عبدالجبار الرفاعي : حكاية النبي موسى والراعي في المثنوي
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي إيمانُ القلب متوهجٌ عفويٌ يتدفقُ بحميمية بلا تكلّف وافتعال، يتمثّلُ هذا الإيمانُ في حالة من التديّن الرحماني. التديّنُ الرحماني الذي يعيشه معلمو الروح الكبار، يعيشه أيضًا أناسٌ بسطاء، كلٌّ من الصنفين يتذوقُه ويعبّر عنه على شاكلته، وهو أكثر أشكال التديّن حضورًا في حياة العمال والفلاحين وكبار السن والعجائز. في التديّن الرحماني القلبُ هو الطريقُ إلى الله، إنه تديّنٌ تُبهِج الإنسانَ فيه أنوارُ البصيرة، وتسقي قلبَه الطمأنينةُ، وتسكن روحَه السكينةُ. (في الفصل الثالث من كتاب: "الدين والكرامة الإنسانية" تحدثت عن أشكال التدين، ومنها: التدين الرحماني). أكثرُ الناس البسطاء صلتُهم بالله حيّة متدفقة، يعبدونه كأنهم يرونه، يشتاقون إلى لقائه بتلهف أشدّ من تلهفهم لأبنائهم، يلتقونه بشغفٍ كأنه معشوقٌ يعانقونه، يتحدثون إليه بلغة القلب المشتعلة، لغةُ القلب لا تحضر إلا في تجارب الحُبّ والعشق الصافية في الحياة، وتحضر بأجمل صورها في صلة الإنسان العميقة بالله. لغةُ القلب مباشرة لا تحتفي بالكنايات والاستعارات ولا تختفي خلفَ المجازات. صلةُ الناس، ممَنْ نسميهم "العامة"، الحميمية بالله لا تعبّر عنها إلا لغةُ القلب، تختزنُ هذه اللغةُ حزنَهم مثلما تختزنُ فرحَهم، تُعبِّر عن امتنانهم مثلما تُعبِّر عن غضبهم، تحملُ أشواقَهم بقدر ما تحملُ ضجرَهم، تبوحُ بهدوئهم بقدر ما تبوحُ باضطرابهم، تُعلِن سكينتَهم بقدر ما تُعلِن قلقَهم، وتتحدثُ باتزانهم وهدوئهم بقدر ما تتحدثُ بانفعالهم وتوترهم. تراهم يتحدثون إلى الله تارةً بلغة دافئة رقيقة، وأخرى يتحدثون إليه بلغةٍ جافة حادة، تخلو من أساليب التأدب المتعارَفة في التحدث إليه، وهم على قناعة بأن ذلك من حقِّهم، لشعورهم بالاستئثار بصلةٍ قلبية فريدة يختصّونه بها ويوقنون أنه يختصّهم بأعمق منها، صلة تُعلِن عنها مشاعرُهم بأشواقهم إليه وتلهفم للقائه. يتحدثون إليه بلا تردّد من دون أن يرهبونه، يلومونه بلا حياء كأنهم أقرضوه ولم يسدّد لهم قروضَهم. يعاتبونه بلغةٍ صريحةٍ لا تخلو من عتبٍ بالتقصير في حقِّهم، وأحيانًا يلومونه بغضب، وربما يعاتبونه بأسىً يمتزج بشعور باستئثارهم به دون سواهم، يشعرون بحقِّهم عليه، بل يتمادى بعضُهم في إلحاحه وكأنه أقرض اللهَ أغلى ما يمتلك لكنه تنكّر لعطاياه وتجاهله ولم يوفه دينه. الجداتُ والأجدادُ والآباءُ والأمهاتُ وكبارُ السنِ من الفلاحين والشيوخ يخاطبون اللهَ كأنهم يرونه، يشعرون أنه أقربُ إليهم من حبلِ الوريد. لا يرون مسافاتٍ بعيدة أو حواجزَ منيعة تفصلُه عنهم أو تفصلُهم عنه، إنه حاضرٌ بجوارهم حيثما تضيقُ بهم الحياةُ، يتحسّسونه في أغلب الحالات معهم، قلوبُهم مرآةُ أنوارِه وتجلياتِ جماله وإشراقاتِ رحمته التي وسعت كلًّ شيء ولم يسعها شيء. يخاطبونه كما يخاطبون مَنْ يقيمُ في قلوبهم، لا توجد أيةُ حواجز بروتوكولية أو رسمية تحولُ بينه وبينهم. يعيشُ هؤلاء حالةَ شهود صافية أحيانًا، لا يتذوقها إلا ذوو المكاشفات الروحية في أسفار الروح إليه. حضورُ الله وانكشافُه لهم أعمقُ منبع يغذّيهم بالسكينة والطمأنينة عندما تفترسهم مواجعُ العيش ومعاناةُ الحياة ومكابداتُها المريرة. لفرطِ حضوره يغيب ولفرطِ غيابه يحضر، لحظةَ يشعرون بغيابه تتوق أرواحُهم إليه بلوعة، ويستولي على قلوبهم الذعرُ تلك اللحظة. في العراقِ نستمع إلى بعضِهم، يقول بلهجة الجنوب العراقي بلا تردد: "كون أكو درج وأصعد أعاتبك"، بمعنى: "أتمنى وجود سُلّم كي أصعد إليك معاتبًا"، لماذا غبتَ عني هذه اللحظة الحرجة الأقسى وجعًا ومرارة. لولا شعورُهم بحضورِه الدائمِ معهم، أينما كانوا وحيثُم ......
