جميل السلحوت : شقيقي داود وأيّام الشّقاء
#الحوار_المتمدن
#جميل_السلحوت أنجبت والدتي-رحمها الله- شقيقي داود يوم 30-1-1963، في "بيت الشّعَر" أمام مغارة الشّاعر في جوفة جبل المنطار في براري السّواحرة القريبة من القدس، حيث كنّا نملك قطيعا من الأغنام الحلوبة، فقد كانت أسرتنا تنقسم إلى قسمين، قسم يعيش في بيتنا الحجريّ الكائن في جبل المكبر، وهم تلاميذ المدارس، حيث تبقى معهم زوجة أبي وأمّي الثّانية المرحومة حمدة حسن نوّارة. والقسم الثّاني وهم الوالد والوالدة -رحمهما الله- ومعهم الأطفال الذين هم دون سنّ الدّراسة.أنجبت والدتي شقيقي داود وهي تغربل تِبْنَ الحبوب، لتنقيته من غبار الزّرع الذي يتسبّب بأمراض رئويّة للماشية التي تأكله. عندما جاءها المخاض، دخلت البيت المنسوج من شَعَر الماعز، ولم يكن هناك من يساعدها، قطعت سُرّة الوليد داود، وألبسته ما توفّر لها من ملابس، وكانت فرحتها كبيرة جدّا بحيث أنستها آلام المخاض، فقد جاء داود بعد خمس بنات، سبقهما ولدان هما شقيقي ابراهيم الذي يكبرني بأحد عشر شهرا وأنا. فكان ترتيبه الثّامن من أبناء أمّي وأبي، والسّادس عشر إذا أضفنا إليهم إخوتنا وهم ستّة أبناء وابنتان أنجبتهما أمّنا الثّانية.كنت أنا في الصّفّ الإعداديّ الثّالث، فسجّلتُ يوم ميلاده وكان يوم اثنين، وذهبت إلى جارنا المختار المرحوم حسين أحمد سرور حيثّ عبّأ لي نموذجا للتّبليغ عن ولادة جديدة، وذهبت إلى مكتب وزارة الصّحّة في القدس واستصدرت له شهادة ميلاد.حظي شقيقي داود الذي تحلّى بوسامة مميّزة، وذكاء لافت أيضا بمحبّة الجميع، بحيث أنّ الوالد -رحمه الله- صار يكنّي والدتي -رحمها الله- بـ "أمّ داود" مع أنّني وشقيقي ابراهيم نكبره عمرا، تماما مثلما كان يكّنّي المرحومة أمّنا الثّانية بـ"أمّ أحمد" علما أنّ ترتيب أحمد هو الثّالث من أبناء والدته، فهل تنبّأ الوالد بأنّ أحمد وداود سيشبّان ويكونان أكثرنا حذاقة ونجاحا في حياتيهما، أم هي الفراسة والصّدفة التي توافقت مع قلب والد لم يبخل على أبنائه بحنانه وحبّه ورعايته؟ومكافأة من الوالد للوالدة لإنجابها ولدا هو داود كانت بإعادتها إلى البيت الحجريّ لترعى تلاميذ المدارس، واستبدلها بزوجته الأولى لتكون رفيقته في البراري. وهذه المكافأة شملتنا نحن أبناء أمّي، لنحظى للمرّة الأولى بحضنها في الفصل الّدراسيّ الثّاني من العام الدّراسيّ 1962-1963. وعندما بلغ شقيقي داود من العمر حوالي عشرة أشهر أصيب بفيروس رفع درجة حرارته إلى مرحلة لم يستطع احتمالها، ولمّا عرضه المرحوم عمّي محمد على أحد الأطبّاء في القدس ووصف له دواء ما أن تناوله حتّى ازدادت حالته سوءا، فقرّر "كبار العائلة" بأنّ وضع داود خطير جدّا، ولا بدّ من إحضار الوالد فأرسلوني لإبلاغ الوالد، ولسوء حظّي عندما وصلت الوالد فقد وجدت راعي الأغنام قد أخذ إجازة لمدّة يومين، وبجهلي قلت للوالد بأنّ داود مريض جدّا وعلى فراش الموت، فضرب الوالد كفّا على كفّ وتركني مع الأغنام، بعد أن أوصاني بربط الخروف الوحيد المولود في نفس اليوم بـ "بطانة حلس الحمار" بجانبي في المكن الذي سأنام فيه، وامتطى والدي البغل وعاد مسرعا إلى البيت في جبل المكبر. ومن سوء حظّي أنّ الذّئب قد اختطف الخروف الوحيد أثناء نومي.عندما وصل الوالد البيت في جبل المكبر وجد داود قد تعافى! وعندما عاد إلى الغنم في اليوم التّالي ووجد أنّ الذئب قد افترس الخروف قال لي ساخرا" مليح اللي أكل الخروف وما أكلك!"ونظرا لفارق العمر بيني أنا المولود عام 1949 وبين شقيقي داود، فقد أعطيته رعاية خاصّة فهو متميّز على الآخرين. وعشت وإيّاه وأشقّائي الذين يصغرونه عمرا وهم" عمر، عرفات وراتب" في بيت واحد. ورعي ......
