فاطمة ناعوت : براءةُ أطفالنا … في رقبة من؟
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Facebook: @NaootOfficialبعد واقعة التحرّش الأخيرة بطفلة المعادي على يد أحد الأشقياء، حاولتُ أن أتخيّل مدى رعب كلّ أمٍّ لديها طفلة. أوقنُ أن الهلعَ يسكنُ الآن كلَّ بيت مصري يضمُّ بين جدرانه طفلةً، خوفًا على براءتها من الخدش والعبث. براءةُ الأطفال هي اللؤلؤةُ المُشعّة التي ننهلُ من عذوبتها في قصائد الشعراء ولوحات التشكيليين وحكايانا وأسمارنا وطرائفنا. ولأنها حجرٌ كريم هشٌّ وسريع الزوال، نحاول أن نحمي أطفالنا من شظايا الواقع التي تجرحُ تلك الجوهرة قبل أوان انطفائها. نحاولُ إطالة زمن البراءة في أرواح أطفالنا قدر الإمكان، لكي يحيوا حياةً صحيّة مبهجة، قبل نضوج وعيهم وتراكم طبقات المعارف فوق سطح تلك الجوهرة النقية حتى يخبو بريقُها، حين يصيرُ الصغارُ كبارًا، يعرفون عن الواقع ما كنّا نخفيه عنهم؛ لكيلا ينطفئ البريقُ قبل الأوان. بعض الرخصاء مرضى البيدوفيليا (عشق الأطفال الجسدي)، يُشوّهون جوهرة البراءة في لحظة (بفعلٍ)؛ حين يتحرّشون بطفلة أو طفل؛ كما فعل متحرشُ المعادي، وآلافٌ غيره لم تكشفهم كاميرا سيدة مثقفة مثل "أوجيني أسامة" التي فضحت المتحرش صوتًا وصورة. وبعضُهم يفعلون ذلك (بكلمةٍ) خسيسة غير ناضجة، حين يظهر شخصٌ على شاشة أو صفحة سوشيال ميديا قائلا إن (الطفلةَ يجوز نكاحُها، إن كانت "مربربة" تتحمل الوطء)! حين يسمعُ الأطفالُ هذه الكلمات، لن يفهموا المعنى، لكنهم سوف يستنتجون من أحاديث الكبار أن النكاحَ هو الزواج، والوطء هو انسحاقُ جسد طفلة تحت ثِقَل رجل ضخم. تتكونُ في مخيلة الأطفال صورةٌ مرعبة من حكايا الساحرات الشريرات اللواتي يخطفن البنات ويقدّمنهن للوحش المخيف. لكنّ مع هذه الصورة البشعة، ستستقرُّ عدةُ مفاهيمَ مخيفة في ذهن كلٍّ من: الطفلة، الطفل، والرجال. أما الطفلةُ فسوف تنجرحُ براءتُها وتدرك أن شرًّا مرعبًا ينتظرها في مقبل الأيام، فترخُصُ قيمةُ جسدها في وعيها الصغير. وأما الطفلُ فسوف ينظرُ إلى شقيقته وزميلته في الفصل بنظرة دونية، ويتنامى داخله شعورٌ، يكبرُ مع الأيام، بأن البنات خُلقن ليكُنّ لُعبةَ لهوٍ وعبث لأجساد الذكور. وأما الرجالُ غير الأسوياء، فسوف تُريحُ تلك الفتوى ضمائرَهم، فيوقنون أن العبثَ بجسد أي طفلة أمرٌ عاديٌّ لا تهتزُّ له الجبالُ. يُقرّه الشرعُ إن كان بورقة زواج. ولا تنهدمُ به أركانُ المجتمع إن كان دون ورقة؛ مادام في الخفاء بعيدًا عن عيون الناس، في مدخل عمارة أو شقة مهجورة أو حافلة ركّاب! انتفضَ المجتمعُ المصريُّ بكامله بعد واقعة تحرش "ذَكَرٍ" رخيص بطفلة تبيعُ المناديل، في مدخل عمارة بحيّ المعادي. هذه الانتفاضةُ لها دلالةٌ طيبة تشي بأن ضمير الوعي الجمعي يقظٌ وسليمٌ. وتلك نقطةٌ بيضاءُ في اللوحة السوداء الكابية. النقطةُ البيضاءُ الأخرى صنعها ترتيبُ الله الذي شاء أن يفضح شخصًا من أولئك الذين يتّخذون "الدينَ" ستارًا يخفون خلفه أوساخَهم. المتحرشُ المجرم صفحته الشخصية حاشدة بآيات القرآن الكريم، وصورٍ التقطها لنفسه في الحرم الشريف، لكي يوهمَ الناسَ أنه تقيٌّ ورعٌ يخافُ الله. وربما بالفعل يقيمُ فروضَ الله من صلاة وصيام، ولكنه من أولئك الذين صدّقوا قول "أدعياء الدين" الذين يفتون بشرعية "نكاح الطفلة المربربة التي تتحمّل الوطء". فإن كان لا يستطيع الزواجَ الشرعيّ بورقة ومأذون، فلا بأس أن يعبثَ بجسدها الصغير بعيدًا عن عيون الناس!ولأن "براءة الأطفال" قيمةٌ شديدةُ الخطورة لبناء مجتمع صحيّ غير متهدّم الأركان، أنشأ العالمُ منظمة "اليونيسيف" UNICEF لحماية الطفل، وأعلنتِ الأممُ المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وإعلان جنيف عام 1924، وفي جميع ......
