ادريس الواغيش : رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش قليلون هم الأدباء الذين زاوجوا بين إخلاصهم للأدب وحبهم للأرض، سواء في المشرق أو المغرب، كما حدث مع عبد الرحمن الأبنودي في "أبنود" مصر، هو الذي مثلت الأرض مكونا رئيسيا وتيمة في أعماله النثرية والشعرية، فكتب عن الأرض والنيل شعرا ونثرا، وغنت له شادية وعبد الحليم ونجاة الصغيرة وغيرهم أغاني رومانسية غاية في عذوبة كلماتها وألحانها، ولكنها في الأصل لم تكن إلا شعرا يتغنى بالأرض بيوميات المصري البسيط في حقولها. وفي المغرب نجد الروائي والناقد إبراهيم الحجري، الذي غادرنا إلى دار البقاء دون وداع، ولا تخلو هو الآخر يومياته وحياته من صور توثق لعشق الأرض في البادية وخدمة ترابها، إلى درجة لم نكن نعرف إن كان مقيما في البادية أم في المدينة، ولم يكن يبالي رحمه الله إن لزق الطين برجليه أو في ثيابه، يشاطره في ذلك العشق الصوفي للأرض صديقه وابن بلدته الأديب والناقد "البنوري" الحبيب الدايم ربي، ولا عجب في ذلك، فهما أبناء منطقة واحدة ولادة للأدباء. رحل عنا "الأسمراني" إبراهيم الحجري من دون وداع تاركا في القلب غصة، بعد معاناة مع غيبوبة عجز الأطباء والمختبرات عن علاجها أو تفسير أسبابها، وينضاف رحيله الموجع المفاجئ إلى رحيل آخر سبقه كان بطعم الجرح والمرارة للناقد والأديب بشير القمري، ويترجل بذلك إبراهيم عن فرسه راحلا إلى حيث النور الحق والبقاء والخلود.كان رحمه الله أمام النصوص ناقدا محكما وفي مواجهة البياض أديبا روائيا مقتدرا ومفكرا ومنظرا قديرا، نجح في أن يكون عادلا في الحب بين الناس وحزن عليه كل من كان يعرفه منهم. لم تكن تغريه ربطات عنق ولا ألوان هندام أنيق، ألفته يطل عليّ في صور متنوعة تحمل بين طياتها غنى رهيبا من حقول منشئه الريفي، ويوثق لقطة بلقطة حياة الفلاحين البسطاء في بلدته "البيادرة" بنواحي الجديدة، كل ذلك ببصمة رقيه الفكري والإبداعي وبساطة الفلاح الأصيل، وكأنه واحدا من الفلاحين البسطاء الزاهدين في حب الأرض، يحمل في عينيه عشق دفين للتراب وفي رجليه رائحة الأرض الزكية وبركاتها ووراءه كدياتها وتلالها وأمامه تنوع عطائها وخيراتها. كان يذكرني كل يوم وأنا أراه في صوره يتجول بين الحقول، بشكل ينم عن ارتباطه الكبير بالأرض وتعلقه بترابها إلى درجة أصبحت فيها مكونا رئيسيا في حياته، ولم يكن غريبا عنه أن يعتني بشجر التين والزيتون، ويرعى سنابل القمح حتى تبلغ البيدر ذهبية خالصة اللون. وقد يكون الأديب إبراهيم الحجري الأديب والناقد الوحيد الذي كان رحمه الله يحرك في مشاعر بدويتي الراقدة في أعماقي، ويرسم في مخيلتي ألوانا زاهية لأزهار برية تركتها ورائي في قريتي، خانتني الآن مخيلتي على استحضار كل أسماؤها وألوانها، بعد أن طال بي الغياب عنها ولم أعد أتذكرها.رحمه الله إبراهيم الحجري برحمته الواسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان، مع تعازينا الصادقة لأسرته الكبيرة والصغيرة. ......