#شقيقي
#داود
#وأيّام
#الشّقاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707505
#الحوار_المتمدن
#جميل_السلحوت أنجبت والدتي-رحمها الله- شقيقي داود يوم 30-1-1963، في "بيت الشّعَر" أمام مغارة الشّاعر في جوفة جبل المنطار في براري السّواحرة القريبة من القدس، حيث كنّا نملك قطيعا من الأغنام الحلوبة، فقد كانت أسرتنا تنقسم إلى قسمين، قسم يعيش في بيتنا الحجريّ الكائن في جبل المكبر، وهم تلاميذ المدارس، حيث تبقى معهم زوجة أبي وأمّي الثّانية المرحومة حمدة حسن نوّارة. والقسم الثّاني وهم الوالد والوالدة -رحمهما الله- ومعهم الأطفال الذين هم دون سنّ الدّراسة.أنجبت والدتي شقيقي داود وهي تغربل تِبْنَ الحبوب، لتنقيته من غبار الزّرع الذي يتسبّب بأمراض رئويّة للماشية التي تأكله. عندما جاءها المخاض، دخلت البيت المنسوج من شَعَر الماعز، ولم يكن هناك من يساعدها، قطعت سُرّة الوليد داود، وألبسته ما توفّر لها من ملابس، وكانت فرحتها كبيرة جدّا بحيث أنستها آلام المخاض، فقد جاء داود بعد خمس بنات، سبقهما ولدان هما شقيقي ابراهيم الذي يكبرني بأحد عشر شهرا وأنا. فكان ترتيبه الثّامن من أبناء أمّي وأبي، والسّادس عشر إذا أضفنا إليهم إخوتنا وهم ستّة أبناء وابنتان أنجبتهما أمّنا الثّانية.كنت أنا في الصّفّ الإعداديّ الثّالث، فسجّلتُ يوم ميلاده وكان يوم اثنين، وذهبت إلى جارنا المختار المرحوم حسين أحمد سرور حيثّ عبّأ لي نموذجا للتّبليغ عن ولادة جديدة، وذهبت إلى مكتب وزارة الصّحّة في القدس واستصدرت له شهادة ميلاد.حظي شقيقي داود الذي تحلّى بوسامة مميّزة، وذكاء لافت أيضا بمحبّة الجميع، بحيث أنّ الوالد -رحمه الله- صار يكنّي والدتي -رحمها الله- بـ "أمّ داود" مع أنّني وشقيقي ابراهيم نكبره عمرا، تماما مثلما كان يكّنّي المرحومة أمّنا الثّانية بـ"أمّ أحمد" علما أنّ ترتيب أحمد هو الثّالث من أبناء والدته، فهل تنبّأ الوالد بأنّ أحمد وداود سيشبّان ويكونان أكثرنا حذاقة ونجاحا في حياتيهما، أم هي الفراسة والصّدفة التي توافقت مع قلب والد لم يبخل على أبنائه بحنانه وحبّه ورعايته؟ومكافأة من الوالد للوالدة لإنجابها ولدا هو داود كانت بإعادتها إلى البيت الحجريّ لترعى تلاميذ المدارس، واستبدلها بزوجته الأولى لتكون رفيقته في البراري. وهذه المكافأة شملتنا نحن أبناء أمّي، لنحظى للمرّة الأولى بحضنها في الفصل الّدراسيّ الثّاني من العام الدّراسيّ 1962-1963. وعندما بلغ شقيقي داود من العمر حوالي عشرة أشهر أصيب بفيروس رفع درجة حرارته إلى مرحلة لم يستطع احتمالها، ولمّا عرضه المرحوم عمّي محمد على أحد الأطبّاء في القدس ووصف له دواء ما أن تناوله حتّى ازدادت حالته سوءا، فقرّر "كبار العائلة" بأنّ وضع داود خطير جدّا، ولا بدّ من إحضار الوالد فأرسلوني لإبلاغ الوالد، ولسوء حظّي عندما