رائد مهدي : الخيال .. الكفة الثانية لميزان المعنى
#الحوار_المتمدن
#رائد_مهدي موضوع نقدي كتبته عن قصة (التعويذة) للأديب القاص العراقي(رعد الراشد) وأدناه القصة ويليها الموضوع النقدي:قصة قصيرة جدا التعويذةجمعتُ كل شيء في حقيبتك . وضعتُ الحلوى التي تحبها . ملابسك النظيفة . معجون الاسنان والفرشاة . ملابسك الداخلية . صورتك انت واطفالك . واهمها التعويذة التي جلبتها لك من شيخ الجامع وهي لسلامتك . حافظ عليها واجعلها تلازمك اينما كنت . لا تنس يا ولدي ان تربطها بذراعك الايسر كما اوصاني الشيخ . فهي كما يقول مجربةٌ تحمي صاحبها من كل شر خاصة وانت تقاتل عدواً لا يرحم . لاتك مثل والدك الذي اهملها وجاءني ملفوفا بعلم البلاد شهيداً . وضعت الحقيبة جانباً بعد ان تأكدت من محتوياتها . نهضت وبأصابع مرتعشة امسكت بقطعة قماش واخذت تمسح الغبار من على صورة الشهيد الشاخصة على رصيف الشارع والتي اعتادت ان تجلس تحت ظلها كل يوم تردد نفس الكلمات وبات منظرها مألوفا لدى الناس والاحياء القريبة .ــ عليّ الذهاب الآن فقد تأخرت كثيراً على البيت واطفالك ما زالوا نياماً ينتظرون عودتك .احتضنت الصورة وشمتها بعمق . طبعت قبلةٌ طويلة عليها رددت بصوت عالِِ .ــ ترجع بالسلامة ياولدي .. الله معك.بخطى متعثرة تغيب مسرعة في شارع ضيق وبيوت متهالكة من الصفيح ....------------------------------ الموضوع النقدي :كل نفس بشرية تتوق الى بلوغ معنى يجعل لحياتها مسوغ وحافز للبقاء ، البعض منهم يمتلك القوة والقدرة على صنع المعنى بما اتاحت له الاقدار من مواهب وامكانيات ، وآخرون يمتلكون ارادة فولاذية وإصرار من خلالها ينقشون المعنى على صخرة الظروف وتحت مظلة اعاصير الصعاب والمحن ، ونوع ثالث فريد مميز هو ذلك النوع الذي يستطيع خلق المعنى من اللاشيء كخلق الحياة من الموت وخلق الصوت من الصمت وخلق الحافز من الاحباط وخلق المسار من العشوائية وخلق الطريق من المتاهة المغلقة وخلق الحاضر من الماضي ، إن ماقامت به هذه العجوز في القصة هو بالضبط ذلك الصنف من الناس الذي رغم عدم امتلاكه للقوة ولا القدرة ولا حتى الارادة لتغيير واقعه ورغم افتقارها لكل ذلك لكنها تكافح من اجل البقاء على قيد الحياة رافضة ان تكون حياتها دون معنى ودون هدف وإن خذلها الواقع من كل جهة فللخيال صولة وجولة تعدل ميزان المعنى في ذهن البشر ، وهنالك شواهد كثيرة تطابق مثال تلك العجوز فهناك الكثير ممن خذلهم الواقع خذلانا شديدا وهزمتهم الظروف شر هزيمة لكنهم في الخيال منتصرون وابطال وعباقرة . إن فكرة الكاتب لها مايبررها واقعا وشواهدها كثيرة فكانت القصة من رحم الواقع ، اما الجانب الشيق في القصة فهو الحركة الزمنية للاحداث والتي كانت على شقين : عجوز من الزمن الحاضر وشاب من الزمن الماضي ، لقد مازج الكاتب ازمنته من اجل خلق دهشة في احساس المتلقي لأجل زيادة تعاطفه مع بطلة القصة ومن اجل بلوغ أثر من دون سبق استعداد او توقع طبيعي لنهاية احداث القصة، لقد اوجز الكاتب رؤيته بشخصيتين فقط كانت عجوز وابنها وكان الحديث لشخص واحد وكان المستمع واحد ، لقد اعطى الكاتب مساحة شاسعة دون صوت او مداخلات وذلك من اجل الاصغاء لصوت تلك العجوز البائسة التي كان سيضيع لو تداخلت معها اصوات اخرى وكي لاتتشتت وحدة وبساطة المضمون ، ومن وجهة نظري أن المعنى للحياة هو كالثياب ، يحتاج المرء ان يتجرد منها احيانا ، واغلب الاحيان لايمكنه الظهور من دونها ، الثوب والمعنى كلاهما يؤديان ذات الغرض فالأول يلبس جسده والآخر يلبس رغبته بالحياة فتندفع بصاحبها وتسوقه الى الامام من اجل الانجاز الحقيق ......