#براءةُ
#أطفالنا
#رقبة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712132
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت Facebook: @NaootOfficialبعد واقعة التحرّش الأخيرة بطفلة المعادي على يد أحد الأشقياء، حاولتُ أن أتخيّل مدى رعب كلّ أمٍّ لديها طفلة. أوقنُ أن الهلعَ يسكنُ الآن كلَّ بيت مصري يضمُّ بين جدرانه طفلةً، خوفًا على براءتها من الخدش والعبث. براءةُ الأطفال هي اللؤلؤةُ المُشعّة التي ننهلُ من عذوبتها في قصائد الشعراء ولوحات التشكيليين وحكايانا وأسمارنا وطرائفنا. ولأنها حجرٌ كريم هشٌّ وسريع الزوال، نحاول أن نحمي أطفالنا من شظايا الواقع التي تجرحُ تلك الجوهرة قبل أوان انطفائها. نحاولُ إطالة زمن البراءة في أرواح أطفالنا قدر الإمكان، لكي يحيوا حياةً صحيّة مبهجة، قبل نضوج وعيهم وتراكم طبقات المعارف فوق سطح تلك الجوهرة النقية حتى يخبو بريقُها، حين يصيرُ الصغارُ كبارًا، يعرفون عن الواقع ما كنّا نخفيه عنهم؛ لكيلا ينطفئ البريقُ قبل الأوان. بعض الرخصاء مرضى البيدوفيليا (عشق الأطفال الجسدي)، يُشوّهون جوهرة البراءة في لحظة (بفعلٍ)؛ حين يتحرّشون بطفلة أو طفل؛ كما فعل متحرشُ المعادي، وآلافٌ غيره لم تكشفهم كاميرا سيدة مثقفة مثل "أوجيني أسامة" التي فضحت المتحرش صوتًا وصورة. وبعضُهم يفعلون ذلك (بكلمةٍ) خسيسة غير ناضجة، حين يظهر شخصٌ على شاشة أو صفحة سوشيال ميديا قائلا إن (الطفلةَ يجوز نكاحُها، إن كانت "مربربة" تتحمل الوطء)! حين يسمعُ الأطفالُ هذه الكلمات، لن يفهموا المعنى، لكنهم سوف يستنتجون من أحاديث الكبار أن النكاحَ هو الزواج، والوطء هو انسحاقُ جسد طفلة تحت ثِقَل رجل ضخم. تتكونُ في مخيلة الأطفال صورةٌ مرعبة من حكايا الساحرات الشريرات اللواتي يخطفن البنات ويقدّمنهن للوحش المخيف. لكنّ مع هذه الصورة البشعة، ستستقرُّ عدةُ مفاهيمَ مخيفة في ذهن كلٍّ من: الطفلة، الطفل، والرجال. أما الطفلةُ فسوف تنجرحُ براءتُها وتدرك أن شرًّا مرعبًا ينتظرها في مقبل الأيام، فترخُصُ قيمةُ جسدها في وعيها الصغير. وأما الطفلُ فسوف ينظرُ إلى شقيقته وزميلته في الفصل بنظرة دونية، ويتنامى داخله شعورٌ، يكبرُ مع الأيام، بأن البنات خُلقن ليكُنّ لُعبةَ لهوٍ وعبث لأجساد الذكور. وأما الرجالُ غير الأسوياء، فسوف تُريحُ تلك الفتوى ضمائرَهم، فيوقنون أن العبثَ بجسد أي طفلة أمرٌ عاديٌّ لا تهتزُّ له الجبالُ. يُقرّه الشرعُ إن كان بورقة زواج. ولا تنهدمُ به أركانُ المجتمع إن كان دون ورقة؛ مادام في الخفاء بعيدًا عن عيون الناس، في مدخل عمارة