الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
لخضر خلفاوي : « شريف » و « زوربا ».. صلوات يبتسم لها الرّب
#الحوار_المتمدن
#لخضر_خلفاوي ***... في هذا المساء من أماسي عزلاتي بنفسي الإستراحية كنت جالسا أقرأ فرقاني إستماعا كالعادة و فكري يزاوج بين التدبير و يسافر إلي ماوراء الخلوات المادية و آفاق الفكرة.. فجأة قطع خلوتي نادل المطعم الذي ارتاد عليه و يستسمحني على الموافقة بجلوس رجل إلى طاولتي بحكم ندرة الكراسي بعد اجتياح الزبائن في هذه الأمسية اللطيفة بدفء الشمس التي لم تغرب بعد و كانت الساعة تشير إلى التاسعة.. نزعت سماعة هاتفي و حاولت فهم جيدا ما طلب مني و رأيت الرجل مستح و ينتظر ردي و موافقتي باستحياء شديد و الأمر لا يستحق كل هذا الخجل.. بادرت دون تفكير بالموافقة و أخبرت النادل أنه لا يزعجني ذلك كان الرجل أعجمي اللسان ، يبدو تركيا و لا يجيد النطق باللغة الفرنسية المشتركة ـ إلزاما ـ بين كل الأصول الأجنبية؛ إذا أرادت أن تعيش بأقل متعاعب إندماجية.جلس الرجل على الكرسي المقابل و استمريت أنا في فراري من ذلك العالم المادي المحيط بي ، و بين الفينة و الأخرى أقطع سفري و أعود للحظات كي لا أضيع في عوالم ما وراء الوقت و الوجود المادي فأنظر إلى ساعتي و أتفقد رسائلي و أجيب على بعضها و أهمل الرد عن أخرى..لم يمكث طويلا ذلك الشاب التركي بعد أن أحضرت طلبيته و عشاءه المتمثل في « طبق كباب » و ما رافق و لذّ و طاب …التفت إلي و حاول محادثتي مبتدئا بشكره لي و سريعا نادى النادل (تركي اللهجة ) و طلب منه أن يحضر لي ما شئت.. تفاجأتٌ و أحرجتُ حرجا شديدا أن يأتي هكذا سلوك من شخص لا يعرفني و لا أعرفه .. فلم أدعه يتمادى و يصر على تكليف النادل و قلت له شاكرا بكل لبقات العالم أني لا أريد شيئا، كوني لا آكل في هذا الوقت و لست متعودا على الأكل في هذه الساعة ، ثم أن فنجان قهوتي و سجائري هما أولوية أولوياتي المقدسة في هذه اللحضات كونهما يشكلان « بلازما » الفِكَرْ التي تتراقص و تتناقض و تتطاحن فيما بينها طول الوقت ..لكن ذلك الشاب تعنّت بدافع « الكرم المتجذر فيه » و لا يريد فهم أي شيء عدا إكرامي و راح يقول لموظف المطعم ـ المقهى أن يحضر لي طبقا من الكباب و ما رافقه فقط علي أن أختار الأمراق المرافقة التي أفضلها . لم أستسلم لإلحاح الرّجل و أفهمته أني فعلا ليس لدي استعدادا لهضم أي شيء فيكون عبثا إن قبلت و لن آكل إلا القليل.. بدا موقفي محرجا و شعرت أنه لم يعجبه رفضي … أعرف جيدا هذا الشعور بالحرج عندما يردّ لك شيئا أو عملا تريد أن تزكّي به نفسك و ترضى ! شعرت أني صدمته برفضي المستميت فكنت أحاول أن أطيب خاطره و أشعره بأنه ليس لي أي خلفية في رفضي .. استغرقت محاولاتي وقتا لا يستهان به.. فكان إيصال فكرتي إليه ليس بالأمر الهيّن ، حيث استعملت كل اللغات ( الفرنسي المبسط المجرّد ، إلى ما تبقى من مخلفات الإنجليزية، إلى بعض المفردات العربية إلى لغة الإشارات و الإيماءات ).. فاقتنع أخيرا و ارتحت أنا من عدم سوء فهمه لي و مع ذلك لم يرد « عابر السبيل » الأعجمي هذا أن يعلن عن انهزامه أمامي فطلب إحضار فنجان قهوة ثان لي فرفعت الراية و وافقت مادام هذا الفعل يسعده! و بدأ يحدثني بصعوبة و هو يتغذى و يطعم نفسه و أضطررت إلى قطع خلوتي و الإستماع إليه و تفكيك شفرات لغته هجينة المنافي بعيدا عن عاصمة الخلافة العثمانية في زمن غابر أغبر ، كان يحاول أن يركب ما وجده من ألفاظ باللغة الفرنسية.. كان الأمر متعبا مرهقا لتبادل الحديث لكني لم أضجر أبدا منه و هذا شيء نادر لدي عندما يجالسني شخص ما و يحدثني في مواضيع تافهة بالنسبة لي و لا تنسجم مع مجالات تفكيري الأساسية. و لا أدري كيف فعلنا حتى بددنا شيء من الإنسداد اللغوي الذي يحول ......
#شريف
#زوربا
#صلوات
#يبتسم
#الرّب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722706