#حكاية
#النبي
#موسى
#والراعي
#المثنوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744459
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي إيمانُ القلب متوهجٌ عفويٌ يتدفقُ بحميمية بلا تكلّف وافتعال، يتمثّلُ هذا الإيمانُ في حالة من التديّن الرحماني. التديّنُ الرحماني الذي يعيشه معلمو الروح الكبار، يعيشه أيضًا أناسٌ بسطاء، كلٌّ من الصنفين يتذوقُه ويعبّر عنه على شاكلته، وهو أكثر أشكال التديّن حضورًا في حياة العمال والفلاحين وكبار السن والعجائز. في التديّن الرحماني القلبُ هو الطريقُ إلى الله، إنه تديّنٌ تُبهِج الإنسانَ فيه أنوارُ البصيرة، وتسقي قلبَه الطمأنينةُ، وتسكن روحَه السكينةُ. (في الفصل الثالث من كتاب: "الدين والكرامة الإنسانية" تحدثت عن أشكال التدين، ومنها: التدين الرحماني). أكثرُ الناس البسطاء صلتُهم بالله حيّة متدفقة، يعبدونه كأنهم يرونه، يشتاقون إلى لقائه بتلهف أشدّ من تلهفهم لأبنائهم، يلتقونه بشغفٍ كأنه معشوقٌ يعانقونه، يتحدثون إليه بلغة القلب المشتعلة، لغةُ القلب لا تحضر إلا في تجارب الحُبّ والعشق الصافية في الحياة، وتحضر بأجمل صورها في صلة الإنسان العميقة بالله. لغةُ القلب مباشرة لا تحتفي بالكنايات والاستعارات ولا تختفي خلفَ المجازات. صلةُ الناس، ممَنْ نسميهم "العامة"، الحميمية بالله لا تعبّر عنها إلا لغةُ القلب، تختزنُ هذه اللغةُ حزنَهم مثلما تختزنُ فرحَهم، تُعبِّر عن امتنانهم مثلما تُعبِّر عن غضبهم، تحملُ أشواقَهم بقدر ما تحملُ ضجرَهم، تبوحُ بهدوئهم بقدر ما تبوحُ باضطرابهم، تُعلِن سكينتَهم بقدر ما تُعلِن قلقَهم، وتتحدثُ باتزانهم وهدوئهم بقدر ما تتحدثُ بانفعالهم وتوترهم. تراهم يتحدثون إلى الله تارةً بلغة دافئة رقيقة، وأخرى يتحدثون إليه بلغةٍ جافة حادة، تخلو من أساليب التأدب المتعارَفة في التحدث إليه، وهم على قناعة بأن ذلك من حقِّهم، لشعورهم بالاستئثار بصلةٍ قلبية فريدة يختصّونه بها ويوقنون أنه يختصّهم بأعمق منها، صلة تُعلِن عنها مشاعرُهم بأشواقهم إليه وتلهفم للقائه. يتحدثون إليه بلا تردّد من دون أن يرهبونه، يلومونه بلا حياء كأنهم أقرضوه ولم يسدّد لهم قروضَهم. يعاتبونه بلغةٍ صريحةٍ لا تخلو من عتبٍ بالتقصير في حقِّهم، وأحيانًا يلومونه بغضب، وربما يعاتبونه بأسىً يمتزج بشعور باستئثارهم به دون سواهم، يشعرون بحقِّهم عليه، بل يتمادى بعضُهم في إلحاحه وكأنه أقرض اللهَ أغلى ما يمتلك لكنه تنكّر لعطاياه وتجاهله ولم يوفه دينه. الجداتُ والأجدادُ والآباءُ والأمهاتُ وكبارُ السنِ من الفلاحين والشيوخ يخاطبون اللهَ كأنهم يرونه، يشعرون أنه أقربُ إليهم من حبلِ الوريد. لا يرون مسافاتٍ بعيدة أو حواجزَ منيعة تفصلُه عنهم أو تفصلُهم عنه، إنه حاضرٌ بجوارهم حيثما تضيقُ بهم الحياةُ، يتحسّسونه في أغلب الحالات معهم، قلوبُهم مرآةُ أنوارِه وتجلياتِ جماله وإشراقاتِ رحمته التي وسعت كلًّ شيء ولم يسعها شيء. يخاطبونه كما يخاطبون مَنْ يقيمُ في قلوبهم، لا توجد أيةُ حواجز بروتوكولية أو رسمية تحولُ بينه وبينهم. يعيشُ هؤلاء حالةَ شهود صافية أحيانًا، لا يتذوقها إلا ذوو المكاشفات الروحية في أسفار الروح إليه. حضورُ الله وانكشافُه لهم أعمقُ منبع يغذّيهم بالسكينة والطمأنينة عندما تفترسهم مواجعُ العيش ومعاناةُ الحياة ومكابداتُها المريرة. لفرطِ حضوره يغيب ولفرطِ غيابه يحضر، لحظةَ يشعرون بغيابه تتوق أرواحُهم إليه بلوعة، ويستولي على قلوبهم الذعرُ تلك اللحظة. في العراقِ نستمع إلى بعضِهم، يقول بلهجة الجنوب العراقي بلا تردد: "كون أكو درج وأصعد أعاتبك"، بمعنى: "أتمنى وجود سُلّم كي أصعد إليك معاتبًا"، لماذا غبتَ عني هذه اللحظة الحرجة الأقسى وجعًا ومرارة. لولا شعورُهم بحضورِه الدائمِ معهم، أينما كانوا وحيثُم ......
#حكاية
#النبي
#موسى
#والراعي
#المثنوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744459
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - حكاية النبي موسى والراعي في المثنوي