جلبير الأشقر : “ثقافة الإلغاء” في منطقتنا: ليس رشدي سوى أحدث نماذجها
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر كثُر الحديث في الغرب في السنوات الأخيرة عمّا يسمّى “ثقافة الإلغاء”. والمقصود بهذه التسمية نزعة منسوبة إلى بعض الفئات في الجامعات، تسعى وراء منع التعبير عن الآراء التي لا تروق لها لأسباب شتى، تعدّدت تعدّد المواضيع التي تتجنّد الفئات المذكورة من أجلها، سواء أكانت من صنف “ما بعد الاستعمارية” تريد منع الأحاديث والرموز التي ترى فيها دفاعاً عن الإرث الاستعماري بمختلف صيَغه، أو من الصنف الجندري تريد منع الحديث الرافض لقبول التصنيف الجنسي الاختياري حتى عندما يصدر عن نسويات ويتعلق بأمور كاستخدام المراحيض العامة أو المنافسة الرياضية، أو من الصنف السياسي المعهود القائم على منع الرأي المضاد من التعبير.وبما أن الغلبة الثقافية أو الحركية في الجامعات الغربية هي عموماً لأصناف من اليسار، فإن الاحتجاج على “ثقافة الإلغاء” يأتي غالباً من فئات يمينية، بالرغم من أن قسماً من اليسار الراديكالي يتمسّك بشدة بحرية التعبير السلمي غير المحدودة. وأبرز اليساريين المدافعين عن حرية تعبير غير مقيّدة بأي قيد، نعوم تشومسكي، وهو من أكثر الناس تمسّكاً بالتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة (يعود تبنّيه إلى عام 1791) الذي يُلزم الكونغرس بعدم إصدار “أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحدّ من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف”.والحقيقة أنه، إذا صحّ أن بعض الجماعات الصغيرة المتشدّدة المنتمية إلى الأصناف المذكورة أعلاه تغالي في تشنجّها إزاء الآراء المضادة إلى حدّ النزوع إلى منع التعبير عنها في الساحة الجامعية، فإن التهديد الأكبر لحرية التعبير في الدول الغربية يأتي من اليمين، وهذا ليس من خلال نشاط جماعات قاعدية من الطلبة وسواهم، بل من خلال تأثير الجماعات اليمينية على الحكومات.هكذا فبين أخطر ما يتهدّد حرية التعبير في الدول الغربية اليوم، توجُّه حكومات عديدة إلى الرضوخ للضغط الصهيوني، أو تبنّي قضيته بحسب قربها من الصهيونية، بحيث تسعى إلى فرض تعريف معاداة السامية الذي وضعه “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” والذي يصوّر الرأي المضاد للأيديولوجيا الصهيونية وكأنه من وحي عرقي معادٍ لليهود، بينما هو مدفوع في الحقيقة برفض الاستعمار والتمييز العنصري. فإن تبنّي التعريف المذكور قد يؤدّي إلى منع التعبير عن آراء مناهضة للاضطهاد الصهيوني في وسائل الإعلام أو في الجامعات، وهذا المنع لن يكون من خلال التظاهر القاعدي كما في حال ما يسمّى “ثقافة الإلغاء”، بل بواسطة السلطة والقانون. لذل فإن “ثقافة الإلغاء” اليمينية في الغرب أخطر بكثير من مرادفها اليساري، إذ هي مفروضة من فوق بقوة السلطة خلافاً لما يسعى بعض النشطاء إلى فرضه من تحت بواسطة النشاط المعارض.ليس سلمان رشدي سوى الأحدث في قائمة طويلة من النماذج الأخيرة، قائمة ضحايا “ثقافة الإلغاء” السائدة في بلداننا الذين طالتهم يد الإلغاء في المهجروالحقيقة أن ثقافة الغرب الليبرالية العريقة (والمقصود هنا الليبرالية السياسية وليس الليبرالية الاقتصادية، وهما منفصلتان تماماً بعكس ما يدّعي أنصار الثانية) إنما هي حاجز أساسي أمام “ثقافة الإلغاء” اليمينية، لاسيما باستنادها إلى أحكام دستورية على غرار التعديل الأول الأمريكي. فإن محاولات الصهاينة كمّ أفواه أنصار القضية الفلسطينية في الغرب يحدّها كثيراً ضعفها أمام المحاكم، إذ إنها مساعٍ تتعارض بصورة صارخة مع أحكام حرية التعبير على غرار التعديل الأول. لذا نرى أنصار القضية الفلسطينية يلجؤون إلى المحاكم في وجه م ......