وصلت الوالد فقد وجدت راعي الأغنام قد أخذ إجازة لمدّة يومين، وبجهلي قلت للوالد بأنّ داود مريض جدّا وعلى فراش الموت، فضرب الوالد كفّا على كفّ وتركني مع الأغنام، بعد أن أوصاني بربط الخروف الوحيد المولود في نفس اليوم بـ "بطانة حلس الحمار" بجانبي في المكن الذي سأنام فيه، وامتطى والدي البغل وعاد مسرعا إلى البيت في جبل المكبر. ومن سوء حظّي أنّ الذّئب قد اختطف الخروف الوحيد أثناء نومي.عندما وصل الوالد البيت في جبل المكبر وجد داود قد تعافى! وعندما عاد إلى الغنم في اليوم التّالي ووجد أنّ الذئب قد افترس الخروف قال لي ساخرا" مليح اللي أكل الخروف وما أكلك!"ونظرا لفارق العمر بيني أنا المولود عام 1949 وبين شقيقي داود، فقد أعطيته رعاية خاصّة فهو متميّز على الآخرين. وعشت وإيّاه وأشقّائي الذين يصغرونه عمرا وهم" عمر، عرفات وراتب" في بيت واحد. ورعي ......
#شقيقي
#داود
#وأيّام
#الشّقاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707505
الحوار المتمدن
جميل السلحوت - شقيقي داود وأيّام الشّقاء
سعيد العليمى : على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
#الحوار_المتمدن
#سعيد_العليمى على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم يقول الشاعر الروسي بوشكين وهو يستعيد ذكرى أصدقاءه الغائبين في واحدة من أجمل قصائده ( التاسع عشر من أكتوبر ) : آه ، إن دائرتنا تتخلخل ساعة بعد ساعة ، بعضنا يرقد في القبر ، وبعضنا يعانى اليتم بعيدا ، القدر يتأمل ونحن نذبل والأيام تركض ، إننا نزداد انحناء وتسرى البرودة فينا، ونقترب من بدايتنا من دون أن نشعر ، من ذا الذى سيبقى منا ، ليحتفل بذكرى رحلتنا وحيدا في شيخوخته ؟ يالتعاسة ذلك الصديق فسوف يكون بين الأجيال الجديدة ضيفا ثقيلا زائدا وغريبا ، وسيذكرنا ويذكر أيام لقاءنا مغطيا عينيه بيد مرتجفة ... ) حين أتوقف هنا يقفز أمام عينى صديقى الأديب الراحل يحيى الطاهر عبد الله ويحاورنى طيفه قائلا لى : ياأخى لقد غنينا دائما للفرح وبهجة الحياة ولميلاد عالم إنسانى جديد – تجرع كأسا من شراب الرتسينا " اليوناني أو زجاجة من الجعة التي كنا نحتسيها على ضفة نهر النيل كما اعتدنا ان نفعل معا ، وتنعم بعطايا " ديونيسوس " رب اللذات والمتع والخمر ، فقد عرفنا معا كل خمارات المدينة ، وتذكر شعارك " ثوريون في السياسة زورباويون في الحياة " فأكمل بقية قصيدة بوشكين حتى لاتكون ذكرانا لديك حزينة . فأضيف : ( فليقض يومه أنذاك مع الكأس في فرح حتى وإن كان فرحه حزينا ، ليقضه ، كما فعلت أنا صديقكم الذابل ، اذ قضيت يومى بلا حزن ولاهموم .) 1 – أيام لم تكن معه – حقا ؟