يامن النوباني : عصفور نور شمس
#الحوار_المتمدن
#يامن_النوباني على مدخل عنبتا، يعجبني الدرج المتواضع جداً على الجهة اليمنى، ونوار اللوز وأشجار زينة أخرى، ننتظر أحمد الذي سيأخذنا مع عبد الفتاح إلى منزل غالب في مخيم نور شمس عند مدخل مدينة طولكم، لا أعرف أحداً منهم، فقط .تربطهم صداقة "عصافير" مع ابن عمي الذي يبحث عن عصفور فريد من نوعه في فلسطينهل في المخيم عصافير؟ عصافير جميلة؟يقول عبد الفتاح سأدخل أمامكم بسيارتي وأنتم اتبعوني، ندخل وراءه مباشرة، في كل عشرين متراً هناك مفترق أزقة يودي بك إلى حارات تشعر أنها ستودي بك إلى أزقة أكثر وأضيق! لعنه الله على الزقاق والضيق. سيتوه عبد الفتاح على الأقل مرتين، "والتيه في المخيم مكلف"! إنك تدخل من شارع لتخلص منه فكيف إن تهت وعدت من حيث دخلت!اللعنة على من كان سبباً في تيهنا في شارع أو حارة أو مدينة نعرفها جيداًيتقدم عبدالفتاح بسيارته سريعاً، ولا سيارة أخرى مضادة في الاتجاه تلاقينا، فليس هناك مساحة لتمر سيارتان متعاكستان في الاتجاه، وما الفائدة من وجود كل هذه الطرق واللفات إن لم تكن واحدةُ منها تقود إلى يافا؟ هكذا قلت لنفسي.نتوه عن عبدالفتاح، الأمر أصبح بحاجة إلى خط هاتف مفتوح لنظل وراءه مباشرة، يقول عبدالفتاح انظر للبيت المائل على اليسار، أنا أقف أمامه، يا عبدالفتاح كل البيوت مائلة وألف طريق هنا تقود إلى اليسار، فمن أين نستدل عليك؟ يترجل من سيارته ويقول دقيقة وبكون عندكم.وصلنا، قادنا للمكان الذي ركن به سيارته في انتظارنا لنعود مجددا نمشي خلفه، واخيراً وصلنا مننزل غالب الذي يقطن في آخر المخيم، في أعلاه.لم يعجبنا العصفور كما قال ابن عمي أنه يبدو أنه ليس أصلياً، -هذه مهنته-، أما أنا فأعجبني شكله وصفيره لكن خبرتي قليلة بالعصافير ولا حكم لي.نشرب قهوتنا بسرعة فالعودة طويلة من آخر المخيم إلى الشارع الرئيسي، مع أن الساعة لم تتجاوز الواحدة والنصف ظهراً لكننا خفنا أن لا نخرج قبل غروب الشمس، وأن يحل الظلام ونحن نحاول الخروج.إن الأمر شبيه جداً بتعقيدات قضية اللاجئين، فالدخول بالقضية للخروج منها يلزمه وقت طويل.يقترح عبد الفتاح أن نعود من طريق أخر أيسر، "لا طريق أيسر أو أقصر هنا، فلماذا هذا الاقتراح يا عبد الفتاح! نريد أن نعود من الطريق ذاتها، لنتوه التيه ذاته، فالتيه مرتين أمر مقلق!"تبسمنا لحظة خروجنا من الأزقة، كالخارجين من حرب بإصابات خفيفة.أنظر لوجوه الناس وأتساءل وحدي: يا إلهي، من أتى بهم هنا؟ متى يعودون؟ من أرعبهم؟ من أوهمهم؟ من توههم؟وكان هناك نوار لوز على قليل من أطراف المخيم وأطفال لا يلهون بشيء، وبماذا سيلهون؟ ألا يكفيهم من يلهو بهم منذ ستة وستين عام؟يعمل الاحتلال منذ يومه الأول، على قتل الانسان الفلسطيني من داخله، فيقتل طفلا، ليترك في عائلة بأكملها حسرة أبدية عليه، ويقتل شابا، كان يحلم بوظيفة وزوجة وبيت هادئ، ويقتل رب عائلة، مخلفاً بجريمته أرملة وأطفالاً تتقاذهم الحياة بين حلو ومر، ويخطف رصاصه أماً، تصبح ابنتها الطفلة في لحظة واحدة أما بديلة. يزج وراء قضبانه أطفالاً لم يروا من الحياة شيئاً، وصاروا بداخل سجونه شباناً، ورجالاً تزوج أولادهم الذين كبروا، وأنجبوا أطفالاً، محولاً الأسير إلى جد.في الأسر قصص لا تنتهي من اتنظار أم لولدها، وزوجو لزوجها، وخطيبة تؤجل موعد زفافها، وبين من انتظروا أحبة عاد بعضهم، وبعضهم استشهد، وآخرون أخذتهم السجون والغربة والمنافي، يستمر الاحتلال بمحاربة أحلام الفلسطيني، الذي ما زال يرد عليه، ويصحو صباحاً، يقول بداخله: حيّ على الحياة.في طريق الخروج من نابلس وقبل الوصول لحاجز حوارة العسكري، على ......
