآكلة، فلا شكّ أن هناك أكفّاًّ حنونة ناعمة، قد خطّطت لبنائها، وزيّنتها بغراس شجر كثير، حيث أن رسمها لم يعفُ ، فرياح الشمال تطمسها، لتأتي رياح الجنوب فتكشفها، منثورة في ساحاتها قطع بالية، والتصقت البيوت الأربع ببعضها، غارقة في صمت رهيب كئيب رافضة موت السنين، ورافضة اندثارها وراء أزمنة الحداثة في المدينة الكبيرة الجميلة، فلعلّ من هجروها كانت لهم غايات، وقصص طويلة، وليالي سمر عاشوها بين أزقتها، وغرفها المظلمة الداكنة الساكنة الصامتة.يتراءى لي من خلف نافذتي في إحدى البيوت أثر نفس امرأة عجوز، قد هَرِمت، وهي تراعي، وتتعهد شجرة سرو صغيرة، تعهدتها رعاية وسقاية وحبًّا، حتى كَبُرت ونمت، وربما فارقتها عجوزها، فبقيت الشجرة وارفة الظلال، تحكي بصمتها قصص الديار، فأصبحت ملاذا لعصافير شقية، بنت أعشاشها الصغيرة حول وريقاتها، فكانت السكان لهذي الديار، تملؤها بهجة وفرحا صباحا، لتعود في العشي نائمة بين وريقاتها الشريدة، وعلى تموجات شقشقاتها، يطوف وجداني بمقطع حزين، غارقاً في تفسيرات عقلي البعيد.لقد هجر البيوت سكانها، على وقع قرع سيوف الهجرة، وعلى طبول حرب، تشابكت فيها أنامل الحاجة، والفاقة، والتغيرات، فمضى المتحاربون، يحيكون مستقبلهم بوشي فكر عديدة، وبألوان عدة، ما حدى بالديار أن تفرغ، وأهلها اعتلوا سطح مهب الريح، فلفظتهم بقايا أرواح ساكنة في بعيد البحار، وفي أرض المجهول، ولعل في آذان البعض منهم غرّد صائح الدهر الصدوح، فغُيِّبوا عن هذه الدار، فأُوصدت المصاريع حزنى، يلفها طول الانتظار، ووجع الغياب الطويل، فأّسرت بهذا الحب الرهيب، تقبع على نفسها حالمة ببعض حنان يد البشر، الذين بالأمس كانوا هنا، واليوم قد رحلوالكنني وإن أرى فيها الهجران، والخراب، والغياب، أرى الأيدي المتجعدة، التي شغلت نفسها في بنائها، وترتيب ساحاتها، فهناك قطع لآلات قديمة، قد أهلكها الصدأ، وهناك بعض من أشجار قديمة، قد غالبت الحنان، والجفاف، والرماد، وغالبت حر السنين، بينما بعض منها، قد مرت عليه بعض إنسانية البشر، فنثرت فيها بعض الحشائش، التي تقتات منها، إذ لم يزل الغازون، ومختلفو الرأي، وسياسات العالم المتحضر، ذي النظرة التكنولوجية والرأسمالية مختلفين، فلم يتركوا لأهلها ما يسد من جوعهم، إثر هذا البلاء الاقتصادي المتواتر عليهم.هذه البيوت متجاورات بصمت، وسكون، وهدوء، قد ألفتْ بعضها، وأحبت بعضها، وتقاسمت هموم بعضها، فلعلها قد شكّلت مجتمعا كاملا فاضلا، واقفة بشموخ أمام اختلافات الطبيعة، شتاءات متوالية، وصوائف مرت، وريح الشمال، مردفه ريح الجنوب، لكنهن صامدات، كحبيبة تنتظر، حبيبها يدق ع ......
#نافذة
#صغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748052
الحوار المتمدن
عبد الله رحيل - من خلف نافذة صغيرة
عبد الله رحيل : الدر البديع في لغة ورد الربيع
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل الطّبيعة أمٌّ رَؤوم للمخلوقات كافة، والإنسان يُغرم بها، ويعشق مظاهرها، وإن قست عليه أحياناً فهي قسوة الوالدة المشفقة، في قسوتها الرّحمة، وفيها الخِصبُ والعطاء والحبّ، وفيها وسائله وطُرقه في الوصول إلى غايات، ومواطن نفسه التوَّاقة إلى التواصل، والاندماج في مظاهرها، ففيها ما يُثير نفسه نحو مفاهيم إيجابية في التعامل مع الإنسان الخلاّق المَشبوب بالعاطفة.ولقد هام الإنسان بجمالها، وبصفاء سمائها، وأعجب بأشجارها، وبأنهارها، وترنّم على نُوح وُرْقِها، وتغريد أطيارها، وتلاطم أمواج بحارها، وخرير مياه أنهارها الجارية، وأزهارها وورودها الملوّنة، والعَطِرة، وزهو ألوانها، وأشكالها، فجادت قريحته بالخالد من القول، والرّائع من الفنّ في مجالي الطّبيعة، الطّبيعة الصّائتة، والطّبيعة الصّامتة، فمن هذا التّمازج الجماليّ كلّه، والتعدّد الكثيف للصور في مرأى عين الفرد العاشق للجمال، والمستوطنة فيه لغة الوصف والوجد، وفي انعكاساتها لما يهوى، ويحبّ، فقد انعكست نفسه الجليلة، على من يترافق معه ويحيا، بتصرفات ملموسة مادية، وبمعانٍ يرسمها بحروف جمال الطبيعة، يُسمِعها للنّاس وللأحبّة، تراتيلَ عشقٍ وغرام، وقصائد مُزجت بألوان نفسه، وبتناقضاتها المختلفة، كتناقض أحوال الطبيعة، فهما، الطبيعة، والإنسان، ضاحكان طروبان في المسرّات والحبور، وهما الباكيان والحزنى في الألم والشدّة، وهذا يتناثر هنا وهناك خلف أشعار حِيكت، قلَّ نظيرها في إبداع الطبيعة الفريد .