المثنى الشيخ عطية : في رواية أحمد طيباوي -اختفاء السيد لا أحد-: داخل كل أحدٍ في طاحون المسخ
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية كثيراً ما يستعيد القارئ، وبما لا يعني التماثل والاقتداء، رواياتٍ عظيمةً تركت أثرها في تاريخ الأدب، من خلال قراءته رواياتٍ كتبها محترفون يعرفون أن أعمالهم لا تقع في التقليد، بقدر ما تكون تذكيراً وتحية لتلك الروايات العظيمة التي يتقاربون مع موضوعاتها وأساليبها. وقد تُدرِك لجان الجوائز التي تضم نقاداً مرهفين باكتشاف تداخل الأساليب ذلك، فلا تَعْتَبِرُ مقاربة الروائيّ الجريئة الخطرة عائقاً، بل محفزاً أكثر، لمنح هذه الروايات الجائزة التي أوكلوا بتقدير استحقاق منحها، على ما تتميز به من عناصر فنية ومعانٍ أهّلتها لذلك؛ مثلما حدث على الأغلب، بمنح جائزة نجيب محفوظ للأدب عن العام 2020، للروائي الجزائري أحمد طيباوي على روايته "اختفاء السيّد لا أحد"، التي يستحضر القارئ ربّما من خلالها رواية وليم فوكنر الحائزة على جائزة نوبل: "الصخب والعنف"، بسبب التدفّق المتراكب السلس، وتداخل حديث الشخصيات الذي يوحي لأول وهلة بوجود خطأ قبل إدراك قصدية الروائي في ذلك، ربّما لإدارة رأس القارئ إلى لعبته في تبادل الأقنعة وتداخل الأدوار. في "اختفاء السيّد لا أحد"، يُراكبُ أحمد طيباوي اختفاءين رئيسيين لشخصيتين، تزوّدان روايته بإثارة التساؤلات، هما: شخصية المختفي المهمّش الذي لا يُعرَف اسمه، ويعيش داخل الرواية باسم "السيد لا أحد"، وشخصية ضابط الشرطة النظيف رفيق ناصري الذي يحقّق في اختفائه، ويعيش مثله، قصّة تهميش قسريّ لمحاربته الفساد، ويختفي تماهياً بالمهمَّش الذي يبحث عنه، بعد خيبات كفاحه ضد الفساد، وخيبات حبّه، وأبوّته المعطّلة، وتوْصِله إلى استحالة وعدم جدوى إيجاد حلّ على صعيد جميع المستعصِيات. وفي هذا التراكب الذي يفصح عن غموضٍ يدفع لتساؤلٍ أكبر فيما إذا كان المختفيان هما مختفٍ واحد، يدفع طيباوي روايته في التشويق الذي يبدو بوليسياً، لكنه أعمق من ذلك، ويدفع قارئه في ختام الرواية التي تصل بعد تدفق لاهث إلى جُرفٍ يوقفه، للتفكّر بجميع مفاصل الرواية، ومحاولة إعادة تركيبها، للحصول على أجوبةٍ لن تشفي غليله أيضاً، فتدفعه لخلق أجوبته، كما لو كان هو كاتب الرواية.ويساهم في محاولة إعادة التركيب هذه من القارئ، اكتشافُه أنّ المختفي "لا أحد"، وبأسلوب طيباوي الفنّي الذي يتضمّن منظومة السرد واللغة والجرأة على التعرية، في إقامة مرايا الذات، أن اللا أحد هو الموزَّع داخل الجميع، وأنه المختفي فيهم، ومَن لا يجرؤون الإفصاحَ عنه، في ظلّ واقعٍ مريعٍ يعرف بشر دول الاستبداد بخاصة، في جميع بلدان العالم العربي، أنهم المهمّشون المقهورون المطحونون بخلّاطات الاستبداد، والنّاهشون بَعضهم تحت غائلة الخوف والقهر والتجويع: "طلب الإذن بالانصراف وخرج بعد أن ألقى التحية، وطلب قبل ذلك إعفاءه من مهمة التحرّي عن هذا الرجل بالذات. يكره المحقّقون الوصول إلى الطرق المسدودة، وظيفته أن يحلّ الألغاز، لكنه فشل. أصرّ على طلبه حتى بعد أن حذّره المحافظ من إحراق مسيرته الذهبية في استعلامات الشرطة. نزل الدرج، وعند الباب وقف ينظر إلى كل من يمرّ أمامه، ويمعن فيه، كان يجد في كل إنسان يراه شيئاً من الـ (لا أحد) الذي وصفوه له وأعجزه العثور عليه، كل واحد منهم فيه شيء منه، والـ (لا أحد) قد يكون بعضاً من كل هؤلاء الذين مرّوا وأشْخَصَ فيهم بصره، كأنه ذاب في الجموع.". في "اختفاء السيد لا أحد"، ولمنح قارئه مفاتيح حل إيجاده ولا إيجاده، يضع طيباوي روايته في بنيةٍ بسيطةٍ تتضمن جزأين متساويين: هما: "الرجل الذي سرق وجهه ورحل"، ويتكون من أربعة فصول: (مراوغة، تكالب، شفافية، ابتذال)، و"الجحيم يطلّ من النافذة"، ويتكون من خمسة فصول: (مقدم ......