#عصفور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717193
#الحوار_المتمدن
#يامن_النوباني على مدخل عنبتا، يعجبني الدرج المتواضع جداً على الجهة اليمنى، ونوار اللوز وأشجار زينة أخرى، ننتظر أحمد الذي سيأخذنا مع عبد الفتاح إلى منزل غالب في مخيم نور شمس عند مدخل مدينة طولكم، لا أعرف أحداً منهم، فقط .تربطهم صداقة "عصافير" مع ابن عمي الذي يبحث عن عصفور فريد من نوعه في فلسطينهل في المخيم عصافير؟ عصافير جميلة؟يقول عبد الفتاح سأدخل أمامكم بسيارتي وأنتم اتبعوني، ندخل وراءه مباشرة، في كل عشرين متراً هناك مفترق أزقة يودي بك إلى حارات تشعر أنها ستودي بك إلى أزقة أكثر وأضيق! لعنه الله على الزقاق والضيق. سيتوه عبد الفتاح على الأقل مرتين، "والتيه في المخيم مكلف"! إنك تدخل من شارع لتخلص منه فكيف إن تهت وعدت من حيث دخلت!اللعنة على من كان سبباً في تيهنا في شارع أو حارة أو مدينة نعرفها جيداًيتقدم عبدالفتاح بسيارته سريعاً، ولا سيارة أخرى مضادة في الاتجاه تلاقينا، فليس هناك مساحة لتمر سيارتان متعاكستان في الاتجاه، وما الفائدة من وجود كل هذه الطرق واللفات إن لم تكن واحدةُ منها تقود إلى يافا؟ هكذا قلت لنفسي.نتوه عن عبدالفتاح، الأمر أصبح بحاجة إلى خط هاتف مفتوح لنظل وراءه مباشرة، يقول عبدالفتاح انظر للبيت المائل على اليسار، أنا أقف أمامه، يا عبدالفتاح كل البيوت مائلة وألف طريق هنا تقود إلى اليسار، فمن أين نستدل عليك؟ يترجل من سيارته ويقول دقيقة وبكون عندكم.وصلنا، قادنا للمكان الذي ركن به سيارته في انتظارنا لنعود مجددا نمشي خلفه، واخيراً وصلنا مننزل غالب الذي يقطن في آخر المخيم، في أعلاه.لم يعجبنا العصفور كما قال ابن عمي أنه يبدو أنه ليس أصلياً، -هذه مهنته-، أما أنا فأعجبني شكله وصفيره لكن خبرتي قليلة بالعصافير ولا حكم لي.نشرب قهوتنا بسرعة فالعودة طويلة من آخر المخيم إلى الشارع الرئيسي، مع أن الساعة لم تتجاوز الواحدة والنصف ظهراً لكننا خفنا أن لا نخرج قبل غروب الشمس، وأن يحل الظلام ونحن نحاول الخروج.إن الأمر شبيه جداً بتعقيدات قضية اللاجئين، فالدخول بالقضية للخروج منها يلزمه وقت طويل.يقترح عبد الفتاح أن نعود من طريق أخر أيسر، "لا طريق أيسر أو أقصر هنا، فلماذا هذا الاقتراح يا عبد الفتاح! نريد أن نعود من الطريق ذاتها، لنتوه التيه ذاته، فالتيه مرتين أمر مقلق!"تبسمنا لحظة خروجنا من الأزقة، كالخارجين من حرب بإصابات خفيفة.أنظر لوجوه الناس وأتساءل وحدي: يا إلهي، من أتى بهم هنا؟ متى يعودون؟ من أرعبهم؟ من أوهمهم؟ من توههم؟وكان هناك نوار لوز على قليل من أطراف المخيم وأطفال لا يلهون بشيء، وبماذا سيلهون؟ ألا يكفيهم من يلهو بهم منذ ستة وستين عام؟يعمل الاحتلال منذ يومه الأول، على قتل الانسان الفلسطيني من داخله، فيقتل طفلا، ليترك في عائلة بأكملها حسرة أبدية عليه، ويقتل شابا، كان يحلم بوظيفة وزوجة وبيت هادئ، ويقتل رب عائلة، مخلفاً بجريمته أرملة وأطفالاً تتقاذهم الحياة بين حلو ومر، ويخطف رصاصه أماً، تصبح ابنتها الطفلة في لحظة واحدة أما بديلة. يزج وراء قضبانه أطفالاً لم يروا من الحياة شيئاً، وصاروا بداخل سجونه شباناً، ورجالاً تزوج أولادهم الذين كبروا، وأنجبوا أطفالاً، محولاً الأسير إلى جد.في الأسر قصص لا تنتهي من اتنظار أم لولدها، وزوجو لزوجها، وخطيبة تؤجل موعد زفافها، وبين من انتظروا أحبة عاد بعضهم، وبعضهم استشهد، وآخرون أخذتهم السجون والغربة والمنافي، يستمر الاحتلال بمحاربة أحلام الفلسطيني، الذي ما زال يرد عليه، ويصحو صباحاً، يقول بداخله: حيّ على الحياة.في طريق الخروج من نابلس وقبل الوصول لحاجز حوارة العسكري، على ......
#عصفور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717193
الحوار المتمدن
يامن النوباني - عصفور نور شمس