#“ثقافة
#الإلغاء”
#منطقتنا:
#رشدي
#أحدث
#نماذجها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765617
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر كثُر الحديث في الغرب في السنوات الأخيرة عمّا يسمّى “ثقافة الإلغاء”. والمقصود بهذه التسمية نزعة منسوبة إلى بعض الفئات في الجامعات، تسعى وراء منع التعبير عن الآراء التي لا تروق لها لأسباب شتى، تعدّدت تعدّد المواضيع التي تتجنّد الفئات المذكورة من أجلها، سواء أكانت من صنف “ما بعد الاستعمارية” تريد منع الأحاديث والرموز التي ترى فيها دفاعاً عن الإرث الاستعماري بمختلف صيَغه، أو من الصنف الجندري تريد منع الحديث الرافض لقبول التصنيف الجنسي الاختياري حتى عندما يصدر عن نسويات ويتعلق بأمور كاستخدام المراحيض العامة أو المنافسة الرياضية، أو من الصنف السياسي المعهود القائم على منع الرأي المضاد من التعبير.وبما أن الغلبة الثقافية أو الحركية في الجامعات الغربية هي عموماً لأصناف من اليسار، فإن الاحتجاج على “ثقافة الإلغاء” يأتي غالباً من فئات يمينية، بالرغم من أن قسماً من اليسار الراديكالي يتمسّك بشدة بحرية التعبير السلمي غير المحدودة. وأبرز اليساريين المدافعين عن حرية تعبير غير مقيّدة بأي قيد، نعوم تشومسكي، وهو من أكثر الناس تمسّكاً بالتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة (يعود تبنّيه إلى عام 1791) الذي يُلزم الكونغرس بعدم إصدار “أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحدّ من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف”.والحقيقة أنه، إذا صحّ أن بعض الجماعات الصغيرة المتشدّدة المنتمية إلى الأصناف المذكورة أعلاه تغالي في تشنجّها إزاء الآراء المضادة إلى حدّ النزوع إلى منع التعبير عنها في الساحة الجامعية، فإن التهديد الأكبر لحرية التعبير في الدول الغربية يأتي من اليمين، وهذا ليس من خلال نشاط جماعات قاعدية من الطلبة وسواهم، بل من خلال تأثير الجماعات اليمينية على الحكومات.هكذا فبين أخطر ما يتهدّد حرية التعبير في الدول الغربية اليوم، توجُّه حكومات عديدة إلى الرضوخ للضغط الصهيوني، أو تبنّي قضيته بحسب قربها من الصهيونية، بحيث تسعى إلى فرض تعريف معاداة السامية الذي وضعه “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” والذي يصوّر الرأي المضاد للأيديولوجيا الصهيونية وكأنه من وحي عرقي معادٍ لليهود، بينما هو مدفوع في الحقيقة برفض الاستعمار والتمييز العنصري. فإن تبنّي التعريف المذكور قد يؤدّي إلى منع التعبير عن آراء مناهضة للاضطهاد الصهيوني في وسائل الإعلام أو في الجامعات، وهذا المنع لن يكون من خلال التظاهر القاعدي كما في حال ما يسمّى “ثقافة الإلغاء”، بل بواسطة السلطة والقانون. لذل فإن “ثقافة الإلغاء” اليمينية في الغرب أخطر بكثير من مرادفها اليساري، إذ هي مفروضة من فوق بقوة السلطة خلافاً لما يسعى بعض النشطاء إلى فرضه من تحت بواسطة النشاط المعارض.ليس سلمان رشدي سوى الأحدث في قائمة طويلة من النماذج الأخيرة، قائمة ضحايا “ثقافة الإلغاء” السائدة في بلداننا الذين طالتهم يد الإلغاء في المهجروالحقيقة أن ثقافة الغرب الليبرالية العريقة (والمقصود هنا الليبرالية السياسية وليس الليبرالية الاقتصادية، وهما منفصلتان تماماً بعكس ما يدّعي أنصار الثانية) إنما هي حاجز أساسي أمام “ثقافة الإلغاء” اليمينية، لاسيما باستنادها إلى أحكام دستورية على غرار التعديل الأول الأمريكي. فإن محاولات الصهاينة كمّ أفواه أنصار القضية الفلسطينية في الغرب يحدّها كثيراً ضعفها أمام المحاكم، إذ إنها مساعٍ تتعارض بصورة صارخة مع أحكام حرية التعبير على غرار التعديل الأول. لذا نرى أنصار القضية الفلسطينية يلجؤون إلى المحاكم في وجه م ......
#“ثقافة
#الإلغاء”
#منطقتنا:
#رشدي
#أحدث
#نماذجها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765617
الحوار المتمدن
جلبير الأشقر - “ثقافة الإلغاء” في منطقتنا: ليس رشدي سوى أحدث نماذجها