فتخدمنا الّلغة كثيرا، وتتفاضل بين أعيننا الكلمات، وتثور في أحاسيسنا التراكيب، حانية قلبها لنا، في اختيارات معبرة ملائمة صامتة، والأحداث والحكايا من حولنا مكتظة بأزمات اختياراتنا المتعدّدة، فتحوم حولنا أفكارنا العتيدة الّلطيفة، وأحيانا أفكار أعيننا الجميلة، لنقطف جملا تحاكي لمسات قلوبنا الحانية الودودة، فنعتصر الفكر بقالب قلوبنا، وأقلامنا السّاحرة المنمّقة، فتثور فينا الذّكريات العميقة السّحيقة الغابرة، نحذف بعضها، ونلمُّ شُعْثَ بعضها، فنوردها حبّاً قد رَوِيْنَ بكلمات فيها الأسى حينا، وفي بعضها كِسَرُ الاعتذار حينا آخر، لتُلاطف قلوباً، سَئِمت نفاق الورى، وتملّق الآسِنين. من هذا كلِّه يتبدّى الرّبيع من فوّهة ثورة الطّبيعة الخلاّقة، فيخلق فينا عناصر الودّ والحبّ، والشّعور النّبيل، فتسمو نفوسنا من عبق الورود والأزاهير، الّتي اعتنت بألوانها، وبمختلف عطورها، لعلّها تجد فينا نسيان الماضي الأليم، وتدفعنا إلى تغيير سلوكنا، كتغيير الطبيعة سلوكها وعادتها، وكتموج الوديان في الانقلاب الربيعي، الذي أسْبته برد الشّتاء، ولعلّنا ننزع من متون صدورنا غلّ ريح صراع الطّبيعة حين تثور شتاءاتنا القارسة. هي الحياة المتغيّرة، بطبيعتها تُغيّر الكون في آذار، وتثمر حبّا وتواصلا، واتفاقا في نيسان، حتّى نجود بمزج قلوبنا واجترار لما حلّ وتراكم في عقولنا، لنكرم من حولنا بعطور أزهار الربيع، وورود لحن الحياة، لأصحاب قد هجروا ونُسوا، لأولاد مغادرين الدّنيا منذ حين، لأمهات ولدْنَ الحياة فينا، قد هُجرت منذ سنين، لإخوة وأخوات قد شُغلنا عنهم بعربات قطار السّعيّ وراء الحياة.فالحياة لكم تقول: احملوا الورود في سَيركم، وفي حلّكم وفي ترحالكم، لعلّكم تُصادفون مَنْ يستحقها، ويحيا قلبه بعطرها، ويتلمّس في آذار إنسانيتكم، ولتورد حياته من جديد، فمن جمال الخلق، ومن سحر الطّبيعة المنمّق، تعدّدت الورود والأزاهير، فكأنّها تعدّدت بألوان نفوس البشر، فمنه البرتقالي، والأصفر، والأحمر، والبنفسجي، والأسود، والأبيض، هذه هي ألوان نفوس البشر فمنها الغيورة، والمحبّة، والعاشقة، والمتذ ......
#الدر
#البديع
#الربيع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751421
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل الطّبيعة أمٌّ رَؤوم للمخلوقات كافة، والإنسان يُغرم بها، ويعشق مظاهرها، وإن قست عليه أحياناً فهي قسوة الوالدة المشفقة، في قسوتها الرّحمة، وفيها الخِصبُ والعطاء والحبّ، وفيها وسائله وطُرقه في الوصول إلى غايات، ومواطن نفسه التوَّاقة إلى التواصل، والاندماج في مظاهرها، ففيها ما يُثير نفسه نحو مفاهيم إيجابية في التعامل مع الإنسان الخلاّق المَشبوب بالعاطفة.ولقد هام الإنسان بجمالها، وبصفاء سمائها، وأعجب بأشجارها، وبأنهارها، وترنّم على نُوح وُرْقِها، وتغريد أطيارها، وتلاطم أمواج بحارها، وخرير مياه أنهارها الجارية، وأزهارها وورودها الملوّنة، والعَطِرة، وزهو ألوانها، وأشكالها، فجادت قريحته بالخالد من القول، والرّائع من الفنّ في مجالي الطّبيعة، الطّبيعة الصّائتة، والطّبيعة الصّامتة، فمن هذا التّمازج الجماليّ كلّه، والتعدّد الكثيف للصور في مرأى عين الفرد العاشق للجمال، والمستوطنة فيه لغة الوصف والوجد، وفي انعكاساتها لما يهوى، ويحبّ، فقد انعكست نفسه الجليلة، على من يترافق معه ويحيا، بتصرفات ملموسة مادية، وبمعانٍ يرسمها بحروف جمال الطبيعة، يُسمِعها للنّاس وللأحبّة، تراتيلَ عشقٍ وغرام، وقصائد مُزجت بألوان نفسه، وبتناقضاتها المختلفة، كتناقض أحوال الطبيعة، فهما، الطبيعة، والإنسان، ضاحكان طروبان في المسرّات والحبور، وهما الباكيان والحزنى في الألم والشدّة، وهذا يتناثر هنا وهناك خلف أشعار حِيكت، قلَّ نظيرها في إبداع الطبيعة الفريد .