احمد جمعة : شجرة عارية عانقت المعري.... من رواية -القرنفل التبريزي-
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لا تحشروا أبو العلاء بالجدل...تناهت أصوات، واقتحمت المكان خطوات امرأة، يا للهول، مع صوت كؤوس وقنانٍ، وقهقهه نسائية في الخلف، شمّمتُ روائح طعام من بعد، ثمة صوت كلب يعوي بفناء المغارة، كانت هناك حديقة كما فهمت، ومنها تأتي بعض الثمار، وبينما بدأ توزيع الكؤوس وسط همهمات وهمسات، مال صاحبي بجانبي وهمس بأذني:- أين مضى إمام العقل؟طرقتُ بضحكة مكتومة، وقاطع صوت رجل اختنق بنوبة سعال، وضاعف من عوي الكلب بالفناء، اختلط الحابل بالنابل، فوقع التباس...- لم أشرب الخمرَ، ولم أضاجع امرأة قط، ولا آكلّ اللحم، ولا أصلي أو أصوم أو أركع لسلطان... كان هذا جوابي لدعوة صاحبي لاحتساء الخمر، وعمدتُ لقطع الطريق بألا تدنو مني امرأة، وأفضل ألا تلمحني، وإذا بدا لابد من ذلك، فلا بأس ولكن دون أن تحدثني أو تريق عطرها بأنفي. بعدها هدأ الطقس بالموضع، وسال حوار ثنائي وثلاثي، بين أطراف الحضور، إلى أن ورد فجأة بلسان المدعو تبريز وهو شاعر شاب، ما يدل على اختفاء الراقصة كرز...- لم تختف بل سرقها الخليفة أمير المؤمنين من دارها.- ألم تكن محظية قائد حامية بغداد ثم ارتقت إلى وزيره...بين هذا وذاك احتدم الجدل، وفجأة دوى صوت الفيلسوف، أو هكذا يُلقب بين قومه، الفضل بن يحيى، وبتر الجدل، فخيم الصمت، إلا من عواء الكلب بالفناء، فاستطرد الفضل قائلاً بنبرةٍ حانقة.- أخرسوا هذه البهيمة وإلا قتلتها...انفجر جبل نار بداخلي، سخرية طفت بأعماقي، وكَتَمْتُ تعاقب الأفكار حتى لا تلوح على ملامحي السخرية، تَخَيّلتُ فيلسوف بغداد يَغْتال كلبة تعوي، هذه الكلبة، مومس ولا ريب في ذلك، فهذا العويّ خلفه رغبة بالسفاد، وما هاج من تهكمي، انبلاج صوت الفضل بن يحيى الفيلسوف، متكلّمًا بلهجة الحكماء، وبنبرةِ إباء، وبلغة لا تخلو من جرأة الأدباء.- أيهما جديرٌ بالنار أو الجنة؟ جاهل بلا عقلٍ أم عاقل بلا دين؟ وإذا كان العقل من صنع الخالق فلماذا حُرِم؟ كان جديرٌ به القول، إنما حَرَمَ عليكُم العقل والمَيتةَ ولحمَ الْخنزِير، فالعقل مُحْرم أشد من أكلّ الخنزير، وأشد من الزّنى الذي قيل فيه، ولا تَقْربوا الزّنى، بينما العقل أسْقِطُوهُ، قبل أن نأتي للحياة، وقبل أن نصحوا من النوم ونرى أنفسنا بشراً، كيف كنا فوق هذا الكوكب وتحت هذه السماء أجمعين، فُرْسٌ وعَرَبٌ، رومانٌ واغريق، وبيزنطيين؟- كنا حميرًا وقرودًا...أجاب الشاعر فرات بحماسة وهو يقهقه بوتيرة واحدة، ثم تلاه بعجلةٍ الشاعر، تبريز، مستفيضاً بالتسويغ...- كنا كلّاباً وذئاباً... يا للهول، قلت بسري وأنا أتطلع لهذا الجدل، لا أكْبتُ سعادتي بجرأة الطرح المعدوم بالمَعّرة، ولا أضمر متعة المتابعة في هذا الطقس الذي ما كنت أحلم به وأنا بالشام، فهذه بغداد بين الجد والهزل، تابعتُ بقية الحلقة وأنا أتوسل لو كنت أبصر وجوه هؤلاء الصبية والرجال والشيوخ الذين التقوا بصدفةٍ تحت سقف واحد، تحدوهم نزعة الشغف بالحرية والفرار من قيودِ العصر وأغلال حكم الخلفاء ودوائرهم المذهبية التي يخفون تحتها فواحشهم الدنيوية. - له المجد!- المجد لشجرة... ملتُ برأسي العريض على مرافقي الذي أدركتُ أخيرًا كنيته، وهو زهير، وهمست بسؤالي عن مغزى عبارة المجد لشجرة، كنت شغوفاً بهذه العبارة التي خلتها فلسفية، ذات عمق سحيق، فإذا بزهير، يصعقني بالقول، إنها راقصة، فاتنة الجمال، ساحرة الخد، يمجدونها كلّ ليلةٍ بختامِ الجدل لتعزف لهم رقصاً بجسدها الآسر، وكانت وصيفة لجارية تدعى كرزة التحقت بقصر الخليفة ولكنها لم تفْشِ سر المغارة. من هذا الجمع الذي يمجدون فيه الإله والراقصة بآنٍ و ......
#شجرة
#عارية
#عانقت
#المعري....