أو شقة مهجورة أو حافلة ركّاب! انتفضَ المجتمعُ المصريُّ بكامله بعد واقعة تحرش "ذَكَرٍ" رخيص بطفلة تبيعُ المناديل، في مدخل عمارة بحيّ المعادي. هذه الانتفاضةُ لها دلالةٌ طيبة تشي بأن ضمير الوعي الجمعي يقظٌ وسليمٌ. وتلك نقطةٌ بيضاءُ في اللوحة السوداء الكابية. النقطةُ البيضاءُ الأخرى صنعها ترتيبُ الله الذي شاء أن يفضح شخصًا من أولئك الذين يتّخذون "الدينَ" ستارًا يخفون خلفه أوساخَهم. المتحرشُ المجرم صفحته الشخصية حاشدة بآيات القرآن الكريم، وصورٍ التقطها لنفسه في الحرم الشريف، لكي يوهمَ الناسَ أنه تقيٌّ ورعٌ يخافُ الله. وربما بالفعل يقيمُ فروضَ الله من صلاة وصيام، ولكنه من أولئك الذين صدّقوا قول "أدعياء الدين" الذين يفتون بشرعية "نكاح الطفلة المربربة التي تتحمّل الوطء". فإن كان لا يستطيع الزواجَ الشرعيّ بورقة ومأذون، فلا بأس أن يعبثَ بجسدها الصغير بعيدًا عن عيون الناس!ولأن "براءة الأطفال" قيمةٌ شديدةُ الخطورة لبناء مجتمع صحيّ غير متهدّم الأركان، أنشأ العالمُ منظمة "اليونيسيف" UNICEF لحماية الطفل، وأعلنتِ الأممُ المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وإعلان جنيف عام 1924، وفي جميع ......
#براءةُ
#أطفالنا
#رقبة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712132
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - براءةُ أطفالنا … في رقبة من؟
بشير الحامدي : تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنازل لها
#الحوار_المتمدن
#بشير_الحامدي لئن كان بورقيبة تعاطى مع الحركة النقابية "الاتحاد العام التونسي للشغل" كأحد أضلاع ما كان يسميه بالمنظمات القومية "اتحاد الصناعة والتجارة ـ اتحاد الفلاحين ـ الاتحاد النسائي" وحصر دورها في تطبيق سياساته والدعوة له بوصفه الزعيم الذي سيرسو بسفينة تونس على بر الأمان عبر تلك السياسات واعتبر دائما أنه في صراع مع هذه المنظمة وهو ما دفعه في عديد المرات إلى مواجهات معها وبقي ينظر إليها دائما بوصفها جسما يمكن أن يخرج عن سيطرته وبالتالي لا يجب الاطمئنان إليه فإن بن علي سلك مع الاتحاد العام التونسي للشغل سياسة أخرى. لقد عمل على "أخذ القلعة من الداخل" وضمن بالتالي موالاة قيادتها وبلغ به الأمر حد أن لا قيادة تنتخب في مؤتمرات الاتحاد في عهده لا يكون له رأي في تركيبتها وفي الموافقة عليها. في العشر سنوات الماضية من حكم النهضة وحلفائها تغيرت سياسة التعاطي مع الاتحاد العام التونسي للشغل حيث شهدنا ومنذ بدايات 2011 سواء مع حكومة محمد الغنوشي الأولى أو الثانية