أميرة أحمد عبد العزيز : خاطرة نوع آخرمن الجنون
#الحوار_المتمدن
#أميرة_أحمد_عبد_العزيز أتذكر هذه القصة القصيرة من إحدي المجموعات القصصية لإحسان عبد القدوس، ورغما عن إنني قد قرأتها منذ أكثر من عشرين عاما، إلا أن هذه المجموعة القصصية ومنها هذه القصة كانت لها محل منظور دوما في ذاكرتي.وتحكى القصة عن بنت أمها كانت مصابة بالجنون وأورثته لأختها إلا أن جنونهما كان من النوع الهادىء الإنعزالي، ومن شدة خشية هذه الفتاة أن تلقي مصيرهما هذا ولأنها لمست شكل وصفة جنونهما الذي يتسم بالإنعزالية والبعد عن المجتمع، فقد غالت في أخذ سلوك مضاد تماما للانعزالية، وأصبحت تفرض نفسها على كل من حولها بل أنها قد اختارت العمل في مجال الفن لتكسب شهرة وحب الآخرين، في نهاية القصة تدخل الفتاة مستشفي الأمراض العقلية مع أختها، إلا أن أختها يفرج عنها فهي مصابة بجنون من النوع الهادىء أما فتاتنا هذه فكانت مازلت تمكث في المستشفي فهي مصابة بنوع آخر من الجنون..وفي فيلم (العذراء والشعر الأبيض) المأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس، نشاهد فتاة تم أخذها من الملجأ وتربيتها فى كنف أسرة كأسرة بديلة لها، ونراها حين صدمت في حقيقة نسبها وأنها ليست طفلة يتمية بل مجهولة النسب، وخشية على نفسها أن يؤدي بها إرهاق التفكير في الأمر إلى طريق الجنون، فهي تسرف في السهر خارج المنزل وتبرر تصرفها هذا بقولها (أن الناس لو قالوا عليا بسهر أحسن ما يقولوا عليا مجنونة).قد يسرف المرء في الاهتمام بآراء الناس واعتقادهم فيه وحكمهم عليه، وخلال سعيه لنيل استحقاق وحكم ايجابي عنه في المجتمع ولتجنب الوسم بأنماط سلوكية معيبة ومحط للسخرية والازدراء أو عدم القبول من أعضاء المجتمع، فهو يتلمس لذلك طرقا يحاول بها أن يصل لهذا الهدف، إلا أنه فجأة قد يكتشف -أولا يكتشف ولكنها تظل حقيقة- أن كل الطرق تؤدي إلا روما، وأن الإسراف والمغالاة لم تجعله يتفادى المصير، بل وصل عن طريق مختلف وقد يكون مختصر وأقصر الطرق لذات المصير.فالخشية من الوسم بالعصابية بسبب تأخر الزواج قد يجعل الفتاة تصمت عن اتخاذ موقف وتصرف هو الأصدق لشخصيتها وذاتها مثل عدم الرد بجدية عن تصرف أو كلام لا تجده لائق وتجده مغازلة مستترة أو شبه ظاهرة وتتلطف بدلا من أن تتشدد وذلك لكي لا تنعت بالعصابية وبأنها تتصرف بجنون وأنها تعتبر كل شخص يتربص بها، إلا أن الطريق الآخر لتجنب هذا الوسم قد يوصل بها على الأغلب لنفس النتيجة (إنها فتاة ترغب في مغازلة الآخرين لها وتتربص بهم لكي تشعر أنها مرغوبة فيبدو كأنه نوع آخر من الجنون أو العصابية) فتجنب الوصول للعصابية بهذا الشكل لم يجعلها تتفادى الأمر بل وقعت فيه عن طريق آخر ومختصر بسلبيتها.إن أفضل الطرق في رأيي لتجنب الوقوع في العصابية هو عدم الاسراف في الاعتداد بآراء الآخرين فينا وتصوراتهم عنا، فآراء الناس وتصوراتهم عنا لا تعبر عن حقائق موضوعية بل عن رؤيتهم الذاتية وأهواءهم وثقافاتهم وخبراتهم، كما أنها لا تؤثر فيهم ولا تعرقل حركتهم اليومية وبالتالي لا يجب أن تؤثر وتعرقل مسيرتنا وحركتنا اليومية.فالإتزان يكمن بداخلنا بأن تكون مواقفنا وتصرفاتنا مصداق لذاتنا، وذاتنا مصداق لمواقفنا وتصرفاتنا. ......