#رحيل
#الأسمراني
#الأرض
#إبراهيم
#الحجري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724441
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش قليلون هم الأدباء الذين زاوجوا بين إخلاصهم للأدب وحبهم للأرض، سواء في المشرق أو المغرب، كما حدث مع عبد الرحمن الأبنودي في "أبنود" مصر، هو الذي مثلت الأرض مكونا رئيسيا وتيمة في أعماله النثرية والشعرية، فكتب عن الأرض والنيل شعرا ونثرا، وغنت له شادية وعبد الحليم ونجاة الصغيرة وغيرهم أغاني رومانسية غاية في عذوبة كلماتها وألحانها، ولكنها في الأصل لم تكن إلا شعرا يتغنى بالأرض بيوميات المصري البسيط في حقولها. وفي المغرب نجد الروائي والناقد إبراهيم الحجري، الذي غادرنا إلى دار البقاء دون وداع، ولا تخلو هو الآخر يومياته وحياته من صور توثق لعشق الأرض في البادية وخدمة ترابها، إلى درجة لم نكن نعرف إن كان مقيما في البادية أم في المدينة، ولم يكن يبالي رحمه الله إن لزق الطين برجليه أو في ثيابه، يشاطره في ذلك العشق الصوفي للأرض صديقه وابن بلدته الأديب والناقد "البنوري" الحبيب الدايم ربي، ولا عجب في ذلك، فهما أبناء منطقة واحدة ولادة للأدباء. رحل عنا "الأسمراني" إبراهيم الحجري من دون وداع تاركا في القلب غصة، بعد معاناة مع غيبوبة عجز الأطباء والمختبرات عن علاجها أو تفسير أسبابها، وينضاف رحيله الموجع المفاجئ إلى رحيل آخر سبقه كان بطعم الجرح والمرارة للناقد والأديب بشير القمري، ويترجل بذلك إبراهيم عن فرسه راحلا إلى حيث النور الحق والبقاء والخلود.كان رحمه الله أمام النصوص ناقدا محكما وفي مواجهة البياض أديبا روائيا مقتدرا ومفكرا ومنظرا قديرا، نجح في أن يكون عادلا في الحب بين الناس وحزن عليه كل من كان يعرفه منهم. لم تكن تغريه ربطات عنق ولا ألوان هندام أنيق، ألفته يطل عليّ في صور متنوعة تحمل بين طياتها غنى رهيبا من حقول منشئه الريفي، ويوثق لقطة بلقطة حياة الفلاحين البسطاء في بلدته "البيادرة" بنواحي الجديدة، كل ذلك ببصمة رقيه الفكري والإبداعي وبساطة الفلاح الأصيل، وكأنه واحدا من الفلاحين البسطاء الزاهدين في حب الأرض، يحمل في عينيه عشق دفين للتراب وفي رجليه رائحة الأرض الزكية وبركاتها ووراءه كدياتها وتلالها وأمامه تنوع عطائها وخيراتها. كان يذكرني كل يوم وأنا أراه في صوره يتجول بين الحقول، بشكل ينم عن ارتباطه الكبير بالأرض وتعلقه بترابها إلى درجة أصبحت فيها مكونا رئيسيا في حياته، ولم يكن غريبا عنه أن يعتني بشجر التين والزيتون، ويرعى سنابل القمح حتى تبلغ البيدر ذهبية خالصة اللون. وقد يكون الأديب إبراهيم الحجري الأديب والناقد الوحيد الذي كان رحمه الله يحرك في مشاعر بدويتي الراقدة في أعماقي، ويرسم في مخيلتي ألوانا زاهية لأزهار برية تركتها ورائي في قريتي، خانتني الآن مخيلتي على استحضار كل أسماؤها وألوانها، بعد أن طال بي الغياب عنها ولم أعد أتذكرها.رحمه الله إبراهيم الحجري برحمته الواسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان، مع تعازينا الصادقة لأسرته الكبيرة والصغيرة. ......
#رحيل
#الأسمراني
#الأرض
#إبراهيم
#الحجري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724441
الحوار المتمدن
ادريس الواغيش - رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري