الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : انثروا الطيبة-قصة
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني انثروا الطيبة-قصة قصيرةيوم مشمس، نعم، ولكن النشرة الجوية على شاشة التلفزيون تقول بأن هذه الشمس مخادعة، درجة الحرارة عشر درجات تحت الصفر وستصبح على جلده، كما يقول الرقم الآخر على الشاشة، سبع عشرة درجة مئوية بسبب تأثير الرياح. تذكر زميله الذي وصل المدينة ونزل عند أصدقائه، عندما رأى الشمس ساطعة في السماء ارتدى قميصاً بكم قصير ليخرج ويستمتع بهذه الشمس، وعند الباب رأته سيدة البيت، فتعجبت مما تراه، وقبل أن تتمكن من إيقافه أو تحذيره كان قد خرج من باب البيت، أغلقت الباب خلفه ووقفت تنتظر، ما أن وصل طرف الشارع أمام البيت حتى ارتد كمن لسعته أفعى، رن جرس الباب وبدأ بطرقه بشدة، تباطأت في فتحه، فتحت له الباب، كان أفراد الأسرة في الصالون، انفجروا ضاحكين، وصارت قصته تروى في كل مناسبة. مضى على ذلك الحادث ثلاث سنوات. صديقه هذا عاد قبل أيام من زيارة للوطن يحمل معه هدية له من والدته، وسيحضر هذا اليوم من المدينة التي انتقل إليها ليلتقيه ويسلمه الهدية، اتفقا أن يلتقيا في محطة الحافلات الرئيسية حيث سيصل بعد ساعة ونصف.أعد قهوة الصباح في الغلاية الكبيرة من البن المتبقي، لم يقتصد في استعمال البن لأن هدية الوالدة لا بد أن تحتوي كمية جيدة من البن. تخيل والدته حين تذهب إلى المحمص الذي تتعامل معه منذ سنوات وتطلب منه كيلوغرام من البن بنسبة الثلث محروقة، وأن يوزع الكمية على أربعة أكياس وأن يحكم إغلاقها وتشميعها كالعادة للسفر. اجتاحته مشاعر الحنين لها وللبيت، طالت غيبته هذه المرة، أخذته الحياة هنا، دراسة وعمل. انتبه لفوران القهوة قبل أن تنسكب، رفعها عن النار واتجه إلى الكرسي الموضوع قرب النافذة، وأعطى نفسه حقها في الاستمتاع باحتساء فنجانين قبل أن ينطلق إلى لقاء صديقه.بمجرد خروجه من باب العمارة شعر بشدة البرد على وجهه، هذه المشكلة التي لا حل لها في مواجهة هذا البرد، خاصة البرودة الزائدة الناجمة عن الريح، أجزاء الجسم الأخرى يمكن حمايتها جيداً وإن تسلل إليها البرد فإنه يكون محتملاً. الريح والبرد أنزلا دموعه، فقرر التراجع عن خطته بأن يسير كامل المسافة حتى موقف الحافلات في الهواء الطلق. "أي هواء طلق هذا؟" حدث نفسه، وقرر أن يجزئ المسافة، يمشي نحو المجمع التجاري (المول) الضخم القريب ويدخل من بابه الجنوبي ويقضي بعض الوقت فيه ثم يخرج من الباب الشمالي، ويسير المسافة القصيرة المتبقية إلى الموقف. غطى ما يمكن تغطيته من وجهه وغذّ السير محاذراً الانزلاق على الثلج المتراكم. دلف المدخل واستقبلته دفقة هواء دافئ شعر بها تزيح طبقة من البرد العالق على وجهه، خلع المعطف الثقيل والطاقية وتفقد الوقت، يمكنه قضاء ثلث ساعة هنا في الدفء ويخرج بعدها ليصل الموقف مع موعد وصول صديقه.مشى على مهله، يتوقف أمام بعض الواجهات دون هدف. ووصل الفسحة الكبيرة التي تتوسط صفوف المحلات في الجناح الجنوبي من المول. طاولة مغطاة بغطاء ملون مزركش تتدلى منها أشرطة ملونة، وعليها مجموعة من السلال الصغيرة الملونة المليئة بقطع صغيرة متنوعة من الشوكلاتة والسكاكر الملفوفة بأوراق وقطع سولوفان ملونة. تقف إلى جانب الطاولة سيدة خمسينية كما قدّر وشابة عشرينية. السيدة الخمسينية تدعو المارة لتضيفهم مما على الطاولة وتعرض عليهم كتابة كلمة أو جملة قصيرة على قصاصات ملونة على أشكال دوائر ومربعات ومثلثات يتدلى من كل قصاصة خيطاً، بعض من كانوا حول الطاولة كتبوا كلمات وعلقوا القصاصات على هيكل خشبي يشبه شجرة، لتتدلى الأوراق على أغصان الشجرة. الشابة العشرينية منشغلة بالكتابة على لوح أسود محمول على قائمتين، تحمل بيدها صندوقاً صغيراً فيه طب ......
#انثروا
#الطيبة-قصة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708221