عدنان حسين أحمد : كتاب الحياة وقصص أخرى يتلاقحُ فيها الواقع بالنَفَس الغرائبي
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد تمثّل المجموعته القصصية الخامسة التي تحمل عنوان "كتاب الحياة وقصص أخرى" لعبدالأمير المجر انعطافة مميزة في تجربته الإبداعية. فغالبية قصص هذه المجموعة الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق تمتحّ مادتها الأساسية من الواقع لكنها تحلّق إلى ذُرى الخيال مُستعينةً بالسُريالية تارة وبالنَفَس الغرائبي تارة أخرى.يراهن عبدالأمير المجر في غالبية قصص هذه المجموعة على ثيمات صادمة وأشكال جديدة تُخرج النص القصصي من نمطيته السردية السائدة ويمكن اختبار هذه التقنية الشكلانية في معظم استهلالات القصص الثماني ونهاياتها التنويرية التي تُوحي للقارئ بأن القاص قد بذل جهدًا كبيرًا في رسم هذه النهايات الفنيّة التي لا تُغادر ذاكرة المتلقي بسهولة.في مستهل قصة "العُراة" يزّجّنا الكاتب في الحدث مباشرة حين يصحو الراوي من نومه ليجد نفسه عاريًا، ثم تمتدّ متوالية العُري لتشمل نزلاء الفندق ومديره وجميع الموظفين فيه، ويبلغ المَشهد ذروة سُرياليته حين يُطلّ شابٌ عارٍ على الشارع ليستطلع الأمر فيكتشف أن الجميع عُراة.ثمة إعلان تلفازي ينوّه عن الخطاب الذي سيُلقيه "رئيس" المدينة ليفسِّر ما حلّ بالمدينة الليلة الماضية إثر دخول رجال مُلّثمين إليها. وما إن يصعد الرئيس إلى المنصة حتى يصرخ الراوي بأن الملابس التي يرتديها الرئيس هي ملابسه التي سُرقت ليلة أمس، وكلّما قلع أحدهم الملابس التي يرتديها الرئيس تظهر تحتها ملابس أخرى ينتزعها الحاضرون حتى يرتدي الجميع ملابسهم ويبقى "رئيس" المدينة عاريًا مع ثُلة من العُراة يسيرون كالقطيع وخلفهم الجموع الغاضبة التي تطالب بالقصاص من اللصوص بعد أن استعادت أشياءها المسروقة. وعلى الرغم من غرابة الثيمة التي اشتغل عليها عبدالأمير المجر إلاّ أن اللمسة الفنية تجلّت في التساؤل الأخير الذي طرحه في نهاية القصة التي أسماها "العُراة" من دون أن يعرف إن كان العنوان يُحيل إلى الجموع التي تعرّت من أشيائها أو إلى "رئيس" المدينة وثُلّته التي تعرّت وسط الجمع الغاضب صبيحة ذلك اليوم؟تتكرر ثيمة السرقة في قصة "دعوة لحفل المجانين" لكن طبيعة السرقة تختلف هذه المرة، فهي سرقة فكرية وثقافية حيث تتم دعوة الراوي عادل الشبسي لحضور الحفل في "فندق الزمن الجميل" وبدلاً من أن يُلقي محاضرته بنفسه بوصفه كاتبًا ومُحللاً سياسيًا يقرأها بالنيابة عنه مُمثل "حزب الحياة الجميلة" من دون أن يرتكب خطًا واحدًا، ثم يرتقى المنصة شخص آخر يمثل "حزب الأرض الثائرة" ويقرأ مقالة لرئيس تحرير إحدى الصحف، وهكذا تتوالى قراءات المحاضرين الذين يمثّلون أحزابًا أخرى لكنهم يسطون على مقالات الكُتّاب السياسيين الذين لا يجرأون على فضح السُرّاق أو الاعتراض على سرقاتهم العلنية. وحين يغادر الراوي الحفلَ ينتبه إلى أنّ الأرض مغطاة بعشرات المقالات السياسية والثقافية والاجتماعية.تحضر السرقة في قصة "مسبحة أبي" بشكلٍ حلمي لكنها ستنعكس لاحقًا على واقع الحياة الأُسرية التي يعيشها هذا الأب الذي يعشق مسبحته، ويتفاخر بها أمام الناس، ولا يستطيع العيش من دونها لأنها أصبحت الهواء الذي يتنفسه. وقبل أن يحدث الإعصار القادم كان الأب مُمددًا على الأريكة بينما تناثرت حبّات المسبحة في المكان الذي أخذت تحاصره عقارب وأفاعٍ صغيرة جدًا راحت تعضُّ الخَرَزات المتناثرة في مشهد مروّع. قد تبدو هذه القصة عادية جدًا في إطارها الكابوسي لكن القاص سيلوي عُنُقها في النهاية الفنية المدروسة بشكل جيد حيث تتوزع على الشوارع وجوه بشر على شكل عقارب كبيرة وأفاعٍ يمسك كل واحد منهم بمسبحة من لون مختلف يداعبونها بأصابع كالمخالب. تظ ......
