هوازن خداج : العنف العابر للتاريخ: بدائيون بأثواب حضارية
#الحوار_المتمدن
#هوازن_خداج منذ رسوم الكهوف الأولى وأساطير الحضارات والخلق، إلى معارك القدّيسين، وصولاً إلى حروب الأمر الإلهي، وحروب القوة والسيطرة تمتدّ قائمة القرون ومشاهد القتل والعنف والذبح والمجازر التي تجعل تاريخنا البشري مسرحاً لاستعراض العنف الممتدّ على كامل الجغرافيا. ومع توالي فصول مشاهد المسرحية، تحولت المشاهد إلى ظواهر تنازعتها الأسباب الدينية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية، حيث حاول كل طرف قوننتها حسب مصلحته، ليصير العنف هو الشرط الأول لشروع الكائن البشري في الفعل؛ وتبقى مسألة التأصيل لنبذ العنف مجرد ماء شحيح يصب على النار التي أشعلها فعلُه العنيف. بدائيون بأثواب حضارية(في المجتمعات البدائية لا أحد يحلم بالخروج عن القواعد الاجتماعية). (العرف ملك بل طاغية في المجتمعات البدائية)، مقولات تتكرر في وصف "البدائية والتمدنية"، وعلى الرغم من عنصرية التقسيم وانتفاء وجود "الإنسان البدائي" كدليل على التفاوت الطبيعي بين البشر، إلا أن وجود بشر يعيشون في "ثقافة بدائية" في انعدام التطور ضمن الإطار الفكري، وبقاء العنف ملازماً للإنعزال، هو أمر شبه مؤكد لدى العديد من الباحثين والفلاسفة.(1) التطور الذي شهدته البشرية مع الثورة الذهنية الأولى وانتقال الإنسان من طور (الإنسان الجامع- الصياد) واعتماده على جمع الثمار والصيد ومتطالباتهما للعنف، إلى الإنسان المستقر الذي يزرع أرضه ويستأنس الحيوانات ويبني بيته لم يمنح أمنا من العنف البشري إنما أنتجت عنف المزارعين الأوائل، كمتابعة مختلفة بأدواتها ومواردها لطور الإنسان الجامع- الصياد، مشكلة نمطاً صراعياً عنفياً أساسه ضرورة الحيازة على القوت (الأرض) والخشية عليه، لتشكل حلقة مختلفة في مسار تطور البشر وأطوار العنف، وانتقاله من عنف الحاجة إلى عنف الضرورة، فالمزارعين الأوائل وصاروا أعنف كونهم حازوا على ممتلكات أكثر واحتاجوا أراضي أكبر وخسارة المراعي نتيجة غارات الجيران هي الفرق بين المؤنة والجوع، وهكذا كان المجال لا يحتمل توافقات، ولا يستطيعوا الانسحاب والتخلي عن الحقول والبيوت اضطروا للبقاء والقتال لأجل بيوتهم حتى النهاية المريرة، وتشير الدراسات الأناسية والآثارية إلى أنه في المجتمعات الزراعية البسيطة التي لم تتمتع بأطر سياسية خارج القرية أو القبيلة كان العنف البشري مسؤولاً عما يقارب 15% من الوفيات.(2) ومع مرور الزمن سيطر العنف البشري بتطوير أطر اجتماعية أوسع: المدن الممالك والدول غير أن بناء هياكل سياسية ضخمة وفعالة كهذه تطلبت استقرار الأفراد لمدة آلاف السنين، وتطلبت كذلك نوعاً من الترافد الفكري الذي يحفّز التغيير في مجالات الحياة المختلفة واتساع الأفق الفكري المرافق لمفهوم "المدنية"، ولكنه لم يساهم إلا بشكل طفيف في توسع الفكرة الإنسانية لتشمل شعوباً خارج بيئة الفرد الاجتماعية، إذ بقي هذا النوع من العلاقات قائماً على مقتضيات الضرورة والحاجة وبعيداً عن السعي لتعزيز التسامح مع أنماط الحياة الأخرى وتفهّمها، أو اختراق البيئات المغلقة الرافضة للغرباء وعاداتهم باستعلاء، وتستعمل ميلها الطبيعي في عنف الإنسان، الذي لا يكتفي بالتعبير عن مشاعره وعواطفه برموز مجردة فقط، إنما بطريقة مباشرة تجسيدية، لحماية نظامه وانتظامه المجتمعي المستمدّ من "الأسطورة والدين" الذي باتت الحقائق اليومية فيه خاضعة للمؤثرات الدينية الشعائرية، وكذلك من "العرف" المتحكم في كافة نواحي الحياة، متجاوزاً عتبة المعايير الاجتماعية، والشرائع "الإلهية" ليتسلل إلى كافة القوانين "الوضعية" الإنسانية، التي تلغي حرية الفكر الفردي وتخضعه لدائرتها عبر ممارسة العنف الرمزي أو ......
