الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جعفر المظفر : عن أمريكا وعن حزبيها وعن الترامبية أيضا.
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر كثيرا من الظواهر الغربية نقرأها بعيون مجتمعاتنا ولا نقرأها بعيون غربية لظننا أن النظر والقراءة هما من وظائف العيون وليسا من وظائف العقول. من هنا ينشأ الخطأ في الأحكام. مثال على ذلك ظاهرة الحزبين الوحيدين في أمريكا, الجمهوري والديمقراطي. بالنسبة إلينا نحن عواجيز المهاجرين الذين قضوا أعمارهم يتحدثون عن المؤامرة الأمريكية ضد بلدانهم فقد صار من الصعوبة عليهم إختراق الحاجز النفسي لمعرفة الواقع الأمريكي على حقيقته. إن إقترابا كهذا سيوفر لنا مناخا معرفيا خارج ثنائية المحبة أو الكراهية وصولا إلى رؤيا موضوعية نؤسس عليها أحكامنا. كثيرٌ منا يرى أن الحزبين الأمريكين, الجمهوري والديمقراطي, هما في الحقيقة ليسا أكثر من حزب واحد ولكن بتسميتين مختلفتين. هذه القراءة التسطيحية تعكس بكل تأكيد عوزا فكريا واضحا. لقد ظل العقل العربي ومنذ تأسيس الدولة الإسرائيلية, مرهقا بإسقاطات المواقف الأمريكية المساندة لإسرائيل. ليست الكراهية المتكلسة وحدها من تمنعنا من الإقترابات الموضوعية الحرفية لفهم الظاهرة من داخلها. هناك أيضا ظاهرة القراءة الإسقاطية, والمعني بها هنا, قراءة الغرب بعيون مشرقية . مقابل ظاهرة "الإستشراق" نحن نعثر على نموذجنا الأسوء ألا وهو "الإستغراب ولا أقول الإغتراب" الذي لا يحاول صاحبه النظر مطلقا إلى الظاهرة من داخلها والحكم عليها بعد تفكيكها وصولا إلى فهمها كحالة متأسسة على قواعدها البنيوية الخاصة بها, بل يحاول الإقتراب منها كما هي, ثم يقارنها بما لديه, ليحكم عليها من خلال معاييره الأخلاقية والثقافية دون ان يأخذ بنظر الإعتبار الفوارق البنيوية المنتجة لكل ظاهرة على حدة.إن الظواهر الإجتماعية والسياسية هي ظواهر ذات خصوصيات عالية الحساسية, وحين لا يتم الإقتراب منها بشكل علمي محايد, وبنوايا هدفها الفهم قبل النطق بالحكم, فقد يملك التجريد البيئوي أسبقية تركيب الأحكام النهائية دون أن يترك للفهم المتوازن فرصته العادلة للنظر إلى الظاهرة بشكل حرفي بما يؤسس للإدانة أو الثناء. لنأخذ الظاهرة الإجتماعية التالية كمثال صارخ : في الغرب حينما تبلغ الفتاة سن النضج تبدأ الأم بالقلق عليها حينما لا يطلب منها أحدٌ من الشباب الذهاب إلى مطعم أو مقهى أو مرقص أو حتى حينما لا تحصل لها على "بوي فريند". وأفهم أن معنى "البوي فريند" عندهم هو غير معنى البوي فريند عندنا !. في مشرقنا العربي الأمر في الغالب على خلاف ذلك, تبدأ الأم بالقلق حينما يبدي شاب إعجابه بإبنتها, ولو تم ذلك من خلال نظرة عابرة, وبدلا من أن تفرح المرأة نراها تلاحق الشاب بنظرات حادة أين منها نظرات اللبوة الشرسة, ولو صادف وأن كان الشاب هو إبن الجيران فستوصي المرأة زوجها أن يقوم من الصباح الباكر ببناء سياج فاصل بإرتفاع أعلى من إرتفاع حائط برلين (رحمه الله). الظاهرة هنا واحدة, غير أن السلوكين تجاهها هما على النقيض تماما. بسرعة سيكون حكم العراقي والعربي بشكل عام على سلوك المرأة الغربية (هذولة ما عدهم شرف). على الطرف الآخر سيكون حكم المرأة الغربية على سلوك العربية (تخلف, هَمَج).يتوجب الوصول إلى الحكم الصائب إزاء الظاهرة عينها, فهم المُرّكب الإجتماعي الذي أنتج الظاهرة, ويشترط ذلك بشكل أكيد دراسة الظاهرتين كلٌ على حدة. حينما يتم العودة إلى جذر الظاهرة سوف نجد أن تلك اللحظة الإجتماعية التي أنتجت أي من السلوكين هي نتاج لمركب تاريخي من التفاعلات الثقافية والمتغيرات الإقتصادية والتحديات النقيضة المتجادلة. فهي إذن لحظة تاريخية مركبة وليست لحظة زمنية مقتطعة من سياق. هي تاريخ بأكمله وليست مجرد لحظة زمنية عابرة ......
#أمريكا
#حزبيها
#الترامبية
#أيضا.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706006