فتخدمنا الّلغة كثيرا، وتتفاضل بين أعيننا الكلمات، وتثور في أحاسيسنا التراكيب، حانية قلبها لنا، في اختيارات معبرة ملائمة صامتة، والأحداث والحكايا من حولنا مكتظة بأزمات اختياراتنا المتعدّدة، فتحوم حولنا أفكارنا العتيدة الّلطيفة، وأحيانا أفكار أعيننا الجميلة، لنقطف جملا تحاكي لمسات قلوبنا الحانية الودودة، فنعتصر الفكر بقالب قلوبنا، وأقلامنا السّاحرة المنمّقة، فتثور فينا الذّكريات العميقة السّحيقة الغابرة، نحذف بعضها، ونلمُّ شُعْثَ بعضها، فنوردها حبّاً قد رَوِيْنَ بكلمات فيها الأسى حينا، وفي بعضها كِسَرُ الاعتذار حينا آخر، لتُلاطف قلوباً، سَئِمت نفاق الورى، وتملّق الآسِنين. من هذا كلِّه يتبدّى الرّبيع من فوّهة ثورة الطّبيعة الخلاّقة، فيخلق فينا عناصر الودّ والحبّ، والشّعور النّبيل، فتسمو نفوسنا من عبق الورود والأزاهير، الّتي اعتنت بألوانها، وبمختلف عطورها، لعلّها تجد فينا نسيان الماضي الأليم، وتدفعنا إلى تغيير سلوكنا، كتغيير الطبيعة سلوكها وعادتها، وكتموج الوديان في الانقلاب الربيعي، الذي أسْبته برد الشّتاء، ولعلّنا ننزع من متون صدورنا غلّ ريح صراع الطّبيعة حين تثور شتاءاتنا القارسة. هي الحياة المتغيّرة، بطبيعتها تُغيّر الكون في آذار، وتثمر حبّا وتواصلا، واتفاقا في نيسان، حتّى نجود بمزج قلوبنا واجترار لما حلّ وتراكم في عقولنا، لنكرم من حولنا بعطور أزهار الربيع، وورود لحن الحياة، لأصحاب قد هجروا ونُسوا، لأولاد مغادرين الدّنيا منذ حين، لأمهات ولدْنَ الحياة فينا، قد هُجرت منذ سنين، لإخوة وأخوات قد شُغلنا عنهم بعربات قطار السّعيّ وراء الحياة.فالحياة لكم تقول: احملوا الورود في سَيركم، وفي حلّكم وفي ترحالكم، لعلّكم تُصادفون مَنْ يستحقها، ويحيا قلبه بعطرها، ويتلمّس في آذار إنسانيتكم، ولتورد حياته من جديد، فمن جمال الخلق، ومن سحر الطّبيعة المنمّق، تعدّدت الورود والأزاهير، فكأنّها تعدّدت بألوان نفوس البشر، فمنه البرتقالي، والأصفر، والأحمر، والبنفسجي، والأسود، والأبيض، هذه هي ألوان نفوس البشر فمنها الغيورة، والمحبّة، والعاشقة، والمتذ ......
#الدر
#البديع
#الربيع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751421
الحوار المتمدن
عبد الله رحيل - الدر البديع في لغة ورد الربيع
عبد الله رحيل : سنابل الحصاد
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل حلّ الشتاء، والبرد القارس ملأ أرجاء المدينة، ليرتدي الصمت والهدوء فضاء النوافذ، والأبواب الخاوية، إلا من عبق يد أغلقتها منذ زمن بعيد، فهدأت الأصوات الرخيمة، في الغرف المجاورة المعتمة، وخمدت الحكايات، بعد أن لوّنت أّسِرّة أطفال بانتظار مبسم جديد لحياة ملؤها التفاؤل والأمل، خارت عيونهم رويدا رويدا، ويد الأم الحانية تلملم حنوّها في جباههم البريئة الناعمة.تجمعُ غيومٌ داكنة مطرها من كثافة الضباب؛ لتؤلّف ظلاما حالكا، يتناثر طلّه بأرض المدينة الملأى يبابا، وحاجة لتدفئة القلوب والأجساد، فبدا نور خافت بعيد من خلال أشرعة نافذة مكسرة صدئة، أنارت أفق المكان الصامت البائس، فطلت لها عين باكية، يلفّها برد الشتاء، بعباءة الرجفة المدوية في جسد فتاة تنتظر الصباح القادم الدّفِئ، وصوت طائر غريب حطّ في المكان، يبحث عن ألفة، وعن صاحب ليل طويل، فخفت تغريده بعد أن أطبق الليل ردهة المدينة الكبيرة الساكنة في شوارع الأيام المتوالية العديدة، تراقبه عينا فتاة الليل، خلف نافذتها الصغيرة، ففتحت نحوه جفون عينيها، تحاوره في صمت وفي دعة ولين، لعله يروّي عينيها بنسمة دافئة، تجلو بؤس المكان، وكان يرمقها بعينيه السوداوين الخائرتين خلف منقاره الصغير، فطرب المكان به، وراح يخطو نحو نافتها رويدا، فسكنت أطرافه المرتجفة، وظلاّ صامتين غريبين في تلك الليلة المعتمة، يتحدثان بلغة تزيل بؤس المكان.تسامى مكان باهت فارغ من الأنفس ومن غير العقلاء، مكان لا روح فيه ولا أمل، غير طفلٍ حافٍ رثِ الملابس، منهك الخُطا، شعث الرأس، ملتوي اليدين في الممر، وسط ركام من نفايات الأنس، ويداه الهزيلتان تحملان قطعا من مخلفات الركام، وعيناه ترمقان الأرض بكل تجسّس عن شيء مُلقى، مفيد لحياته المتواترة في أحزانها، وقد مرغ أنفه بمخلفات روائح المدينة المختلفة، وقد تكورت الابتسامة في شفتيه البائستين، راح في ردهة الوقت، والسماء الغافية في أحضانه، ترتب ليلة حالكة الآفاق، لتستقر في عقله، وفي كينونته قلاع البؤس الحصينة، وسور عال من الآلام، كان له أن يمحّص التحليل في مسألة كتاب، أو في يراع جميل، يخط كلماته من عذب الكلام، ينشد في صمت المكان نشيدا عبوسا في غياهب الساحات، وعلى متن كتفيه، قلاعه البائسة، والشقية، تلم فيها، قصص البحث عن سعادة، تطوي فيها وقع نظراته المتفحصة الدقيقة لآلام السنين، وتسرد بمربط فيها، مآسي الظلام، وجور الطبيعة، فانبرى له غراب من بين العتمة، غرداً بنعيق خافتٍ نَعِسٍ، لكن شفتيّ الطفل الحافي، أبتا إلا أن تبتسما لفجر جديد، في رسم تفاصيل أغنية الصباح بلحن، قد يُلوى في حنجرةٍ طَرِبةٍ.