الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
راتب شعبو : بين سجنين، أبطال في أمة مفككة
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تكاد تخلو السجون السورية من قصص الهروب، ليس لأنها سجون شديدة الإحكام، بل لأن السجين يفكر مئة مرة بتبعات الخطوة التي سيقوم بها، ليس عليه فقط، بل وعلى رفاقه ومحيطه العائلي. قصة الفرار الأشهر من السجون السورية هي فرار، والأدق تحرير، جورج حبش من سجن الشيخ حسن في قلب دمشق عام 1968. ولكن حبش لم يكن سجيناً عادياً، فوراء هذا الفرار كان وديع حداد ومجموعته السرية العالية التدريب والالتزام، وقد جرت العملية خارج السجن، عبر خطف "الحكيم" من السيارة التي كانت تعيده إلى السجن بعد جولة التحقيق التي أجراها معه عبد الكريم الجندي. أما الهروب من سجن تدمر السوري الصحراوي بطريقة حفر الأنفاق، فهي عملية شبه مستحيلة، ليس فقط لأن ما يخرج من المهاجع مراقب فلا يمكن إخراج ذرة تراب في النفايات، أو لأن هناك تفتيش دوري بطريقة النقر بعصا حديدية غليظة على محيط المهجع من الداخل للتأكد من عدم سماع صدى يدل على وجود فراغ في مكان الحفر، أو لأن الرقابة مستمرة عبر فتحة في السقف تتيح للحارس رؤية الحركة داخل المهجع، بل أيضاً لأنه لا يوجد أداة معدنية يمكن استعمالها للحفر. كل الأدوات التي كان يستخدمها السجين هناك هي من البلاستيك، بما في ذلك السكين! في لغة الشرطة فإن كل شيء معدني يجدونه داخل المهجع، كان له تسميه واحدة في ذلك السجن، هي "الحديدة". غطاء علبة النيفيا الزرقاء المسطحة، مثلاً، اسمه "حديدة"، واكتشافه في المهجع أثناء حملة التفتيش يمكن أن يستجر عقوبة "تدمرية" ثقيلة. فوق كل هذا، يقوم نظام السجن هناك على منع ثبات السجناء في مهجع واحد أكثر من فترة محددة، كانت أقل من سنة، حسب تجربتي، بعد هذه الفترة ينقلون السجناء إلى مهجع آخر. وإلى هذا وذاك، يجب أن نضيف السلاح الذي تعتمده إدارات السجون في كل العالم وهو سلاح الوشاة أو المخبرين الذين ينقلون إلى الإدارة، طوعاً أو كرهاً، أخبار ما يجري في المهاجع.مع ذلك، حدثت بالفعل قصص هروب، أو للدقة تهريب، من سجن تدمر الرهيب، هذه الحالات كانت جزء من قصة فساد، من نوع خاص، وكانت هذه القصة ممكنة، للمفارقة، بسبب قسوة ظروف السجن وقوانينه، فمن غير المفاجئ أو المستهجن لدى السلطات، أن تؤدي "الظروف" إلى وفاة السجناء، كما أن التعليمات تعطي هامشاً لإدارة السجن بقتل السجين والتخلص منه. على هذا، كان يتم تسليم السجين المطلوب للشبكة التي تقدم المبالغ، وتقوم الشبكة بتهريب السجين خارج البلد، فيما تقوم إدارة السجن بتسجيله على أنه توفي أو قتل. في إسرائيل تبدو عملية هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع، الذي يقال إنه من بين أكثر السجون تحصيناً وحراسة، أشبه ما تكون بالمأثرة أو بالسحر، نظراً إلى بساطة الأدوات وصعوبة المهمة. ويبدو نوم الحارسة في محرسها وقت الهروب، وسهو الشرطة عن كاميرات المراقبة أثناء العملية، نوعاً نادراً من التوفيق الإلهي. يبقى، بعد كل شيء، خروج هؤلاء الأسرى بإصرارهم ومثابرتهم وذكائهم وشجاعتهم، أكثر أثراً في النفس من تحريرهم بقرار إسرائيلي. عندما يخرج السجين رغماً عن إرادة السجان، يكون وقع الأمر أجمل وأكثر ملامسة للشعور بالتحرر.كما هو واضح فإن قصص الفرار من السجون السورية أبطالها أشخاص من خارج السجون والمحظوظون بها "سجناء فوق العادة"، وهي قصص مختلفة بالكامل، عن قصة هروب السجناء الفلسطينيين الستة. الضابط في سجن تدمر مثلاً، غايته الأولى هي الكسب الشخصي، وصلته بالنظام قوامها الفساد، هو يحمي النظام الذي يحمي مصالحه الشخصية. بالمقابل، ما يربط الضابط في السجون الإسرائيلية بدولته هو ارتباطه بمشروع هذه الدولة. صحيح أن هذا المشروع، من منظورنا، هو مشر ......
#سجنين،
#أبطال
#مفككة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732163