وقعت في يدى أخيرا اليوميات التي دونتها المخرجة الكبيرة الراحلة عطيات الأبنودى ( 26 أكتوبر1939 – 5 أكتوبر 2018 ) بعنوان " أيام لم تكن معه " وصدرت عن دار الفرسان للنشر عام 1999 عن الستة شهور التي كان فيها زوجها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى معتقلا سياسيا من 9 أكتوبر 1966 حتى 12 مارس 1967 . وقد اتسمت يومياتها بما اتسمت به أفلامها من " الواقعية الشاعرية " . لقد اتخذت هذه اليوميات شكل رسائل موجهة إلى زوجها ، وقد حوت تفاصيل حياتها اليومية أثناء غيابه وقد دونتها في حينها يوما بيوم تقريبا ،ثم زودتها بمقدمة عند النشر ، حكت فيها عن نفسها وأسرتها ، وكيف تعرفت على عبد الرحمن الأبنودى الذى كان في مقتبل حياته آنذاك . لقد ظلت هذه المراسلات خفية لعدة عقود إلى أن قررت الكاتبة أن تخوض ( التجربة النفسية للعودة إلى هذه الأوراق القديمة ، ربما لأنى بعد أن بلغت هذا العمر أجدنى قد وصلت إلى مواسم الغفران التي يصلها الإنسان مع نفسه بعد أن يشرف على سنواته الستين ) وهى تقدمها كشهادة على أيام عاشتها ودونت تفاصيلها في وقتها كواحدة من جيل الستينات الذى كانت له أحلام كبيرة قصمها إنكسار هزيمة يونيو 1967 .ورغم عنوان اليوميات فقد كان حبيبها الذى وجهت له رسائلها / يومياتها حاضرا في كل دقيقة ، وفى كل تفصيلة من تفاصيل حياتها اليومية وكان هو محور الأحداث ومناط الرواية . وتصدر الكاتبة رسائلها ببيان بما اسمته دوائر العلاقات فتبدأ بقائمة بأسماء المعتقلين – من سبقوا الى المعتقل ومن لحقوهم بالتتابع – وتورد أسماء الجيران ( ولا أستطيع أن أنسى ليلى ابنة جارتهم هدى حداد ذات الجمال الأفروديتى الملائكى الخرافى ) – فبيانا بأصدقاء الأبنودى ويحيى الطاهر عبد الله ( ويرد اسمى ضمن قائمة الأصدقاء ) فثبتا بأسماء المتعاطفين مع المعتقلين من أهالى ، وفنانين ، وكتاب وصحفيين وإذاعيين ومسرحيين ، والشخصيات الأجنبية ، وقائمة بالمسؤولين الرسميين وغير الرسميين ، وضباط المباحث العامة في مكتب مكافحة الشيوعية . وهى تذكر كيف إعتقل عبد الرحمن ليلة أتى والده لزيارته لأول م ......
#أطلال
#جيلنا
#وأيام
#كانت
#معهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759357
#الحوار_المتمدن
#سعيد_العليمى على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم يقول الشاعر الروسي بوشكين وهو يستعيد ذكرى أصدقاءه الغائبين في واحدة من أجمل قصائده ( التاسع عشر من أكتوبر ) : آه ، إن دائرتنا تتخلخل ساعة بعد ساعة ، بعضنا يرقد في القبر ، وبعضنا يعانى اليتم بعيدا ، القدر يتأمل ونحن نذبل والأيام تركض ، إننا نزداد انحناء وتسرى البرودة فينا، ونقترب من بدايتنا من دون أن نشعر ، من ذا الذى سيبقى منا ، ليحتفل بذكرى رحلتنا وحيدا في شيخوخته ؟ يالتعاسة ذلك الصديق فسوف يكون بين الأجيال الجديدة ضيفا ثقيلا زائدا وغريبا ، وسيذكرنا ويذكر أيام لقاءنا مغطيا عينيه بيد مرتجفة ... ) حين أتوقف هنا يقفز أمام عينى صديقى الأديب الراحل يحيى الطاهر عبد الله ويحاورنى طيفه قائلا لى : ياأخى لقد غنينا دائما للفرح وبهجة الحياة ولميلاد عالم إنسانى جديد – تجرع كأسا من شراب الرتسينا " اليوناني أو زجاجة من الجعة التي كنا نحتسيها على ضفة نهر النيل كما اعتدنا ان نفعل معا ، وتنعم بعطايا " ديونيسوس " رب اللذات والمتع والخمر ، فقد عرفنا معا كل خمارات المدينة ، وتذكر شعارك " ثوريون في السياسة زورباويون في الحياة " فأكمل بقية قصيدة بوشكين حتى لاتكون ذكرانا لديك حزينة . فأضيف : ( فليقض يومه أنذاك مع الكأس في فرح حتى وإن كان فرحه حزينا ، ليقضه ، كما فعلت أنا صديقكم الذابل ، اذ قضيت يومى بلا حزن ولاهموم .) 1 – أيام لم تكن معه – حقا ؟وقعت في يدى أخيرا اليوميات التي دونتها المخرجة الكبيرة الراحلة عطيات الأبنودى ( 26 أكتوبر1939 – 5 أكتوبر 2018 ) بعنوان " أيام لم تكن معه " وصدرت عن دار الفرسان للنشر عام 1999 عن الستة شهور التي كان فيها زوجها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى معتقلا سياسيا من 9 أكتوبر 1966 حتى 12 مارس 1967 . وقد اتسمت يومياتها بما اتسمت به أفلامها من " الواقعية الشاعرية " . لقد اتخذت هذه اليوميات شكل رسائل موجهة إلى زوجها ، وقد حوت تفاصيل حياتها اليومية أثناء غيابه وقد دونتها في حينها يوما بيوم تقريبا ،ثم زودتها بمقدمة عند النشر ، حكت فيها عن نفسها وأسرتها ، وكيف تعرفت على عبد الرحمن الأبنودى الذى كان في مقتبل حياته آنذاك . لقد ظلت هذه المراسلات خفية لعدة عقود إلى أن قررت الكاتبة أن تخوض ( التجربة النفسية للعودة إلى هذه الأوراق القديمة ، ربما لأنى بعد أن بلغت هذا العمر أجدنى قد وصلت إلى مواسم الغفران التي يصلها الإنسان مع نفسه بعد أن يشرف على سنواته الستين ) وهى تقدمها كشهادة على أيام عاشتها ودونت تفاصيلها في وقتها كواحدة من جيل الستينات الذى كانت له أحلام كبيرة قصمها إنكسار هزيمة يونيو 1967 .ورغم عنوان اليوميات فقد كان حبيبها الذى وجهت له رسائلها / يومياتها حاضرا في كل دقيقة ، وفى كل تفصيلة من تفاصيل حياتها اليومية وكان هو محور الأحداث ومناط الرواية . وتصدر الكاتبة رسائلها ببيان بما اسمته دوائر العلاقات فتبدأ بقائمة بأسماء المعتقلين – من سبقوا الى المعتقل ومن لحقوهم بالتتابع – وتورد أسماء الجيران ( ولا أستطيع أن أنسى ليلى ابنة جارتهم هدى حداد ذات الجمال الأفروديتى الملائكى الخرافى ) – فبيانا بأصدقاء الأبنودى ويحيى الطاهر عبد الله ( ويرد اسمى ضمن قائمة الأصدقاء ) فثبتا بأسماء المتعاطفين مع المعتقلين من أهالى ، وفنانين ، وكتاب وصحفيين وإذاعيين ومسرحيين ، والشخصيات الأجنبية ، وقائمة بالمسؤولين الرسميين وغير الرسميين ، وضباط المباحث العامة في مكتب مكافحة الشيوعية . وهى تذكر كيف إعتقل عبد الرحمن ليلة أتى والده لزيارته لأول م ......
