سعود قبيلات : جوزيف صقر.. تجربة فنيَّة غنيَّة ومختلفة
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات كنتُ (ولا أزال) أحبُّ غناء جوزيف صقر؛ ففي صوته بحَّة حنونة تدخل القلب مباشرة، وفيه عمق وصفاء. كما أنَّ أداءه يتميَّز بطاقة تعبيريَّة قويَّة، وهو، بالإضافة إلى هذا كلِّه، يجمع، في مثالٍ نادر، بين الجديَّة والهزل؛ بين العمق والبساطة؛ بين القوَّة والمرونة؛ المرونة الَّتي تبدو أحياناً كنوع من الوهن الخادع؛ الوهن الموظَّف فنيّا بصورة احترافيَّة عالية؛ حتَّى لَيبدو لك لأوَّل وهلة أنَّ عقد النَّغم على وشك أنْ ينفرط ويتحوَّل إلى نشاز، لكنَّك لا تلبث أنْ تدرك أنَّ هذه الفوضى المتوهَّمة إنَّما هي جزءٌ أصيل ومتقن مِنْ بنية النَّغم نفسه؛ بل هي ذروة فنيَّة خاصَّة فيه.ولقد كان لقاء جوزيف صقر بزياد الرَّحبانيّ لقاء الضَّرورة بالصُّدفة؛ لأنَّه حرَّر الطَّاقة الإبداعيَّة الكامنة في كلٍّ منهما، أو بالأحرى فيهما كليهما معاً. وكانا كلاهما يسعيان للاقتراب بالفنّ من النَّاس البسطاء، ويسعيان لتطويره وتجديده، وإلى التَّمرُّد على القديم، وركوب صهوة المغامرة. كانا كلاهما ينتسبان في الأصل إلى مدرسة الرحابنة؛ حيث كان جوزيف صقر عضواً في فرقة فيروز؛ يردِّد وراءها مع المجموعة (الكورس)، ويشارك بالتَّمثيل في أفلام ومسرحيَّات الرَّحابنة. وسمع زياد (ابن فيروز وعاصي الرَّحباني، كما هو معروف) صوت جوزيف ذات مرَّة، فأعجب به، ومنذ ذاك راحا يشقَّان معاً طريقهما الفنِّيّ الخاصّ المختلف؛ المستند إلى تراث الرَّحابنة نفسه والمنفصل عنه في الوقت نفسه. كان زياد قبل ذلك رحبانيّاً تماماً؛ كما هو حاله، مثلاً، في أغنية «سألوني النَّاس» الَّتي كتبها ولحَّنها لفيروز وهو في السَّابعة عشرة مِنْ عمره. وفي ما بعد بدا كما لو أنَّه على وشك أنْ يسير في ركاب فيلمون وهبي، كما هو في أغنية «أنا عندي حنين» الَّتي لحَّنها أيضاً لفيروز، إلا أنَّه لم يكفّ خلال فترة المراوحة تلك عن محاولاته لرسم طريقه الفنِّيّ الخاصّ بالتَّعاون مع جوزيف صقر، بشكل خاصّ، ومع آخرين أيضاَ مِنْ أبرزهم سامي حوَّاط.لقد قامت مدرسة الرَّحابنة، أساساً، بالاستناد إلى تراث سيِّد درويش الفنِّيّ التَّجديديّ وبالاستناد إلى التّراث الفنِّيّ الشَّامي بعمومه (سيِّد درويش نفسه كان قد درس التّراث الفنِّيّ الشَّاميّ واستفاد به). إلا أنَّ الرَّحابنة عملوا على «تشذيب» و«تهذيب» فنّ سيِّد درويش من النَّزعات والملامح الشَّعبيَّة، ليكون أكثر ملاءمة وقبولاً مِن الطَّبقة الوسطى الَّتي كانت تصعد بقوَّة آنذاك إلى واجهة الحياة الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والثَّقافيَّة العربيَّة.