أو فيما بعد حكومات الترويكا أو الحكومات التي جاءت عقب وفاق حركة النهضة مع حزب نداء تونس أو حتى بعد انتخابات 2019 مع حكومة إلياس الفخفاخ وحكومة هشام المشيشي تشريكا فعليا لبيروقراطية الاتحاد في الحكم مباشرة أو بصورة غير مباشرة تماشيا مع السياسة التي استثمرت فيها بيروقراطية الاتحاد: "دعم" الانتقال الديمقراطي واعتبار نفسها شريكا في الحكم يجب الاعتراف به وعدم تجاوزه.مع قيس سعيد وبعد 25 جويلية تغيرت العلاقة مع بيروقراطية الاتحاد. فسعيد والحلقة المغلقة التي تحكم به نسفوا كل الجسور القديمة التي كانت تربط الحاكم ببيروقراطية الاتحاد. فهم وهذا من طبيعة أمور كل حكم استبدادي معادون في الجوهر للحريات النقابية وليسوا حريصين كثيرا على أن يكون للحركة النقابية أي دور غير ما يقررونه لها من أدوار. هذا إذا ما وقفنا عند استنتاجات التحليل العام ولكن الأمر يصير أوضح إذا ما وضعنا في الاعتبار مشروع قيس سعيد كمشروع لاستبداد جديد وحكم فردي مطلق مستند لحالة من "فراغ" أنتجها مسار الانتقال الديمقراطي حالة لا تستند على طبقات التحت كما تدعي وتموه بل تستند بالفعل وعلى الأرض على الجهاز المسلح (جيش وبوليسية) وعلى العائلات التقليدية صاحبة النفوذ الاقتصادي والسياسي التي أصبحت ترى نفسها قادرة على الحكم بمفردها دون اللجوء للخوانجية وهي حالة هجينة لاهي بالفاشية ولا يمكن أن تكون ولا هي بالحالة الشعبوية كما رأينا في فينيزويلا مثلا أو بعض بلدان أروبا الشرقية رومانيا تشيكوسلوفاكيا المجر في بداية تسعينات القرن الماضي حين وقع إسقاط الديكتاتوريات الستالينية.هذه المعاداة غير المصرح بها لا تتعلق فقط بالقيادة النقابية المهيمنة اليوم إنها تتعداها بحكم جوهر المشروع الاستبدادي القيسوني لمعاداة كل انتظام نقابي أو قطاعي أو سياسي مستقل عنه ولئن لم تكرس هذه المعاداة بشكلها السافر لحد اليوم فإنه لا شيء يمكن أن يمنع تكريسها مستقبلا خصوصا ونحن نعلم أن قيس سعيد ونظام حكمه مقبلان على تنفيذ إجراءات سيفرضها المانحون وستستهدف الأغلبية في قوتها ولن تزيد إلا من توسيع رقعة التفقير وبالتالي التسريع بتصاعد النضالات الطبقية التي ستفرض ربما على البيروقراطية النقابية مسايرتها وعدم الوقوف ضدها.أن تعلن البيروقراطية النقابية مساندتها لـ 25 جويلية فذلك لا يكفي من وجهة نظر الحكم لأن المطلوب ليس المساندة فقط بل تسليم رقبتها برمتها ووضع نفسها تحت تصرف سعيد والبيروقراطية العسكرية والبوليسية الحاكمة الفعلية.الخلاف اليوم مع سعيد ومع من يحكم باسمهم هو حول كل هذا. فالحكم يطلب ......