#خاطرة
#آخرمن
#الجنون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713360
#الحوار_المتمدن
#أميرة_أحمد_عبد_العزيز أتذكر هذه القصة القصيرة من إحدي المجموعات القصصية لإحسان عبد القدوس، ورغما عن إنني قد قرأتها منذ أكثر من عشرين عاما، إلا أن هذه المجموعة القصصية ومنها هذه القصة كانت لها محل منظور دوما في ذاكرتي.وتحكى القصة عن بنت أمها كانت مصابة بالجنون وأورثته لأختها إلا أن جنونهما كان من النوع الهادىء الإنعزالي، ومن شدة خشية هذه الفتاة أن تلقي مصيرهما هذا ولأنها لمست شكل وصفة جنونهما الذي يتسم بالإنعزالية والبعد عن المجتمع، فقد غالت في أخذ سلوك مضاد تماما للانعزالية، وأصبحت تفرض نفسها على كل من حولها بل أنها قد اختارت العمل في مجال الفن لتكسب شهرة وحب الآخرين، في نهاية القصة تدخل الفتاة مستشفي الأمراض العقلية مع أختها، إلا أن أختها يفرج عنها فهي مصابة بجنون من النوع الهادىء أما فتاتنا هذه فكانت مازلت تمكث في المستشفي فهي مصابة بنوع آخر من الجنون..وفي فيلم (العذراء والشعر الأبيض) المأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس، نشاهد فتاة تم أخذها من الملجأ وتربيتها فى كنف أسرة كأسرة بديلة لها، ونراها حين صدمت في حقيقة نسبها وأنها ليست طفلة يتمية بل مجهولة النسب، وخشية على نفسها أن يؤدي بها إرهاق التفكير في الأمر إلى طريق الجنون، فهي تسرف في السهر خارج المنزل وتبرر تصرفها هذا بقولها (أن الناس لو قالوا عليا بسهر أحسن ما يقولوا عليا مجنونة).قد يسرف المرء في الاهتمام بآراء الناس واعتقادهم فيه وحكمهم عليه، وخلال سعيه لنيل استحقاق وحكم ايجابي عنه في المجتمع ولتجنب الوسم بأنماط سلوكية معيبة ومحط للسخرية والازدراء أو عدم القبول من أعضاء المجتمع، فهو يتلمس لذلك طرقا يحاول بها أن يصل لهذا الهدف، إلا أنه فجأة قد يكتشف -أولا يكتشف ولكنها تظل حقيقة- أن كل الطرق تؤدي إلا روما، وأن الإسراف والمغالاة لم تجعله يتفادى المصير، بل وصل عن طريق مختلف وقد يكون مختصر وأقصر الطرق لذات المصير.فالخشية من الوسم بالعصابية بسبب تأخر الزواج قد يجعل الفتاة تصمت عن اتخاذ موقف وتصرف هو الأصدق لشخصيتها وذاتها مثل عدم الرد بجدية عن تصرف أو كلام لا تجده لائق وتجده مغازلة مستترة أو شبه ظاهرة وتتلطف بدلا من أن تتشدد وذلك لكي لا تنعت بالعصابية وبأنها تتصرف بجنون وأنها تعتبر كل شخص يتربص بها، إلا أن الطريق الآخر لتجنب هذا الوسم قد يوصل بها على الأغلب لنفس النتيجة (إنها فتاة ترغب في مغازلة الآخرين لها وتتربص بهم لكي تشعر أنها مرغوبة فيبدو كأنه نوع آخر من الجنون أو العصابية) فتجنب الوصول للعصابية بهذا الشكل لم يجعلها تتفادى الأمر بل وقعت فيه عن طريق آخر ومختصر بسلبيتها.إن أفضل الطرق في رأيي لتجنب الوقوع في العصابية هو عدم الاسراف في الاعتداد بآراء الآخرين فينا وتصوراتهم عنا، فآراء الناس وتصوراتهم عنا لا تعبر عن حقائق موضوعية بل عن رؤيتهم الذاتية وأهواءهم وثقافاتهم وخبراتهم، كما أنها لا تؤثر فيهم ولا تعرقل حركتهم اليومية وبالتالي لا يجب أن تؤثر وتعرقل مسيرتنا وحركتنا اليومية.فالإتزان يكمن بداخلنا بأن تكون مواقفنا وتصرفاتنا مصداق لذاتنا، وذاتنا مصداق لمواقفنا وتصرفاتنا. ......
#خاطرة
#آخرمن
#الجنون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713360
الحوار المتمدن
أميرة أحمد عبد العزيز - خاطرة ( نوع آخرمن الجنون)