وأجيل طرفي في مساكن المدينة الخربة، فتلقى عيناي امرأةً، تمشي بين الخرائب، وبين الأكوام، في ليل بات يهدد المكان بظلامه، ليصبح كانونا ثقيلا على سيرها، وقد أثقل الإملاق كاحلها، في أثواب رثة ممزقة، لم يعرف الماء لها وسيلة، وأرجلها الحافية الملونة بألوان تراب الطرقات، والمدقات، ويداها السمراوان قد تشققتا في البحث، والتفتيش بأسمال الورى، بأثار أبناء جنسها، علّها تجد ما يستر حياءها، وما يحيل لون عينيها العكرتين، تقضي الليل موصولا بالنهار في المكان الخرب، تبحث عن ابتسامة حرقى، وسط زحام النفايات، تجلس متوسّدة آلامها المجموعة، في قلوع يلم مسيرة حياتها الشقية الطويلة، وعلى وسادتها المتكئة عليها، تقص أحاديث المدينة، وتسارع الناس إلى منازلهم المضاءة، وقد حفلت عيناها صورا للخرائب كلها، تحدث بيوتاً، والأسى يلف قلبها البريء، تناغي أشياءها البائسة المتناثرة بين راحتي يديها الخشنتين، وقد ثار في دمها، وقلبها حنان الأمومة، متخيلة طفلها بين ......
#سنابل
#الحصاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753089
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل حلّ الشتاء، والبرد القارس ملأ أرجاء المدينة، ليرتدي الصمت والهدوء فضاء النوافذ، والأبواب الخاوية، إلا من عبق يد أغلقتها منذ زمن بعيد، فهدأت الأصوات الرخيمة، في الغرف المجاورة المعتمة، وخمدت الحكايات، بعد أن لوّنت أّسِرّة أطفال بانتظار مبسم جديد لحياة ملؤها التفاؤل والأمل، خارت عيونهم رويدا رويدا، ويد الأم الحانية تلملم حنوّها في جباههم البريئة الناعمة.تجمعُ غيومٌ داكنة مطرها من كثافة الضباب؛ لتؤلّف ظلاما حالكا، يتناثر طلّه بأرض المدينة الملأى يبابا، وحاجة لتدفئة القلوب والأجساد، فبدا نور خافت بعيد من خلال أشرعة نافذة مكسرة صدئة، أنارت أفق المكان الصامت البائس، فطلت لها عين باكية، يلفّها برد الشتاء، بعباءة الرجفة المدوية في جسد فتاة تنتظر الصباح القادم الدّفِئ، وصوت طائر غريب حطّ في المكان، يبحث عن ألفة، وعن صاحب ليل طويل، فخفت تغريده بعد أن أطبق الليل ردهة المدينة الكبيرة الساكنة في شوارع الأيام المتوالية العديدة، تراقبه عينا فتاة الليل، خلف نافذتها الصغيرة، ففتحت نحوه جفون عينيها، تحاوره في صمت وفي دعة ولين، لعله يروّي عينيها بنسمة دافئة، تجلو بؤس المكان، وكان يرمقها بعينيه السوداوين الخائرتين خلف منقاره الصغير، فطرب المكان به، وراح يخطو نحو نافتها رويدا، فسكنت أطرافه المرتجفة، وظلاّ صامتين غريبين في تلك الليلة المعتمة، يتحدثان بلغة تزيل بؤس المكان.تسامى مكان باهت فارغ من الأنفس ومن غير العقلاء، مكان لا روح فيه ولا أمل، غير طفلٍ حافٍ رثِ الملابس، منهك الخُطا، شعث الرأس، ملتوي اليدين في الممر، وسط ركام من نفايات الأنس، ويداه الهزيلتان تحملان قطعا من مخلفات الركام، وعيناه ترمقان الأرض بكل تجسّس عن شيء مُلقى، مفيد لحياته المتواترة في أحزانها، وقد مرغ أنفه بمخلفات روائح المدينة المختلفة، وقد تكورت الابتسامة في شفتيه البائستين، راح في ردهة الوقت، والسماء الغافية في أحضانه، ترتب ليلة حالكة الآفاق، لتستقر في عقله، وفي كينونته قلاع البؤس الحصينة، وسور عال من الآلام، كان له أن يمحّص التحليل في مسألة كتاب، أو في يراع جميل، يخط كلماته من عذب الكلام، ينشد في صمت المكان نشيدا عبوسا في غياهب الساحات، وعلى متن كتفيه، قلاعه البائسة، والشقية، تلم فيها، قصص البحث عن سعادة، تطوي فيها وقع نظراته المتفحصة الدقيقة لآلام السنين، وتسرد بمربط فيها، مآسي الظلام، وجور الطبيعة، فانبرى له غراب من بين العتمة، غرداً بنعيق خافتٍ نَعِسٍ، لكن شفتيّ الطفل الحافي، أبتا إلا أن تبتسما لفجر جديد، في رسم تفاصيل أغنية الصباح بلحن، قد يُلوى في حنجرةٍ طَرِبةٍ.وأجيل طرفي في مساكن المدينة الخربة، فتلقى عيناي امرأةً، تمشي بين الخرائب، وبين الأكوام، في ليل بات يهدد المكان بظلامه، ليصبح كانونا ثقيلا على سيرها، وقد أثقل الإملاق كاحلها، في أثواب رثة ممزقة، لم يعرف الماء لها وسيلة، وأرجلها الحافية الملونة بألوان تراب الطرقات، والمدقات، ويداها السمراوان قد تشققتا في البحث، والتفتيش بأسمال الورى، بأثار أبناء جنسها، علّها تجد ما يستر حياءها، وما يحيل لون عينيها العكرتين، تقضي الليل موصولا بالنهار في المكان الخرب، تبحث عن ابتسامة حرقى، وسط زحام النفايات، تجلس متوسّدة آلامها المجموعة، في قلوع يلم مسيرة حياتها الشقية الطويلة، وعلى وسادتها المتكئة عليها، تقص أحاديث المدينة، وتسارع الناس إلى منازلهم المضاءة، وقد حفلت عيناها صورا للخرائب كلها، تحدث بيوتاً، والأسى يلف قلبها البريء، تناغي أشياءها البائسة المتناثرة بين راحتي يديها الخشنتين، وقد ثار في دمها، وقلبها حنان الأمومة، متخيلة طفلها بين ......