أمَّا زياد (وجوزيف) فقد جاءا في مرحلة أخرى مختلفة؛ إذ كانت الطَّبقة الوسطى قد تلقَّت العديد من الضَّربات القويَّة المتتاليَّة؛ في هزيمة حزيران 1967، وفي انقلاب السَّادات على سلطة ثورة 23 تمّوز/يوليو 1952، وفي الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة ابتداءً من العام 1975، وفي كامب ديفيد 1979، وفي اجتياح «إسرائيل» للبنان واحتلالها لبيروت في العام 1982.. الخ. وهكذا فقد بَهُتَ بريق هذه الطَّبقة الَّتي كانت رائدة وذات حيويَّة مميَّزة، وراحت سلطتها تترنَّح ونفوذها يتراجع، وأصبحتْ انجازاتها موضع نقدٍ ومراجعة، عن حق وعن باطل، مِنْ كثيرين، ومِنْ ضمنهم ممثِّلو بعض أجنحتها هي نفسها. ولذلك، فقد كان مطروحاً بقوُّة، آنذاك، في أوساط حركة التَّحرُّر الوطنيّ العربيَّة، موضوع الأزمة الَّتي تمرّ بها الحركة وضرورة البحث عن حلٍّ لها. وفي هذه الأجواء، جاء زياد وجوزيف ليقدِّما بديلهما على المستوى الفنِّيّ. وقد اختارا أنْ يديرا ظهريهما للطَّبقة الوسطى الآخذة في الانهيار، واتَّجه ......
#جوزيف
#صقر..
#تجربة
#فنيَّة
#غنيَّة
#ومختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706631
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات كنتُ (ولا أزال) أحبُّ غناء جوزيف صقر؛ ففي صوته بحَّة حنونة تدخل القلب مباشرة، وفيه عمق وصفاء. كما أنَّ أداءه يتميَّز بطاقة تعبيريَّة قويَّة، وهو، بالإضافة إلى هذا كلِّه، يجمع، في مثالٍ نادر، بين الجديَّة والهزل؛ بين العمق والبساطة؛ بين القوَّة والمرونة؛ المرونة الَّتي تبدو أحياناً كنوع من الوهن الخادع؛ الوهن الموظَّف فنيّا بصورة احترافيَّة عالية؛ حتَّى لَيبدو لك لأوَّل وهلة أنَّ عقد النَّغم على وشك أنْ ينفرط ويتحوَّل إلى نشاز، لكنَّك لا تلبث أنْ تدرك أنَّ هذه الفوضى المتوهَّمة إنَّما هي جزءٌ أصيل ومتقن مِنْ بنية النَّغم نفسه؛ بل هي ذروة فنيَّة خاصَّة فيه.ولقد كان لقاء جوزيف صقر بزياد الرَّحبانيّ لقاء الضَّرورة بالصُّدفة؛ لأنَّه حرَّر الطَّاقة الإبداعيَّة الكامنة في كلٍّ منهما، أو بالأحرى فيهما كليهما معاً. وكانا كلاهما يسعيان للاقتراب بالفنّ من النَّاس البسطاء، ويسعيان لتطويره وتجديده، وإلى التَّمرُّد على القديم، وركوب صهوة المغامرة. كانا كلاهما ينتسبان في الأصل إلى مدرسة الرحابنة؛ حيث كان جوزيف صقر عضواً في فرقة فيروز؛ يردِّد وراءها مع المجموعة (الكورس)، ويشارك بالتَّمثيل في أفلام ومسرحيَّات الرَّحابنة. وسمع زياد (ابن فيروز وعاصي الرَّحباني، كما هو معروف) صوت جوزيف ذات مرَّة، فأعجب به، ومنذ ذاك راحا يشقَّان معاً طريقهما الفنِّيّ الخاصّ المختلف؛ المستند إلى تراث الرَّحابنة نفسه والمنفصل عنه في الوقت نفسه. كان زياد قبل ذلك رحبانيّاً تماماً؛ كما هو حاله، مثلاً، في أغنية «سألوني النَّاس» الَّتي كتبها ولحَّنها لفيروز وهو في السَّابعة عشرة مِنْ عمره. وفي ما بعد بدا كما لو أنَّه على وشك أنْ يسير في ركاب فيلمون وهبي، كما هو في أغنية «أنا عندي حنين» الَّتي لحَّنها أيضاً لفيروز، إلا أنَّه لم يكفّ خلال فترة المراوحة تلك عن محاولاته لرسم طريقه الفنِّيّ الخاصّ بالتَّعاون مع جوزيف صقر، بشكل خاصّ، ومع آخرين أيضاَ مِنْ أبرزهم سامي حوَّاط.