راتب شعبو : التهديدات التركية وفراغ الوطنية السورية
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تقع التهديدات التركية التي تتردد منذ أكثر من شهر، بشن هجوم على شمال سورية يستهدف بلدتي منبج وتل رفعت، على آذان سورية تقطّع رابطها الوطني. شهدنا ذلك من قبل في عملية (درع الفرات 2016) ثم (غصن الزيتون 2018) ثم (نبع السلام 2019) وكذلك في مجمل التدخلات الخارجية الأخرى، الروسية والإيرانية والأميركية والاسرائيلية. القول بأن "الطغاة شرط الغزاة" صحيح، ولكن حالنا في سورية وصل إلى ما هو أسوأ.نتكلم الآن عن التهديدات التركية الأخيرة لأنها مستجدة، ولأنها نموذجية للتأمل وكشف اعتلال الوطنية السورية، الاعتلال الذي شكل ويشكل الطغيان الداخلي نواته المولدة. ولا يغيب عن بالنا أن الاعتلال المذكور ليس جديداً، وأن عوامله تعود إلى سياق طويل اشتغلت فيه ايديولوجيات كثيرة غابت عنها أيديولوجيا تقصر نفسها على سورية وترى فيها "وطناً". أي إن الإيديولوجيات التي حكمت النشاط السياسي السوري كان لها دائماً خارجٌ ما تبدّيه على الداخل وتنسب الداخل إليه، وكل منها تستبعد جزءاً من الداخل، فالأممي يستبعد الطبقات الرجعية، والعربي يستبعد غير العرب، والإسلامي يستبعد غير المسلمين السنة، والكردستاني يستبعد غير الكرد. والمفارقة أنه قد تكون نخبة الاستبداد الحاكمة في سورية، وبشكل خاص بعد 1970، أكثر من تعامل مع البلد (في الواقع لا في الايديولوجيا السياسية) على أنه نهائي، ليس فقط من منطلق إنه "ملكيتها الخاصة" المتاحة، بل أيضاً من أجل التوافق والتلاؤم مع القوانين والشرعية الدولية، ولكنها أمعنت في استبعاد كل من هم خارج دائرة أهل النظام، حتى تفجرت سورية على الحال الذي شهدناه.اليوم، كل فئة سياسية سورية تبحث في الهجوم التركي المحتمل، من موقعها الخاص، بما في ذلك الفئة التي تحتل الدولة السورية وتحوز إلى اليوم على تمثيلها الرسمي في الأمم المتحدة. ليس للوطنية السورية أولوية في هذه المواقع الخاصة. نقصد بالوطنية السورية الشعور العام أو العصبية العامة التي تشد أهل بلد معين إلى بعضهم البعض حيال التهديدات الخارجية بشكل يجمد أو يخفف الصراعات البينية الداخلية ويعطي الأولوية لمواجهة التدخل الخارجي. أو يمكن تعريف الوطنية التي نقصدها هنا بأنها تفوّق ما يربط أبناء بلد معين فيما بينهم، على ما يربطهم مع أي طرف خارجي. لا يحتاج المرء إلى انتباه شديد كي يلاحظ تهتك هذه العمومية السورية لصالح خصوصيات تشترك في طلب الحماية الخارجية، وفي التعادي وفي ضعف اعتبار الوطنية السورية، كما حددناها. ما يبرر الكلام عن اعتلال أو تقطع الوطنية السورية، هو أن المواقع الخاصة التي يتم الانطلاق منها في النظر إلى الشأن السوري العام لم تعد مواقع سياسية، نقصد لم تعد مجرد مواقف حزبية ونخبوية، بل تطال العمق الشعبي، أي إن اعتلال الوطنية السورية بات أعمق من كونه مشكلة بين أحزاب ونخب بعد أن نجحت هذه الأخيرة، في غمرة الصراع العنيف، في تعميق الانقسام السياسي إلى حدود شبه هوياتية تصنف الكتل الشعبية وليس فقط الأحزاب والتوجهات السياسية، وتزرع التعادي على مستوى عميق بين السوريين.رأينا في أوكرانيا نمواً في الشعور الوطني الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي، بالرغم من وجود روابط تاريخية جمعت الشعبين والبلدين وصلت إلى حد تسمية أوكرانيا "روسيا الصغرى"، حتى أن بعض المحللين اعتبروا أن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا لمنعها من مغادرة روسيا إلى الغرب، هي أشبه بجريمة الشرف، ومعروف أن من يرتكب هذا النوع من الجرائم هو الأقرب إلى الضحية. ولكن رغم هذا القرب فقد نهض الشعور الوطني الأوكراني على وقع الغزو الروسي حتى بات يقال إن فلاديمير بوتين هو أبو الوطنية ا ......
