عائشة التاج : المشاعر والانفعالات بين اللجم والتدفق
#الحوار_المتمدن
#عائشة_التاج كثيرا ما تتردد على مسامعنا "مقولة :" الغضب من الشيطان " تستعمل أغلب الأحيان في غير سياقاتها المناسبة ، لتنتصب صورة الملاك المراد تحقيقها داخل واقع بشري فوق الأرض له إكراهات وشروط تختلف حتما عن شروط السماء وعوالمها الميثافيزيقية المجهولة لدينا جملة وتفصيلا إلا من أوصاف تدغدغ أو تلدغ خيالاتنا إغراء وتخويفا وفق الأدبيات الدينية . وبهذا تتأرجح صورة الإنسان العربي المسلم ، الواقع تحت التأثير القوي للثقافة الدينية أو القبلية التقليدية المتجذرة عبر قرون ما بين الشيطان والملاك .وما بين الصورتين تنضغط إنسانية الإنسان داخل قوالب تسعى لضبط كل تعابيره وتصرفاته في أدق حيثياتها ببالغ الصرامة والضبط المفرط في أغلب الأحيان .من هنا تكونت تمثلات جاهزة تحاكم التصرفات وحتى الانفعالات والأحاسيس بمختلف تلاوينها وتدعو الذات الواعية لكبح جماحها والظهور بمظهر يعتبر جادا وعكس ذلك منفلتا حتى وإن كانت مشاعر إيجابية . فالإنسان الذي يكون وجدانه مفعما بالأحاسيس الجياشة وبالتعبير عنها اعتبر ضعيفا ، فالمرأة التي تتميز بالعاطفة القوية تعتبر كائنا ضعيفا ومن درجة ثانية وكذلك الذكور الميالون للتعبير عن أحاسيسهم مثل المرأة , وحتى ما سمي بعلوم الطاقة فهي تعتبر ما يميل للرقة والعطف والحنان والدعة طاقة أنثوية وما يميل للشدة والعزم وقوة الإرادة والحركة وطاقة ذكورية وكلاهما يتوفران لدى الجنسين وتميل الكفة نحو هذه الجهة أو تلك حسب النوع والميولات ولأن المرأة تبكي وتتعاطف وتحنو فهي تعتبر جنسا ضعيفا من طرف المنظومة التقليدية التي تمجد الشدة والقسوة والصلابة كضرورات للدفاع عن النفس والقبيلة في زمن كانت المجتمعات او التجمعات تنتظم حول خيار القوة والعنف باعتبارها القانون الأسمى مثل الغاب تماما ,,,,و لأن مجتمعاتنا العربية ، لازالت تجتر المنظومة التقليدية كخيار مفروض بسلطة الدين والاستبداد السياسي فإن ذات القيم التقليدية لازالت تفرض هيمنتها على المجتمع في أدق مسلكياته رغم محاولات الانفتاح على القيم الكونية التي مازالت تتلمس مكانا لها ضمن النسيج المجتمعي و منظومته القيمية حسب تموجات التغير الاجتماعي مدا وجزرا .ولنعد إلى الانفعالات حيث يتم تمجيد كظم الغيض وحبس الغضب بل حتى الفرح ،إذ هناك أمثال تدعو لعدم الفرح بما أتاك وعدم الندم على ما راح إذ يعتبر التعبير عن الانفعالات ضعفا ، بل سقوطا بين مخالب الشيطان حتىفالإنسان القوي لا يعبر عن مشاعره ، بل عليه لجمها ، كظمها ،ترويضها .....ومن ثمت يغيب التعبير عن الحب والمحبة بين الزوجين وبين الآباء وأبنائهم حتى وإن حضرتا كمشاعر قوية تحيك اللحمة الأسرية و تخيط تماسكها عبر السنين .فالأب القوي حسب المنظومة التقليدية يجب أن يكون عبوسا ،متجهما لكي تكون له هبة ،أي يلعب دور السي السيد واشارات الحب بين الزوجين لا تتم إلا في الغرف المغلقة بل المظلمة في الكثير من الأحيان , ومن ثمة كانت الحياة العاطفية والجنسية بشكل عام متسمة بالكثير من الجفاف بل بالبؤس . ومن ثمة أيضا غدت تربة خصبة لبروز الكثير من التمظهرات المختلة نفسيا واجتماعيا . كظواهر الاغتصاب وزنا المحارم والبرود العاطفي والاضطرابات الجنسية مما يؤدي للتفكك الأسري باعتباره طلاقا عاطفيا صامتا أو قانونيا موثقا مع ما يصاحب ذلك من تداعيات ومما لاشك فيه ،ان هذه التوجيهات نحو الضبط المفرط تؤدي لعلاقات اجتماعية يطبعها الزيف والنفاق في أغلب الأحيان . ذلك أن المشاعر هي مثل الماء إذا لم تتدفق فوق التربة فهي تتسرب تحتها ،إذ لا بد أ ......