لقد قامت مدرسة الرَّحابنة، أساساً، بالاستناد إلى تراث سيِّد درويش الفنِّيّ التَّجديديّ وبالاستناد إلى التّراث الفنِّيّ الشَّامي بعمومه (سيِّد درويش نفسه كان قد درس التّراث الفنِّيّ الشَّاميّ واستفاد به). إلا أنَّ الرَّحابنة عملوا على «تشذيب» و«تهذيب» فنّ سيِّد درويش من النَّزعات والملامح الشَّعبيَّة، ليكون أكثر ملاءمة وقبولاً مِن الطَّبقة الوسطى الَّتي كانت تصعد بقوَّة آنذاك إلى واجهة الحياة الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والثَّقافيَّة العربيَّة.أمَّا زياد (وجوزيف) فقد جاءا في مرحلة أخرى مختلفة؛ إذ كانت الطَّبقة الوسطى قد تلقَّت العديد من الضَّربات القويَّة المتتاليَّة؛ في هزيمة حزيران 1967، وفي انقلاب السَّادات على سلطة ثورة 23 تمّوز/يوليو 1952، وفي الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة ابتداءً من العام 1975، وفي كامب ديفيد 1979، وفي اجتياح «إسرائيل» للبنان واحتلالها لبيروت في العام 1982.. الخ. وهكذا فقد بَهُتَ بريق هذه الطَّبقة الَّتي كانت رائدة وذات حيويَّة مميَّزة، وراحت سلطتها تترنَّح ونفوذها يتراجع، وأصبحتْ انجازاتها موضع نقدٍ ومراجعة، عن حق وعن باطل، مِنْ كثيرين، ومِنْ ضمنهم ممثِّلو بعض أجنحتها هي نفسها. ولذلك، فقد كان مطروحاً بقوُّة، آنذاك، في أوساط حركة التَّحرُّر الوطنيّ العربيَّة، موضوع الأزمة الَّتي تمرّ بها الحركة وضرورة البحث عن حلٍّ لها. وفي هذه الأجواء، جاء زياد وجوزيف ليقدِّما بديلهما على المستوى الفنِّيّ. وقد اختارا أنْ يديرا ظهريهما للطَّبقة الوسطى الآخذة في الانهيار، واتَّجه ......
#جوزيف
#صقر..
#تجربة
#فنيَّة
#غنيَّة
#ومختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706631
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - جوزيف صقر.. تجربة فنيَّة غنيَّة ومختلفة
ساطع هاشم : صَقر مُطارَد
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم كانت هناك عاصفة شديدة في الليلة الماضية، وقد استمرت طوال اليوم، وأصبح الجو رطبًا جدًا لدرجة يصعب معها الخروج، وكانت الأشجار التي لا تزال مليئة بأوراق الخريف، تكافح في الظلام الدامس، واصبح المنزل مغلق عليَّ وعلى نفسه، في انتظار مرور العاصفة.غالبًا ما كنت أسير في شوارع فارغة في أحلامي وادخل منازل خالية لأرى ما تحتويه أو من تحتويه، اما الآن فبسبب هذا الجو الخريفي الداكن تجدني وكأني ماشياً في حلم مرعب آخر اشهد فيه فوضى حروبنا (الخلاقة) الطويلة كلها:فتحت فيه بابًا وكانت امرأة ميتة تقف هناك وتنظر إلي، أغلقت الباب وفتحته مرة أخرى وكانت لا تزال هناك، انكسر الصمت عندما وصلت مجموعة من الرعاة مع قطيع من الأغنام، وأجراسهم تدق وأصواتهم شبه البشرية تنادي بعضهم البعض.