جلبير الأشقر : شبحٌ ينتاب العالم – شبح الفاشية الجديدة
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر قبل قرن وثلاثة أرباع، بدأ ماركس وإنغلز بيانهما الشيوعي الشهير بعبارة رنّانة شهيرة: «شبحٌ ينتاب أوروبا – شبح الشيوعية». كان ذلك عصر صعود اليسار الأول في أعقاب تجذّر الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر وعلى مشارف الموجة الثورية العظمى التي اجتاحت أوروبا في عام 1848، عام صدور ذلك البيان بالذات. وقد استمرّ اليسار بالصعود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى بلغ أوجّ تجذّره وانتشاره في أعقاب الثورة الروسية التي انفجرت في عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى.بيد أن المرحلة التاريخية التي تلت تلك الحرب شهدت صعود «شبح» جديد، هو شبح الفاشية الذي ما لبث أن هيمن على قسم هام من أوروبا في الثلاثينيات، قبل أن تحاول ألمانيا النازية أن تفرض نظامها على أوروبا بأسرها بواسطة السلاح. لكنّ هزيمة دول «المحور»، وأهمها إيطاليا واليابان فضلاً عن ألمانيا، قضت على الموجة الفاشية تلك، وأحالت اليمين الأقصى إلى وجود هامشي طيلة عقود. بالمقابل فإن مساهمة الاتحاد السوفييتي الأساسية في دحر المحور الفاشي أعطت نفَساً جديداً للتيار الشيوعي (ليست شيوعية ماركس وإنغلز الديمقراطية الجذرية بالتأكيد، بل «شيوعية» ستالين) لبضعة عقود، انتهت بانهيار المنظومة البيروقراطية الدكتاتورية في شرق أوروبا، وهو ما رمز إليه سقوط جدار برلين في عام 1989.تزامن ذلك مع هجمة شاملة للرأسمالية بوجهها الأكثر رجعية، متمثّلاً بالنيوليبرالية، أي الرأسمالية الفاحشة القائمة على طفيلية القطاع المالي وعلى تفكيك الإصلاحات الاجتماعية التي تحققت في السنوات التي تبعت الحرب العالمية الثانية. لا بل هيمنت النيوليبرالية على القسم الأعظم ممّا بقي من يسار، لاسيما التيار الاشتراكي، بل وبعض الأحزاب الشيوعية. وترافق كل ذلك مع دخول العالم في مرحلة انتقالية أحادية القطب، تصرّفت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية، رائدة الردّة النيوليبرالية، بعنجهية عدوانية دشّنتها بتدمير العراق في عام 1991، ثم كمّلتها بخوضها حرب كوسوفو في عام 1999، وبعدها احتلال أفغانستان والعراق في مستهل القرن الحالي.هذا وقد ولّدت الأزمة المعيشية الحادة التي أحدثتها الردّة النيوليبرالية، سخطاً اجتماعياً متفاقماً لم يكن ما بقي من يسار قادراً على تجييره ضد النيوليبرالية ومن أجل إعادة وضع العالم على سكّة التقدم ودولة الرفاهية والمساواة الاجتماعية. بل استفادت من ذلك السخط تيارات أقصى اليمين الساعية إلى إحلال العداء العرقي أو القومي أو الطائفي بين قسم من المجتمع وآخر، محلّ العداء الطبقي بين جماهير الشغيلة وأرباب الرأسمالية الفاحشة. وقد تفاقم التجذّر اليميني منذ احتداد أزمة الاقتصاد الرأسمالي النيوليبرالي في عام 2008، مع انتشار نمط جديد من الفاشية يختلف عن القديم بتظاهره باحترام قواعد الديمقراطية الانتخابية، وقد درجت عليه تسمية «النيوفاشية»، أي الفاشية الجديدة.شكّل انزلاق حكم فلاديمير بوتين في روسيا نحو اليمين الأقصى محطة رئيسية في هذا المسار، بما جعله تدريجياً بطل الصعود النيوفاشي العالمي، الذي شمل بعض دول أوروبا الشرقية، لاسيما المجر التي يحكمها الزعيم اليميني المتطرّف فكتور أوربان منذ عام 2010 (وقد كانت النمسا سبّاقة في مجال صعود اليمين الأقصى)، وكذلك الهند، أكبر دولة ديمقراطية في العالم من حيث تعداد السكان، حيث وصل ناريندرا مودي إلى سدّة الحكم في عام 2014، وتبعه مرادفه الفيليبيني رودريغو دوتيرتي في عام 2016، بل بلغت موجة اليمين الأقصى الولايات المتحدة ذاتها مع اعتلاء دونالد ترامب سدّة الرئاسة بدءاً من عام 2017، وأيضاً أوروبا الغربية مع ......
