فاطمة ناعوت : اللّهُمَّ اشفِ مرضانا … ومرضى -العالمين-
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Facebook: @NaootOfficial Twitter: @FatimaNaoot Instagram: @FatimaNaootTickTock: @fatimanaootوكأنني أنتظرُ سماعَ ذلك الدعاءَ البديع منذ دهور. تلقَّفتِ الدعاءَ أذناي، كما يتلقَّفُ الظمآنُ قطرةَ غيثٍ جادتْ بها السماءُ بغتةً على صحراءَ جافّةٍ تئِنُّ تحت هجير الشمس في لحظةِ قيظٍ عاصف. لم أصدّق ما سمعتُ للتوّ، وخِلتُ أنني أسمعُ صدى أحلامي القديمة التي كنتُ أثرثرُ بها مع زملائي وزميلاتي في المدرسة ثم في الجامعة. كنتُ أحدِّثُهم عن شساعة الحُبِّ، فيحدثونني عن ضيقه! أحاجِجُهم برحابة الرحمة، فيُحاجِجونني بانحسارها. أجادلُهم حول انبساط المغفرة، فيجادلونني حول انحصارها. نختلفُ، نتغاضبُ، نتخاصمُ، ثم نمضي كلٌّ في طريق. وفي اليوم التالي نعودُ صافين كجدولٍ رقراق لم يمسَسه سوءٌ. قلوبُنا خضراءُ غضّةٌ لم تعرف بعدُ ما يعكّر صفوَ نقائها. فإذا ما عَنَّ في الأفق نقاشٌ جديد، عاودنا الاختلافَ والخلافَ والمغاضبةَ والخصامَ ثم: الصفحُ الجميل. يرحلُ عن عالمنا قريبٌ لزميل لنا أو زميلة، فيدعو الرفاقُ للزميل بطول العمر، وبالرحمة والمغفرة للمتوفَى. خاتمين دعاءهم: “…. وموتى المسلمين.”!!! فأندهشُ وأغضبُ من القائل، هامسةً في حَزَن: “لماذا تبخلُ في الدعاء يا صاح؟! هل تنقُصُ الرحمةُ إن دعونا بها للموتى جميعًا؟! هل في الأمنياتِ الطيباتِ شُحٌّ؟" ثم أدركتُ أن بخلاءَ الدعواتِ غيرُ ملومين. أنَّى نلومُهم وهم يسمعون الدعاءَ على هذا النحو من مشايخهم كلَّ حين؛ فيرددونه حرفيًّا كما هو، دونما يمرُّ على عقولهم لينظروا في وجاهته. وأدركتُ أنني تعلّمتُ الدعاءَ للعالمين بالرحمة والشفاء والنجاح والنجاة، من أبي وأمي اللذين أبدًا لم يسمحا بأن تدخل في بيتنا أو عالمنا كلمةُ تمييز أو طائفية أو عنصرية، يكون من شأنها أن تُقلِّصَ بِساطَ الكون الشاسع إلى كمشةِ نسيجٍ صغيرة في عُروة فصيلٍ أو فريقٍ أو طائفةٍ، من دون العالم الملياريّ. علّمني أبي المتصوّفُ حافظُ القرآن أن مَن يحبَّ اللهَ حقًّا، لابد أن يحبَّ جميعَ خلق الله. وأنَّ من تمام حُبّ الله، والإيمان المطلق بأنه الرحمن الرحيم، أنْ نطلبَ منه الرحمةَ والمغفرةَ لنا وللبشر أجمعين. ومرَّتِِ السنواتُ والعقودُ، ولم أزِد إلا استمساكًا بُحلمي القديم في أن أشهدَ اليومَ الذي لا أسمعُ فيه دعواتٍ "بخيلةً" إلى الله الذي وسعتْ رحمتُه كلَّ شيء. وأخيرًا... اليومُ جاء. في صلاة الجمعة الماضية، 12 يونيو 2020، من مسجد مولانا الإمام الحسين، رضي الُله عنه وأرضاه، استمعنا إلى خُطبةٍ بديعة من الخطيب المثقف الدكتور "مصطفى عبد السلام"، وكانت عن العبادات والأسباب التي تدفعُ البلاءَ عن بني الإنسان. وفي ختام الخطبة القيّمة، رفعَ الخطيبُ دعاءه إلى الله تعالى قائلا: “اللهمّ اشفِ مرضانا ومرضى العالمين". ولم أصدِّق أذني، فأعدتُ عرضَ مقطع الفيديو مرّاتٍ ومرّات لكي أتأكدَ من سلامة سمعي. أثلجَ الخطيبُ قلبي وحقّقَ حُلمي، بارك اللهُ في علمه وفي قلبه. وقع دعاؤه على قلبي وقلوب أسرتي بردًا وسلامًا. نظرتُ إلى أفراد أسرتي وسألتُ: “هل سمعتم دعاءَ هذا الخطيب المثقف؟" فهتفوا في آن: “أخيرًااااااا". فقلتُ لهم في فرح مشوبٍ بالحزن: "تصوروا أن هذه العبارة البديهية، استغرقتني عمرًا كاملا حتى أسمعَها؟!” فالحمدُ لله كما يليقُ بواسع حكمته أنْ جعل جائحةً فيروسية تحملُ في طيّات جموحها الهادر رسالةً هادئة تقول للبشر إن التضامَّ والتحابَّ والتوادَّ والتراحمَ هو طوقُ النجاة لنا من المحنة اليوم، وبعد زوالها بإذن الله. علّ الَله سمح بتلك التجربة العسرة مع فيروس كورونا، لكي نتفكّر ف ......