ثم وجدت نفسي في بلدة قديمة خالية من البشر عانت بشدة خلال الحرب وتركت أطلالها دون إزعاج كنصب تذكاري لما حدث هنا وهناك او في أي مكان آخر في جميع أنحاء البلاد.أكوام الرجال والنساء والأطفال الذين ماتوا ولم يتم دفنهم حتى الآن بين أنقاض منازلهم المحطمة، بقايا كرسي استرخاء أنيق بدا وكأنه يحاول الهروب من درجات سلم محطم، والمباني المدمرة اصبحت ملاذاً لحشود هائلة من الأشخاص المحرومين من ممتلكاتهم وهم يعرضون آلامهم والجروح التي سببتها لهم الحرب على شاشات التلفزيون.امرأة صغيرة متجعدة ترتدي ملابس سوداء بالكامل تمشي بصعوبة، تسندها من كلا الجانبين بناتها ذوات الشعر الرمادي، وقد عادت إلى بلدتها بعد غياب طويل، ربما كانت آخر مرة شاهدتها عندما كانت النيران مشتعلة والناس ما زالوا يهربون بكل الاتجاهات، كانت تتحدث وتبكي باستمرار وهي تتنقل في الشوارع، وتعطي اسمًا لبقايا هذا الخراب وذاك، لمكان إلى جانب منزل صار كومة من الحجارة، بينما أرواح الموتى تحوم حولها مثل الحمام الجائع.وبدأت مواكب يوم الجمعة: كان الناس يرتدون أردية سوداء وليس هناك اردية بالوان اخرى، رجال يشربون السوائل ويقرعون الطبول، نساء يرضعن الأطفال، طفل ينام بهدوء في حضن امه غافلاً عن الضوضاء مع لعبة صغيرة معلقة على ردائه، رجلاً يبتسم برضا وهو يفحص راحتي يديه الجريحتين المخضبتين بالدماء من شدة ما ضرب نفسه بالزنجيل، رجلاً آخر يمسح الدموع المتدفقة على وجهه بمنديل أبيض كبير سيسقط على الأرض مثل شجرة مقطوعة، فتاة صغيرة ترتدي زياً محتشماً تركض للانضمام إلى الموكب ممسكة برأس مصنوع من القش مقطوع يتأرجح من يدها، شخصية الموت بالمشهد التمثيلي تتقدم الحشود إلى الأمام وغطاء من الحرير داكن اللون يغطي وجهه وعيناه مثل الثعبان تتأرجحان.كان بإلامكان رسم صورة للرجل النحيف وهو يبتسم لنفسه، للرجل الذي يبكي، لثلاث فتيات صغيرات يهمسن، وأربعة عجائز غارقات في بكاء مر، كان من الممكن إظهار ذلك الحشد من الناس المرعوبين عندما تحولوا بسبب الخوف أو الكراهية او الإفلاس إلى شكل وحشي بعيداً عن صفات النفس البشرية، صدورهم مدماة من كثرة ما ضربوها في طقوس الموت والاستشهاد، أفواههم مفتوحة على مصراعيها ومليئة بضوضاء حروب لاتنتهي وتبدوا الان مثل الثقوب السوداء في مجرى درب التبانة.ثم افقت مرعوباً، فقد تناثر المطر بقوة مثل سلسلة من الحصى الصغيرة الحادة تضرب على جدران المنزل والنوافذ والأبواب وهي تحاول ان تصدها او تمتصها بمشقة، بينما الرياح تطاردني وتلهث بالركض من حولي في كل مكان.اين سأهرب؟ لقد قتلوا الفراشات(انطفأ الحلم والصقر مطاردٌ في غابته)اين المَهرَبُ؟ ......