#شبحٌ
#ينتاب
#العالم
#الفاشية
#الجديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752951
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر قبل قرن وثلاثة أرباع، بدأ ماركس وإنغلز بيانهما الشيوعي الشهير بعبارة رنّانة شهيرة: «شبحٌ ينتاب أوروبا – شبح الشيوعية». كان ذلك عصر صعود اليسار الأول في أعقاب تجذّر الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر وعلى مشارف الموجة الثورية العظمى التي اجتاحت أوروبا في عام 1848، عام صدور ذلك البيان بالذات. وقد استمرّ اليسار بالصعود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى بلغ أوجّ تجذّره وانتشاره في أعقاب الثورة الروسية التي انفجرت في عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى.بيد أن المرحلة التاريخية التي تلت تلك الحرب شهدت صعود «شبح» جديد، هو شبح الفاشية الذي ما لبث أن هيمن على قسم هام من أوروبا في الثلاثينيات، قبل أن تحاول ألمانيا النازية أن تفرض نظامها على أوروبا بأسرها بواسطة السلاح. لكنّ هزيمة دول «المحور»، وأهمها إيطاليا واليابان فضلاً عن ألمانيا، قضت على الموجة الفاشية تلك، وأحالت اليمين الأقصى إلى وجود هامشي طيلة عقود. بالمقابل فإن مساهمة الاتحاد السوفييتي الأساسية في دحر المحور الفاشي أعطت نفَساً جديداً للتيار الشيوعي (ليست شيوعية ماركس وإنغلز الديمقراطية الجذرية بالتأكيد، بل «شيوعية» ستالين) لبضعة عقود، انتهت بانهيار المنظومة البيروقراطية الدكتاتورية في شرق أوروبا، وهو ما رمز إليه سقوط جدار برلين في عام 1989.تزامن ذلك مع هجمة شاملة للرأسمالية بوجهها الأكثر رجعية، متمثّلاً بالنيوليبرالية، أي الرأسمالية الفاحشة القائمة على طفيلية القطاع المالي وعلى تفكيك الإصلاحات الاجتماعية التي تحققت في السنوات التي تبعت الحرب العالمية الثانية. لا بل هيمنت النيوليبرالية على القسم الأعظم ممّا بقي من يسار، لاسيما التيار الاشتراكي، بل وبعض الأحزاب الشيوعية. وترافق كل ذلك مع دخول العالم في مرحلة انتقالية أحادية القطب، تصرّفت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية، رائدة الردّة النيوليبرالية، بعنجهية عدوانية دشّنتها بتدمير العراق في عام 1991، ثم كمّلتها بخوضها حرب كوسوفو في عام 1999، وبعدها احتلال أفغانستان والعراق في مستهل القرن الحالي.هذا وقد ولّدت الأزمة المعيشية الحادة التي أحدثتها الردّة النيوليبرالية، سخطاً اجتماعياً متفاقماً لم يكن ما بقي من يسار قادراً على تجييره ضد النيوليبرالية ومن أجل إعادة وضع العالم على سكّة التقدم ودولة الرفاهية والمساواة الاجتماعية. بل استفادت من ذلك السخط تيارات أقصى اليمين الساعية إلى إحلال العداء العرقي أو القومي أو الطائفي بين قسم من المجتمع وآخر، محلّ العداء الطبقي بين جماهير الشغيلة وأرباب الرأسمالية الفاحشة. وقد تفاقم التجذّر اليميني منذ احتداد أزمة الاقتصاد الرأسمالي النيوليبرالي في عام 2008، مع انتشار نمط جديد من الفاشية يختلف عن القديم بتظاهره باحترام قواعد الديمقراطية الانتخابية، وقد درجت عليه تسمية «النيوفاشية»، أي الفاشية الجديدة.شكّل انزلاق حكم فلاديمير بوتين في روسيا نحو اليمين الأقصى محطة رئيسية في هذا المسار، بما جعله تدريجياً بطل الصعود النيوفاشي العالمي، الذي شمل بعض دول أوروبا الشرقية، لاسيما المجر التي يحكمها الزعيم اليميني المتطرّف فكتور أوربان منذ عام 2010 (وقد كانت النمسا سبّاقة في مجال صعود اليمين الأقصى)، وكذلك الهند، أكبر دولة ديمقراطية في العالم من حيث تعداد السكان، حيث وصل ناريندرا مودي إلى سدّة الحكم في عام 2014، وتبعه مرادفه الفيليبيني رودريغو دوتيرتي في عام 2016، بل بلغت موجة اليمين الأقصى الولايات المتحدة ذاتها مع اعتلاء دونالد ترامب سدّة الرئاسة بدءاً من عام 2017، وأيضاً أوروبا الغربية مع ......
#شبحٌ
#ينتاب
#العالم
#الفاشية
#الجديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752951
الحوار المتمدن
جلبير الأشقر - شبحٌ ينتاب العالم – شبح الفاشية الجديدة