مصطفى حجي : {البيضة} ... قصة قصيرة ل -آندي وير-
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_حجي كُنتَ عائدًا إلى منزلك عند موتك.لقد كان حادث تصادم، لا شيء مميز، لكنها كانت حادثة قاتلة في كلّ الأحوال.لقد تركتَ ورائك زوجة وطفلين، كانت وفاتك بلا ألم. لقد حاول المسعفون جهدهم لإنقاذك لكن دون جدوى. كان جسدك مهشَّمًا وممزقًا فكان من الأفضل أن لا تعود إلى الحياة، صدِّقني...وعندها التقيتني.- "ماذا؟... ماذا حدث؟" سألتَني. "أين أنا؟".= "لقد مُت،" أجبتُك. ليس هناك أيّ ضرورة لإستخدام الكلمات اللطيفة.- "لقد كانت هناك... شاحنة قادمة نحوي وقد فقدتْ السيطرة وبدأتْ تترنْح..."= "نعم." أجبتك.- "لقد... لقد مُت؟!"= "نعم. لكن لا تستاء. فالجميع يموت،" أجبتك.نظرتَ من حولك. لم يكن يوجد إلّا العدم. أنتَ وأنا ولا غير.- "ما هذا المكان؟" سألتني. "هل هذه الآخرة؟".= "تقريبًا،" أجبتك.- "هل أنت الله؟" سألتني.= "نعم،" أجبتك. "أنا الله."- "أولادي... زوجتي،" كانت كلماتك. "ماذا عنهم؟""هل ستكون أمورهم بخير؟"= "هذا ما أود رؤيته،" أجبتك. "لقد تركتَ الدنيا منذ قليل وهمُّك الأساسي عائلتك. هذا أمرٌ جيد."نظرتَ إليَّ بإعجابٍ وانبهار. بالنسبة لك، ما كان مظهري مظهر إله. بل بدوتُ لك كأي رجلٍ عادي، أو امرأة. بدوتُ لكَ شخصًا مبهمًا ذو سلطة رّبما، بل ربّما، أستاذًا في النحو عوضًا عن إله.= "لا تقلق،" قلتُ لك. "ستكون عائلتك بخير. أطفالك سيذكرونك كمثال يحتذى به في كلّ شيء، فما كان لهم الوقت الكافي ليتعرفوا عليك فيحتقروك. أمّا زوجتك فستبكيك في الظاهر، لكنها من الداخل فقد وجدت راحتها... لنكن منصفين، زواجكم كان على شفير الانهيار، إذا ما كان هنالك من عزاء، فسوف تشعر —أي زوجتك— بذنبٍ لكونها قد شعرت بالراحة لرحيلك."- "آه،" قلتَ لي "ماذا سيحصل الآن؟ هل سأذهب إلى الجحيم أو الجنة أو أيّ مكانٍ آخر؟"="ليس أي منهما،" أجبتك. "سوف تعود لتتناسخ وتتقمص."- "ها!" قلتَ باستغراب. "فإذًا كانَ الهندوس على حق فهم يؤمنون بتناسخ الأرواح"= "كل الديانات على حق، بطرقها الخاصة،" أجبتك "اِمضِ معي."أنت تتبعتني بينما كُنّا نتجوّل في العدم.- "إلى أين نحن ذاهبون؟" قلتَ لي.= "ليس إلى مكان محدد،" جاوبتك. "لكنه من الأفضل أن نتمشى عندما نتكلم."- "إذًا ما الهدف؟" سألتَني. "عندما أعود وأولد من جديد، سأكون كالكتاب الفارغ، صحيح؟ رضيع. وكلّ خبرتي وكل ما فعلت في حياتي لن يهم."= "أبدًا ليس كذلك!" جاوبتك. "لديك في داخلك كل المعرفة وكل الخبرات لكل حيواتِك السابقات. أنت فقط عاجز عن تذكرهم الآن."توقفتَ عن المشي فقُلتُ لك:= "روحك أعظم وأجمل وأكبر مما تتخيّل، العقل البشري ليس بقادر سوى على أن يستوعب جزءًا بسيطًا ممن تكون... الأمر أشبه بأن تغمس يديك في كوب من الماء لتعرف إذا ما كان الماء باردًا أم ساخنًا... إنّك تضع جزءًا بسيطًا من نفسك في المستوعب، وعندما تخرجه، تكون قد استَخرجتَ وكسبتَ كلَّ المعلومات التي احتواها ذاك المستوعب.""لقد كنتَ إنسانًا في السنوات الثماني والأربعين الماضية، لذا لَم تتمكن من التمدد قط لتشعر بكل وعيك الهائل.إذا ما أطلنا المكوث هنا، فستبدأ باسترجاع كل ذكرياتك. لكن لا يوجد طائِل من فعل مثل هكذا أمر بين كلِّ حياة."- "كم مِنَ المرات تناسختُ في الحياة إذًا؟" سألتني.= "الكثير من المرات. الكثير الكثير، والكثير من الحيوات الأُخرى." أجبتك. "هذه المرة، سوف تكون فتاةً صينية مزارعة في العام 54 ......