#صَقر
#مُطارَد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734866
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم كانت هناك عاصفة شديدة في الليلة الماضية، وقد استمرت طوال اليوم، وأصبح الجو رطبًا جدًا لدرجة يصعب معها الخروج، وكانت الأشجار التي لا تزال مليئة بأوراق الخريف، تكافح في الظلام الدامس، واصبح المنزل مغلق عليَّ وعلى نفسه، في انتظار مرور العاصفة.غالبًا ما كنت أسير في شوارع فارغة في أحلامي وادخل منازل خالية لأرى ما تحتويه أو من تحتويه، اما الآن فبسبب هذا الجو الخريفي الداكن تجدني وكأني ماشياً في حلم مرعب آخر اشهد فيه فوضى حروبنا (الخلاقة) الطويلة كلها:فتحت فيه بابًا وكانت امرأة ميتة تقف هناك وتنظر إلي، أغلقت الباب وفتحته مرة أخرى وكانت لا تزال هناك، انكسر الصمت عندما وصلت مجموعة من الرعاة مع قطيع من الأغنام، وأجراسهم تدق وأصواتهم شبه البشرية تنادي بعضهم البعض.ثم وجدت نفسي في بلدة قديمة خالية من البشر عانت بشدة خلال الحرب وتركت أطلالها دون إزعاج كنصب تذكاري لما حدث هنا وهناك او في أي مكان آخر في جميع أنحاء البلاد.أكوام الرجال والنساء والأطفال الذين ماتوا ولم يتم دفنهم حتى الآن بين أنقاض منازلهم المحطمة، بقايا كرسي استرخاء أنيق بدا وكأنه يحاول الهروب من درجات سلم محطم، والمباني المدمرة اصبحت ملاذاً لحشود هائلة من الأشخاص المحرومين من ممتلكاتهم وهم يعرضون آلامهم والجروح التي سببتها لهم الحرب على شاشات التلفزيون.امرأة صغيرة متجعدة ترتدي ملابس سوداء بالكامل تمشي بصعوبة، تسندها من كلا الجانبين بناتها ذوات الشعر الرمادي، وقد عادت إلى بلدتها بعد غياب طويل، ربما كانت آخر مرة شاهدتها عندما كانت النيران مشتعلة والناس ما زالوا يهربون بكل الاتجاهات، كانت تتحدث وتبكي باستمرار وهي تتنقل في الشوارع، وتعطي اسمًا لبقايا هذا الخراب وذاك، لمكان إلى جانب منزل صار كومة من الحجارة، بينما أرواح الموتى تحوم حولها مثل الحمام الجائع.وبدأت مواكب يوم الجمعة: كان الناس يرتدون أردية سوداء وليس هناك اردية بالوان اخرى، رجال يشربون السوائل ويقرعون الطبول، نساء يرضعن الأطفال، طفل ينام بهدوء في حضن امه غافلاً عن الضوضاء مع لعبة صغيرة معلقة على ردائه، رجلاً يبتسم برضا وهو يفحص راحتي يديه الجريحتين المخضبتين بالدماء من شدة ما ضرب نفسه بالزنجيل، رجلاً آخر يمسح الدموع المتدفقة على وجهه بمنديل أبيض كبير سيسقط على الأرض مثل شجرة مقطوعة، فتاة صغيرة ترتدي زياً محتشماً تركض للانضمام إلى الموكب ممسكة برأس مصنوع من القش مقطوع يتأرجح من يدها، شخصية الموت بالمشهد التمثيلي تتقدم الحشود إلى الأمام وغطاء من الحرير داكن اللون يغطي وجهه وعيناه مثل الثعبان تتأرجحان.كان بإلامكان رسم صورة للرجل النحيف وهو يبتسم لنفسه، للرجل الذي يبكي، لثلاث فتيات صغيرات يهمسن، وأربعة عجائز غارقات في بكاء مر، كان من الممكن إظهار ذلك الحشد من الناس المرعوبين عندما تحولوا بسبب الخوف أو الكراهية او الإفلاس إلى شكل وحشي بعيداً عن صفات النفس البشرية، صدورهم مدماة من كثرة ما ضربوها في طقوس الموت والاستشهاد، أفواههم مفتوحة على مصراعيها ومليئة بضوضاء حروب لاتنتهي وتبدوا الان مثل الثقوب السوداء في مجرى درب التبانة.ثم افقت مرعوباً، فقد تناثر المطر بقوة مثل سلسلة من الحصى الصغيرة الحادة تضرب على جدران المنزل والنوافذ والأبواب وهي تحاول ان تصدها او تمتصها بمشقة، بينما الرياح تطاردني وتلهث بالركض من حولي في كل مكان.اين سأهرب؟ لقد قتلوا الفراشات(انطفأ الحلم والصقر مطاردٌ في غابته)اين المَهرَبُ؟ ......
