الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامح عسكر : صورة أخرى للشخصية الانطوائية
#الحوار_المتمدن
#سامح_عسكر من أكثر المفاهيم التي يُساء فهمها هي "الانطوائية" فيحكم الناس على الشخص الانطوائي بالعدوانية والجنون، برغم أن تجارب هؤلاء في المجتمع لم تثبت هذه النتيجة غالبا، فكثيرا من المبدعين والفنانين والفلاسفة كانوا شخصيات انطوائية، ودعاة السلام والمحبة كثير منهم انطوائيين..ومثال الرهبنة في الأديان الغنوصية والصوفية والزهد نموذج لذلك..وعندي أن أحد أسباب كراهية الشخص الانطوائي لدى البعض هو شعورهم نحوه بالغبُن والاستعلاء، فيعتقدون أنه متكبرا مغرورا أو يراهم بصور مسيئة لا يرضوها لأنفسهم، وفي ظل عدم اعترافهم بهذا الدافع لكنه يظل كامنا في الأنفس ضامرا في الوعي لا يبيحون به لأسباب تتعلق أحيانا بالفضيلة وحرص هؤلاء على عدم إيذاء وشعور الآخرين بما يعتقدوه، ولأسباب أخرى تتعلق بالمصالح ..فحين يصرح أحدهم بأن شخصا ما انطوائيا هو مغرورا أو متكبرا فسيؤدي ذلك إلى الصدام ليس فقط مع الضحية الانطوائية ولكن مع أنصاره والمجتمع أحيانا، ولذلك عندي أن أي اتهامات تصدر لشخص انطوائي لمجرد عزلته – لا أفكاره وسلوكياته – أنظر فيها من حيث طبيعة المصدر والقائل من ناحية، وعلاقته بالانطوائي من ناحية أخرى..أو قد يكون الشخص الانطوائي لا يعتزل المجتمع بالكلية ولكنه يعتزل فصيلا من الناس على أساس النوع والجنس أو الدين والهوية، ففي الواقع توجد شخصيات في عالم الإنترنت لا تتفاعل سوى مع النساء أو أكثر تفاعلاتهم مع الجنس الناعم، وهذا قد يكون سببا كافيا لاتهام الشخص بالتزلف الجنسي أو الإغواء بدرجاته، لكن ما لا يدركه البعض أن فئة من الرجال لها أهدافا ونموذج حياة لا يتحقق في عالم الذكور بل يجدوها أكثر في الأساليب النسوية وأفكارهن، ومن ضمن الأهداف ونماذج الحياة الذكورية التي تتحقق في عالم النساء هو (اللاعنف) فالميول الذكورية للاعنف حينها تدفع صاحبها للتقرب إلى النساء ليس بقصد الإغواء والجنس ولكن لشعوره بالراحة النفسية والسلام الروحي، إضافة للتفاعل مع الآخر كون الذكر وقتها أكثر شغفا لرؤية عالم الإناث من الداخل، وهذا تفسير لكيف أن حالات كثيرة من تلك الشخصيات تتسم بالهدوء والتسامح ونظافة اللسان..وعندي أن نموذج الأديب المصري "إحسان عبدالقدوس" خير شاهد على براعة تلك الشخصية أو أنها ليست عدوانية مجنونة كما يعتقد البعض، فإحسانا لم يكن من الشخصيات المنفتحة اجتماعيا وعاش حياته محافظا ..لكن هذه المحافظة لم تنعكس على أفكاره التي تبنى فيها قضايا النساء واشتهر بأديب الجنس الناعم، وفي الفكر تعد أعماله محورا للنسوية العربية ونقل معاناة المرأة النفسية والاجتماعية للإعلام، والفكرة العامة أن (اللاعنف) هو مدخل مهم لمعرفة تلك الشخصيات، وبالطبع لا تعميم فيوجد من الصنف الآخر الشهواني أو العدواني العنصري ضد النساء والمغتصب الذي يتقرب إليهن بنوايا سيئة..فالشخصية الانطوائية ليست بالضرورة أنها معادية مجنونة، بل إن كثيرا من الانطوائيين لا مشكلة لديهم في الانفتاح والجلوس مع الآخرين والاستمتاع بجلسات السمر واللهو، لكن تبقى العزلة هي المفضلة لديهم..مما يعني أن المشكلة هنا في (اللاعنف) كمصدر أساسي لتقييم شخصية الانطوائي، فلو كان الانطوائي عنيفا فلربما كان ذلك له أسبابه النفسية والصدمات أو الغرور والقناعة بالتفرد المطلق..وهذا نوع من الجنون بالفعل، أن يعتقد الإنسان بتفرده المطلق وتميزه على ما سواه في كل شئ، أما لو كان ذلك الشخص بريئا من العنف وطبيعته هادئة مسالمة..فالأقرب أنهم يجدون هذا الهدوء في عزلتهم أكثر فيميلون للعزلة من تلك الناحية، وهي أن اعتزال الناس يوفر لهم أٌقصى درجات الراحة والبعد عن صخب الحيا ......
#صورة
#أخرى
#للشخصية
#الانطوائية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721683