#{البيضة}
#قصيرة
#-آندي
#وير-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721433
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_حجي كُنتَ عائدًا إلى منزلك عند موتك.لقد كان حادث تصادم، لا شيء مميز، لكنها كانت حادثة قاتلة في كلّ الأحوال.لقد تركتَ ورائك زوجة وطفلين، كانت وفاتك بلا ألم. لقد حاول المسعفون جهدهم لإنقاذك لكن دون جدوى. كان جسدك مهشَّمًا وممزقًا فكان من الأفضل أن لا تعود إلى الحياة، صدِّقني...وعندها التقيتني.- "ماذا؟... ماذا حدث؟" سألتَني. "أين أنا؟".= "لقد مُت،" أجبتُك. ليس هناك أيّ ضرورة لإستخدام الكلمات اللطيفة.- "لقد كانت هناك... شاحنة قادمة نحوي وقد فقدتْ السيطرة وبدأتْ تترنْح..."= "نعم." أجبتك.- "لقد... لقد مُت؟!"= "نعم. لكن لا تستاء. فالجميع يموت،" أجبتك.نظرتَ من حولك. لم يكن يوجد إلّا العدم. أنتَ وأنا ولا غير.- "ما هذا المكان؟" سألتني. "هل هذه الآخرة؟".= "تقريبًا،" أجبتك.- "هل أنت الله؟" سألتني.= "نعم،" أجبتك. "أنا الله."- "أولادي... زوجتي،" كانت كلماتك. "ماذا عنهم؟""هل ستكون أمورهم بخير؟"= "هذا ما أود رؤيته،" أجبتك. "لقد تركتَ الدنيا منذ قليل وهمُّك الأساسي عائلتك. هذا أمرٌ جيد."نظرتَ إليَّ بإعجابٍ وانبهار. بالنسبة لك، ما كان مظهري مظهر إله. بل بدوتُ لك كأي رجلٍ عادي، أو امرأة. بدوتُ لكَ شخصًا مبهمًا ذو سلطة رّبما، بل ربّما، أستاذًا في النحو عوضًا عن إله.= "لا تقلق،" قلتُ لك. "ستكون عائلتك بخير. أطفالك سيذكرونك كمثال يحتذى به في كلّ شيء، فما كان لهم الوقت الكافي ليتعرفوا عليك فيحتقروك. أمّا زوجتك فستبكيك في الظاهر، لكنها من الداخل فقد وجدت راحتها... لنكن منصفين، زواجكم كان على شفير الانهيار، إذا ما كان هنالك من عزاء، فسوف تشعر —أي زوجتك— بذنبٍ لكونها قد شعرت بالراحة لرحيلك."- "آه،" قلتَ لي "ماذا سيحصل الآن؟ هل سأذهب إلى الجحيم أو الجنة أو أيّ مكانٍ آخر؟"="ليس أي منهما،" أجبتك. "سوف تعود لتتناسخ وتتقمص."- "ها!" قلتَ باستغراب. "فإذًا كانَ الهندوس على حق فهم يؤمنون بتناسخ الأرواح"= "كل الديانات على حق، بطرقها الخاصة،" أجبتك "اِمضِ معي."أنت تتبعتني بينما كُنّا نتجوّل في العدم.- "إلى أين نحن ذاهبون؟" قلتَ لي.= "ليس إلى مكان محدد،" جاوبتك. "لكنه من الأفضل أن نتمشى عندما نتكلم."- "إذًا ما الهدف؟" سألتَني. "عندما أعود وأولد من جديد، سأكون كالكتاب الفارغ، صحيح؟ رضيع. وكلّ خبرتي وكل ما فعلت في حياتي لن يهم."= "أبدًا ليس كذلك!" جاوبتك. "لديك في داخلك كل المعرفة وكل الخبرات لكل حيواتِك السابقات. أنت فقط عاجز عن تذكرهم الآن."توقفتَ عن المشي فقُلتُ لك:= "روحك أعظم وأجمل وأكبر مما تتخيّل، العقل البشري ليس بقادر سوى على أن يستوعب جزءًا بسيطًا ممن تكون... الأمر أشبه بأن تغمس يديك في كوب من الماء لتعرف إذا ما كان الماء باردًا أم ساخنًا... إنّك تضع جزءًا بسيطًا من نفسك في المستوعب، وعندما تخرجه، تكون قد استَخرجتَ وكسبتَ كلَّ المعلومات التي احتواها ذاك المستوعب.""لقد كنتَ إنسانًا في السنوات الثماني والأربعين الماضية، لذا لَم تتمكن من التمدد قط لتشعر بكل وعيك الهائل.إذا ما أطلنا المكوث هنا، فستبدأ باسترجاع كل ذكرياتك. لكن لا يوجد طائِل من فعل مثل هكذا أمر بين كلِّ حياة."- "كم مِنَ المرات تناسختُ في الحياة إذًا؟" سألتني.= "الكثير من المرات. الكثير الكثير، والكثير من الحيوات الأُخرى." أجبتك. "هذه المرة، سوف تكون فتاةً صينية مزارعة في العام 54 ......
#{البيضة}
#قصيرة
#-آندي
#وير-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721433
الحوار المتمدن
مصطفى حجي - {البيضة} ... قصة قصيرة ل -آندي وير-