#رواية
#-القرنفل
#التبريزي-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703824
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة لا تحشروا أبو العلاء بالجدل...تناهت أصوات، واقتحمت المكان خطوات امرأة، يا للهول، مع صوت كؤوس وقنانٍ، وقهقهه نسائية في الخلف، شمّمتُ روائح طعام من بعد، ثمة صوت كلب يعوي بفناء المغارة، كانت هناك حديقة كما فهمت، ومنها تأتي بعض الثمار، وبينما بدأ توزيع الكؤوس وسط همهمات وهمسات، مال صاحبي بجانبي وهمس بأذني:- أين مضى إمام العقل؟طرقتُ بضحكة مكتومة، وقاطع صوت رجل اختنق بنوبة سعال، وضاعف من عوي الكلب بالفناء، اختلط الحابل بالنابل، فوقع التباس...- لم أشرب الخمرَ، ولم أضاجع امرأة قط، ولا آكلّ اللحم، ولا أصلي أو أصوم أو أركع لسلطان... كان هذا جوابي لدعوة صاحبي لاحتساء الخمر، وعمدتُ لقطع الطريق بألا تدنو مني امرأة، وأفضل ألا تلمحني، وإذا بدا لابد من ذلك، فلا بأس ولكن دون أن تحدثني أو تريق عطرها بأنفي. بعدها هدأ الطقس بالموضع، وسال حوار ثنائي وثلاثي، بين أطراف الحضور، إلى أن ورد فجأة بلسان المدعو تبريز وهو شاعر شاب، ما يدل على اختفاء الراقصة كرز...- لم تختف بل سرقها الخليفة أمير المؤمنين من دارها.- ألم تكن محظية قائد حامية بغداد ثم ارتقت إلى وزيره...بين هذا وذاك احتدم الجدل، وفجأة دوى صوت الفيلسوف، أو هكذا يُلقب بين قومه، الفضل بن يحيى، وبتر الجدل، فخيم الصمت، إلا من عواء الكلب بالفناء، فاستطرد الفضل قائلاً بنبرةٍ حانقة.- أخرسوا هذه البهيمة وإلا قتلتها...انفجر جبل نار بداخلي، سخرية طفت بأعماقي، وكَتَمْتُ تعاقب الأفكار حتى لا تلوح على ملامحي السخرية، تَخَيّلتُ فيلسوف بغداد يَغْتال كلبة تعوي، هذه الكلبة، مومس ولا ريب في ذلك، فهذا العويّ خلفه رغبة بالسفاد، وما هاج من تهكمي، انبلاج صوت الفضل بن يحيى الفيلسوف، متكلّمًا بلهجة الحكماء، وبنبرةِ إباء، وبلغة لا تخلو من جرأة الأدباء.- أيهما جديرٌ بالنار أو الجنة؟ جاهل بلا عقلٍ أم عاقل بلا دين؟ وإذا كان العقل من صنع الخالق فلماذا حُرِم؟ كان جديرٌ به القول، إنما حَرَمَ عليكُم العقل والمَيتةَ ولحمَ الْخنزِير، فالعقل مُحْرم أشد من أكلّ الخنزير، وأشد من الزّنى الذي قيل فيه، ولا تَقْربوا الزّنى، بينما العقل أسْقِطُوهُ، قبل أن نأتي للحياة، وقبل أن نصحوا من النوم ونرى أنفسنا بشراً، كيف كنا فوق هذا الكوكب وتحت هذه السماء أجمعين، فُرْسٌ وعَرَبٌ، رومانٌ واغريق، وبيزنطيين؟- كنا حميرًا وقرودًا...أجاب الشاعر فرات بحماسة وهو يقهقه بوتيرة واحدة، ثم تلاه بعجلةٍ الشاعر، تبريز، مستفيضاً بالتسويغ...- كنا كلّاباً وذئاباً... يا للهول، قلت بسري وأنا أتطلع لهذا الجدل، لا أكْبتُ سعادتي بجرأة الطرح المعدوم بالمَعّرة، ولا أضمر متعة المتابعة في هذا الطقس الذي ما كنت أحلم به وأنا بالشام، فهذه بغداد بين الجد والهزل، تابعتُ بقية الحلقة وأنا أتوسل لو كنت أبصر وجوه هؤلاء الصبية والرجال والشيوخ الذين التقوا بصدفةٍ تحت سقف واحد، تحدوهم نزعة الشغف بالحرية والفرار من قيودِ العصر وأغلال حكم الخلفاء ودوائرهم المذهبية التي يخفون تحتها فواحشهم الدنيوية. - له المجد!- المجد لشجرة... ملتُ برأسي العريض على مرافقي الذي أدركتُ أخيرًا كنيته، وهو زهير، وهمست بسؤالي عن مغزى عبارة المجد لشجرة، كنت شغوفاً بهذه العبارة التي خلتها فلسفية، ذات عمق سحيق، فإذا بزهير، يصعقني بالقول، إنها راقصة، فاتنة الجمال، ساحرة الخد، يمجدونها كلّ ليلةٍ بختامِ الجدل لتعزف لهم رقصاً بجسدها الآسر، وكانت وصيفة لجارية تدعى كرزة التحقت بقصر الخليفة ولكنها لم تفْشِ سر المغارة. من هذا الجمع الذي يمجدون فيه الإله والراقصة بآنٍ و ......
#شجرة
#عارية
#عانقت
#المعري....
#رواية
#-القرنفل
#التبريزي-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703824
الحوار المتمدن
احمد جمعة - شجرة عارية عانقت المعري.... من رواية -القرنفل التبريزي-