#العنف
#العابر
#للتاريخ:
#بدائيون
#بأثواب
#حضارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745506
#الحوار_المتمدن
#هوازن_خداج منذ رسوم الكهوف الأولى وأساطير الحضارات والخلق، إلى معارك القدّيسين، وصولاً إلى حروب الأمر الإلهي، وحروب القوة والسيطرة تمتدّ قائمة القرون ومشاهد القتل والعنف والذبح والمجازر التي تجعل تاريخنا البشري مسرحاً لاستعراض العنف الممتدّ على كامل الجغرافيا. ومع توالي فصول مشاهد المسرحية، تحولت المشاهد إلى ظواهر تنازعتها الأسباب الدينية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية، حيث حاول كل طرف قوننتها حسب مصلحته، ليصير العنف هو الشرط الأول لشروع الكائن البشري في الفعل؛ وتبقى مسألة التأصيل لنبذ العنف مجرد ماء شحيح يصب على النار التي أشعلها فعلُه العنيف. بدائيون بأثواب حضارية(في المجتمعات البدائية لا أحد يحلم بالخروج عن القواعد الاجتماعية). (العرف ملك بل طاغية في المجتمعات البدائية)، مقولات تتكرر في وصف "البدائية والتمدنية"، وعلى الرغم من عنصرية التقسيم وانتفاء وجود "الإنسان البدائي" كدليل على التفاوت الطبيعي بين البشر، إلا أن وجود بشر يعيشون في "ثقافة بدائية" في انعدام التطور ضمن الإطار الفكري، وبقاء العنف ملازماً للإنعزال، هو أمر شبه مؤكد لدى العديد من الباحثين والفلاسفة.(1) التطور الذي شهدته البشرية مع الثورة الذهنية الأولى وانتقال الإنسان من طور (الإنسان الجامع- الصياد) واعتماده على جمع الثمار والصيد ومتطالباتهما للعنف، إلى الإنسان المستقر الذي يزرع أرضه ويستأنس الحيوانات ويبني بيته لم يمنح أمنا من العنف البشري إنما أنتجت عنف المزارعين الأوائل، كمتابعة مختلفة بأدواتها ومواردها لطور الإنسان الجامع- الصياد، مشكلة نمطاً صراعياً عنفياً أساسه ضرورة الحيازة على القوت (الأرض) والخشية عليه، لتشكل حلقة مختلفة في مسار تطور البشر وأطوار العنف، وانتقاله من عنف الحاجة إلى عنف الضرورة، فالمزارعين الأوائل وصاروا أعنف كونهم حازوا على ممتلكات أكثر واحتاجوا أراضي أكبر وخسارة المراعي نتيجة غارات الجيران هي الفرق بين المؤنة والجوع، وهكذا كان المجال لا يحتمل توافقات، ولا يستطيعوا الانسحاب والتخلي عن الحقول والبيوت اضطروا للبقاء والقتال لأجل بيوتهم حتى النهاية المريرة، وتشير الدراسات الأناسية والآثارية إلى أنه في المجتمعات الزراعية البسيطة التي لم تتمتع بأطر سياسية خارج القرية أو القبيلة كان العنف البشري مسؤولاً عما يقارب 15% من الوفيات.(2) ومع مرور الزمن سيطر العنف البشري بتطوير أطر اجتماعية أوسع: المدن الممالك والدول غير أن بناء هياكل سياسية ضخمة وفعالة كهذه تطلبت استقرار الأفراد لمدة آلاف السنين، وتطلبت كذلك نوعاً من الترافد الفكري الذي يحفّز التغيير في مجالات الحياة المختلفة واتساع الأفق الفكري المرافق لمفهوم "المدنية"، ولكنه لم يساهم إلا بشكل طفيف في توسع الفكرة الإنسانية لتشمل شعوباً خارج بيئة الفرد الاجتماعية، إذ بقي هذا النوع من العلاقات قائماً على مقتضيات الضرورة والحاجة وبعيداً عن السعي لتعزيز التسامح مع أنماط الحياة الأخرى وتفهّمها، أو اختراق البيئات المغلقة الرافضة للغرباء وعاداتهم باستعلاء، وتستعمل ميلها الطبيعي في عنف الإنسان، الذي لا يكتفي بالتعبير عن مشاعره وعواطفه برموز مجردة فقط، إنما بطريقة مباشرة تجسيدية، لحماية نظامه وانتظامه المجتمعي المستمدّ من "الأسطورة والدين" الذي باتت الحقائق اليومية فيه خاضعة للمؤثرات الدينية الشعائرية، وكذلك من "العرف" المتحكم في كافة نواحي الحياة، متجاوزاً عتبة المعايير الاجتماعية، والشرائع "الإلهية" ليتسلل إلى كافة القوانين "الوضعية" الإنسانية، التي تلغي حرية الفكر الفردي وتخضعه لدائرتها عبر ممارسة العنف الرمزي أو ......
#العنف
#العابر
#للتاريخ:
#بدائيون
#بأثواب
#حضارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745506
الحوار المتمدن
هوازن خداج - العنف العابر للتاريخ: بدائيون بأثواب حضارية