عبد الحميد فجر سلوم : بعد 11 عاما حمراء وسوداء هل أصبح السوريون أوراقا في مهب الرياح وألعاب الأمم؟.
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحميد_فجر_سلوم حينما كنتُ في سفارة بلادي بالجزائر بين عامي 1997 ــ 2000 بمرتبةِ مُستشار ، كانت ذروةُ الصدامات بين الجيش الجزائري، والتنظيمات المتطرفة التي كان الإعلام الجزائري والمسؤولون في الجزائر, وشعب الجزائر يصفونها بالإرهابية.. وكان من المألوف جدا أن نسمع ونقرأ يوميا عبارات الحرب، كما: عُشرية حمراء..عملية انتحارية.. تفجير..قصف..اغتيال..عملية عسكرية للجيش.. إنزال..ذبحْ.. قطعْ رؤوس، وتعليق الرؤوس على الحيطان بالمسامير.. الخ.. بعد يومٍ من وصولي، كان هناك أضخم تفجير عرِفتهُ العاصمة الجزائر طيلة سنوات الحرب، وذلك في حي( الأبيار) الشهير المٌكتَظ بالسفارات.. كنتُ اسكنُ في أرقى أحياء الجزائر العاصمة (حي حيدرة) الذي يضمُّ أرقى الفِلل، وكبار جنرالات الدولة وأثريائها ومسؤوليها، وذلك في الطابق الثاني من فيلا صغيرة، تحيطُ بها أشجار الليمون والموز، وأصحاب الفيلا الجزائريين الطيِّبين الرائعين الذين كانوا يرونني كما أحد أفراد أسرتهم، يسكنون في الطابق الأرضي..فكان من الطبيعي أن يكون الحي أكثر المناطق في الجزائر حمايةً أمنية، وكانت كل مداخلهِ تخضعُ لرقابة أمنية وحواجز تفتيش.. ولكن مع ذلك لم يمنع هذا من حصول بعض الإشكالات أحيانا وتسلُّل أشخاصٍ من خارج الحي، فكان شباب الحي المستنفرين طيلة الليل، يواجهونهم حالا، ويبدأ الأخذ والعطاء والاستفسارات والتحقيق والصياح، فأستيقظُ واسألُ الجيران، ما الحكاية؟. وما أن يشعرون أنني قلِقا حتى يصعد أحد أبنائهم ويستنفر حتى الصباح أمام باب شقتي الخارجي، وهو يُشعِل السيجارة وراء الأخرى..كان الجميع يلتفُّ حول الرئيس حينها، الجنرال (اليمين زروال) ويرون فيه إصرارا وعزيمة صلبة للقضاء على الإرهاب، وتجفيفهِ من منابعهِ، كما صرّح إحدى المرّات..كنتُ أحزنُ جدّا على الجزائر، وشعب الجزائر، لِمَ آلت إليهِ أوضاعها..لاسيما أننا ونحنُ صغارا حفظنا بالمدرسة عن ظهرِ قلب نشيد الجزائر الوطني الرائع الذي وضعهُ المناضل الكبير، وشاعر الثورة الجزائرية (مفدي زكريا)، في نيسان 1956 في عز الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ووضعَ لحنَهُ الذي يُلهِب المشاعر، الموسيقار المصري الكبير محمد فوزي، كهدية للشعب الجزائري:قَسَما بالنازلات الماحقات…والدماء الزاكيات الطاهراتو البنودُ اللامعات الخافقات…في الجبال الشامخات الشاهقاتنحن ثُرنا فحياةٌ أو ممات…و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر...فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...*ما كان يخطرُ ببالي حينها، ولا في الكوابيس، أن كل تلك المفردات الحربية التي ألِفناها في الجزائر، زمن الحرب، سوف نعيش أبشع منها أضعاف المرات في بلادي سورية.. ونصلُ إلى وضعٍ خطيرٍ كما الوضع الذي نعيشهُ اليوم، من تفتيتٍ للبلاد، بِحُكم الأمر الواقع، وقدوم القوات الأجنبية لِلقتال مع هذا الطرف أو ذاك....ففي الجزائر كان الوضعُ، على بشاعتهِ، أقلُّ سوءا بأضعاف المرات مما هو في سورية..فلم تتدخّل القِوى الأجنبية، ولم تُصبِح الجزائر ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، ولم تنشأ حركات انفصالية، ولم يحصل هذا النزوح واللجوء والدمار، ولم ينقسم الشعب بين الدول الإقليمية والدولية، ولم يفقِد هويته الوطنية، ولم يكُن هذا الوضع الطائفي والمذهبي، فشعب الجزائر كلُّهُ من أتباع المذهب المالكي.. ولم تحصل هذه الأزمات المعيشية الفظيعة التي يعيشها الشعب السوري..الخ..*محزنٌ جدّا ما وصلت إليه سورية وشعبها في هذه العُشرية الحمراء والسوداء..ضاعت الهوية السورية الجامعة لأبناء الوطن الواحد، والتي أمضينا عقودا طويلة ونحنُ نتغنّى بها، وإذْ في أ ......