#الخيال
#الكفة
#الثانية
#لميزان
#المعنى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687751
#الحوار_المتمدن
#رائد_مهدي موضوع نقدي كتبته عن قصة (التعويذة) للأديب القاص العراقي(رعد الراشد) وأدناه القصة ويليها الموضوع النقدي:قصة قصيرة جدا التعويذةجمعتُ كل شيء في حقيبتك . وضعتُ الحلوى التي تحبها . ملابسك النظيفة . معجون الاسنان والفرشاة . ملابسك الداخلية . صورتك انت واطفالك . واهمها التعويذة التي جلبتها لك من شيخ الجامع وهي لسلامتك . حافظ عليها واجعلها تلازمك اينما كنت . لا تنس يا ولدي ان تربطها بذراعك الايسر كما اوصاني الشيخ . فهي كما يقول مجربةٌ تحمي صاحبها من كل شر خاصة وانت تقاتل عدواً لا يرحم . لاتك مثل والدك الذي اهملها وجاءني ملفوفا بعلم البلاد شهيداً . وضعت الحقيبة جانباً بعد ان تأكدت من محتوياتها . نهضت وبأصابع مرتعشة امسكت بقطعة قماش واخذت تمسح الغبار من على صورة الشهيد الشاخصة على رصيف الشارع والتي اعتادت ان تجلس تحت ظلها كل يوم تردد نفس الكلمات وبات منظرها مألوفا لدى الناس والاحياء القريبة .ــ عليّ الذهاب الآن فقد تأخرت كثيراً على البيت واطفالك ما زالوا نياماً ينتظرون عودتك .احتضنت الصورة وشمتها بعمق . طبعت قبلةٌ طويلة عليها رددت بصوت عالِِ .ــ ترجع بالسلامة ياولدي .. الله معك.بخطى متعثرة تغيب مسرعة في شارع ضيق وبيوت متهالكة من الصفيح ....------------------------------ الموضوع النقدي :كل نفس بشرية تتوق الى بلوغ معنى يجعل لحياتها مسوغ وحافز للبقاء ، البعض منهم يمتلك القوة والقدرة على صنع المعنى بما اتاحت له الاقدار من مواهب وامكانيات ، وآخرون يمتلكون ارادة فولاذية وإصرار من خلالها ينقشون المعنى على صخرة الظروف وتحت مظلة اعاصير الصعاب والمحن ، ونوع ثالث فريد مميز هو ذلك النوع الذي يستطيع خلق المعنى من اللاشيء كخلق الحياة من الموت وخلق الصوت من الصمت وخلق الحافز من الاحباط وخلق المسار من العشوائية وخلق الطريق من المتاهة المغلقة وخلق الحاضر من الماضي ، إن ماقامت به هذه العجوز في القصة هو بالضبط ذلك الصنف من الناس الذي رغم عدم امتلاكه للقوة ولا القدرة ولا حتى الارادة لتغيير واقعه ورغم افتقارها لكل ذلك لكنها تكافح من اجل البقاء على قيد الحياة رافضة ان تكون حياتها دون معنى ودون هدف وإن خذلها الواقع من كل جهة فللخيال صولة وجولة تعدل ميزان المعنى في ذهن البشر ، وهنالك شواهد كثيرة تطابق مثال تلك العجوز فهناك الكثير ممن خذلهم الواقع خذلانا شديدا وهزمتهم الظروف شر هزيمة لكنهم في الخيال منتصرون وابطال وعباقرة . إن فكرة الكاتب لها مايبررها واقعا وشواهدها كثيرة فكانت القصة من رحم الواقع ، اما الجانب الشيق في القصة فهو الحركة الزمنية للاحداث والتي كانت على شقين : عجوز من الزمن الحاضر وشاب من الزمن الماضي ، لقد مازج الكاتب ازمنته من اجل خلق دهشة في احساس المتلقي لأجل زيادة تعاطفه مع بطلة القصة ومن اجل بلوغ أثر من دون سبق استعداد او توقع طبيعي لنهاية احداث القصة، لقد اوجز الكاتب رؤيته بشخصيتين فقط كانت عجوز وابنها وكان الحديث لشخص واحد وكان المستمع واحد ، لقد اعطى الكاتب مساحة شاسعة دون صوت او مداخلات وذلك من اجل الاصغاء لصوت تلك العجوز البائسة التي كان سيضيع لو تداخلت معها اصوات اخرى وكي لاتتشتت وحدة وبساطة المضمون ، ومن وجهة نظري أن المعنى للحياة هو كالثياب ، يحتاج المرء ان يتجرد منها احيانا ، واغلب الاحيان لايمكنه الظهور من دونها ، الثوب والمعنى كلاهما يؤديان ذات الغرض فالأول يلبس جسده والآخر يلبس رغبته بالحياة فتندفع بصاحبها وتسوقه الى الامام من اجل الانجاز الحقيق ......
#الخيال
#الكفة
#الثانية
#لميزان
#المعنى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687751
الحوار المتمدن
رائد مهدي - ((الخيال .. الكفة الثانية لميزان المعنى))