#كتاب
#الحياة
#وقصص
#أخرى
#يتلاقحُ
#فيها
#الواقع
#بالنَفَس
#الغرائبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692032
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد تمثّل المجموعته القصصية الخامسة التي تحمل عنوان "كتاب الحياة وقصص أخرى" لعبدالأمير المجر انعطافة مميزة في تجربته الإبداعية. فغالبية قصص هذه المجموعة الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق تمتحّ مادتها الأساسية من الواقع لكنها تحلّق إلى ذُرى الخيال مُستعينةً بالسُريالية تارة وبالنَفَس الغرائبي تارة أخرى.يراهن عبدالأمير المجر في غالبية قصص هذه المجموعة على ثيمات صادمة وأشكال جديدة تُخرج النص القصصي من نمطيته السردية السائدة ويمكن اختبار هذه التقنية الشكلانية في معظم استهلالات القصص الثماني ونهاياتها التنويرية التي تُوحي للقارئ بأن القاص قد بذل جهدًا كبيرًا في رسم هذه النهايات الفنيّة التي لا تُغادر ذاكرة المتلقي بسهولة.في مستهل قصة "العُراة" يزّجّنا الكاتب في الحدث مباشرة حين يصحو الراوي من نومه ليجد نفسه عاريًا، ثم تمتدّ متوالية العُري لتشمل نزلاء الفندق ومديره وجميع الموظفين فيه، ويبلغ المَشهد ذروة سُرياليته حين يُطلّ شابٌ عارٍ على الشارع ليستطلع الأمر فيكتشف أن الجميع عُراة.ثمة إعلان تلفازي ينوّه عن الخطاب الذي سيُلقيه "رئيس" المدينة ليفسِّر ما حلّ بالمدينة الليلة الماضية إثر دخول رجال مُلّثمين إليها. وما إن يصعد الرئيس إلى المنصة حتى يصرخ الراوي بأن الملابس التي يرتديها الرئيس هي ملابسه التي سُرقت ليلة أمس، وكلّما قلع أحدهم الملابس التي يرتديها الرئيس تظهر تحتها ملابس أخرى ينتزعها الحاضرون حتى يرتدي الجميع ملابسهم ويبقى "رئيس" المدينة عاريًا مع ثُلة من العُراة يسيرون كالقطيع وخلفهم الجموع الغاضبة التي تطالب بالقصاص من اللصوص بعد أن استعادت أشياءها المسروقة. وعلى الرغم من غرابة الثيمة التي اشتغل عليها عبدالأمير المجر إلاّ أن اللمسة الفنية تجلّت في التساؤل الأخير الذي طرحه في نهاية القصة التي أسماها "العُراة" من دون أن يعرف إن كان العنوان يُحيل إلى الجموع التي تعرّت من أشيائها أو إلى "رئيس" المدينة وثُلّته التي تعرّت وسط الجمع الغاضب صبيحة ذلك اليوم؟تتكرر ثيمة السرقة في قصة "دعوة لحفل المجانين" لكن طبيعة السرقة تختلف هذه المرة، فهي سرقة فكرية وثقافية حيث تتم دعوة الراوي عادل الشبسي لحضور الحفل في "فندق الزمن الجميل" وبدلاً من أن يُلقي محاضرته بنفسه بوصفه كاتبًا ومُحللاً سياسيًا يقرأها بالنيابة عنه مُمثل "حزب الحياة الجميلة" من دون أن يرتكب خطًا واحدًا، ثم يرتقى المنصة شخص آخر يمثل "حزب الأرض الثائرة" ويقرأ مقالة لرئيس تحرير إحدى الصحف، وهكذا تتوالى قراءات المحاضرين الذين يمثّلون أحزابًا أخرى لكنهم يسطون على مقالات الكُتّاب السياسيين الذين لا يجرأون على فضح السُرّاق أو الاعتراض على سرقاتهم العلنية. وحين يغادر الراوي الحفلَ ينتبه إلى أنّ الأرض مغطاة بعشرات المقالات السياسية والثقافية والاجتماعية.تحضر السرقة في قصة "مسبحة أبي" بشكلٍ حلمي لكنها ستنعكس لاحقًا على واقع الحياة الأُسرية التي يعيشها هذا الأب الذي يعشق مسبحته، ويتفاخر بها أمام الناس، ولا يستطيع العيش من دونها لأنها أصبحت الهواء الذي يتنفسه. وقبل أن يحدث الإعصار القادم كان الأب مُمددًا على الأريكة بينما تناثرت حبّات المسبحة في المكان الذي أخذت تحاصره عقارب وأفاعٍ صغيرة جدًا راحت تعضُّ الخَرَزات المتناثرة في مشهد مروّع. قد تبدو هذه القصة عادية جدًا في إطارها الكابوسي لكن القاص سيلوي عُنُقها في النهاية الفنية المدروسة بشكل جيد حيث تتوزع على الشوارع وجوه بشر على شكل عقارب كبيرة وأفاعٍ يمسك كل واحد منهم بمسبحة من لون مختلف يداعبونها بأصابع كالمخالب. تظ ......
#كتاب
#الحياة
#وقصص
#أخرى
#يتلاقحُ
#فيها
#الواقع
#بالنَفَس
#الغرائبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692032
الحوار المتمدن
عدنان حسين أحمد - كتاب الحياة وقصص أخرى يتلاقحُ فيها الواقع بالنَفَس الغرائبي