#سنابل
#الحصاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753089
الحوار المتمدن
عبد الله رحيل - سنابل الحصاد
عبد الله رحيل : الجمال سيد الرؤية وسير العقول
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل تروي لنا الحياة قصصا معبرة عن ماهية النفس، والكون، وتجول عيوننا بين المرئيات والصور المختلفة، وتنشغل عقولنا؛ لتكون ثقافة لدافع استيقظ للتو، حين رؤية وقراءة بيانات من صور مختلفة، تمر بين ناظرينا، في تكوين رؤية مقبولة للنفس الداخلية، فتقبل العين والنفس صورة من تلك الصور، لتجعلها عنصراً لجمال مادة تهيم فيه، وتحلو في مداخل فكرها الجمالي، وكثير ما تنفر النفوس والعيون من شخوص، عدّها الرائي لها، خلافاً لحقيقة الجمال، لكنها تبقى جميلة للعيان عند آخرين، وعلى النقيض من هذا كله نرى القبح في حالات تلون الطبيعة من حولنا، فلا نلتفت إلى صورة ما، أو طبيعة بشر معينة، أو اعتقاد أو نظرية معاملة بين البشر؛ لأن ذلك كله، حسب فلسفة عقلنا، وعيوننا، هو ضرب من القبح، الذي نحاول النفور منه، فيظهر لنا ميزان عادل دون تدخل لأحد فيه داخل المحكمة الداخلية للنفس البشرية، هو ميزان قيمة الجمال، التي تعد قيمة من أرفع الرتب والمقامات، وهي مطلب تطلبه النفس الإنسانية، وتتطلع إليه وتصبو، وتلتمسه في ظواهر الكون، والوجوه في الوجود وفي آيات الفنون، تلك هي قيمة الجمال. وإن المُطَّلـِـع علــى تاريــخ الفكــر الإنســاني، منــذ العصـور القديمــة، يتضــح لــه، أن الإنســان كان دائمــا، يعطــي مفهــوم الجمــال، والشيء الجميــل العديــد مــن التفســيرات؛ غير أنه منــذ أن بــدأ يعــي نفســه ومحيطــه، حــاول أن يعطــي الأشــياء، التــي مــن حولـه تفسـيرات، لذلـك فـي الحضـارات الشـرقية القديمـة، نجـد أسـاطير تحكـي عـن صـراع بيـن الآلهـة، إلـه الخيـر، والشـر أي بين القبح، وبين الجمال.فتكثر بين أبصارنا ومداركنا كنايات، وميزات لشخوص متعددة بألوان مختلفة، فنختار منها ما يوافق ميزاننا الداخلي في نظرية تكوين لعناصر الجمال، فيكون بذلك المحتوى الاختياري، معنى الجمال الكامن في الحرية، إذا الجمال هو الحرية، حينما نكون أحرارا في اختياراتنا، دون تدخل لدوافع تحد من تلك الاختيارات، فنكون قد بلغنا الجمال المثالي، الذي تكون كينونته، وماهيته، هي الحرية، إذا الجمال كامن في الحرية، ولكن تلك الحرية يجب ألا تكون قائمة على الفوضى، واللا مبالاة في الاختيارات، فالحرية الجمالية تضحى بهذا المعنى كامنة في تقييدها للقبول، والمثالية، التي تصنع الجمال في العقول، وفي العيون، وعلى ذلك تكون الحرية هي معياراً للجمال، كلما زاد نصيبُ العمل الفني، أو الجسمِ الإنساني من الحرية والانعتاق، زاد نصيبُه من الجمال، فيجب لتلك الحرية، أن تكون ضمن قوالب، وضوابط، تحفظ صورة الشيء الجميل.ومن هنا، وبهذه الحرية لمنطلق الجمال، يبدو الخلق كلّاً متكاملاً، والجمال متناسقاً، فنجده ماثلًا في كل ما حولنا، في زرقة السماء، وهطول نُدف الثلج على الأرض، في ترنيمة موسيقية، أو قطعة أدبية شعرية، في ابتسامة على شفاه طفل سعيد، وليل غجري تَهَدَّلَ من شعر حسناء فاتنة العينين، في مشهد خاطف، ومعلومة غريبة، إنه شعور تنغمس فيه الروح، والوجدان، والعقل، إنه انتظام الأجزاء، وتفاعلها على نحو يجعل الجميل، يبعث على الفرح، وعلى السرور في النفس.ويعد الجمال إرضاء لما تراه العيون، وتحسُّه النفوس في حرّية تامّة، ويولّد شعورا بالفرح والسرور، والدهشة والثقة في إطلاق الأحكام، وبهذا ينقسم الجمال، بمفهومه الحر إلى قسمين، داخلي وخارجي، فالقسم الخارجي، هو مرآة للعين لما تعكسه الأشياء من حولها، فتأخذ ما تلقاه جميلا، وتنفر عما تعدّه قبيحا، ليظهر الميزان الداخلي للجمال، الذي يكمن في ثقة الضمير الحي؛ ليثبت جمال ما رضيت عنه العين، أن يكون جميلا في تلازم حرّ بين القسمين، وبهذا ......