#المشاعر
#والانفعالات
#اللجم
#والتدفق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698568
#الحوار_المتمدن
#عائشة_التاج كثيرا ما تتردد على مسامعنا "مقولة :" الغضب من الشيطان " تستعمل أغلب الأحيان في غير سياقاتها المناسبة ، لتنتصب صورة الملاك المراد تحقيقها داخل واقع بشري فوق الأرض له إكراهات وشروط تختلف حتما عن شروط السماء وعوالمها الميثافيزيقية المجهولة لدينا جملة وتفصيلا إلا من أوصاف تدغدغ أو تلدغ خيالاتنا إغراء وتخويفا وفق الأدبيات الدينية . وبهذا تتأرجح صورة الإنسان العربي المسلم ، الواقع تحت التأثير القوي للثقافة الدينية أو القبلية التقليدية المتجذرة عبر قرون ما بين الشيطان والملاك .وما بين الصورتين تنضغط إنسانية الإنسان داخل قوالب تسعى لضبط كل تعابيره وتصرفاته في أدق حيثياتها ببالغ الصرامة والضبط المفرط في أغلب الأحيان .من هنا تكونت تمثلات جاهزة تحاكم التصرفات وحتى الانفعالات والأحاسيس بمختلف تلاوينها وتدعو الذات الواعية لكبح جماحها والظهور بمظهر يعتبر جادا وعكس ذلك منفلتا حتى وإن كانت مشاعر إيجابية . فالإنسان الذي يكون وجدانه مفعما بالأحاسيس الجياشة وبالتعبير عنها اعتبر ضعيفا ، فالمرأة التي تتميز بالعاطفة القوية تعتبر كائنا ضعيفا ومن درجة ثانية وكذلك الذكور الميالون للتعبير عن أحاسيسهم مثل المرأة , وحتى ما سمي بعلوم الطاقة فهي تعتبر ما يميل للرقة والعطف والحنان والدعة طاقة أنثوية وما يميل للشدة والعزم وقوة الإرادة والحركة وطاقة ذكورية وكلاهما يتوفران لدى الجنسين وتميل الكفة نحو هذه الجهة أو تلك حسب النوع والميولات ولأن المرأة تبكي وتتعاطف وتحنو فهي تعتبر جنسا ضعيفا من طرف المنظومة التقليدية التي تمجد الشدة والقسوة والصلابة كضرورات للدفاع عن النفس والقبيلة في زمن كانت المجتمعات او التجمعات تنتظم حول خيار القوة والعنف باعتبارها القانون الأسمى مثل الغاب تماما ,,,,و لأن مجتمعاتنا العربية ، لازالت تجتر المنظومة التقليدية كخيار مفروض بسلطة الدين والاستبداد السياسي فإن ذات القيم التقليدية لازالت تفرض هيمنتها على المجتمع في أدق مسلكياته رغم محاولات الانفتاح على القيم الكونية التي مازالت تتلمس مكانا لها ضمن النسيج المجتمعي و منظومته القيمية حسب تموجات التغير الاجتماعي مدا وجزرا .ولنعد إلى الانفعالات حيث يتم تمجيد كظم الغيض وحبس الغضب بل حتى الفرح ،إذ هناك أمثال تدعو لعدم الفرح بما أتاك وعدم الندم على ما راح إذ يعتبر التعبير عن الانفعالات ضعفا ، بل سقوطا بين مخالب الشيطان حتىفالإنسان القوي لا يعبر عن مشاعره ، بل عليه لجمها ، كظمها ،ترويضها .....ومن ثمت يغيب التعبير عن الحب والمحبة بين الزوجين وبين الآباء وأبنائهم حتى وإن حضرتا كمشاعر قوية تحيك اللحمة الأسرية و تخيط تماسكها عبر السنين .فالأب القوي حسب المنظومة التقليدية يجب أن يكون عبوسا ،متجهما لكي تكون له هبة ،أي يلعب دور السي السيد واشارات الحب بين الزوجين لا تتم إلا في الغرف المغلقة بل المظلمة في الكثير من الأحيان , ومن ثمة كانت الحياة العاطفية والجنسية بشكل عام متسمة بالكثير من الجفاف بل بالبؤس . ومن ثمة أيضا غدت تربة خصبة لبروز الكثير من التمظهرات المختلة نفسيا واجتماعيا . كظواهر الاغتصاب وزنا المحارم والبرود العاطفي والاضطرابات الجنسية مما يؤدي للتفكك الأسري باعتباره طلاقا عاطفيا صامتا أو قانونيا موثقا مع ما يصاحب ذلك من تداعيات ومما لاشك فيه ،ان هذه التوجيهات نحو الضبط المفرط تؤدي لعلاقات اجتماعية يطبعها الزيف والنفاق في أغلب الأحيان . ذلك أن المشاعر هي مثل الماء إذا لم تتدفق فوق التربة فهي تتسرب تحتها ،إذ لا بد أ ......
#المشاعر
#والانفعالات
#اللجم
#والتدفق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698568
الحوار المتمدن
عائشة التاج - المشاعر والانفعالات بين اللجم والتدفق