#التهديدات
#التركية
#وفراغ
#الوطنية
#السورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759694
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تقع التهديدات التركية التي تتردد منذ أكثر من شهر، بشن هجوم على شمال سورية يستهدف بلدتي منبج وتل رفعت، على آذان سورية تقطّع رابطها الوطني. شهدنا ذلك من قبل في عملية (درع الفرات 2016) ثم (غصن الزيتون 2018) ثم (نبع السلام 2019) وكذلك في مجمل التدخلات الخارجية الأخرى، الروسية والإيرانية والأميركية والاسرائيلية. القول بأن "الطغاة شرط الغزاة" صحيح، ولكن حالنا في سورية وصل إلى ما هو أسوأ.نتكلم الآن عن التهديدات التركية الأخيرة لأنها مستجدة، ولأنها نموذجية للتأمل وكشف اعتلال الوطنية السورية، الاعتلال الذي شكل ويشكل الطغيان الداخلي نواته المولدة. ولا يغيب عن بالنا أن الاعتلال المذكور ليس جديداً، وأن عوامله تعود إلى سياق طويل اشتغلت فيه ايديولوجيات كثيرة غابت عنها أيديولوجيا تقصر نفسها على سورية وترى فيها "وطناً". أي إن الإيديولوجيات التي حكمت النشاط السياسي السوري كان لها دائماً خارجٌ ما تبدّيه على الداخل وتنسب الداخل إليه، وكل منها تستبعد جزءاً من الداخل، فالأممي يستبعد الطبقات الرجعية، والعربي يستبعد غير العرب، والإسلامي يستبعد غير المسلمين السنة، والكردستاني يستبعد غير الكرد. والمفارقة أنه قد تكون نخبة الاستبداد الحاكمة في سورية، وبشكل خاص بعد 1970، أكثر من تعامل مع البلد (في الواقع لا في الايديولوجيا السياسية) على أنه نهائي، ليس فقط من منطلق إنه "ملكيتها الخاصة" المتاحة، بل أيضاً من أجل التوافق والتلاؤم مع القوانين والشرعية الدولية، ولكنها أمعنت في استبعاد كل من هم خارج دائرة أهل النظام، حتى تفجرت سورية على الحال الذي شهدناه.اليوم، كل فئة سياسية سورية تبحث في الهجوم التركي المحتمل، من موقعها الخاص، بما في ذلك الفئة التي تحتل الدولة السورية وتحوز إلى اليوم على تمثيلها الرسمي في الأمم المتحدة. ليس للوطنية السورية أولوية في هذه المواقع الخاصة. نقصد بالوطنية السورية الشعور العام أو العصبية العامة التي تشد أهل بلد معين إلى بعضهم البعض حيال التهديدات الخارجية بشكل يجمد أو يخفف الصراعات البينية الداخلية ويعطي الأولوية لمواجهة التدخل الخارجي. أو يمكن تعريف الوطنية التي نقصدها هنا بأنها تفوّق ما يربط أبناء بلد معين فيما بينهم، على ما يربطهم مع أي طرف خارجي. لا يحتاج المرء إلى انتباه شديد كي يلاحظ تهتك هذه العمومية السورية لصالح خصوصيات تشترك في طلب الحماية الخارجية، وفي التعادي وفي ضعف اعتبار الوطنية السورية، كما حددناها. ما يبرر الكلام عن اعتلال أو تقطع الوطنية السورية، هو أن المواقع الخاصة التي يتم الانطلاق منها في النظر إلى الشأن السوري العام لم تعد مواقع سياسية، نقصد لم تعد مجرد مواقف حزبية ونخبوية، بل تطال العمق الشعبي، أي إن اعتلال الوطنية السورية بات أعمق من كونه مشكلة بين أحزاب ونخب بعد أن نجحت هذه الأخيرة، في غمرة الصراع العنيف، في تعميق الانقسام السياسي إلى حدود شبه هوياتية تصنف الكتل الشعبية وليس فقط الأحزاب والتوجهات السياسية، وتزرع التعادي على مستوى عميق بين السوريين.رأينا في أوكرانيا نمواً في الشعور الوطني الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي، بالرغم من وجود روابط تاريخية جمعت الشعبين والبلدين وصلت إلى حد تسمية أوكرانيا "روسيا الصغرى"، حتى أن بعض المحللين اعتبروا أن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا لمنعها من مغادرة روسيا إلى الغرب، هي أشبه بجريمة الشرف، ومعروف أن من يرتكب هذا النوع من الجرائم هو الأقرب إلى الضحية. ولكن رغم هذا القرب فقد نهض الشعور الوطني الأوكراني على وقع الغزو الروسي حتى بات يقال إن فلاديمير بوتين هو أبو الوطنية ا ......
#التهديدات
#التركية
#وفراغ
#الوطنية
#السورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759694
الحوار المتمدن
راتب شعبو - التهديدات التركية وفراغ الوطنية السورية