الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
#عبدالجبار_الرفاعي : ولادة مجهضة لبذرة مثقف ديني عراقي
#الحوار_المتمدن
##عبدالجبار_الرفاعي وُلِدت بذرةُ "المثقّف الديني النقدي" العراقي بولادة "وعّاظ السلاطين" لعلي الوردي، وغذّاها ببعض الأفكار في أعماله الأخرى، غير أن هذه البذرة وُلِدت ولادةً مجهضة، ولم يكتمل تشكّلُ هذا النوع من المثقّف حتى اليوم، المثقّف الذي أبصرت نواتُه النورَ في أعمال الوردي، بفعل افتقار المجتمع العراقي للشروط الضرورية لتكوّنه وتكامله. لبثت تتعثر محاولات تكوّنه سنوات طويلة، وإن كنا نقرأ اليوم كتاباتٍ عراقية تتسلح بعقلانية نقدية، تؤشر لبدايات تكوّن "مثقّف ديني نقدي". انصرف الوردي تدريجيا عن الكتابة في الموضوع، واهتم بدراسة وتحليل قضايا مجتمعية لا تتصل مباشرة بالدين. بعد ان أجهضت ولادةَ هذا النوع من المثقّف القيمُ التقليدية الراسخة في العشيرة، ونمطُ التدين الكلامي الفقهي الذي تنتجه معاهدُ التعليم الديني. لم يجد المثقّف الديني النقدي الشروطَ الضرورية لتكوينه وتطوره، في مجتمع مازال ينتمي للماضي أكثرَ من الحاضر، وللتراث أكثرَ من الحداثة، وللقبيلة أكثرَ من الدولة، وللخرافة أكثرَ من العقل، وللتفسير الغيبي للظواهر الطبيعية أكثرَ من التفسير العلمي، وللموت أكثرَ من الحياة. روافدُ تشكّل هذا النوع من المثقّف مركبةٌ مزدوجة، تعتمد نمطين من المنابع: منبع تراثي أولًا، إذ لا مثقف ديني بلا دراية علمية بالتراث الديني. ومنبع حديث ثانيًا، إذ لا مثقف ديني بلا خبرة جادة بالعلوم والمعارف الجديدة. علي الوردي يمتلك تكوينًا أكاديميًا رصينًا في علم الاجتماع، ولديه خبرةٌ واسعةٌ بثقافة المجتمع العراقي وتقاليده وأعرافه وفلكلوره، وتاريخه في القرنين الأخيرين، غير أنه كان يفتقر لتكوينٍ مماثل في الفلسفة وعلم الكلام وأصول الفقه والفقه وغيرها من علوم الدين، لذلك كانت أحكامُه تتموضع في تمثلات الدين المجتمعية والفردية، وقلّما تلامس البنيةَ التحتية والأنساقَ الاعتقادية العميقة، بوصفها المنابع الأساسية التي تبتني عليها وتتغذّى منها تلك التمثلات. يعتمد تشكّلُ المثقّف الديني النقدي على البيئة الحاضنة بمختلف مكوناتها، وأهمها: وجود "مجتمع معرفة"، فلن يتشكل المثقّف الديني النقدي مالم يتشكل مجتمعُ المعرفة، الذي يمثل البنية التحتية لتكون هذا المثقّف. في "مجتمع المعرفة" يسود وعيٌ نقدي ينطوي على عدمِ الارتياب من العلوم والمعارف الحديثة، وعدمِ تحريم الأسئلة الكبرى، وعدمِ منع التفكير الحرّ، وعدمِ تعطيل العقل الخلّاق الذي يقتحم المناطَق الممنوعة في التفكير، والذي يتخطى مدياتِ السقف المتعارَف عليه في المجتمع للرأي والتساؤل الجديد. المثقّف الديني النقدي يتخذ العقلَ مرجعية، ولا يتردّد في النقد العلمي لمختلف المسلّمات والمفاهيم المتجذّرة والقناعات الراسخة. لا يخيفه اللايقينُ والشك، يعلي من قيمة العلم والتعليم، لا يؤجل التفكيرَ بأيّة قضية راهنة، ولا تثنيه أيةُ ذريعةٍ عن فتحِ أرشيفات التاريخ المطمورة، ودراسة ما هو منسي ومهمَّش ومتكتَّم عليه فيها، والإعلانِ عن محتوياتها وغربلتها مهما كانت. وعي المثقّف الديني النقدي يفضح المسكوتَ عنه في التراث، ويكتشف أنساقَه المضمرة، وأشكالَ السلطات السياسية والروحية وشبكاتِ المصالح المتنوعة، وآثارها في تكوين التراث وتكريسه واستمراريته، ويعرف مواطنَ القصور في دين الآباء، وعجزَه عن الإصغاء لإيقاع الحياة الجديدة. يتميز هذا المثقّف باستيعابه للتراث، وخبرته براهن الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع، واهتمامه بدراسةِ الدين وأشكالِ تعبيراته المختلفةِ في الحياة، وتحليله العلمي لتمثّلاته في الحياة الشخصية والاجتماعية. إنه مثقفٌ قادر على تقديمِ فهمٍ نقدي للتراث، ف ......
#ولادة
#مجهضة
#لبذرة
#مثقف
#ديني
#عراقي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702251