#اللّهُمَّ
#اشفِ
#مرضانا
#ومرضى
#-العالمين-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681439
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Facebook: @NaootOfficial Twitter: @FatimaNaoot Instagram: @FatimaNaootTickTock: @fatimanaootوكأنني أنتظرُ سماعَ ذلك الدعاءَ البديع منذ دهور. تلقَّفتِ الدعاءَ أذناي، كما يتلقَّفُ الظمآنُ قطرةَ غيثٍ جادتْ بها السماءُ بغتةً على صحراءَ جافّةٍ تئِنُّ تحت هجير الشمس في لحظةِ قيظٍ عاصف. لم أصدّق ما سمعتُ للتوّ، وخِلتُ أنني أسمعُ صدى أحلامي القديمة التي كنتُ أثرثرُ بها مع زملائي وزميلاتي في المدرسة ثم في الجامعة. كنتُ أحدِّثُهم عن شساعة الحُبِّ، فيحدثونني عن ضيقه! أحاجِجُهم برحابة الرحمة، فيُحاجِجونني بانحسارها. أجادلُهم حول انبساط المغفرة، فيجادلونني حول انحصارها. نختلفُ، نتغاضبُ، نتخاصمُ، ثم نمضي كلٌّ في طريق. وفي اليوم التالي نعودُ صافين كجدولٍ رقراق لم يمسَسه سوءٌ. قلوبُنا خضراءُ غضّةٌ لم تعرف بعدُ ما يعكّر صفوَ نقائها. فإذا ما عَنَّ في الأفق نقاشٌ جديد، عاودنا الاختلافَ والخلافَ والمغاضبةَ والخصامَ ثم: الصفحُ الجميل. يرحلُ عن عالمنا قريبٌ لزميل لنا أو زميلة، فيدعو الرفاقُ للزميل بطول العمر، وبالرحمة والمغفرة للمتوفَى. خاتمين دعاءهم: “…. وموتى المسلمين.”!!! فأندهشُ وأغضبُ من القائل، هامسةً في حَزَن: “لماذا تبخلُ في الدعاء يا صاح؟! هل تنقُصُ الرحمةُ إن دعونا بها للموتى جميعًا؟! هل في الأمنياتِ الطيباتِ شُحٌّ؟" ثم أدركتُ أن بخلاءَ الدعواتِ غيرُ ملومين. أنَّى نلومُهم وهم يسمعون الدعاءَ على هذا النحو من مشايخهم كلَّ حين؛ فيرددونه حرفيًّا كما هو، دونما يمرُّ على عقولهم لينظروا في وجاهته. وأدركتُ أنني تعلّمتُ الدعاءَ للعالمين بالرحمة والشفاء والنجاح والنجاة، من أبي وأمي اللذين أبدًا لم يسمحا بأن تدخل في بيتنا أو عالمنا كلمةُ تمييز أو طائفية أو عنصرية، يكون من شأنها أن تُقلِّصَ بِساطَ الكون الشاسع إلى كمشةِ نسيجٍ صغيرة في عُروة فصيلٍ أو فريقٍ أو طائفةٍ، من دون العالم الملياريّ. علّمني أبي المتصوّفُ حافظُ القرآن أن مَن يحبَّ اللهَ حقًّا، لابد أن يحبَّ جميعَ خلق الله. وأنَّ من تمام حُبّ الله، والإيمان المطلق بأنه الرحمن الرحيم، أنْ نطلبَ منه الرحمةَ والمغفرةَ لنا وللبشر أجمعين. ومرَّتِِ السنواتُ والعقودُ، ولم أزِد إلا استمساكًا بُحلمي القديم في أن أشهدَ اليومَ الذي لا أسمعُ فيه دعواتٍ "بخيلةً" إلى الله الذي وسعتْ رحمتُه كلَّ شيء. وأخيرًا... اليومُ جاء. في صلاة الجمعة الماضية، 12 يونيو 2020، من مسجد مولانا الإمام الحسين، رضي الُله عنه وأرضاه، استمعنا إلى خُطبةٍ بديعة من الخطيب المثقف الدكتور "مصطفى عبد السلام"، وكانت عن العبادات والأسباب التي تدفعُ البلاءَ عن بني الإنسان. وفي ختام الخطبة القيّمة، رفعَ الخطيبُ دعاءه إلى الله تعالى قائلا: “اللهمّ اشفِ مرضانا ومرضى العالمين". ولم أصدِّق أذني، فأعدتُ عرضَ مقطع الفيديو مرّاتٍ ومرّات لكي أتأكدَ من سلامة سمعي. أثلجَ الخطيبُ قلبي وحقّقَ حُلمي، بارك اللهُ في علمه وفي قلبه. وقع دعاؤه على قلبي وقلوب أسرتي بردًا وسلامًا. نظرتُ إلى أفراد أسرتي وسألتُ: “هل سمعتم دعاءَ هذا الخطيب المثقف؟" فهتفوا في آن: “أخيرًااااااا". فقلتُ لهم في فرح مشوبٍ بالحزن: "تصوروا أن هذه العبارة البديهية، استغرقتني عمرًا كاملا حتى أسمعَها؟!” فالحمدُ لله كما يليقُ بواسع حكمته أنْ جعل جائحةً فيروسية تحملُ في طيّات جموحها الهادر رسالةً هادئة تقول للبشر إن التضامَّ والتحابَّ والتوادَّ والتراحمَ هو طوقُ النجاة لنا من المحنة اليوم، وبعد زوالها بإذن الله. علّ الَله سمح بتلك التجربة العسرة مع فيروس كورونا، لكي نتفكّر ف ......
#اللّهُمَّ
#اشفِ
#مرضانا
#ومرضى
#-العالمين-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681439
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - اللّهُمَّ اشفِ مرضانا … ومرضى -العالمين-!!!