#صَقر
#مُطارَد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734866
الحوار المتمدن
ساطع هاشم - صَقر مُطارَد
محمود كلّم : صَقرٌ مِنَ الجَليلِ
#الحوار_المتمدن
#محمود_كلّم رُوِيَ عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: " عندما تُهيلُ التراب فوقَ من تحب بعد أن يغادرَ الحياة، ستدركُ حينها أنَّ الدُّنيا تافهةٌ جدّاً، والبقاءَ فيها لن يستمرَّ طويلاً.."أحياناً، يكتفي الإنسان بأن يُخرجَ كلَّ مشاعرِ الحزنِ والأَسى عبرَ دموعٍ صامتةٍ، أو من خلالِ استرجاعِ شريطِ الذكرياتِ البعيدة والقريبة، لكن (أبو ذياب) ياسر ذياب كلّم، أغمضَ عينيه ونامَ في استراحةٍ أبدية، راضياً بنهايتهِ تلك ، مقتنعاً بأنَّ للحياة نهاية، فالموتُ هو جسرُ العبورِ إلى فضاءات ٍ أرحب.إنّ الموتَ هو الوجهُ الآخرُ للحياةِ، وفي لحظةِ حضوره يكونُ الاستسلامُ هو الخِيار.بَكَتهُ بياراتُ اللَّيمونِ في الجليلِ، بَكَتهُ حاراتُ الفقراءِ العُظماء في زواريبِ المخيمات.رحلَ (أبو ذياب)، وليس وقتَ رحيل، فما زالت به حاجةٌ مُلِحَّةٌ.(أبو ذياب) نسيجٌ بحدِّ ذاتِه، حالةٌ متفردة، لم يكن منغلقاً في أفكاره، كان نقطةَ التقاءِ الجميع واحترامهم. كان صوتاً نقياً في كلماته، يحملُ رائحةَ الأرضِ وعبقَ التاريخِ والجغرافيا.رحلَ (أبو ذياب) وحوارُنا الذي بدأناه منذُ ربعِ قرن في زواريب مخيم شاتيلا لم يكتمل في عتمةِ الليل وما زالَ للكلامِ بقيّة..رحلَ (أبو ذياب) الحكواتي صاحب المواقفِ الطَّريفةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ والأخلاقِ الحميدة.رحلَ تاركاً خلفَهُ ضحكتَهُ البَهيّة وروحَهُ المرحة وسمعَتَهُ الوطنيّة. لقد رحلَ من دونَ وداعٍ وأخذ معه الذّكريات الجميلة.رحلَ( أبو ذياب) بعد أن نجا من مجزرة العزيّة بأعجوبة، ومن أعالي دربِ البيّاضة راقبَ مشهدَ دمارِها وودَّعَهَا الوَداعَ الأخيرَ في 9-11-1977 م.اندثرت قرية العزيّة ولم تسرِ الحياة على مدارجها مرة أُخرى منذ ذاكَ الزَّمن، لكنَّ حكايتها ظلّت عالقةً كالوشمِ في ذاكرته. وبرحيله يكون قد أُسدل الستار عن جزء مهم من تاريخ قرية العزيّة.زارَه الموت في مدينة برلين عصرَ يومِ السبت 21-4-2018، بعد أن غَرِقَ في النوم، ودُفِنَ في مقبرة جمجيم (أبو الأسود) في جنوب لبنان وعيناه تنظران صوب الأُفق، صوب فلسطين، الوطن المسروق.لن نَنسى يوماً ابنَ فلسطينَ البار ، وسَتبقى ذكراهُ خالدةً في نفوسنا ما حَيينا.وداعاً (أبو ذياب)، فالكلُّ يأتونَ بعدك، وما هي إلاّ فترةُ انتظارٍ بسيطة. ......
#صَقرٌ
#مِنَ
#الجَليلِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737431
#الحوار_المتمدن
#محمود_كلّم رُوِيَ عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: " عندما تُهيلُ التراب فوقَ من تحب بعد أن يغادرَ الحياة، ستدركُ حينها أنَّ الدُّنيا تافهةٌ جدّاً، والبقاءَ فيها لن يستمرَّ طويلاً.."أحياناً، يكتفي الإنسان بأن يُخرجَ كلَّ مشاعرِ الحزنِ والأَسى عبرَ دموعٍ صامتةٍ، أو من خلالِ استرجاعِ شريطِ الذكرياتِ البعيدة والقريبة، لكن (أبو ذياب) ياسر ذياب كلّم، أغمضَ عينيه ونامَ في استراحةٍ أبدية، راضياً بنهايتهِ تلك ، مقتنعاً بأنَّ للحياة نهاية، فالموتُ هو جسرُ العبورِ إلى فضاءات ٍ أرحب.إنّ الموتَ هو الوجهُ الآخرُ للحياةِ، وفي لحظةِ حضوره يكونُ الاستسلامُ هو الخِيار.بَكَتهُ بياراتُ اللَّيمونِ في الجليلِ، بَكَتهُ حاراتُ الفقراءِ العُظماء في زواريبِ المخيمات.رحلَ (أبو ذياب)، وليس وقتَ رحيل، فما زالت به حاجةٌ مُلِحَّةٌ.(أبو ذياب) نسيجٌ بحدِّ ذاتِه، حالةٌ متفردة، لم يكن منغلقاً في أفكاره، كان نقطةَ التقاءِ الجميع واحترامهم. كان صوتاً نقياً في كلماته، يحملُ رائحةَ الأرضِ وعبقَ التاريخِ والجغرافيا.رحلَ (أبو ذياب) وحوارُنا الذي بدأناه منذُ ربعِ قرن في زواريب مخيم شاتيلا لم يكتمل في عتمةِ الليل وما زالَ للكلامِ بقيّة..رحلَ (أبو ذياب) الحكواتي صاحب المواقفِ الطَّريفةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ والأخلاقِ الحميدة.رحلَ تاركاً خلفَهُ ضحكتَهُ البَهيّة وروحَهُ المرحة وسمعَتَهُ الوطنيّة. لقد رحلَ من دونَ وداعٍ وأخذ معه الذّكريات الجميلة.رحلَ( أبو ذياب) بعد أن نجا من مجزرة العزيّة بأعجوبة، ومن أعالي دربِ البيّاضة راقبَ مشهدَ دمارِها وودَّعَهَا الوَداعَ الأخيرَ في 9-11-1977 م.اندثرت قرية العزيّة ولم تسرِ الحياة على مدارجها مرة أُخرى منذ ذاكَ الزَّمن، لكنَّ حكايتها ظلّت عالقةً كالوشمِ في ذاكرته. وبرحيله يكون قد أُسدل الستار عن جزء مهم من تاريخ قرية العزيّة.زارَه الموت في مدينة برلين عصرَ يومِ السبت 21-4-2018، بعد أن غَرِقَ في النوم، ودُفِنَ في مقبرة جمجيم (أبو الأسود) في جنوب لبنان وعيناه تنظران صوب الأُفق، صوب فلسطين، الوطن المسروق.لن نَنسى يوماً ابنَ فلسطينَ البار ، وسَتبقى ذكراهُ خالدةً في نفوسنا ما حَيينا.وداعاً (أبو ذياب)، فالكلُّ يأتونَ بعدك، وما هي إلاّ فترةُ انتظارٍ بسيطة. ......
#صَقرٌ
#مِنَ
#الجَليلِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737431
الحوار المتمدن
محمود كلّم - صَقرٌ مِنَ الجَليلِ