عبدالله تركماني : أبعاد أزمة الديمقراطية وتحدياتها
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_تركماني قد يكون من الصعب أن نقول أنّ الديمقراطية تملك حلولاً سحرية لكل مشاكلنا، ولكن من السهل الاستنتاج، على ضوء تجربة شعوبنا العربية مع الاستبداد، أنها الطريق الأصوب للتعاطي المجدي مع التحديات المفروضة علينا، حيث تقدم لنا إمكانية لإيجاد الحلول، خاصة إذا ساد الفهم المسؤول لمعانيها والإدراك الواعي لمتطلباتها ونقاط القوة والضعف فيها. إنها المدخل الأمثل إلى حماية حقوق الإنسان، وتحصين النظام السياسي من الميل نحو الاستبداد، وتحقيق المواطنة الصحيحة بعد عصور من التسلط.ليست الديمقراطية هدفاً بحد ذاته، وإنما هي وسيلة يتمكن من خلالها الشعب من اتخاذ مواقفه البناءة، وجعله أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج والتشارك، عوض أن يكون أداة للمباركة والتصفيق والتصديق على قرارات الحكام الفرديين. وليست الديمقراطية أيضاً مفهوماً غربياً ضيقاً ومن شأن تبنيها الوقوع في التبعية للغرب والخضوع لوصاياه، كما يروّج الظلاميون.إنّ الديمقراطية المعاصرة اليوم أكثر تواضعاً مما يعتقده البعض حولها أو ينسبه إليها أو يطالبها به. فهي أبعد من أن تكون عقيدة شاملة، وهي أقل من أن تكون نظاماً اقتصادياً - اجتماعياً له مضمون عقائدي ثابت. إنها منهج لاتخاذ القرارات العامة من قبل الملزمين بها، وهي منهج ضرورة يقتضيه العيش المشترك بين أفراد المجتمع وجماعاته، منهج يقوم على مبادئ ومؤسسات تمكّن الجماعة السياسية من إدارة أوجه الاختلاف في الآراء وتباين المصالح بشكل سلمي وتمكّن الدولة، بالتالي، من السيطرة على مصادر العنف ومواجهة أسباب الفتن والحروب الأهلية. وتصل إلى ذلك من خلال تقييد الممارسة بدستور يراعي الشروط التي تتراضى عليها القوى الفاعلة في المجتمع، وتؤسس عليها الجماعة السياسية أكثرية كافية. وقد تمكنت الديمقراطية المعاصرة من ذلك عندما حررت منهجها في الحكم من الجمود، فتأصلت في مجتمعات مختلفة، من حيث الدين والتاريخ والثقافة. كما تمكنت من ذلك عندما نفت عن نفسها شبهة العقيدة التي ينسبها البعض إليها من خلال ملاحظة المضمون العقائدي للممارسة الديمقراطية في مجتمعات تسود فيها أصلاً تلك العقائد. وتمكنت، من خلال تحرير نفسها من صفة الجمود، ونفي شبهة العقيدة، أن تصبح منهجاً عملياً وواقعياً يأخذ عقائد وقيم المجتمعات المختلفة في الاعتبار، ويراعي مرحلة الممارسة الديمقراطية، والنتائج المطلوب تحقيقها من نظام الحكم الديمقراطي. إنها منهج يبدع الحلول ويكيّف المؤسسات دون إخلال بالمبادئ الديمقراطية أو تعطيل المؤسسات الدستورية التي لا تقوم للممارسة الديمقراطية قائمة دون مراعاتها والعمل بها.لقد أضحت الديمقراطية مطلباً إنسانياً - رغم مصدرها الغربي - ونزعة تحررية من شأنها، إذا توافرت شروطها الذاتية والموضوعية، أن تمكّن الشعوب من تحقيق استقلالها التاريخي، والتعبير عن قدراتها الحية. إنّ الشعوب العربية أكثر تعطشاً لها، وهي تنتظر اللحظة التي تتمكن فيها من إرساء قواعد الديمقراطية، لأنها تدرك الآن، وهي تشاهد حالة الانهيار الشامل لأغلب دولها، أنّ أي مشروع نهضوي حقيقي لا يمكن أن تُرسى دعائمه إلا بفضل المناخ الديمقراطي الذي يسمح بالحوار والتفاعل بين الرأي والرأي الآخر.وتكتسب دعوتنا إلى تحرير العقل العربي من استمرار الاستعداد للقبول بالاستبداد، أبعادها الشاملة، على ضوء الخطاب الرسمي العربي، الذي يركز على الخصوصية لرفض الأطر الديمقراطية، تحت ذريعة أنها تنبع من ظروف غير ظروفنا وتراثنا. كما تكتسب دعوتنا أهميتها من حالة الضياع التي يعيشها بعض كتّابنا ومثقفينا وسياسيينا، الذين يعارضون حقوق الإنسان الفردية بالحقوق القومية للأمة، بدل ......
