الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
شهد السويدي : ثلاثة كلمات سحرية لتهدئة شخص يحتضر
#الحوار_المتمدن
#شهد_السويدي "يأتي المساء فتضم الزهرة أوراقها وتنام معانقة شوقها، وعندما يأتي الصباح تفتح شفتيها لاقتبال قبلة الشمس، فحياة الأزهار شوق ووصال، دمعة وابتسامة.كذا النفس تنفصل عن الروح العام وتسير في عالم المادة، وتمر كغيمة فوق جبال الأحزان وسهول الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت، إلى بحر المحبة والجمال، إلى الله".جبران خليل جبرانفي الساعة الثالثة عصراً من يوم الأثنين أعلن الموت قدومهُ اليهِ، كان يبلغ ثمان سنوات فقط! خلاياه السرطانية لم تعد تستجيب لأي علاج وكان عددها يتضاعف يومياً ليلتهم بقاياه.لم يعاني من غدر الغرباء أو الأقرباء لكن نخاعه هو من خانه، ذلك النخاع الذي رافقه منذ أن كنت أحمله في احشائي وشعر به وسمع افكاره وسرى دمه بين ثناياه، فالخيانة دوماً تكون ممن هم أقرب إلينا من حبل الوريد. لقد توقف نخاع العظم عن إنتاج خلايا بيض وحمر كافية له وأصبحت وظيفته فقط إنتاج الخلايا السرطانية، حيث كانت خلايا متكاثفة ومتجانسة لترقص داخل جسمه الصغير بمحتواها السرطاني الخبيث معلنةً بابتسامة ماكرة قرب النهاية .كان متعباً جداً ويمكن رؤية ذلك بوضوح من خلال عينيه الصغيرتين اللتين تلمعان كحبتي لؤلؤ يسعى قرصان الموت لاصطيادهما.هل يستطيع ذلك القرصان القاسي رؤية الحب الذي يتجلى لكل مظاهر الحياة من خلالهما؟كان يحب الحياة كحبه لقطع الحلوى التي يختطفها كعاشق يخطف معشوقته لجعلها تذوب حلاوةً في فمه.حبه للبساطة ورضاه عن الحياة تستطيع سماعه من خلال صوته الذي يحاكي صدى الوادي وهو يلعب العابه المفضلة حاملاً كرته التي لا يزال يستطيع لمسها ومالئاً صدره بعبير الخزامى "اللا&#1700-;-ندر" الذي ينبعث من تلك الكرة. لقد احب الحياة بكل تفاصيلها، و عمل كل ما بوسعه ليشعر انه لا يزال حياً.من السهل اكتشاف الموت و الشعور به، فهو يجلس دائماً تحت أعيُننا شاحذاً سيفه الذي لا مفر منه، مرسلاً لنا الإشارات المختلفة، يفقدنا الشهية، يجهد نفوسنا، يجعل موجات البرد تعصف بأطرافنا ليطفئ النار الحمراء المتدفقة في عروقنا مضعفاً توهجها يوماً بعد يوم، ليعلن جهاز الدوران خيانتهُ لنا أيضاً، فيصبح كاحلنا متورماً ويكون الوقوف عليه شبه مستحيل و بذلك تصل اجسامنا إلى نهايتها المحتومة.عند مساء يوم الأثنين كانت درجة حرارته 107.2 فهرنهايتية.تجمع الأطباء والممرضات خارج غرفتهِ في المستشفى، بعد أن غزا وحش السرطان كافة أعضاء جسدهِ الهزيل فوجدت نفسي في أجواء صاخبة فوضوية أجلس مواجهة لطبيب الاورام الذي كان يتحدث معي بنبرة وقورة مفعمة بالتعاطف كأنه رسول الموت بذلك الرداء الأبيض، فهل يخاف الموت منا نحن البشر؟ فلا يبلغنا هو بقرب النهاية ويصاحب شخص من بني جنسنا يضمه إلى كنفهِ ليكون لسانه الناطق؟ وهل يتعاطف الموت مع عبثنا الوجودي وبؤسنا بعد أن أعطتنا الحياة ذلك الأمل الزائف لنواصل رحلتها الفوضوية؟هل الموت أرفق بنا من الحياة ولا يحب خداعنا مثل الحياة؟ أم هل أن الموت هو ظل الحياة دائماً وأبداً؟فقال بصوت منخفض:إبنكِ يحتضر، من المحتمل الا يعيش خلال الساعتين القادمتين، لن ينجو هذه الليلة.كنت مصدومة ولم أستطع التنفس، فخلال العامين الماضيين كنت أقاتل من أجله وبشراسة لاخضاعه لتجربة العلاج المناعي الذي يفترض أنه سيكون منقذه للحياة حيث تمت إعادة برمجة خلاياه السرطانية وتدميرها، فكانت الخلايا التائية لمستضد الكيميري (خلايا CAR Ts) هي المعجزة التي يتحدث عنها الجميع وصرت أدعو الله أن يحتضن بتلك المعجزة جسد طفلي، متمسكة بخيط الأمل الز ......
#ثلاثة
#كلمات
#سحرية
#لتهدئة
#يحتضر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742313