رياض سعد : ظاهرة الشكوى والتذمر في مجتمعنا
#الحوار_المتمدن
#رياض_سعد إن سير الأمور بوتيرة واحدة , وبقاء الحياة على صورة واحدة وهيئة فاردة ؛ يؤدي إلى الملل والسأم والضجر , فلو أصبحت حياة البشر حياة بلا موت , وصحة بلا مرض , وغنى بلا فقر , و سلام بلا خوف , وفرح بلا حزن .. ؛ لفقدت لذتها ومعناها وبهجتها ؛ وهذا بخلاف ما إذا تراوحت بين الحلو والمر , والجميل والقبيح , والترح والفرح , والسعادة والشقاوة , والفشل والنجاح .. ؛ فلا يمكن معرفة السلامة إلا بالوقوف على الخطر والعطب , ولا الصحة إلا بالاصابة المرضية , ولا العافية إلا عند نزول البلاء , ولا تدرك لذة الحلاوة إلا بتذوق المرارة .. .فجمال الحياة وقيمة الطبيعة ينشأن من التنوع والانتقال من حال إلى حال ومن تجربة إلى أخرى , ولأجل ذلك جعل الخالق الحكيم الوديان بقرب الجبال , والأشواك إلى جانب الورود , والزواحف جانب الطيور الجميلة , والثمار المرة جنب الحلوة الطيبة , والماء المالح الأجاج بقرب العذب الفرات , إلى غير ذلك من مظاهر التضاد والتباين والاختلاف التي تضفي على الطبيعة والحياة بهاء وجمالا وكمالا وجلالا .. .وقد جاء في أحد الأمثال العالمية : (( أستفد حتى من مصائبك )) ؛ إذ ان البلايا والمصائب والمشاكل خير وسيلة لتفجير الطاقات وتقدم العلوم و رقي الحياة البشرية , ودفع المسيرة الإنسانية نحو الأمام , فها هم علماء الحضارة يصرحون بأن أكثر الحضارات لم تزدهر الا في أجواء الحروب والصراعات والمنافسات حيث كان الناس يلجأون فيها إلى استحداث وسائل الدفاع في مواجهة الأعداء المهاجمين , أو إصلاح ما خربته الحروب من دمار وهلاك ؛ ففي مثل هذه الظروف تتحرك القابليات البشرية بجبران ما كسر , وتعويض ما فات , وتتميم ما نقص , وتهيئة ما يلزم .. ؛ وقد قيل : (( الحاجة أم الاختراع )) .وبعبارة واضحة : إذا لم يتعرض الإنسان للمشاكل في حياته فان طاقاته ستبقى جامدة وخامدة لا تنمو ولا تتفتح , بل نمو تلك المواهب وخروج الطاقات والإبداعات البشرية من الإنسان إلى الواقع الخارجي ؛ رهن وقوع الإنسان في مهب المصائب والمشاكل والأزمات والشدائد والتحديات ؛ فهي تهيء أرضية صالحة للإنسان للخروج عن الكسل والجمود ؛ ولأجل ذلك , نرى أن الوالدين الذين يعمدان إلى إبعاد أولادهما عن الصعوبات الطبيعية والمشاكل الاعتيادية , لا يدفعان إلى المجتمع الا أطفالا ضعافا يهتزون لكل ريح كالنبتة الغضة أمام كل عاصفة .وأما اللذان ينشئان أولادهما في أجواء الحياة المحفوفة بالمشاكل والصعاب الطبيعية فيدفعان إلى المجتمع أولادا أرسخ من الجبال الراسية في مهب العواصف العاتية ؛ وقد جاء عن حكيم العراق الامام علي ما يؤكد ذلك : ((ألا إن الشجرة البرية أصلب عودا , والروائع الخضرة أرق جلودا , والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا )) .هكذا تكون الحياة سببا للموت , والموت سببا للحياة , والبلايا والمصائب دافعا لحركة ويقظة الإنسان من اجل تعمير الأرض . الصعاب والمشاكل والأحداث المؤلمة لم ولن تنتهي من حياة البشر , ولقد أشار القران إلى ذلك : (( ولقد خلقنا الإنسان في كبد )) ؛ فطريق الحياة ليس سهلا دائما ولا معبدا بالورود دوما , ولا خاليا من الأشواك والاكدار والمنغصات , فلكي تحصل الشهد لابد من وخز النحل , وقد نسب للإمام علي : يا طالب الصفو في الدنيا بلا كدر ......... طلبت معدومةٌٌ فإياس من الظفروالإنسان الناجح الواعي يتخذ من الصعاب والتحديات وسيلة للانطلاق والنجاح , ويتخذها سلما للرقي إلى مدارج الكمال الروحي والعلمي , فهكذا هي طبيعة الحياة ولن تجد للقوانين الكون ونواميس الطبيعة تبديلا ... . الكثير منا يعرف هذا الكلام , بل ......