#أبعاد
#أزمة
#الديمقراطية
#وتحدياتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764995
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_تركماني قد يكون من الصعب أن نقول أنّ الديمقراطية تملك حلولاً سحرية لكل مشاكلنا، ولكن من السهل الاستنتاج، على ضوء تجربة شعوبنا العربية مع الاستبداد، أنها الطريق الأصوب للتعاطي المجدي مع التحديات المفروضة علينا، حيث تقدم لنا إمكانية لإيجاد الحلول، خاصة إذا ساد الفهم المسؤول لمعانيها والإدراك الواعي لمتطلباتها ونقاط القوة والضعف فيها. إنها المدخل الأمثل إلى حماية حقوق الإنسان، وتحصين النظام السياسي من الميل نحو الاستبداد، وتحقيق المواطنة الصحيحة بعد عصور من التسلط.ليست الديمقراطية هدفاً بحد ذاته، وإنما هي وسيلة يتمكن من خلالها الشعب من اتخاذ مواقفه البناءة، وجعله أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج والتشارك، عوض أن يكون أداة للمباركة والتصفيق والتصديق على قرارات الحكام الفرديين. وليست الديمقراطية أيضاً مفهوماً غربياً ضيقاً ومن شأن تبنيها الوقوع في التبعية للغرب والخضوع لوصاياه، كما يروّج الظلاميون.إنّ الديمقراطية المعاصرة اليوم أكثر تواضعاً مما يعتقده البعض حولها أو ينسبه إليها أو يطالبها به. فهي أبعد من أن تكون عقيدة شاملة، وهي أقل من أن تكون نظاماً اقتصادياً - اجتماعياً له مضمون عقائدي ثابت. إنها منهج لاتخاذ القرارات العامة من قبل الملزمين بها، وهي منهج ضرورة يقتضيه العيش المشترك بين أفراد المجتمع وجماعاته، منهج يقوم على مبادئ ومؤسسات تمكّن الجماعة السياسية من إدارة أوجه الاختلاف في الآراء وتباين المصالح بشكل سلمي وتمكّن الدولة، بالتالي، من السيطرة على مصادر العنف ومواجهة أسباب الفتن والحروب الأهلية. وتصل إلى ذلك من خلال تقييد الممارسة بدستور يراعي الشروط التي تتراضى عليها القوى الفاعلة في المجتمع، وتؤسس عليها الجماعة السياسية أكثرية كافية. وقد تمكنت الديمقراطية المعاصرة من ذلك عندما حررت منهجها في الحكم من الجمود، فتأصلت في مجتمعات مختلفة، من حيث الدين والتاريخ والثقافة. كما تمكنت من ذلك عندما نفت عن نفسها شبهة العقيدة التي ينسبها البعض إليها من خلال ملاحظة المضمون العقائدي للممارسة الديمقراطية في مجتمعات تسود فيها أصلاً تلك العقائد. وتمكنت، من خلال تحرير نفسها من صفة الجمود، ونفي شبهة العقيدة، أن تصبح منهجاً عملياً وواقعياً يأخذ عقائد وقيم المجتمعات المختلفة في الاعتبار، ويراعي مرحلة الممارسة الديمقراطية، والنتائج المطلوب تحقيقها من نظام الحكم الديمقراطي. إنها منهج يبدع الحلول ويكيّف المؤسسات دون إخلال بالمبادئ الديمقراطية أو تعطيل المؤسسات الدستورية التي لا تقوم للممارسة الديمقراطية قائمة دون مراعاتها والعمل بها.لقد أضحت الديمقراطية مطلباً إنسانياً - رغم مصدرها الغربي - ونزعة تحررية من شأنها، إذا توافرت شروطها الذاتية والموضوعية، أن تمكّن الشعوب من تحقيق استقلالها التاريخي، والتعبير عن قدراتها الحية. إنّ الشعوب العربية أكثر تعطشاً لها، وهي تنتظر اللحظة التي تتمكن فيها من إرساء قواعد الديمقراطية، لأنها تدرك الآن، وهي تشاهد حالة الانهيار الشامل لأغلب دولها، أنّ أي مشروع نهضوي حقيقي لا يمكن أن تُرسى دعائمه إلا بفضل المناخ الديمقراطي الذي يسمح بالحوار والتفاعل بين الرأي والرأي الآخر.وتكتسب دعوتنا إلى تحرير العقل العربي من استمرار الاستعداد للقبول بالاستبداد، أبعادها الشاملة، على ضوء الخطاب الرسمي العربي، الذي يركز على الخصوصية لرفض الأطر الديمقراطية، تحت ذريعة أنها تنبع من ظروف غير ظروفنا وتراثنا. كما تكتسب دعوتنا أهميتها من حالة الضياع التي يعيشها بعض كتّابنا ومثقفينا وسياسيينا، الذين يعارضون حقوق الإنسان الفردية بالحقوق القومية للأمة، بدل ......
#أبعاد
#أزمة
#الديمقراطية
#وتحدياتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764995
الحوار المتمدن
عبدالله تركماني - أبعاد أزمة الديمقراطية وتحدياتها