نادية خلوف : من غرفة العلاج الكيماوي
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف كلمة تأتيك كالصاعقة: أنت مريض بالسرطان! تنكر الموضوع ، تذرف دمعة ، ثم تسأل: هل هو قاتل ؟ هل سوف أفقد قدرتي الجسدية؟ وهل، وهل إلى مالانهاية، ثم تصمت ، ثم تعترف، ثم تتحدى: فليكن السّرطان ، هو مجرد اسم مخيف ليس إلا. تتذكر آلاف الأطفال السوريين الذين قتلوا بالكيماوي ، أما أنت فسوف يكون الكيماوي لصحتك ، وتبدأ الرحلة، رحلة علاج السّرطان . تتلكأ خطواتك في زيارة غرف التحليل والفحوص ، ثم تمشي برعاية يد تجبرك على القبول هي يد الأطباء في المستشفى. تشعر بتحسن صحتك، و أنه لا ضرورة للطبيب ، لكن سبق السيف العزل ، وسوف ت تذهب إلى المستشفى إن كنت خارج سورية ، وإن كنت في سورية فربما تكون محظوظاً لو لم تقتل فقط، وسوف تحتمل الألم. لم أتعود على الاحترام و التقدير، فالسّوري ربما لا يجيد ذلك حتى لو كان هناك قلة تجيدها ، فعندما تمرض يتهامسون بينهم وبين أنفسهم" بيستاهل" هل تذكرون موقفه من قضية زمبابوي، وتبدأ شتيمة المريض كونه لم يعد يصلح للتصفيق . رحلة علاج السرطان هي رحلة ألم ، لكن الألم يخف مع الاحترام لشخص الإنسان بغض النظر عن دينه أو جنسه. البارحة، و اليوم لم يكف الأطباء عن العمليات في جسدي، وهو مزروع اليوم ببعض الآلات ، لكنني خجلت أن أعبر عن ألمي أمام تلك العناية وذلك اللطف الذي عاملوني به ، تعلموه خلال الدراسة، فقد كرس عدة ممرضين أنفسهم لي عند زراعة آلة في صدري من أجل أن تمرر الكيماوي، صنعوا خيمة زرقاء فوق رأسي، أداروه إلى الجهة اليمنى، وعمل الأطباء في الجهة اليسرى ، وطوال الوقت يقولون لي إن شعرت بألم قولي. لا . لن أشعر بالألم حتى لو شعرت به . أنا الآن في غرفة العلاج الكيماوي ، أسترخي لآول مرة بحياتي من متاعب الحياة ، و الجميع يعمل على راحتي ، وأنا حقيقة لا أشعر أن الكيماوي مرهق، بل أشعر أنه الدواء المناسب الذي سوف يعالج آلام عمري ، لذا أسترخي و أكتب ، آكل، أتحدّث. عدت إلى ذاكرتي عندما كنت أعيش في سورية الأسد ، وكيف كنت أخفي ألمي من تنمّر الأقارب و الأباعد ، كما عدت بذاكرتي إلى رغيف الخبز الذي كان دائماً يشبه القمر في إطلالته. مع الكيماوي في السويد سوف أكون بخير، أما الوطن فإنني أضعت جواز سفره، ولن أعود إليه. ......
#غرفة
#العلاج
#الكيماوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699376
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف كلمة تأتيك كالصاعقة: أنت مريض بالسرطان! تنكر الموضوع ، تذرف دمعة ، ثم تسأل: هل هو قاتل ؟ هل سوف أفقد قدرتي الجسدية؟ وهل، وهل إلى مالانهاية، ثم تصمت ، ثم تعترف، ثم تتحدى: فليكن السّرطان ، هو مجرد اسم مخيف ليس إلا. تتذكر آلاف الأطفال السوريين الذين قتلوا بالكيماوي ، أما أنت فسوف يكون الكيماوي لصحتك ، وتبدأ الرحلة، رحلة علاج السّرطان . تتلكأ خطواتك في زيارة غرف التحليل والفحوص ، ثم تمشي برعاية يد تجبرك على القبول هي يد الأطباء في المستشفى. تشعر بتحسن صحتك، و أنه لا ضرورة للطبيب ، لكن سبق السيف العزل ، وسوف ت تذهب إلى المستشفى إن كنت خارج سورية ، وإن كنت في سورية فربما تكون محظوظاً لو لم تقتل فقط، وسوف تحتمل الألم. لم أتعود على الاحترام و التقدير، فالسّوري ربما لا يجيد ذلك حتى لو كان هناك قلة تجيدها ، فعندما تمرض يتهامسون بينهم وبين أنفسهم" بيستاهل" هل تذكرون موقفه من قضية زمبابوي، وتبدأ شتيمة المريض كونه لم يعد يصلح للتصفيق . رحلة علاج السرطان هي رحلة ألم ، لكن الألم يخف مع الاحترام لشخص الإنسان بغض النظر عن دينه أو جنسه. البارحة، و اليوم لم يكف الأطباء عن العمليات في جسدي، وهو مزروع اليوم ببعض الآلات ، لكنني خجلت أن أعبر عن ألمي أمام تلك العناية وذلك اللطف الذي عاملوني به ، تعلموه خلال الدراسة، فقد كرس عدة ممرضين أنفسهم لي عند زراعة آلة في صدري من أجل أن تمرر الكيماوي، صنعوا خيمة زرقاء فوق رأسي، أداروه إلى الجهة اليمنى، وعمل الأطباء في الجهة اليسرى ، وطوال الوقت يقولون لي إن شعرت بألم قولي. لا . لن أشعر بالألم حتى لو شعرت به . أنا الآن في غرفة العلاج الكيماوي ، أسترخي لآول مرة بحياتي من متاعب الحياة ، و الجميع يعمل على راحتي ، وأنا حقيقة لا أشعر أن الكيماوي مرهق، بل أشعر أنه الدواء المناسب الذي سوف يعالج آلام عمري ، لذا أسترخي و أكتب ، آكل، أتحدّث. عدت إلى ذاكرتي عندما كنت أعيش في سورية الأسد ، وكيف كنت أخفي ألمي من تنمّر الأقارب و الأباعد ، كما عدت بذاكرتي إلى رغيف الخبز الذي كان دائماً يشبه القمر في إطلالته. مع الكيماوي في السويد سوف أكون بخير، أما الوطن فإنني أضعت جواز سفره، ولن أعود إليه. ......
#غرفة
#العلاج
#الكيماوي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699376
الحوار المتمدن
نادية خلوف - من غرفة العلاج الكيماوي