#أطلال
#جيلنا
#وأيام
#كانت
#معهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759357
الحوار المتمدن
سعيد العليمى - على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
رضي السماك : بي بي سي بين اليوم وأيام زمان
#الحوار_المتمدن
#رضي_السماك لعل من المفارقات التاريخية في الإعلام المسموع العربي أن تأسيس أول إذاعة عربية فعلية ومؤثرة جاء على يد السلطات البريطانية عام 1938 ، ألا هي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، وكانت السلطات البريطانية حينذاك يوجد لديها عدد من المستعمرات في أقطار المشرق العربي، وجاء تأسيس هذه الإذاعة لغايات سياسية ، وذلك على إثر أستشعارها آنذاك بخطورة تأثير محطة إذاعية إيطالية تبث بالعربية على الرأي العام العربي حيث كانت تلك الإذاعة تروج للسياسات الفاشية التي يتزعمها الزعيم الإيطالي موسوليني . أما ما قبل تأسيس بي بي سي فلم تكن في العالم العربي سواء إذاعات صغيرة خاصة محدودة التأثير، كما في مصر والجزائر وتونس والعراق. ومع أن عام1934 شهد البدايات الأولى لتأسيس الإذاعة المصرية، كما جرت في الفترة 1934- 1939 تحت إدارة الاحتلال الإنجليري تطوراً نسبيا لهذه الإذاعة ، إلا أن بدايتها كإذاعة وطنية مستقلة إنما تمت خلال الفترة من عام 1945 إلى عام 1947. وعودة لصلب حديثنا عن إذاعة بي بي سي، فمنذ سنوات قليلة أستحدث الإعلامي المصري الدكتور فؤاد عبد الرازق برنامجاً رائعاً تبثه هذه الإذاعة العريقة، وكان بعنوان "ذاكرة إذاعة"، ولا يملك من يتابع أي حلقات هذا البرنامج العتيد والذي يبث نماذج من تسجيلات برامج قديمة راقية، إلا أن يقارن بينها منذ تأسيسها 1938، عشية أندلاع الحرب العالمية الثانية، وبين ما آلت إليه برامجها اليوم منذ أواخر التسعينيات تقريباً أو أوائل الألفية، سواء من حيث مستوى الاداء أو المحتوى، واللذان بالكاد يصلان إلى الحد المتوسط المقبول . كانت بي بي سي تستقطب نخبة متنوعة من الكفاءات الإذاعية من عدة أقطار عربي، لكنها أضحت للأسف تستأثر اليوم بضم أغلبية من مذيعين ومراسلين ينتمون إلى قطر عربي بعينه، وجرى ذلك بغض النظر عن مدى كفاءاتهم الفنية والإعلامية في الصوت والألقاء والفصاحة في النطق السليم بعيداً عن مؤثرات اللهجات المحلية، وكان مذيعو بي بي سي يتمتعون بالثقافة العامة وفن الأسلوب اللبق في التحاور مع ضيوفها والمستمعين المشاركين في برامجها المختلفة، وهذا للأسف ما نفتقد إليه عند معظم -وليس كل - كوادر مذيعيها الجُدد الذين أنضموا إليها منذ نحو عقدين . وفي ذلك الزمان لم يكن من السهولة بمكان على أي راغب في الانضمام إليها تحقيق رغبته مالم يجتاز أمتحاناً في الصوت والفصاحة اللغوية السليمة في الألقاء فضلا عن الثقافة العربية العامة والإنجليزية ، إذ تميزت باستقطاب نخبة من أفضل الكفاءات الإعلامية العربية، سيما الفلسطينية، وكانت برامجها الراقية تستحوذ أهتمام جمهرة عريضة من المستمعين في العالم العربي، وتستضيف نخبة من كبار رواد الفكر والأدب ونجوم الفن في عالمنا العربي، ولم يمنع خطها" الحيادي" المرسوم لها من الإدارة الإنجليزية -وإن لم يكن حياداً حقيقياً كاملاً- مذيعيها العرب من تعاطفهم مع قضاياهم القومية،وخصوصاً القضية الفلسطينية. وهذا ما عبّرت عنه على سبيل المثال بدقة المذيعة الكبيرةالراحلة مديحة المدفعي: " كانت تمزقنا-كمذيعين عرب- لحظات الصراع الدامي بين المهنة والاحتراف من ناحية والعواطف الثائرة من جهة اخرى". وتضيف المدفعي: حينذاك كنت أرى زملائي الرجال يمسحون الدموع بيد ويقلبون صفحات النشرة بيد اخرى. وتلفت المدفعي الأنتباه إلى حقيقة مهمة لعلها غائبة عن الجميع ، وهي إن القسم العربي في البي بي سي كان أسبق في إدخال مذيعات عربيات لقراءة نشرات الأخبار من القسم الإنجليزي بخمسة عشر عاماً. أما زميلها أفطيم قريطم فيروي كيف أنه صاغ خبر تراجع عبد الناصر عن أستقالته أواخر حرب 1967، ليذيعه ......
