الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ابراهيم سبتي : المُقْنِع والمعقول في الرواية
#الحوار_المتمدن
#ابراهيم_سبتي في السرد الروائي ، احداث كثيرة متشابكة ومتفرعة ، وثمة حلول تلوح بين طياتها يحتاجها في سياق سرده للوصول الى الخاتمة التي خطط لها دون تهويل مصطنع للأحداث او المبالغة فيها. هذا التواصل في الكتابة ، ربما يُظهر بعض المشاهد الغارقة في الغلو والمغالاة والتضخيم والتي ربما لم ينتبه اليها الكاتب ، او قد تكون موجودة ضمن مخطط الكتابة سلفا ، اي انه يقصدها . فمثلا كتب احد الروائيين يقول بما معناه بأن الطائرة اخذت تترنح في الجو فدبّ الرعب والهلع بين الركاب ،فنهض ( بطل الرواية ) راكضا نحو قُمرة القيادة فوجد الطيار يمسك برأسه متألما . سحبه ليجلس في مكانه ويواصل قيادة الطائرة وسط هتافات الركاب وفرحهم الغامر. وقد تناسى الكاتب بأن ثمة طيار مساعد يجلس الى جنب الطيار قائد الطائرة ، اضافة الى الطيار الآلي وهو ما يفصح عن قصور في بنك معلوماته التي يفترض به ان يلّم بكل المعارف والتفاصيل في رسم مشاهده . ويبدو ان القراء وان كانوا من مختلف الشرائح والطبقات والمستويات ،فسوف لن يقتنعوا مطلقا بهكذا مشهد وان وجد هذا الراكب الخارق ، فهو لا يشكل نسبة تذكر في الواقع المعقول. انها رواية ويجب ان تكون جميع احداثها مقنعة ومقبولة كي لا تقع في خانة الضعف وربما السخرية , فالواقع يقول غير ذلك فعلى كاتب النص التعويل على ما يتقبله العقل لأنه هو المعني اولا واخيرا. كاتب آخر يقول : نزلوا من السيارة وصعدوا الجبل وراحوا ينظرون الى القرية في الاسفل . هل هذا معقول ؟ هل صعود الجبل صار سهلا لهذه الدرجة ؟ نعرف ان تسلق الجبال قد يستغرق ساعات وربما عدة ايام وهو زمن طويل حتما وقد يتعرض لكثير من المفاجآت ربما . ولو ذكر لنا انهم صعدوا التل او المرتفع لأقنعنا . هذه المبالغات تضع الكاتب امام تقييم خطير من قبل القراء الذين هم من يقيّمون العمل الروائي اضافة الى النقاد . و نجد احد الكتاب يكتب حوارا بين احد الزبائن وبين عامل المقهى البسيط ،الذي يتكلم بلسان عالم لغوي جهبذ او عالم نحرير وخبير في اللسانيات او عالم فلك لا مثيل له . نحن لا نقلل من شان هذا العامل ولكن الواقع الروائي يختلف تماما . فحين يضع الحوار على لسانه يجب ان يكون بسيطا كبساطته ومفهوما وبمستوى يعادل عمله المتواضع . انها اخيلة قد تدفع الكاتب الى ارتكاب المبالغات التي لا يمكن معالجتها الا برفعها من السرد والاستمرار به كما مخطط له كي يتقبله القارئ الذي ما عادت بعض المبالغات تمرّ به مرورا عابرا دون ان تستوقفه ويفكر بها ويحللها . اما بطل الرواية الذي يهب لنجدة العائلة في داخل البيت المحترق، فهدا حدث يحتاج الى الاقناع . فالناس تتجمع امام البيت الذي تتعالى منه النيران والعائلة في الداخل لا يُعرف مصيرها ، فينبري احد الواقفين ويتخذ قرارا بالدخول وبعد دقائق ، استطاع اخراجهم فردا فردا وهم اصحاء ولا اي أثر او خدش او حتى سعال او غثيان التي عادة ما يصاب بها الانسان في الحرائق. والاهم ان بطلنا بعد ان يُخرجهم جميعا يدخل هذه المرة لإنقاذ بعض الاشياء الثمينة ثم يطل على المتجمهرين يبتسم ويلوح للناس منتصرا. وقد نسي الكاتب انه قال بان النيران تمنع خروج العائلة المحاصرة لأنها التهمت كل شيء ووصلت الى الباب . هذه مبالغة واضحة وفات الكاتب بان يذكر بان النيران اصابت بطله او افراد العائلة ولو بشيء معقول لزيادة منسوب القبول . ونورد ذلك مع يقيننا بان الكثير من هذه الحالات تمت وحدثت في الواقع واصيب المنقذ بحروق شديدة واختناق . ان الكاتب الصادق بكتاباته وسرده ، هو بالتأكيد من يُرضي الجميع بما يطرحه ، والذي يريد النجاح عليه ان يبتعد عن المشاهد الصعبة التي لا يُحسن التعامل مع ......
#المُقْنِع
#والمعقول
#الرواية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754858