#رواية
#أحمد
#طيباوي
#-اختفاء
#السيد
#أحد-:
#داخل
#أحدٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740615
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية كثيراً ما يستعيد القارئ، وبما لا يعني التماثل والاقتداء، رواياتٍ عظيمةً تركت أثرها في تاريخ الأدب، من خلال قراءته رواياتٍ كتبها محترفون يعرفون أن أعمالهم لا تقع في التقليد، بقدر ما تكون تذكيراً وتحية لتلك الروايات العظيمة التي يتقاربون مع موضوعاتها وأساليبها. وقد تُدرِك لجان الجوائز التي تضم نقاداً مرهفين باكتشاف تداخل الأساليب ذلك، فلا تَعْتَبِرُ مقاربة الروائيّ الجريئة الخطرة عائقاً، بل محفزاً أكثر، لمنح هذه الروايات الجائزة التي أوكلوا بتقدير استحقاق منحها، على ما تتميز به من عناصر فنية ومعانٍ أهّلتها لذلك؛ مثلما حدث على الأغلب، بمنح جائزة نجيب محفوظ للأدب عن العام 2020، للروائي الجزائري أحمد طيباوي على روايته "اختفاء السيّد لا أحد"، التي يستحضر القارئ ربّما من خلالها رواية وليم فوكنر الحائزة على جائزة نوبل: "الصخب والعنف"، بسبب التدفّق المتراكب السلس، وتداخل حديث الشخصيات الذي يوحي لأول وهلة بوجود خطأ قبل إدراك قصدية الروائي في ذلك، ربّما لإدارة رأس القارئ إلى لعبته في تبادل الأقنعة وتداخل الأدوار. في "اختفاء السيّد لا أحد"، يُراكبُ أحمد طيباوي اختفاءين رئيسيين لشخصيتين، تزوّدان روايته بإثارة التساؤلات، هما: شخصية المختفي المهمّش الذي لا يُعرَف اسمه، ويعيش داخل الرواية باسم "السيد لا أحد"، وشخصية ضابط الشرطة النظيف رفيق ناصري الذي يحقّق في اختفائه، ويعيش مثله، قصّة تهميش قسريّ لمحاربته الفساد، ويختفي تماهياً بالمهمَّش الذي يبحث عنه، بعد خيبات كفاحه ضد الفساد، وخيبات حبّه، وأبوّته المعطّلة، وتوْصِله إلى استحالة وعدم جدوى إيجاد حلّ على صعيد جميع المستعصِيات. وفي هذا التراكب الذي يفصح عن غموضٍ يدفع لتساؤلٍ أكبر فيما إذا كان المختفيان هما مختفٍ واحد، يدفع طيباوي روايته في التشويق الذي يبدو بوليسياً، لكنه أعمق من ذلك، ويدفع قارئه في ختام الرواية التي تصل بعد تدفق لاهث إلى جُرفٍ يوقفه، للتفكّر بجميع مفاصل الرواية، ومحاولة إعادة تركيبها، للحصول على أجوبةٍ لن تشفي غليله أيضاً، فتدفعه لخلق أجوبته، كما لو كان هو كاتب الرواية.ويساهم في محاولة إعادة التركيب هذه من القارئ، اكتشافُه أنّ المختفي "لا أحد"، وبأسلوب طيباوي الفنّي الذي يتضمّن منظومة السرد واللغة والجرأة على التعرية، في إقامة مرايا الذات، أن اللا أحد هو الموزَّع داخل الجميع، وأنه المختفي فيهم، ومَن لا يجرؤون الإفصاحَ عنه، في ظلّ واقعٍ مريعٍ يعرف بشر دول الاستبداد بخاصة، في جميع بلدان العالم العربي، أنهم المهمّشون المقهورون المطحونون بخلّاطات الاستبداد، والنّاهشون بَعضهم تحت غائلة الخوف والقهر والتجويع: "طلب الإذن بالانصراف وخرج بعد أن ألقى التحية، وطلب قبل ذلك إعفاءه من مهمة التحرّي عن هذا الرجل بالذات. يكره المحقّقون الوصول إلى الطرق المسدودة، وظيفته أن يحلّ الألغاز، لكنه فشل. أصرّ على طلبه حتى بعد أن حذّره المحافظ من إحراق مسيرته الذهبية في استعلامات الشرطة. نزل الدرج، وعند الباب وقف ينظر إلى كل من يمرّ أمامه، ويمعن فيه، كان يجد في كل إنسان يراه شيئاً من الـ (لا أحد) الذي وصفوه له وأعجزه العثور عليه، كل واحد منهم فيه شيء منه، والـ (لا أحد) قد يكون بعضاً من كل هؤلاء الذين مرّوا وأشْخَصَ فيهم بصره، كأنه ذاب في الجموع.". في "اختفاء السيد لا أحد"، ولمنح قارئه مفاتيح حل إيجاده ولا إيجاده، يضع طيباوي روايته في بنيةٍ بسيطةٍ تتضمن جزأين متساويين: هما: "الرجل الذي سرق وجهه ورحل"، ويتكون من أربعة فصول: (مراوغة، تكالب، شفافية، ابتذال)، و"الجحيم يطلّ من النافذة"، ويتكون من خمسة فصول: (مقدم ......
#رواية
#أحمد
#طيباوي
#-اختفاء
#السيد
#أحد-:
#داخل
#أحدٍ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740615
الحوار المتمدن
المثنى الشيخ عطية - في رواية أحمد طيباوي -اختفاء السيد لا أحد-: داخل كل أحدٍ في طاحون المسخ