#عاما
#حمراء
#وسوداء
#أصبح
#السوريون
#أوراقا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750231
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحميد_فجر_سلوم حينما كنتُ في سفارة بلادي بالجزائر بين عامي 1997 ــ 2000 بمرتبةِ مُستشار ، كانت ذروةُ الصدامات بين الجيش الجزائري، والتنظيمات المتطرفة التي كان الإعلام الجزائري والمسؤولون في الجزائر, وشعب الجزائر يصفونها بالإرهابية.. وكان من المألوف جدا أن نسمع ونقرأ يوميا عبارات الحرب، كما: عُشرية حمراء..عملية انتحارية.. تفجير..قصف..اغتيال..عملية عسكرية للجيش.. إنزال..ذبحْ.. قطعْ رؤوس، وتعليق الرؤوس على الحيطان بالمسامير.. الخ.. بعد يومٍ من وصولي، كان هناك أضخم تفجير عرِفتهُ العاصمة الجزائر طيلة سنوات الحرب، وذلك في حي( الأبيار) الشهير المٌكتَظ بالسفارات.. كنتُ اسكنُ في أرقى أحياء الجزائر العاصمة (حي حيدرة) الذي يضمُّ أرقى الفِلل، وكبار جنرالات الدولة وأثريائها ومسؤوليها، وذلك في الطابق الثاني من فيلا صغيرة، تحيطُ بها أشجار الليمون والموز، وأصحاب الفيلا الجزائريين الطيِّبين الرائعين الذين كانوا يرونني كما أحد أفراد أسرتهم، يسكنون في الطابق الأرضي..فكان من الطبيعي أن يكون الحي أكثر المناطق في الجزائر حمايةً أمنية، وكانت كل مداخلهِ تخضعُ لرقابة أمنية وحواجز تفتيش.. ولكن مع ذلك لم يمنع هذا من حصول بعض الإشكالات أحيانا وتسلُّل أشخاصٍ من خارج الحي، فكان شباب الحي المستنفرين طيلة الليل، يواجهونهم حالا، ويبدأ الأخذ والعطاء والاستفسارات والتحقيق والصياح، فأستيقظُ واسألُ الجيران، ما الحكاية؟. وما أن يشعرون أنني قلِقا حتى يصعد أحد أبنائهم ويستنفر حتى الصباح أمام باب شقتي الخارجي، وهو يُشعِل السيجارة وراء الأخرى..كان الجميع يلتفُّ حول الرئيس حينها، الجنرال (اليمين زروال) ويرون فيه إصرارا وعزيمة صلبة للقضاء على الإرهاب، وتجفيفهِ من منابعهِ، كما صرّح إحدى المرّات..كنتُ أحزنُ جدّا على الجزائر، وشعب الجزائر، لِمَ آلت إليهِ أوضاعها..لاسيما أننا ونحنُ صغارا حفظنا بالمدرسة عن ظهرِ قلب نشيد الجزائر الوطني الرائع الذي وضعهُ المناضل الكبير، وشاعر الثورة الجزائرية (مفدي زكريا)، في نيسان 1956 في عز الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ووضعَ لحنَهُ الذي يُلهِب المشاعر، الموسيقار المصري الكبير محمد فوزي، كهدية للشعب الجزائري:قَسَما بالنازلات الماحقات…والدماء الزاكيات الطاهراتو البنودُ اللامعات الخافقات…في الجبال الشامخات الشاهقاتنحن ثُرنا فحياةٌ أو ممات…و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر...فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...*ما كان يخطرُ ببالي حينها، ولا في الكوابيس، أن كل تلك المفردات الحربية التي ألِفناها في الجزائر، زمن الحرب، سوف نعيش أبشع منها أضعاف المرات في بلادي سورية.. ونصلُ إلى وضعٍ خطيرٍ كما الوضع الذي نعيشهُ اليوم، من تفتيتٍ للبلاد، بِحُكم الأمر الواقع، وقدوم القوات الأجنبية لِلقتال مع هذا الطرف أو ذاك....ففي الجزائر كان الوضعُ، على بشاعتهِ، أقلُّ سوءا بأضعاف المرات مما هو في سورية..فلم تتدخّل القِوى الأجنبية، ولم تُصبِح الجزائر ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، ولم تنشأ حركات انفصالية، ولم يحصل هذا النزوح واللجوء والدمار، ولم ينقسم الشعب بين الدول الإقليمية والدولية، ولم يفقِد هويته الوطنية، ولم يكُن هذا الوضع الطائفي والمذهبي، فشعب الجزائر كلُّهُ من أتباع المذهب المالكي.. ولم تحصل هذه الأزمات المعيشية الفظيعة التي يعيشها الشعب السوري..الخ..*محزنٌ جدّا ما وصلت إليه سورية وشعبها في هذه العُشرية الحمراء والسوداء..ضاعت الهوية السورية الجامعة لأبناء الوطن الواحد، والتي أمضينا عقودا طويلة ونحنُ نتغنّى بها، وإذْ في أ ......
#عاما
#حمراء
#وسوداء
#أصبح
#السوريون
#أوراقا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750231
الحوار المتمدن
عبد الحميد فجر سلوم - بعد 11 عاما حمراء وسوداء هل أصبح السوريون أوراقا في مهب الرياح وألعاب الأمم؟.