#تونس:
#مأزق
#سعيد:
#رقبة
#البيروقراطية
#النقابية
#التنازل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757079
#الحوار_المتمدن
#بشير_الحامدي لئن كان بورقيبة تعاطى مع الحركة النقابية "الاتحاد العام التونسي للشغل" كأحد أضلاع ما كان يسميه بالمنظمات القومية "اتحاد الصناعة والتجارة ـ اتحاد الفلاحين ـ الاتحاد النسائي" وحصر دورها في تطبيق سياساته والدعوة له بوصفه الزعيم الذي سيرسو بسفينة تونس على بر الأمان عبر تلك السياسات واعتبر دائما أنه في صراع مع هذه المنظمة وهو ما دفعه في عديد المرات إلى مواجهات معها وبقي ينظر إليها دائما بوصفها جسما يمكن أن يخرج عن سيطرته وبالتالي لا يجب الاطمئنان إليه فإن بن علي سلك مع الاتحاد العام التونسي للشغل سياسة أخرى. لقد عمل على "أخذ القلعة من الداخل" وضمن بالتالي موالاة قيادتها وبلغ به الأمر حد أن لا قيادة تنتخب في مؤتمرات الاتحاد في عهده لا يكون له رأي في تركيبتها وفي الموافقة عليها. في العشر سنوات الماضية من حكم النهضة وحلفائها تغيرت سياسة التعاطي مع الاتحاد العام التونسي للشغل حيث شهدنا ومنذ بدايات 2011 سواء مع حكومة محمد الغنوشي الأولى أو الثانية أو فيما بعد حكومات الترويكا أو الحكومات التي جاءت عقب وفاق حركة النهضة مع حزب نداء تونس أو حتى بعد انتخابات 2019 مع حكومة إلياس الفخفاخ وحكومة هشام المشيشي تشريكا فعليا لبيروقراطية الاتحاد في الحكم مباشرة أو بصورة غير مباشرة تماشيا مع السياسة التي استثمرت فيها بيروقراطية الاتحاد: "دعم" الانتقال الديمقراطي واعتبار نفسها شريكا في الحكم يجب الاعتراف به وعدم تجاوزه.مع قيس سعيد وبعد 25 جويلية تغيرت العلاقة مع بيروقراطية الاتحاد. فسعيد والحلقة المغلقة التي تحكم به نسفوا كل الجسور القديمة التي كانت تربط الحاكم ببيروقراطية الاتحاد. فهم وهذا من طبيعة أمور كل حكم استبدادي معادون في الجوهر للحريات النقابية وليسوا حريصين كثيرا على أن يكون للحركة النقابية أي دور غير ما يقررونه لها من أدوار. هذا إذا ما وقفنا عند استنتاجات التحليل العام ولكن الأمر يصير أوضح إذا ما وضعنا في الاعتبار مشروع قيس سعيد كمشروع لاستبداد جديد وحكم فردي مطلق مستند لحالة من "فراغ" أنتجها مسار الانتقال الديمقراطي حالة لا تستند على طبقات التحت كما تدعي وتموه بل تستند بالفعل وعلى الأرض على الجهاز المسلح (جيش وبوليسية) وعلى العائلات التقليدية صاحبة النفوذ الاقتصادي والسياسي التي أصبحت ترى نفسها قادرة على الحكم بمفردها دون اللجوء للخوانجية وهي حالة هجينة لاهي بالفاشية ولا يمكن أن تكون ولا هي بالحالة الشعبوية كما رأينا في فينيزويلا مثلا أو بعض بلدان أروبا الشرقية رومانيا تشيكوسلوفاكيا المجر في بداية تسعينات القرن الماضي حين وقع إسقاط الديكتاتوريات الستالينية.هذه المعاداة غير المصرح بها لا تتعلق فقط بالقيادة النقابية المهيمنة اليوم إنها تتعداها بحكم جوهر المشروع الاستبدادي القيسوني لمعاداة كل انتظام نقابي أو قطاعي أو سياسي مستقل عنه ولئن لم تكرس هذه المعاداة بشكلها السافر لحد اليوم فإنه لا شيء يمكن أن يمنع تكريسها مستقبلا خصوصا ونحن نعلم أن قيس سعيد ونظام حكمه مقبلان على تنفيذ إجراءات سيفرضها المانحون وستستهدف الأغلبية في قوتها ولن تزيد إلا من توسيع رقعة التفقير وبالتالي التسريع بتصاعد النضالات الطبقية التي ستفرض ربما على البيروقراطية النقابية مسايرتها وعدم الوقوف ضدها.أن تعلن البيروقراطية النقابية مساندتها لـ 25 جويلية فذلك لا يكفي من وجهة نظر الحكم لأن المطلوب ليس المساندة فقط بل تسليم رقبتها برمتها ووضع نفسها تحت تصرف سعيد والبيروقراطية العسكرية والبوليسية الحاكمة الفعلية.الخلاف اليوم مع سعيد ومع من يحكم باسمهم هو حول كل هذا. فالحكم يطلب ......
#تونس:
#مأزق
#سعيد:
#رقبة
#البيروقراطية
#النقابية
#التنازل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757079
الحوار المتمدن
بشير الحامدي - تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنازل لها