الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
اسماعيل شاكر الرفاعي : علي السوداني في مناظره الرائعة
#الحوار_المتمدن
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي المناظر كلها رائعة - علي السودانينوفمبر 22, 2021نقلاً عن جريدة الزمان هذا يوم آخر لم يسقط بعد من ذيل روزنامة السنة . طفل في البيت السفلي يعيّط بقوة ملجأ أيتام منسي ، والأم البلهاء منشغلة بقراءة فنجان القهوة . سنٌّ عميقٌ يتململ بفمي المغلق .التلفزيون يعرض الآن شريطاً بطله يذبح امرأة ضخمة ويشرب من دمها الفوار ، وفريد الأطرش يرمي من الطابق العلوي أغنية « عدتَ يا يوم مولدي «وغدٌ صغيرٌ يسرق الماء من سطح العمارة والرب يتفرج ضاحكاً .لاجىء أشهب يعثر على قندرة « نصف عمر « كانت نائمة بمغطس حاوية الزقاق .كلب حقير أسود نبّاح يرفع ساقه بزاوية تسعينية ويتبول على حائط أم غسان .غيوم سود ورماديات يحتفلن قرب مغيب الشمس الذابلة .قطة عجوز تتقيأ سبع قطط على الرصيف .شاب يرتدي بنطالأ مسحولاً يكاد يظهر الربع المثقوب من مؤخرته الكبيرة .عبود لا يغنّي لأن يوسف العاني قد شبع موتاً .فتاة مذهلة نسيت رشق غبار الياسمين تحت أبطيها الزاغبين .رائحة عفن أصيل تهلهل بحلق بالوعة الشارع .شاعر منفّر يتلوى خلف المايكرفون مثل عتال بشورجة فارغة .ملابس داخلية مبقعة ترفرف على حبل مكسور كأنه شارة نصر .كمامات كورونا في طشت الغسيل .إمرأة وحيدة تداعب كلب المقبرة .ذيل جرذ كبير ممدد بماعون متروك .السيارة أُم الدخان المطهر تسير ببطء في الزقاق ، لكن لا أطفال تركض خلفها .أبو بريص يشخر خلف صورتي .قطيع شعراء طويل يتبعهم غاوون .رسالة عتيقة محشورة بجيب شهيد .اللغة إبنة كلب ، والحروف ترفس رأسي دون رحمة .ما لا يقبل التجنيس والتصنيف 1 -لا املك كتاباً من كتب علي السوداني الكثيرة لكي اكتب عنه ، ولكني املك تصوراً لا بأس به عن كتاباته . 2 -لست مغامراً لكي أسرع بتصنيف نصوص علي السوداني وتوزيعها على الاجناس الادبية المعروفة . ثم أتناول مقص هذه المدرسة الادبية او تلك ، وأعيد تشكيلها لكي تطابق احدى رؤى مدارس النقد الكثيرة ، وتكون النتيجة - كما يحدث دائماً - ضياع الاثنين : النص الادبي ، والرؤية النقدية التي غالباً ما تختفي تحت ثقل الإحالات الكثيرة الى كتب النقد الادبي التنظيرية المتكاثرة . 3 - لا تستطيع ، مهما كانت خبرتك ومهارتك في قراءة النصوص عميقة ، ان تنجح في جعل ذائقتك الادبية تستريح - دون قلق منطقي - الى ختم هذا النص بختم : السرد كقصة او بختم جنس الشعر كقصيدة او بختم الدراما ، فهو نص ذو وجوه متعددة ، تعكسها مرايا متقابلة : اذ عكست لك احداها جملة سردية فأن الاخرى تحمل اليك أمواجاً شعرية دافقة وهي تشير الى مشهد مسرحي في مسرح الحياة . 4 -يبدأ النص بتعيين الزمن الذي ولد فيه : " هذا يوم آخر لم يسقط بعد من ذيل روزنامة السنة " والاشارة الى زمن النص واحدة من الطرق التي كان - أو ما زال - كتاب الواقعية يحتفون من خلالها بانتسابهم الى مدرستها . ولكنك حين تعيد قراءة : هذا البيت الشعري او هذا التقرير الواقعي او هذه الاشارة الى مشهد زمني : يهرب الواقع ومعه الزمن الواقعي من ادراكك ، اذ لم يعد يحمل طابع الزمن المحدد : انه يتفلت على التعين ويتوسع ليشمل كل مقطع زمني : في الماضي او في الحاضر او في المستقبل ، انه زمن اللازمن ، اذ لا يمكنك ان تربط زمن افتتاح النص بيوم من أسبوع محدد ، من شهر محدد ، من سنة ، من عقد من السنوات ، او من قرن من قرون التاريخ . انه الزمن العصي على الإمساك ، وان لم يكن عصياً على الإدراك : اذ تستطيع ان تتخيله على هواك : زمن سقوط الطغاة في التاريخ ، او زم ......
#السوداني
#مناظره
#الرائعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738624