#الجمال
#الرؤية
#وسير
#العقول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757340
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل تروي لنا الحياة قصصا معبرة عن ماهية النفس، والكون، وتجول عيوننا بين المرئيات والصور المختلفة، وتنشغل عقولنا؛ لتكون ثقافة لدافع استيقظ للتو، حين رؤية وقراءة بيانات من صور مختلفة، تمر بين ناظرينا، في تكوين رؤية مقبولة للنفس الداخلية، فتقبل العين والنفس صورة من تلك الصور، لتجعلها عنصراً لجمال مادة تهيم فيه، وتحلو في مداخل فكرها الجمالي، وكثير ما تنفر النفوس والعيون من شخوص، عدّها الرائي لها، خلافاً لحقيقة الجمال، لكنها تبقى جميلة للعيان عند آخرين، وعلى النقيض من هذا كله نرى القبح في حالات تلون الطبيعة من حولنا، فلا نلتفت إلى صورة ما، أو طبيعة بشر معينة، أو اعتقاد أو نظرية معاملة بين البشر؛ لأن ذلك كله، حسب فلسفة عقلنا، وعيوننا، هو ضرب من القبح، الذي نحاول النفور منه، فيظهر لنا ميزان عادل دون تدخل لأحد فيه داخل المحكمة الداخلية للنفس البشرية، هو ميزان قيمة الجمال، التي تعد قيمة من أرفع الرتب والمقامات، وهي مطلب تطلبه النفس الإنسانية، وتتطلع إليه وتصبو، وتلتمسه في ظواهر الكون، والوجوه في الوجود وفي آيات الفنون، تلك هي قيمة الجمال. وإن المُطَّلـِـع علــى تاريــخ الفكــر الإنســاني، منــذ العصـور القديمــة، يتضــح لــه، أن الإنســان كان دائمــا، يعطــي مفهــوم الجمــال، والشيء الجميــل العديــد مــن التفســيرات؛ غير أنه منــذ أن بــدأ يعــي نفســه ومحيطــه، حــاول أن يعطــي الأشــياء، التــي مــن حولـه تفسـيرات، لذلـك فـي الحضـارات الشـرقية القديمـة، نجـد أسـاطير تحكـي عـن صـراع بيـن الآلهـة، إلـه الخيـر، والشـر أي بين القبح، وبين الجمال.فتكثر بين أبصارنا ومداركنا كنايات، وميزات لشخوص متعددة بألوان مختلفة، فنختار منها ما يوافق ميزاننا الداخلي في نظرية تكوين لعناصر الجمال، فيكون بذلك المحتوى الاختياري، معنى الجمال الكامن في الحرية، إذا الجمال هو الحرية، حينما نكون أحرارا في اختياراتنا، دون تدخل لدوافع تحد من تلك الاختيارات، فنكون قد بلغنا الجمال المثالي، الذي تكون كينونته، وماهيته، هي الحرية، إذا الجمال كامن في الحرية، ولكن تلك الحرية يجب ألا تكون قائمة على الفوضى، واللا مبالاة في الاختيارات، فالحرية الجمالية تضحى بهذا المعنى كامنة في تقييدها للقبول، والمثالية، التي تصنع الجمال في العقول، وفي العيون، وعلى ذلك تكون الحرية هي معياراً للجمال، كلما زاد نصيبُ العمل الفني، أو الجسمِ الإنساني من الحرية والانعتاق، زاد نصيبُه من الجمال، فيجب لتلك الحرية، أن تكون ضمن قوالب، وضوابط، تحفظ صورة الشيء الجميل.ومن هنا، وبهذه الحرية لمنطلق الجمال، يبدو الخلق كلّاً متكاملاً، والجمال متناسقاً، فنجده ماثلًا في كل ما حولنا، في زرقة السماء، وهطول نُدف الثلج على الأرض، في ترنيمة موسيقية، أو قطعة أدبية شعرية، في ابتسامة على شفاه طفل سعيد، وليل غجري تَهَدَّلَ من شعر حسناء فاتنة العينين، في مشهد خاطف، ومعلومة غريبة، إنه شعور تنغمس فيه الروح، والوجدان، والعقل، إنه انتظام الأجزاء، وتفاعلها على نحو يجعل الجميل، يبعث على الفرح، وعلى السرور في النفس.ويعد الجمال إرضاء لما تراه العيون، وتحسُّه النفوس في حرّية تامّة، ويولّد شعورا بالفرح والسرور، والدهشة والثقة في إطلاق الأحكام، وبهذا ينقسم الجمال، بمفهومه الحر إلى قسمين، داخلي وخارجي، فالقسم الخارجي، هو مرآة للعين لما تعكسه الأشياء من حولها، فتأخذ ما تلقاه جميلا، وتنفر عما تعدّه قبيحا، ليظهر الميزان الداخلي للجمال، الذي يكمن في ثقة الضمير الحي؛ ليثبت جمال ما رضيت عنه العين، أن يكون جميلا في تلازم حرّ بين القسمين، وبهذا ......
