الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جميل النجار : الحتم البيئي الجغرافي يتآكل بالإمكان ومضات من الفِكر الجغرافي
#الحوار_المتمدن
#جميل_النجار كان لموقع أوروبا الغربية على الحافة الغربية لليابس الأوراسي دوره في حمايتها من غزو المغول، بينما كان لموقع العالم الإسلامي المتوسط؛ دوره في السقوط المدوي لدار الخلافة ببراثن المغول عام 1258 م. وبالمثل، كان للموقع البحري المفتوح لبريطانيا العظمى دوره في تنويع منتجاتها وتطور صناعاتها الثقيلة واتساع رقعة نشاطها التجاري، على العكس من سويسرا ذات الموقع الجغرافي الداخلي الحبيس، الذي دفعها دائما لانتهاج سياسة الحياد السلبي وعدم معاداة الجيران الذين يمثلون معابرا لها؛ واستجابة منها لحتمية هذا الموقع الحبيس سعت إلى خلق اقتصاد يعتمد بشكل متزايد على المد المطرد للاستثمار الأجنبي وصناعة المال، ومـن ذا الذي لم يسمع بالبنوك السويسرية ومكانتها العالمية، كما اكتفت بممارسة نشاط صناعي خفيف، كصناعات الساعات والأدوية والسلع وأدوات القياس الدقيقة والآلات الموسيقية وغيرها؛ وليحرمها بذلك من مكاسب الصناعات الثقيلة. وهو نفس السبب الذي يفسر حتمية وأهمية الموقع لعدد من الصراعات السياسية والعسكرية في بعض البيئات كما هو حال الصراع بين إثيوبيا- كدولة حبيسة- وثوار ارتيريا، التي تتمتع بواجهة بحرية مفتوحة على ساحل البحر الأحمر، هذا الصراع الدائر منذ الثلاثين عاما؛ يعكس استماتة إثيوبيا في الحفاظ على سيطرتها وفرض وصايتها على ارتيريا؛ لتضمن لنفسها منفذا ومتنفسا على البحر الأحمر، الأمر الذي يوضح أهمية الموقع.وإذا انتقلنا إلى ضوابط جغرافية أخرى غير الموقع، كعامل المساحة وحجم الموارد وأعداد السكان... الخ؛ سنجد أن حجم السوق الداخلي أو المحلي في دولة مثل الصين جعلها في غنى عن حتمية المضطر إلى البحث عن أسواق خارجية لتصريف الفائض من منتجاته، خاصة وأنها كانت مشغولة بتأمين حدودها البرية ضد غارات المغول، على عكس الحال في دولة كإنجلترا، فهي دولة صغيرة المساحة محدودة الموارد نسبياً، إذا ما قورنت بموارد دول كبرى كالصين وروسيا والولايات المتحدة، فكانت هذه العوامل الجغرافية أحد أهم دوافعها الاستعمارية في القرن التاسع عشر؛ لتأمين المواد الخام اللازمة لمصانعها، وفتح أسواق جديد لتصريف الفائض من منتجاتها. كان ذلك قبل تنظيم الاتفاقيات التجارية واستقرار نظم الاقتصاد الدولي، التي كَفِلَتْ المساواة والتعاون وحرية الأسواق ومحاربة التجارة غير المشروعة، كتحريم بريطانيا والولايات المتحدة لتجارة العبيد عام 1807 م، والحد من نشوب الحروب؛ تكفيراً عن ذنوبهم في الفترات التي خلَتْ، وجعل الحروب كجراحات ضرورية؛ لتكون قاصرة على الدول المارقة وأصحاب الأيديولوجيات الراديكالية. وإن كان قد سبق الغرب في مثل هذه الأعمال المضيئة من تاريخ البشرية؛ ما قام به الامبراطور الهندي العظيم أكبر (من السلالة المغولية المسلمة) حين أبطل العمل بالجزية، التي كانت تفرضها الدولة الإسلامية على غير المسلمين، وقام، على إثر ذلك، بسحق ثورة قادها علماء الدين المسلمين، الذين أطلقوا على أنفسهم " حُرَّاسُ الشريعة المتعلمون" (نِكاية في الامبراطور الأميّ،) وذلك في الفترة من 1579- 1580 م، وكلها كانت بمثابة الإرهاصات التي مَهدَتْ للنقلة الحضارية الإنسانية في العصر الحديث. كما قام محمد سعيد باشا، والي مصر، بتحريم الجِزيَّة في العام 1855 م،وقد خَفَّفَ العلم الحديث والتقنية والاستكشاف من وطأة هذا الحتم الجغرافي الصارم. والذي تعود جذوره إلى "نظرية الحتمية البيئية" التي ظهرت في القرن الخامس عشر. وإن امتدت في التاريخ إلى أبعد من ذلك لتصلنا بالإغريق. حيث اعتقد أفلاطون وأرسطو أن المناخ (بالأخص عنصر الحرارة) ساهم في تطور الإغريق بشكل كبير في و ......
#الحتم
#البيئي
#الجغرافي
#يتآكل
#بالإمكان
#ومضات
#الفِكر
#الجغرافي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688446