#ظاهرة
#الشكوى
#والتذمر
#مجتمعنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717877
#الحوار_المتمدن
#رياض_سعد إن سير الأمور بوتيرة واحدة , وبقاء الحياة على صورة واحدة وهيئة فاردة ؛ يؤدي إلى الملل والسأم والضجر , فلو أصبحت حياة البشر حياة بلا موت , وصحة بلا مرض , وغنى بلا فقر , و سلام بلا خوف , وفرح بلا حزن .. ؛ لفقدت لذتها ومعناها وبهجتها ؛ وهذا بخلاف ما إذا تراوحت بين الحلو والمر , والجميل والقبيح , والترح والفرح , والسعادة والشقاوة , والفشل والنجاح .. ؛ فلا يمكن معرفة السلامة إلا بالوقوف على الخطر والعطب , ولا الصحة إلا بالاصابة المرضية , ولا العافية إلا عند نزول البلاء , ولا تدرك لذة الحلاوة إلا بتذوق المرارة .. .فجمال الحياة وقيمة الطبيعة ينشأن من التنوع والانتقال من حال إلى حال ومن تجربة إلى أخرى , ولأجل ذلك جعل الخالق الحكيم الوديان بقرب الجبال , والأشواك إلى جانب الورود , والزواحف جانب الطيور الجميلة , والثمار المرة جنب الحلوة الطيبة , والماء المالح الأجاج بقرب العذب الفرات , إلى غير ذلك من مظاهر التضاد والتباين والاختلاف التي تضفي على الطبيعة والحياة بهاء وجمالا وكمالا وجلالا .. .وقد جاء في أحد الأمثال العالمية : (( أستفد حتى من مصائبك )) ؛ إذ ان البلايا والمصائب والمشاكل خير وسيلة لتفجير الطاقات وتقدم العلوم و رقي الحياة البشرية , ودفع المسيرة الإنسانية نحو الأمام , فها هم علماء الحضارة يصرحون بأن أكثر الحضارات لم تزدهر الا في أجواء الحروب والصراعات والمنافسات حيث كان الناس يلجأون فيها إلى استحداث وسائل الدفاع في مواجهة الأعداء المهاجمين , أو إصلاح ما خربته الحروب من دمار وهلاك ؛ ففي مثل هذه الظروف تتحرك القابليات البشرية بجبران ما كسر , وتعويض ما فات , وتتميم ما نقص , وتهيئة ما يلزم .. ؛ وقد قيل : (( الحاجة أم الاختراع )) .وبعبارة واضحة : إذا لم يتعرض الإنسان للمشاكل في حياته فان طاقاته ستبقى جامدة وخامدة لا تنمو ولا تتفتح , بل نمو تلك المواهب وخروج الطاقات والإبداعات البشرية من الإنسان إلى الواقع الخارجي ؛ رهن وقوع الإنسان في مهب المصائب والمشاكل والأزمات والشدائد والتحديات ؛ فهي تهيء أرضية صالحة للإنسان للخروج عن الكسل والجمود ؛ ولأجل ذلك , نرى أن الوالدين الذين يعمدان إلى إبعاد أولادهما عن الصعوبات الطبيعية والمشاكل الاعتيادية , لا يدفعان إلى المجتمع الا أطفالا ضعافا يهتزون لكل ريح كالنبتة الغضة أمام كل عاصفة .وأما اللذان ينشئان أولادهما في أجواء الحياة المحفوفة بالمشاكل والصعاب الطبيعية فيدفعان إلى المجتمع أولادا أرسخ من الجبال الراسية في مهب العواصف العاتية ؛ وقد جاء عن حكيم العراق الامام علي ما يؤكد ذلك : ((ألا إن الشجرة البرية أصلب عودا , والروائع الخضرة أرق جلودا , والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا )) .هكذا تكون الحياة سببا للموت , والموت سببا للحياة , والبلايا والمصائب دافعا لحركة ويقظة الإنسان من اجل تعمير الأرض . الصعاب والمشاكل والأحداث المؤلمة لم ولن تنتهي من حياة البشر , ولقد أشار القران إلى ذلك : (( ولقد خلقنا الإنسان في كبد )) ؛ فطريق الحياة ليس سهلا دائما ولا معبدا بالورود دوما , ولا خاليا من الأشواك والاكدار والمنغصات , فلكي تحصل الشهد لابد من وخز النحل , وقد نسب للإمام علي : يا طالب الصفو في الدنيا بلا كدر ......... طلبت معدومةٌٌ فإياس من الظفروالإنسان الناجح الواعي يتخذ من الصعاب والتحديات وسيلة للانطلاق والنجاح , ويتخذها سلما للرقي إلى مدارج الكمال الروحي والعلمي , فهكذا هي طبيعة الحياة ولن تجد للقوانين الكون ونواميس الطبيعة تبديلا ... . الكثير منا يعرف هذا الكلام , بل ......
#ظاهرة
#الشكوى
#والتذمر
#مجتمعنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717877
الحوار المتمدن
رياض سعد - ظاهرة الشكوى والتذمر في مجتمعنا