#الجمال
#الرؤية
#وسير
#العقول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757340
الحوار المتمدن
عبد الله رحيل - الجمال سيد الرؤية وسير العقول
عبد الله رحيل : الصعاليك في متون الصحارى
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل تجوب صحراء واسعة، تمتد بك الأنظار في رمالها الذهبية المجهولة، فهي مفازة، إن قطعتها بسلام، وإن علمت مجاهلها، ونواحيها، فهي قاسية صعبة، وعنيفة، فلا عجب، أن تنجب أبناء قساة أشداء، يألفونها، ويَحْيَون فيها، لما تُيسّره لهم من الاختفاء في مجاهلها، وجبالها، ومتاهاتها؛ لذلك نجد أن حياة سكانها تميل إلى الخشونة، والرعونة، وإلى الثورية على كل ما يلاقيهم من قيم اجتماعية، أو واقع مبهم لديهم، غير أنهم لا يشذّون عن قواعد مجتمعهم، البادية في الكرم، وفي الشجاعة والغيرة، ودفاعهم عن العرض، وعن الشرف، واجتماعهم لحل مشكلة، وإن كلفتهم النبذ من القبيلة، أو الموت والضياع، وهذه المبادئ، خلقت لفئة، قد تكون غير معجبة بالواقع المعاش في كنف القبيلة، ظهور واقع الصعاليك على الرغم من نشأتهم في أماكن قريبة من الخصب، إلا أنهم فضلوا أن يكونوا في كنف هذه الطبيعة، صعبة المنال، فنجدهم يألفون الجبال والقفار، والأماكن، التي يخشى غيرهم ارتيادها.تعدّ ظاهرة " التضاد الجغرافي" عاملًا مهمًا في نشوء الصعلكة، فبيئة الصعاليك صحراوية جبلية، فيها أغوار منخفضة شديدة الحرارة، وجبال ذات قمم عالية، فيها مناطق جدب، ومحل تدفع إلى الهجرة، ومناطق خصب تغري بالاستقرار، هذا التضاد الجغرافي خلق لونًا من التضاد النفسي عند البدوي، فهو مبالغ في عداوته، مبالغ في محبته، يغزو، وينهب حتى يكاد يفقد حياته، ثم يوزع غنيمته على سواه، كما أنه يأنف حياة الاستقرار، ويؤمن بأن الرعي، والتجارة، والنهب، والصيد هي الأعمال، التي تليق بالرجال.ولو وقفنا في كنف اللغة، مفسرين معاني الصعلوك، نجد أنها لغة مأخوذة من قولهم: «تصعلكت الإبل» إذا خرجت أوبارها، وانجردت، ومن هذا الأصل اللغوي، أصبح الصعلوك، هو الفقير، الذي تجرّد من المال، وانسلخ من جلده الآدمي، ودخل في جلد الوحوش الضارية. وإذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة، يقع في دائرة الفقر، فإن الصعلكة في الاستعمال الأدبي، لا تعني الضعف بالضرورة، فهناك طائفة من الصعاليك، الذين تمرّدوا على سلطة القبيلة، وثاروا على الظلم، والقمع، والقهر، والاستلاب، الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها؛ ونظرًا لسرعتهم الفائقة في العدو، وشراستهم في الهجوم، والغارة، أُطلق عليهم" ذؤبان العرب" أو الذؤبان"؛ تشبيهًا لهم بالذئاب.فمما لا شك فيه، أن هناك عوامل جغرافية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة في الصحراء العربية، إبَّان العصر الجاهلي، وما تبعه من العصور في العصر الأموي، والعباسي، فيبقى العامل البيئي والعامل الاجتماعي، اللذان أديا بروز هذه الظاهرة، واللذان تمثّلا تتمثل في قسوة الصحراء، وشُحِّها بالغذاء، إلى درجة الجوع، الذي يهدد الإنسان بالموت، وإذا جاع الإنسان إلى هذه الدرجة، فليس من المستغرب أن يتصعلك، ويثور، وربما يقتل. وبهذه القسوة والثورة على الواقع الفقير المعاش في زمن الصعلكة، نشأت لهم أشعار، خُلّدت في تاريخ الأدب العربي، وتناقلها الرواة، حيث كانت جزلة قوية، أثارت نهم الدارسين لها، فهي خلقٌ لغويٌّ قويٌّ جميلٌ، كواقعهم القاسي في متون الصحراء، وحين ننظر إلى شعرهم، نجده حافلا بذكر الأماكن الوحشية، الموغلة في الوحشة، والامتناع، فالصعلوك الشاعر تأبّط شرًا يتحدّث عن موضع كان يخافه العرب، لاعتقادهم أنه لا يخلو من الغول، والأفاعي، هذا المكان يسمى "رحى بطان"، ولكن الشاعر تأبّط يألف هذا المكان، ولا يخاف غيلانه، وسعاليه، بل يتحدث بفخر في شعر عن قتله إحداها قائلاً:"ألا من مُبلّغ فتيان فَهْم بما لاقيتُ عند رحى بَطانبأني قد لقيتُ الغول تهوي بسهبٍ كالصحي ......
#الصعاليك
#متون
#الصحارى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762048
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_رحيل تجوب صحراء واسعة، تمتد بك الأنظار في رمالها الذهبية المجهولة، فهي مفازة، إن قطعتها بسلام، وإن علمت مجاهلها، ونواحيها، فهي قاسية صعبة، وعنيفة، فلا عجب، أن تنجب أبناء قساة أشداء، يألفونها، ويَحْيَون فيها، لما تُيسّره لهم من الاختفاء في مجاهلها، وجبالها، ومتاهاتها؛ لذلك نجد أن حياة سكانها تميل إلى الخشونة، والرعونة، وإلى الثورية على كل ما يلاقيهم من قيم اجتماعية، أو واقع مبهم لديهم، غير أنهم لا يشذّون عن قواعد مجتمعهم، البادية في الكرم، وفي الشجاعة والغيرة، ودفاعهم عن العرض، وعن الشرف، واجتماعهم لحل مشكلة، وإن كلفتهم النبذ من القبيلة، أو الموت والضياع، وهذه المبادئ، خلقت لفئة، قد تكون غير معجبة بالواقع المعاش في كنف القبيلة، ظهور واقع الصعاليك على الرغم من نشأتهم في أماكن قريبة من الخصب، إلا أنهم فضلوا أن يكونوا في كنف هذه الطبيعة، صعبة المنال، فنجدهم يألفون الجبال والقفار، والأماكن، التي يخشى غيرهم ارتيادها.تعدّ ظاهرة " التضاد الجغرافي" عاملًا مهمًا في نشوء الصعلكة، فبيئة الصعاليك صحراوية جبلية، فيها أغوار منخفضة شديدة الحرارة، وجبال ذات قمم عالية، فيها مناطق جدب، ومحل تدفع إلى الهجرة، ومناطق خصب تغري بالاستقرار، هذا التضاد الجغرافي خلق لونًا من التضاد النفسي عند البدوي، فهو مبالغ في عداوته، مبالغ في محبته، يغزو، وينهب حتى يكاد يفقد حياته، ثم يوزع غنيمته على سواه، كما أنه يأنف حياة الاستقرار، ويؤمن بأن الرعي، والتجارة، والنهب، والصيد هي الأعمال، التي تليق بالرجال.ولو وقفنا في كنف اللغة، مفسرين معاني الصعلوك، نجد أنها لغة مأخوذة من قولهم: «تصعلكت الإبل» إذا خرجت أوبارها، وانجردت، ومن هذا الأصل اللغوي، أصبح الصعلوك، هو الفقير، الذي تجرّد من المال، وانسلخ من جلده الآدمي، ودخل في جلد الوحوش الضارية. وإذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة، يقع في دائرة الفقر، فإن الصعلكة في الاستعمال الأدبي، لا تعني الضعف بالضرورة، فهناك طائفة من الصعاليك، الذين تمرّدوا على سلطة القبيلة، وثاروا على الظلم، والقمع، والقهر، والاستلاب، الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها؛ ونظرًا لسرعتهم الفائقة في العدو، وشراستهم في الهجوم، والغارة، أُطلق عليهم" ذؤبان العرب" أو الذؤبان"؛ تشبيهًا لهم بالذئاب.فمما لا شك فيه، أن هناك عوامل جغرافية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة في الصحراء العربية، إبَّان العصر الجاهلي، وما تبعه من العصور في العصر الأموي، والعباسي، فيبقى العامل البيئي والعامل الاجتماعي، اللذان أديا بروز هذه الظاهرة، واللذان تمثّلا تتمثل في قسوة الصحراء، وشُحِّها بالغذاء، إلى درجة الجوع، الذي يهدد الإنسان بالموت، وإذا جاع الإنسان إلى هذه الدرجة، فليس من المستغرب أن يتصعلك، ويثور، وربما يقتل. وبهذه القسوة والثورة على الواقع الفقير المعاش في زمن الصعلكة، نشأت لهم أشعار، خُلّدت في تاريخ الأدب العربي، وتناقلها الرواة، حيث كانت جزلة قوية، أثارت نهم الدارسين لها، فهي خلقٌ لغويٌّ قويٌّ جميلٌ، كواقعهم القاسي في متون الصحراء، وحين ننظر إلى شعرهم، نجده حافلا بذكر الأماكن الوحشية، الموغلة في الوحشة، والامتناع، فالصعلوك الشاعر تأبّط شرًا يتحدّث عن موضع كان يخافه العرب، لاعتقادهم أنه لا يخلو من الغول، والأفاعي، هذا المكان يسمى "رحى بطان"، ولكن الشاعر تأبّط يألف هذا المكان، ولا يخاف غيلانه، وسعاليه، بل يتحدث بفخر في شعر عن قتله إحداها قائلاً:"ألا من مُبلّغ فتيان فَهْم بما لاقيتُ عند رحى بَطانبأني قد لقيتُ الغول تهوي بسهبٍ كالصحي ......
#الصعاليك
#متون
#الصحارى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762048
الحوار المتمدن
عبد الله رحيل - الصعاليك في متون الصحارى