#اليوم
#وأيام
#زمان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762558
#الحوار_المتمدن
#رضي_السماك لعل من المفارقات التاريخية في الإعلام المسموع العربي أن تأسيس أول إذاعة عربية فعلية ومؤثرة جاء على يد السلطات البريطانية عام 1938 ، ألا هي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، وكانت السلطات البريطانية حينذاك يوجد لديها عدد من المستعمرات في أقطار المشرق العربي، وجاء تأسيس هذه الإذاعة لغايات سياسية ، وذلك على إثر أستشعارها آنذاك بخطورة تأثير محطة إذاعية إيطالية تبث بالعربية على الرأي العام العربي حيث كانت تلك الإذاعة تروج للسياسات الفاشية التي يتزعمها الزعيم الإيطالي موسوليني . أما ما قبل تأسيس بي بي سي فلم تكن في العالم العربي سواء إذاعات صغيرة خاصة محدودة التأثير، كما في مصر والجزائر وتونس والعراق. ومع أن عام1934 شهد البدايات الأولى لتأسيس الإذاعة المصرية، كما جرت في الفترة 1934- 1939 تحت إدارة الاحتلال الإنجليري تطوراً نسبيا لهذه الإذاعة ، إلا أن بدايتها كإذاعة وطنية مستقلة إنما تمت خلال الفترة من عام 1945 إلى عام 1947. وعودة لصلب حديثنا عن إذاعة بي بي سي، فمنذ سنوات قليلة أستحدث الإعلامي المصري الدكتور فؤاد عبد الرازق برنامجاً رائعاً تبثه هذه الإذاعة العريقة، وكان بعنوان "ذاكرة إذاعة"، ولا يملك من يتابع أي حلقات هذا البرنامج العتيد والذي يبث نماذج من تسجيلات برامج قديمة راقية، إلا أن يقارن بينها منذ تأسيسها 1938، عشية أندلاع الحرب العالمية الثانية، وبين ما آلت إليه برامجها اليوم منذ أواخر التسعينيات تقريباً أو أوائل الألفية، سواء من حيث مستوى الاداء أو المحتوى، واللذان بالكاد يصلان إلى الحد المتوسط المقبول . كانت بي بي سي تستقطب نخبة متنوعة من الكفاءات الإذاعية من عدة أقطار عربي، لكنها أضحت للأسف تستأثر اليوم بضم أغلبية من مذيعين ومراسلين ينتمون إلى قطر عربي بعينه، وجرى ذلك بغض النظر عن مدى كفاءاتهم الفنية والإعلامية في الصوت والألقاء والفصاحة في النطق السليم بعيداً عن مؤثرات اللهجات المحلية، وكان مذيعو بي بي سي يتمتعون بالثقافة العامة وفن الأسلوب اللبق في التحاور مع ضيوفها والمستمعين المشاركين في برامجها المختلفة، وهذا للأسف ما نفتقد إليه عند معظم -وليس كل - كوادر مذيعيها الجُدد الذين أنضموا إليها منذ نحو عقدين . وفي ذلك الزمان لم يكن من السهولة بمكان على أي راغب في الانضمام إليها تحقيق رغبته مالم يجتاز أمتحاناً في الصوت والفصاحة اللغوية السليمة في الألقاء فضلا عن الثقافة العربية العامة والإنجليزية ، إذ تميزت باستقطاب نخبة من أفضل الكفاءات الإعلامية العربية، سيما الفلسطينية، وكانت برامجها الراقية تستحوذ أهتمام جمهرة عريضة من المستمعين في العالم العربي، وتستضيف نخبة من كبار رواد الفكر والأدب ونجوم الفن في عالمنا العربي، ولم يمنع خطها" الحيادي" المرسوم لها من الإدارة الإنجليزية -وإن لم يكن حياداً حقيقياً كاملاً- مذيعيها العرب من تعاطفهم مع قضاياهم القومية،وخصوصاً القضية الفلسطينية. وهذا ما عبّرت عنه على سبيل المثال بدقة المذيعة الكبيرةالراحلة مديحة المدفعي: " كانت تمزقنا-كمذيعين عرب- لحظات الصراع الدامي بين المهنة والاحتراف من ناحية والعواطف الثائرة من جهة اخرى". وتضيف المدفعي: حينذاك كنت أرى زملائي الرجال يمسحون الدموع بيد ويقلبون صفحات النشرة بيد اخرى. وتلفت المدفعي الأنتباه إلى حقيقة مهمة لعلها غائبة عن الجميع ، وهي إن القسم العربي في البي بي سي كان أسبق في إدخال مذيعات عربيات لقراءة نشرات الأخبار من القسم الإنجليزي بخمسة عشر عاماً. أما زميلها أفطيم قريطم فيروي كيف أنه صاغ خبر تراجع عبد الناصر عن أستقالته أواخر حرب 1967، ليذيعه ......
#اليوم
#وأيام
#زمان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762558
الحوار المتمدن
رضي السماك - بي بي سي بين اليوم وأيام زمان